متلازمة الفم الحارق (المسمًّية أيضاً بألم اللسان[1]، أو ألم الفم[2]، أو تَنمُّل الفم[3]، أو حُرّاق اللسان[3]،
أو وجع الفم[1]، أو اللسان المحروق[4]، أو حُرّاق الحُفرة الفَميَّة[3]، أو اللسان القارِح[3]، أو متلازمة الفم
الحارِق[5]، أو الفم الحارِق[3]، أو الفم القارِح[6] هي الشٌّعور بحُرقة بالفم بدون سبب طبّي مُحدَّد أو
معروف وبدون وجود عَلامات لأمراض بالفم[3]. قد يُلازم متلازمة الفم الحارِق جَفاف الفم (جفاف للفم
بدون سبب واضِح مثل تَدَفُّق لُعابي مُخَفَّض) وتَنَمُّل بالفم (شعور بالنَّخز) وتَغيُّر في حاسَّة الشَّم أو التَّذوُّق
(خَلَل الذَّوق وخَلَل الشَّم)[3].
مُمكن للإحساس بالحَرق بالفم أن يكون عَرَض لأَمراض أٌخرى. في حال وجود عوامِل موضِعيَّة أو جِهازيَّة لا
يُعتَبَر المَرَض مٌتلازِمة الفم الحارِق[3]؛ لأَنَّها وبِكٌل بساطة مُتلازِمة لِأعراض غير مُفَسَّرة طِبيّاً[1]. تُعرِّف الجمعيَّة
العالميَّة لدِراسة الألم مُتلازِمة الفم الحارِق على أنَّها " مرض تشعر عند الإصابة به بالحَرق بالفم أو بألم
مشابه للحرق بشكل مٌتواصِل، مع غياب وجود أي تَغيُّرات ملحوظة بالغِشاء المُخاطي للفَم"[1] و"شعور بالحُرقة
باللِسان أو أي غشاء مُخاطي بالفَم"[7]. كما يُعَرِّفُها مُجتَمع الصُّداع الدُّولي على أنَّها " إحساس بالحَرق
داخل الفم بدون أي سبب طِبّي معروف"[6].
.
التصنيفات
الإحساس بالحَرق داخل الفم قد يكون أوَّلي (كما هي الحال في مُتلازِمة الفم الحارِق) أو ثانويّ يعود لأسباب
وعوامِل موضِعيَّة وجِهازيَّة.[1] قد تَجد بعض المَصادِر الأُخرى التي تُشير إلى وجود "مُتلازِمة الفم الحارِق الثَّانويَّة"
وتُعرِّفها بِشَكلٍ مُشابِه على أنَّها إحساس بالحَرق بسبب عوامِل جِهازيَّة وموضِعيَّة[8]، أو قد تُعَرَّف على أنَّها
إحساس بالحَرق يعود إلى اضطِرابات سريريَّة.[9] ولكن هذا يُخالِف التَّعريف المُعتَمَد لِمُتَلازِمة الفم الحارِق والتي
تَقضي بأنَّ سَبب الحَرق غير مُعرَّف ومُحدَّد. بِنِاءأً على ذلك فإنَّ مُصطلح "مُتلازِمة الفم الحارِق الثَّانويَّة"
يُعتَبَر خاطِئ من ناحِية التَّسمِية. تُعتَبَر مُتلازِمة الفم الحارِق نوع من أنواع الخَلَل أو التَّشوُّه في الحِس .[5]
قد يَعتبِر البعض مُتلازمة الفم الحارِق إحدى المُتفاوِتات في الألم العَصَبي الوَجهي اللانَموذَجي.[10] فقد وُصِفت
حَديثاً مُتلازِمة الفم الحارِق على أنَّها واحِدة من المُعَقَّد الرُّباعي لِأعراض الألم الوَجهي المُزمِن، ويَتَكوَّن المُعَقَّد
من مُتلازمة الفم الحارِق بالإضافة إلى الألم الوَجهي العَصَبي اللانموذَجي والخَلَل الوَظيفي للمِفصَل الصَّدعي
الفَكِّي والآلام السِّنِّيَّة اللانَموذَجيَّة.[11] تُصَنَّف مُتلازِمة الفم الحارِق إلى ثضلاث أنواع بِشَكلٍ عام، أكثَرُها انتِشاراً
هو النَّوع الثَّاني وأقلُّها وُقوعاً النَّوع الثالِث.[1] النَّوعان الأوَّل والثَّاني تَكون أعراضُهُما مُتَواصِلة دون انقِطاع
في حين أنَّ الأَعراض في النَّوع الثَّالِث تكون مُتَقطِّعة.[12]
النَّوع الأوَّل - لا وجود للأعراض عند الاستيقاظ ولكن تَزداد تدريجيَّاً خِلال النَّهار.
النَّوع الثَّاني - تَظهر الأعراض منذ الاستيقاظ وتستَمِر خِلال النَّهار.
النَّوع الثَّالِث – لا يوجَد نَمَط مُنتَظَم لظُهور الأعراض.
في الحالات التي يَقتَصِر فيها الإحساس بالحَرق على اللِسان نستَخدِم المُصطلحات
الخاصة باللٍسان لوَصف الحالَة مِثل "ألم اللِسان".[12]
.
العَلامات والأَعراض
كما عَرَّفنا سابقاً فَإنَّ مُتلازِمة الفم الحارِق لا عَلامات لَها، ولكن قد يَعزو بعض المُصابين الأعراض لبعض
العَلامات مثل تَقَرُّحات الفم ولكن يَظهر فيما بعد أن ما اعتقده هؤلاء المرضى تَقرُّحات هو بالأصل معالِم
تشريحيَّة طبيعيَّة بالفم (مثل الحُلَيمات اللِسانيَّة أو الدَّوالي).[13] أعراض مُتلازِمة الفم الحارِق مُتَنَوِّعة ولكن
الصُّورة النَّمطيَّة السَّريريَّة للمَرَض المَبنيَّة على أساس مَنهج سُقراط لتَقييم الألم مُبيَّنَة أدناه (ارجِع إلى الجَدوَل).
إذا ظَهَرَت أي عَلامات سريريَّة عِندَها يكون للشُعور بالحُرقة سَبب مُفَسَّر ولا تكون هذه الحالَة مُتلازمة الفم
الحارِق. الحُمامَى (الاحمرار) ووَذَمَة الحُلَيمات (انتفاخ) الموجودة على رأس اللِسان قد تكون عَلامة على أنَّ
المَريض يدفَع بِلِسانه على الأسنان بشكلٍ مُستَمِر. عدد وحَجم الحُلَيمات قد يَقِل. أمَّا إذا كان اللِسان شَديد
الاحمرار والنُّعومَة فَعَلى الأغلب يكون السبب موضِعي أو جِهازي (مثلاً داء المُبيَضَّات الحُمامَوي أو فَقر الدَّم)
~ |
|
|
|