ارتبط
القرآن الكريم بشهر رمضان،
فقد نزل
القرآن فى ليلة القدر إلى سماء
الدنيا جملة واحدة، ونزل مفرقًا على
مدى ثلاث وعشرين سنة، فصار رمضان
بالقرآن
الكريم خير شهر، وصارت ليلة
القدر خير ليلة، لنزول
القرآن فيها،
وصار جبريل خير الملائكة، لنزوله بالقرآن،
وصارت الأمة خير أمة لتنزل
القرآن عليها.
وارتباط
القرآن الكريم بالصيام
من
نفحات الشهر المبارك، حيث يقول
رسول الله صلى الله عليه وسلم
«الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ؛
يَقُولُ الصِّيَامُ: رَبِّ إِنِّى مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ
وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِى فِيهِ!
وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ - فَيُشَفَّعَانِ».
والسؤال:
ما واجبنا نحو
القرآن فى شهر القرآن؟
أولا: التدبر:
فالقرآن نزل للتدبر والفهم، قال تعالى:
«كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ
وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ»،
وقد ورد عن السلف قولهم:
إذا أردت أن أكلم الله دخلت فى الصلاة،
وإذا أردت أن يكلمنى الله عز وجل قرأت القرآن.
وفى شهر رمضان وفى هذا العام
وفى ظل ضرورة تخفيف الصلاة
ينبغى أن نتدبر مع قصر وقت الصلاة،
فقد قال سيدنا ابن عباس:
ركعتان فى تدبر خير من قيام ليلة بلا قلب.
ثانيا: العمل بالقرآن الكريم،
وسئل الفضيل: كيف نعمل بالقرآن الكريم
قال: تحل حلاله وتحرم حرامه، وتأتمر بأمره،
وتنتهى بنهيه، وتقف عند عجائبه.
أما الطامة الكبرى أن نقرأ القرآن
ولا نفهمه، نقرأ ولا نعمل، وهذه مصيب
ة وصفها
القرآن الكريم بقوله سبحانه وتعالى:
«وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِىَّ
وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ» البقرة 78
و«أميون» أى من أهل الكتاب الذين
يقرأون الكتاب، قال القرطبى:
إلا أمانى أى إلا قراءة.
لكم خالص تحياتى وتقديرى