ا شك أن التجارب التي تمر بها هي أحد مصادر هذا التميز؛ فكل شيء فعلته في حياتك يتم تسجيله في ذاكراتك الواعية، كما يترك بصمة أيضا على جهازك العصبي. إن كل ما تراه، أو تسمعه، أو تلمسه، أو تتذوقه، أو أن تشمه يتم تخزينه في ذاكرة المخ الضخمة .
هذه الذكريات، سواء تلك التي نعيها أو التي لا نعيها، تسمى المرجعيات ونحن في الحقيقة نستمد من هذه التجارب التأكيد اللازم لمعتقدتنا بما في ذلك أهم المعتقدات من أنفسنا وقدراتنا.
ما هي التجارب التي ساهمت بقوة في تشكيل حياتك عزيزي القارئ الكريم؟
في إحدى ورش العمل التدريبية المتخصصة[1] وفي بداية الورشة – طلب المدرب من المشاركين في تلك الورشة التدريبية - ملء استمارة استقصاء شاملة تتضمن سؤلاً عن التجارب الخمس التي يعتقدون أنها شكلت حياتهم بصورة مؤثرة .! الشيء المذهل في اجاباتهم أن عدد كبير منهم خاض التجارب نفسها (المرجعيات) ولكنهم قاموا بتفسيرها بطرق شديدة الاختلاف، ومن ثم أصبحت حياة كل منهم مختلفة تماماً عن الآخر اليوم.
مثلاً كان هناك رجلان فقد كلٌ منهما والديه في عمرٍ مبكرٍ أحدهما استخدم هذه التجربة كسبب لعدم الارتباط العاطفي الوثيق والانغلاق على نفسه والانعزال عن الآخرين، بينما أصبح الآخر واحداً من أكثر الناس انفتاحاً على الآخرين، ويتميز بشدة الحساسية لعواطفهم. ليست التجارب إذن هي تلك التي تشكل حياتنا وحدها، ولكن – مرة أخرى - تلك المعاني التي نفسر بها هذه التجارب هي التي نؤثر في حياتنا.
ليس هناك أي شك في أنك حقاً المصمم الرئيسي لتشكل حياتك – بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى، وسواء تحققت من ذلك أم لا ؟ إلا أن يشاء الله سبحانه وتعالى.
تأمل كل تجاربك وابسطها أمامك كفراش السرير المزخرف، حيث تضيف إليه خيطاً جديداً كل يوم .
هل تستخدمه لتصنع ستائر تختفي وراءها، أم أنك تصنع منه بساطاً سحرياً يحملك إلى السماء؟ أم أنك تُعيد تصميم رسوماته بدون إدراك حقيقي منك وتجعل تلك الذكريات التي تمنحك القوة والسعادة في مركز الوسط من التصميم؟
الآن... آن الأوان لأن تكتب في ورقة صغيرة ( خمس )
تجارب أثرت بشدة في شخصيتك. صف التجربة أو الحدث واشرح كيف أثر فيك.
إذا توصلت إلى أي شيء له تبعات ونتائج سيئة فقم على الفور بإعادة تفسيره بصرف النظر عما قد يستغرقه ذلك.
وهذا قد يتطلب بعض الإيمان، أو رؤية ثاقبة جديدة لتفسيرٍ لم يخطر ببالك من قبل .
فقط تذكر أن هناك قيمة لكل تجربة إنسانية مررت بها.