هذه القصة مأخوذة عن الأدب العالمي، ولكن بتصرف؛ لنأخذ منها العظة والعبرة، فهناك كثير من الناس يدفعون أثمانا باهظة ï»·شياء ليس لهم فيها أي ذنب.. وهذه القصة تجسد نوعا من حكم الإنسان المتسرع على أخيه الإنسان دون أن يعمل عقله أو يتريث.
في أول يوم للدراسة
دخلت المعلمة الصف الخامس الابتدائي، وبعد أن ألقت نظرة سريعة على التلاميذ قالت: إنني أحبكم جميعا، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذا يجلس في الصف الأمامي، وعرفت أن اسمه عصام، حيث لاحظت المعلمة أن ملابسه دائما متسخة، وبلغ بها الأمر أنها كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط وتضع عليها علامات خطأ، وبعد ذلك تكتب عبارة (راسب).
وفي يوم ما طلبت إدارة المدرسة من المعلمة مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ، وبينما كانت تراجع ملف عصام فوجئت بشيء غريب!!
كتب معلم عصام في الصف الأول:
"عصام طفل ذكي ونظيف ويتمتع بروح مرحة، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق".
وكتب عنه معلمه في الصف الثاني:
"عصام تلميذ نجيب، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال".
وكتب معلم عصام في الصف الثالث:
"كان لوفاة أم عصام وقع صعب عليه، وعلى الرغم من ذلك بذل عصام أقصى ما يملك من جهود، ولكن والده لم يكن مهتما".
وكتب معلم عصام في الصف الرابع:
"عصام تلميذ منطو على نفسه".
عندئذ أدركت المعلمة المشكلة، فشعرت بالخجل والاستحياء من نفسها على مابدر منها تجاه عصام ذلك الطفل اليتيم الذي فقد حنان وعطف ورعاية الأم.
وتأزم موقف المعلمة، عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الأم ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق، ولكن هدية عصام التي قدمها لها كانت ملفوفة بإهمال، وفي ورق رديء.
وتألمت المعلمة أكثر عندما فتحت هدية عصام، ووجدت فيها عقدا رخيصا، وزجاجة عطر ليس فيها إلا ربعها، فعبرت المعلمة عن إعجابها الشديد بهدية عصام، وبجمال ذلك العقد، ثم لبسته في عنقها، ووضعت قطرات من العطر على كفها.
في ذلك اليوم لم يذهب عصام بعد الدراسة إلى منزله كما يفعل زملاؤه، بل انتظر قليلا ليقابل المعلمة، وقال لها:
"إن رائحتك اليوم هي
رائحة أمي!!".
ومنذ ذلك اليوم حرصت المعلمة على أن يجد عصام فيها الأم قبل المعلمة، وبمرور الوقت أصبح عصام أنجب تلاميذ الفصل.
قال الله تعالى
"فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ "الضحى\9.