بدأ ظهور
الأشكال المنحنية في الديكور الداخلي، وتصميم المفروشات، في القرنين السادس عشر والسابع عشر، مع حركة حداثة منتصف القرن، تحديداً. لكن، تراجعت
الأشكال المذكورة في القرن العشرين، لصالح الخطوط المستقيمة، التي واكبت الطرازين "المودرن" والمعاصر. راهناً، جعلت جائحة "كورونا" الناس يعيشون مراحل عصيبة، منغلقين في دواخل منازلهم، فزادت الرغبة بتعزيز الشعور بالراحة والسهولة في المنزل.. فكانت
الأشكال المنحنية من تبعات موضة الديكور المتغيّرة.
يُشعر استخدام الخطوط
المنحنية في الأثاث والديكورات ساكني المنزل بالراحة والنعومة والانسيابية، لأن
الأشكال المذكورة تقرّب الناس من الطبيعة غير المستقيمة عناصرها، كما تشابه جسم الإنسان.
المساحات الكلاسيكيّة والعصريّة
توضّح مهندسة الديكور سارة خميس لـ"سيدتي" أن "الخطوط
المنحنية ليست حكراً على المساحات "المودرن" والمعاصرة، بل هي تبرز في كل الطرز، كالكلاسيكيّة منها، حيث تتجلّى في الأقواس وواجهات المباني الخارجيّة". وتلفت إلى أن "الخطوط
المنحنية في دواخل المنزل تبدو جذّابة وترحيبيّة، وهي تجعل النظر إليها يطول، بعيداً من الضوابط والقيود، كما تلفت الانتباه إلى نقطة محورية أو ميزة معينة في الفراغ.
المفروشات ذات
الأشكال المنحنية
لناحية المفروشات، هناك الصوفا منحنية الشكل، والمُسمّاة crescent sofa أو conversation sofa، لأنها تعزّز التواصل بين الجالسين، بالإضافة إلى الكراسي المزوّدة بقواعد دائرية، الكراسي التي تمثّل قطعًا عمليّة، بالمقارنة مع العادية منها، لا سيما حين يتوزّع زوجان من الكراسي مائلان، في إطار الوصل بين مساحتين. أضف إلى الأمثلة عن المفروشات المذكورة، حفّز الشكل المنحني المصمّمين على الإبداع.
في المساحة الواحدة، لا بدّ من دمج القطع ذات الخطوط
المنحنية بالقطع مستقيمة الأشكال، بغية تحقيق التوازن البصري في المساحة، علماً أن المنحنيات تعكس الذوق الأنثوي والنعومة، بخلاف
الأشكال المستقيمة التي تفرض الجدية والصرامة. لتحقيق التوازن في الديكور، يمكن انتقاء أريكة منحنية يهيمن أي لون حيادي عليها، مع الطاولات والمقاعد مستقيمة الأشكال
قطع "فنّية"
سؤال المهندسة سارة عن مدى صحّة الربط بين المفروشات
المنحنية والمساحة الفسيحة، تجيب عنه قائلةً إن "الغرفة الضيّقة تستوعب حضور الأثاث المنحني، عند اختيار قطعه بالتناسب مع حجم المساحة". وتضيف أنّه لا بد من إظهار قطعة المفروشات منحنية الشكل من كل جوانبها، بعيداً من جعلها تتكئ إلى الجدار، بل ترتب القطعة في مكان وسط الفراغ المعماري. وتصف المهندسة سارة المفروشات ذات
الأشكال المنحنية بـ"القطع الفنّية والوظيفيّة، في آن واحد"، وتقول إنّها "تضيف البهجة والحيوية إلى الفراغ".
لا يقتصر حضور
الأشكال المنحنية على قطع المفروشات، بل هي تدخل في تصميم الأسقف من خلال الأعمال الجبسيّة راهناً، مع الإشارة إلى أنّه في العصور القديمة كانت معظم
الأشكال عبارة عن أقواس وقبب، ثمّ ما لبثت أن اختفت، وعادت للظهور ثانية في عصر أنطونيو غاودي، المهندس الإسباني الفذّ، الذي استوحى كل تصاميمه من الحياة البحرية والخطوط
المنحنية التي شاركت في تصميم الجدران والفواصل أيضاً. كما صمم طاولات الكونسول وفق أشكال منحنية.
أضف إلى ذلك، تروج أيضاً قطع السجاد المزينة برسومات وخطوط مائلة عاكسة هذا الاتجاه، كما تصمّم الأسرّة بصورة تبدو جوانبها مائلة، مع إبراز ذلك عن طريق البعد عن اختيار مفرش يغطي كامل حجم السرير أو وضع الأريكة على حافة السرير.
في الحمّام، يبدو الشكل المائل عن طريق حوض الغسيل (أو حوض الاستحمام) البيضوي الناعم.