الصحابي الجليل جليبيب رضي الله عنه
قصة الصحابي الجليل جليبيب رضي الله عنه
هو عبد قصير ، أسود ، أفطس ، فقير ، دميم
ليست له أسرة معروفة ، ليس عنده مال
ولامنصب ، ولاشيء ، فقير ، رث الثياب ، دميم
الخلقة .
حسن الخلق ، وكانت فيه دعابة ، وكان عزبا يشرب
بكفيه من المياه الجارية أو يغترف من الآبار ، يأكل
كسرات خبز إن وجد ، فإن لم يجد يطوي صائما
ينام وفراشه الأرض ولحافه السماء ، وليس له
من مخدة إلا نعليه في فناء مسجد النبي ﷺ.
مر يوما والنبي ﷺ جالس بين أصحابه ، ينظر إلى
هذا الرجل "أي جليبيب" بهذه الحالة !
ثم نادى به ﷺ وقال : يا جليبيب ألا تتزوج ..؟
فقال جلبيب : يا رسول الله ومن يزوج جليبيبا
في الدنيا ولا مال لي ولا جاه !!
اذهب لبيت فلان الأنصاري واخطب ابنته ، وقل
أرسلني رسول الله ويقول لكم زوجوني ابنتكم.
كانت الفتاة من أجمل نساء الأنصار .
فذهب جليبيب إلى بيتها وقال يسلم عليكم رسول
اللهﷺ ويقول زوجوني ابنتكم.
فقال الأب : يا جليبيب وكيف وأنت لا مال لك
ولا جاه؟
فخرجت الفتاة تصرخ بوالديها : أتردان رسول
رسول الله ؟
والله إني قبلت به زوجا.
ويوم عرسهما إذ بمناد ينادي للجهاد
فيخرج جليبيب ويترك عروسه
وبعد انتهاء المعركة سأل الرسول ﷺ الصحابة
أتفقدون أحدا ؟ .
فيعددوا الصحابة كل من فقد إلا جليبيب ، فيقول
الرسول -ﷺ- ألا تفقدون حبيبا؟
قالوا من؟
قال أفقد حبيبي جليبيب، فاذهبوا تحسسوا
من أمره .
وإذ به مستشهد وقدقتل سبعة من الكفار ثم قتل.
فيقول الرسول ﷺ "أنت مني وأنا منك، أنت مني
وأنا منك"،ثم أشاح عنه برأسه ﷺ يمينا وقال :
أتدرون لم أشحت بوجهي يمينا ..؟
قالوا: لم يا رسول الله ..؟
قال ﷺ : والله رأيت زوجاته من الحور العين
يتسابقن إلى احتضانه ، وأعرفه رجلا غيورا
فأشحت بوجهي حتى لايغار ..
ثم تربع النبي ﷺ جالسا بجانب هذا الجسد ، ثم
حمله ، ووضعه على ساعديه وأمرهم أن يحفروا
له قبرا.
فيجعل ذراعيه ﷺ سريرا له حتى يحفر قبره.
اللهم اجعلنا مثل جليبيب منسي في الأرض مذكور
في السماء.
مسند الإمام أحمد 📚
صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة