الإنسان الخجول قد يحقق نجاحا ملحوظا في محيط العمل،أما على صعيد الحياةالاجتماعية، فتفيد الدراسات الطبية العديدة التي تناولت هذا الموضوع، بأن حوالي 15 إلى
20% من الخجولين يعانون من مرض الوحدة بسبب العزلة التي يفرضونها على أنفسهمباعتذارهم عن قبول الدعوات لتحاشي مواجهة التجمعات، في حين أن 80 * 85% منالخجولين يعانون فقط من اضطرابات نفسيةداخلية قد لا يلحظها أحد بسبب الصراعالنفسي للتغلب على الخجل والتصرف بشكلعادي.
هذا وحول الموضوع ذاته فإن هناك أعراض تطرأ على الإنسان الخجول أوالمريض بداءالخجل عند مواجهة المواقف فإذا كنت تشعر بالخوف وقلبك يتسارعكلما دخلت إلى مكانعام فيه أشخاص غرباء أو عند دخولك لحفلة حيث يصيبك شعوربالخجل وتشعر أن الناسيراقبونك، الخبر الجيد انك لست وحدك التي تشعر بهذا الشعور فالكثير من الأشخاصيشعرون بنفس الشعور وبنفس الأعراض بمجرد دخولهم إلى مكان عام.
الخبر السيئ أن هذا الشعور إذا لم يتم التغلب عليه فمنشأنه أن يؤدي بك إلى العزلةبحيث يتطور لديك شعور بعدم الرغبة في الخروج من البيت ولا حتى إلى العمل.
يضيف علماء السلوك أن واحد من كل أربعة أشخاصلدية درجة معينة من الفوبياالاجتماعية وتعرف بأنها رد فعل غير منطقي تجاه وضع اجتماعي غير مؤذي.
الخطوة الأولى للحل هي أن تدرك انك لست وحدك منتشعر بهذا الشعور معرفتك لهذاالحقيقة ستسهل عليك الكثير، فمعظم الناس يضعون قناعا اجتماعيا عندما يقومونبالخروج إلى الحياة العامة بحيث يقومون بالتصنع ولو على مستويات مختلفة.
النقطة الحساسة هي أن لا تنظر لنفسكعلى انك خجولة و بأنك لا تستطيع التفاعل معالوسط المحيط، لأنك بذلك تعطين إشارات واضحة للأشخاص المحيطين بك حول كيفيةالتعامل معك.
لذلكابدئي بالاعتقاد انك واثق جدا بنفسك بحيث يظهر ذلك من خلال التعامل مع الناس،هذا سيؤدي إلى أن يتعامل معك المحيطين بمزيد من الاهتمام. كذلك منالمهم جدا أنتتحدي خوفك وان تتقدمي و تتكلمي مع الغرباء وفي كل مرة ستكونين اكثر ثقة من المرةالسابقة.
ولكن ومن جهة ثانية، ماذا عن الشخص الذي يحمر من الخجل، يرتجف أو يتصبب عرقابسبب كافة ما يواجهه في الحياة؟ ما إذاكان عقلك مليئا بالشكوك بشكل متزايدا ؟ ماذايكون الحال عليه إذا كان الشخصلديه هوس حول ما يفكر الآخرون نحوه مما يجعله يفقدعمله أو حتى يمتنع عن الزواج؟إن ذلك يشير إلى أن هذا الشخص مصاب باضطراب "القلق الاجتماعي" وهو حالة عقليةيشخصها الأطباء.
وعلى الرغم من أن كثيرين من الناسربما لم يسمعوا عن هذه الحالة من قبل ولكنها تؤثرعلى نسبة عاليةمنهم.
وتتوق شركات الأدوية إلى توسيع أسواقها من خلال إلقاء الضوء على هذه الظاهرة وترويجأدوية معينة لعلاجها.
ويعتبر اضطراب "القلق الاجتماعي" أكثر من مجرد حالة من الخجل . ونظرا لان الحالةشديدة ومتواصلةفإنها قد تجعل الناس يشعرون بأنه لا قيمة لهم ويفتقرون إلى القوةللتقدم إلى الأمام في حياتهم.
ويبدو أن الاضطراب مثل باقي الحالات التي تصيب الإنسان ينجم عن مزيج معقد منالعوامل الجينية (تنتقل في العائلة) والبيئة التي قدتشمل الترعرع مع أبوين قلقين أواستفزاز مستمر من قبل الزملاء في الدراسة .
ولا أحد لا يعرف ذلك بالتأكيد. لكن التكنولوجيا الحديثة تساعد العلماءحاليا على تحديدالتغيرات التي تتحدث في الأدمغة القلقة من الناحيةالاجتماعية وباستخدام التصويربالرنين المغناطيسي mri
.
وجد الدكتورموري ستين من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو أنه حين يشاهد الأشخاصالمصابون بالحالة صورا لوجوه عابسة، تستثار مراكز الخوف في أدمغتهم بشكل أكبرمنالأشخاص العاديين.
ويبحث ستين حاليا بشكل أعمق لرؤية ما إذا كانت هذه المراكز نفسها تعلم بشكل مفرط أوما إذا كانت المشكلة تبدأ حتى بشكل مبكر قبل معالجة الخوف.
ولا تزال الناحية الاجتماعية تسبب موجة من الأعراضمثل ضيق الصدر، تذبذب الوزن،القلق الشديد حول رأي الناس في المصاب بالحالة.
وقد ثبت أن علاج السلوك الإدراكي ساعد المصابين في محاربة الحالةالتي يشكون منها و الخروج من البوتقة التي حوصروا داخلها.
كذلكتساعد بعض الأدوية في علاج المرضى مثل مضادات الاكتئاب والقلق وعلى الرغممنذلك فإن الخبراء يعكفون حاليا على تقديم المساعدة لمن يحتاجها. وبدورهفإنالاضطراب المدمر في حد ذاته يمكن أن يؤدي بالمريض إلى الإحباط وإساءةاستخدام الأشياء .