كتبت لك ليلة البارحة وأرسلت كثيرًا.. كل الرسائل لم تصل.. ولم أجد بدًا من أن ألِحَّ على أرقام الهاتف علّها تحنو بنبرتكَ الـْ تغسل قلقي!
لا أنت ليلَتَها فعلْتْ.. ولا المطرْ!
في الصباح حاولتُ أن أهدأ.. لا جدوى!
متوترة وخائفة ومنزعجة من كل ما حولي.. وأخيرًا عطفَتْ عليّ إحدى رسائلي وركبت جناح الأثير إليك..
طوال المساء.. بقيت أقلّّبُ رسالتك اليتيمة في طيفِ إبتسامةٍ وفرح!
ويعاودني القلق.. وكلّ مرة أعود لأملأ عينيَّ من كلمتين: سأكون بخير!
فليت الرسائلَ تحملك معها لأكونَ بخير!
أقضّي الوقت بأعمالي الكثيرة.. صوت غسّالة الأطباق من هنا.. وصوت غسّالة الملابس من هناك.. والنشّاف أيضًا..
مِنْفَضَةُ الغبار.. الأغطية التي سأرتبها على الأسِرَّة.. الملابس المكدّسة في غرفة الغسيل تنتظر دورَها لترقد في الخِزَانات.. الخبز في المحمصة.. والماء الذي سأعبئه في قنينة البرّاد..و.. و..و..
المهمّ أنّها أشياء تقصم ظهري.. والوقت.. والقلق..!!
وتنتهي بي إلى رائحة الكبريت وأنا أشعل الشمعة الفوّاحة وأسكب فيها الزيت العطريّ برائحة اللوتس والبنكبيبر.. وكوب النعناع الذي تجمّد بجوار الأريكة.
مازلتُ أعتقد عبثًاً أنّ العطر وشراب النعناع الساخن يخفّفان الشعور الطاغي بالقلق.
متأخرًا جدًا..
خاتلت الليل ليتقضّى بعيدًا عنك..
دخلت مخدعي وأنا أعلم أنّي لن أنام، عدت إلى المغسل..وضعت القليل من الغسول المقشّر على أطراف أصابعي..ورحت أغسل به وجهي.. ولم أزل أطالعني في المرآة ولا أراني..
بدا لي أنّ الغسول جفّ على وجهي وأنا لم أزل أتفحّصك في المرآة..
وبسرعة.. أتممت هذا القرف اليوميّ بالكريم المرطّب، كما وضعت القليل من ذلك الهلام في الأنبوب حول عينيّ كيلا أستيقظ بهالات داكنة.. وجفنين متورمين
.. لا أدري لماذا حين أتذكّرك.. أهتمّ كثيرًا بأن أبقى جميلة ونضِرة!!
كأنّما أخبّئ لك المتبقّي من شبابٍ أتلفه الانتظار!
حملت هاتفي.. ومحاولةٌ أخرى بك.. في محاولة أخرى للنوم..
حسنًا.. سأبعث رسالةْ!!
لكنّي حين فكرت أن أكتبها في الحديقة.. داهمني المطر عند الباب..
خرجت رُغم كل شيء.. وتركت الماء يبللني تحت السماء التي تسقف بيتك الآن!
بدّلت ملابسي.. وعدت لأكتبها في حجرتي وأنا أراقب المطر خلف زجاج النافذة!
كانت الساعة تجاوز الواحدة صباحًا إذ ذاك..
متوتّرةْ
نزلت.. ثمّ..
صعدت لحجرتي ثانيةً.. وجئت أكتب كل ما أحاول الإحتفاظ به لنفسي دون جدوى الصمت
فمتى تنتهي هذه الأعمال والأسفارْ؟؟
لقد طلع الفجر منذ ربع ساعة تقريبًا..
لن أنام.. حتى تعود لي..
ليس أمامي خيارٌ آخر.. هكذا.. بطريقة مجنونة جدًا.. أحبك.
زوجتك
الكاتب: عبير محمد الحمد.
|
|
|
|