أنواع
الأساليب في
اللغة العربية
اللّغة العربيّة
تَرتبط اللّغة بحضارات الأمم وثقافاتها، وتُعتبر الوعاء الحاضن لها والسّبب الرئيسيّ في تقدُّمها ورِفعتها وانتشارها، وهي الوسيلة الرئيسيّة في التّواصل بين الشّعوب، والتّعبير عن احتياجاتهم ومشاعرهم. تُعرف اللّغة بقول ابن جِنيّ: (اللغة أصوات يُعبّر بها كلّ قوم عن أغراضهم، وتتميّز العربيّة عن غيرها من اللّغات ببلاغتها، وكثرة مُفرداتها، وتنوّع أساليبها).
أساليب اللّغة العربيّة
هناك الكثير من
الأساليب المُستخدَمة في اللّغة العربيّة، ممّا يُعطيها رونقاً وجمالاً خاصّاً بها ويُميّزها عن غيرها من اللّغات، ومن هذه
الأساليب ما يأتي:
1- أسلوب النداء: يُعرف النّداء بأنّه توجيه الكلام للمُخاطَب وغالباً يأتي من بعد النّداء أمر أو نهي، وأشهر حروف النّداء هو (يا) و(آ)، و(أيا)، و(هيا)، وهذه الأحرف تُستخدم للنداء البعيد، بينما (أ)، و(أي) يُستخدَمان في النّداء القريب، ومن الأمثلة على أسلوب النّداء: يا محمد لا تركض، أيا أحمد لا تفعل هذا ، ينقسم أسلوب النّداء في الجملة إلى حرف النداء، والمنادى.
2- أسلوب الاستغاثة: الاستغاثة هي نداء شخص لمُساعدة غيره عن طريق استخدام حرف النداء (يا)، وزيادة لام مفتوحة بعدها ولام مكسورة لأول المُستغاث له، مثل: يا لمحمدٍ لغيثٍ، بمعنى نداء محمد لإغاثة غيث.
3- أسلوب الأمر: ويُعرَف الأمر في اللّغة بأنّه وجوب فعل المأمور، ويكثر هذا الأسلوب في القرآن الكريم، ومن الأمثلة عليه قوله تعالى: { فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }.
4- أسلوب المدح: يُستخدم للتّعبير عن الإعجاب بشخص ما أو بفعل ما، وتكون جملة المدح جملةً إنشائيّةً، ويكون فعل المدح في الجملة فعلاً ماضياً يليه فاعلٌ ثم الاسم المُخصّص بالمدح. من أدوات أسلوب المدح: نِعم، وحبّذا. ومن الأمثلة عليه: نِعمَ الحافظُ أحمد.
5- أسلوب الذمّ: للتّعبير عن عدم الإعجاب بشخص ما أو فعل ما، وهو عكس المدح، ومن أدواته: بئس، ولا، وحبّذا، وساء. من الأمثلة عليه: بئس السّلوك الكذب.
6- أسلوب التّحذير: لتنبيه المُخاطب على أمرٍ قد يقع له شرّ من وراء أو التّنبيه من فعل قد يَمسّه بسوء. من الأمثلة على هذا الأسلوب: الزّجاج الزّجاج!؛ أي احذر الزّجاج. وقد استُخدِم التّكرار في هذه الجملة للتّحذير. من أساليب هذا الأسلوب استخدام الكلمات إيّاك، وإيّانا، وإيّايَ، وإيّاهُ.
7- أسلوب الإغراء: لتشجيع شخص ما لتنفيذ فعل جيّد، ومن أمثلته: الاجتهاد الاجتهاد!، ولا يجتمع هذا الأسلوب مع كلمة (إيّا)؛ لأنّها تُفيد التّحذير. يتكرّر في هذا الأسلوب التّكرار والعطف والإفراد.
8- أسلوب الإباحة: وهو تخيير المُخاطَب بين فعل الأمر من عدمه، ويتمّ استخدام هذا الأسلوب عن طريق ألفاظ دالّة على الإباحة، وألفاظ دالّة على نفي الحَرَج، أو باستخدام (أو) و(إما). من الأمثلة عليه: ارفع الكرسيَّ أو الطّاولة، إمّا أن تنجح أو تترك المدرسة.
9- أسلوب التعجّب: للتّعبير عن الاستغراب والشّعور بالدّهشة من شخص ما أو فعل مُعيّن، ويُستخدَم لاستهجان أمرٍ ما أو استعظامه. من الأمثلة عليه: ما أعظم السّماء! أو يا للعجب، ما أجمل السّماء هذه اللّيلة! ومن المُمكن التعجّب بالنّداء أيضاً، مثل: رؤية شيء عظيم فتتمّ المُناداة باسمه كقول: يا للشمس! ويمكن التعجّب بالنّداء كقول يا للاطباء! عند استعظام أمر الطّب والتعجّب منه.
10- أسلوب النُّدبة: وهو أسلوب البكاء والنّدب على الميّت وذكر خصاله الجيّدة. ومن الأمثلة عليه: وامُصيبتاه! غالباً ما يبدأ هذا الأسلوب باستخدام (وا) .
11- أسلوب النّهي: وهو نهي الشّخص عن القيام بأمر مُعيّن، ولأسلوب النّهي عدّة أنواع، هي: النّهي باللفظ، مثل: إنّي أنهاك عن قول الكذب يا أحمد، والنّهي بـ(لا تفعل)، مثل: (وَلَا تَقْرَبَا هَظ°ذِهِ الشَّجَرَةَ)، والنهي بصيغة الاستفهام مثل: لا تخف.
12- أسلوب القَسَم: لتأكيد المعلومة، ومحاولة إقناع المُخاطَب بها، ومعناه الحلف واليمن
- من أدوات القسم: حرف الباء، والواو، والتاء، واللام، والميم المكسورة.
- من أمثلته: ورَبّ من رفع السّماء وخلق الأرض، أو تالله ما أبرح حتّى أبلغ النّجاح. تتعدّد
أنواع القسم في اللّغة العربيّة، ومنها: قسم السّؤال مثل: بالله لتفعلنَّ، وقسم الإخبار مثل: والله إني لكاذب.
13- أسلوب التّشبيه: لتوضيح الصّور والجمل وتجميل المعنى وتعميقه، وقد اشتهر استخدامه في آيات القرآن الكريم، ويُعرَف التّشبيه في اللّغة بأنه المُماثَلة، ويُستخدَم في القرآن الكريم.
- أركان التّشبيه في
اللغة هي: أداة التّشبيه (الكاف، كأن)، والمُشبَّه، والمُشبَّه به. وينقسم التّشبيه إلى عدّة أقسام هي: التّشبيه البليغ، والتّشبيه الضمنيّ، والتّشبيه التمثيليّ. من الأمثلة على التّشبيه في القرآن الكريم قوله تعالى: (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ)، وقوله تعالى: { كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ }.
خصائص العربيّة وميزاتها
تتميّز اللّغة العربيّة بالكثير من الخصائص والميزات منها ارتباطها بالوحي، وتُعتبر من اللّغات الثابتة، وتعهَّد الله عزّ وجلّ في كتابه الحكيم بحفظ القرآن الكريم، وبالتّالي ستُحفَظ العربيّة معه إلى يوم الدّين. تتميّز العربيّة بأنّها من أكثر اللّغات بلاغةً وفصاحةً ورقيّاً في التّعبير، وهي المُستودَع الحافظ لتراث الأمة العربيّة والإسلاميّة ومنتوجها الثقافيّ عبر الزّمن، وتُعتبر اللّغة العربيّة هي أكثر اللّغات غزارةً في مُفرداتها.
تمتاز أيضاً العربيّة بأنّها لغةٌ فصيحة؛ أي لغةٌ نقيّةٌ وغير مُعقّدةٍ لفظيّاً، ومن مميّزاتها أيضاً احتوائها على التّرادف؛ وهو أن يدلّ عدد من المُفردات على نفس المعنى، واحتوائها على علم العَروض الشعريّ الذي وضع أسَّسه الفراهيديّ لتنظيم أوزان وبحور الشّعر العربيّ، وجعله علماً قائماً بحد ذاته، ويجب على من يريد تعلُّم الشّعر أو أن يُتقنه أن يكون مُلمّاً به بشكل كامل، ومن أكثر مُميّزات اللّغة العربيّة التي تُعطيها طابعاً خاصّاً هو كثرة عدد مفرداتها، فهي اللّغة الأكثر احتواءاً على المُفردات في العالم، وتمتاز مُفرداتها بالتّخفيف؛ أي أنّ أصول كلماتها وجذورها ثلاثيّةٌ ثمّ رُباعيّةُ ثمّ خُماسية.