من
يتحسر على فرص رمضان.. هل من
علامات الخير للمؤمن؟
يمر
رمضان سريعًا، وترى الكثير من الناس يتحسرون على فواته، ويسألون كيف نعوض هذه الأيام المباركات؟، فتكون الإجابة من غالبية العلماء بأن من فاته خيرات
رمضان خسر الكثير والكثير، وهذا حقيقة بالتأكيد، لكن من فاته هذا
الخير الوفير الغزير والعظيم، فلا ييأس من رحمات الله عز وجل، بل عليه أن يعود من فوره إلى الله، وليعلم جيدًا أنه من
علامات الخير بالمؤمن تحسره على فوات الطاعات، وخوفه من عاقبة الذنوب والسيئات.
ويروى أن أبو داود رحمه الله قال: «دخلت على كرز الحارثي فوجدته يبكي، فقلت ما يبكيك؟ قال: لم أقرأ البارحة حزبي من القرآن،وما أظنه إلاّ بذنب فعلته»، فدوام عزيزي المسلم على الاستغفار ليل نهار، مع الثقة اليقينية في الله.
اغتنام الفرص
بالتأكيد
رمضان فرصة لا يمكن تعويضها، ولقد أخبرنا الله عز وجل بأن المسلم ليتمنى إذا مات أن لو أعطي فرصة أخرى للعودة إلى الحياة، لا ليتمتع فيها أو يلهو فيها؛ وإنما ليتصدق ويكون صالحًا، ويبادر إلى الفرص التي فاتته طوال حياته، قال الله تعالى: « وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ » (المنافقون: 10، 11).
عليك أن تغتنم حياتك قبل موتك؛ بأن تقدم لنفسك ما ينفعك بعد موتك، ولا تسوف حتى إذا جاء الموت قلت: يا ليتني قدمت لحياتي، يا ليتني تصدقت، ويا ليتني صمت، ويا ليتني صليت، ويا ليتني فعلت، فيكون حالك كحال الذين قال الله تعالى عنهم: « يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي » (الفجر: 24،23).
فرص لا تنتهي
لكن إذا كان
رمضان قد انتهى، فإن فرص الله لا يمكن لها أن تنتهي أبدًا، فإذا انقضى رمضان، بدأت أيام الحج، وهي أيام كلها خير وفضل، بل أن بها عشر أيام هي الأفضل بالفعل عن الله عز وجل، لذلك أقسم بها الله عز وجل فقال: «وَالفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْر»، فضلا عن يوم عرفة وهو أحد أهم وأفضل وأعظم عند الله عز وجل، ويوم عرفة أحد الأيام العشرة المفضلة في أعمالها على غيرها من أيام السنة.
إذ يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم : «ما من عمل أزكى عند الله - عز وجل- ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى قيل: ولا الجهاد في سبيل الله - عز وجل- ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله - عز وجل- إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء»، وبالتأكيد أن كل أيام الله عز وجل خير مادام الإنسان عرف فيها معنى الحير وسعى إليه وفيه، فلا تبتأس عزيزي المسلم وعد من فورك إلى الله فرب
رمضان هو رب شوال.