جاءت تسير على أهداب أشعاري
تدنو تهدهدها أنات قيثاري
العطر نكهتها والسحر ضحكتها
والرقص خطوتها يا بؤس أقداري
قالت أحبك قلت الحبُّ يانغمي
نار وأخشى عليك الخوض في النار
لا لن تكوني لقلب جاع مائدة
صوني صباك فما أرضاك للعار
لاتكبريني كأني في الهوى ملك
أنا الصغير وإن أدمنت إكباري
لا لن تكوني لقلبي لعبة أبداً
ولا أريدك قرباناً لأوزاري
هذا البريق الذي أغراك من ألقى
ألهاك أن تلحظي حزني وأكداري
انا ابن خمسين لا تنسي ..يقربني
الى النهاية .. ما اقبلت .. ادباري
شاخ الزمان على قلبي فأوهنه
وأخرس الدهر قيثاري ومزماري
الحزن في أضلعي غاصت أظافره
واستوطن السهد أحداقي وأنظاري
سيري دعيني ولا تأسي على رجل
أفضى به اليأس من دنياك للنار
لا لن تكوني لروضي زهرة عبقت
بالعطر كم ذبلت بالشم أزهاري
عُذْري إليك فما استبقيت من جسدي
غير الفُتات وقد أفنيت أعماري
أودى اغترابي بأحلامي وبدّدها
واستنفذ العمر بحثاً عنك ،أسفاري
بحثت عنك طويلاً والصِّبا عبق
وأنهر الحب تروي حرف أشعاري
فما وجدتك إلا والصبا مزق
وزهرة الحب قد جفت بأشجاري
أنا أحبك في يأس يعذبني
وسوف أحميك من طيشي بإيثاري
ولن أراك وان أضنت سرائرنا
رعونة الحب أو أبكاك إصراري
وسوف أرحل لا أدنو إلى بلد
أراك فيه فلا تسْتوْحِ أخباري
أنا أحبك حبا عاش في خلدي
حتى سكنت واستوطنت أفكاري
فخضت حبك كالأعصار مندفعاً
حتى رآك على عيني سمَّاري
تدنو الفراشات من ناري فأحرقها
وقد دنوت فكنت الوهج للنار
لمِّي جراحك لن أنساك يا قدري
مهما نأيت ومهما طال مشواري
إني أراك ملاكاً لن أدنــِّسه
لانزوةً عبرت في كهف أسراري
وسوف أبكيك مهما طال بي أجلي
ودمَّرت الحزن آصالي وأسحاري
هذا مصيري ولا منجاة من قدر
لا شيء يمكنه تغيير أقداري
للشاعر السعودي يحيى حسن توفيق
توقفت عند هذا البيت
تدنو الفراشات من ناري فأحرقها
وقد دنوت فكنت الوهج للنار