ماذا أريد
أتيت إلى الدنيا ألوك على فمي
صراخ وليد بادي البؤس باكيا
كأني أرى في صفحة الغيب شقوتي
مسطرةً والحزن يرسم ذاتيا
أبي كان فذاً في الرجال نهاره
كفاح ويحيى دابر الليل داعيا
يكد ويشقى في الحياة منافحاً
وليس له من سطوة الدهر واقيا
فقيرٌ ولكن بالشموخ موشحٌ
فلا ينحني مهما يعاني المآسيا
ويصبر إن جار الزمان بعزمه
تغالبُ رغم الفقر بؤس اللياليا
يجوعُ , فإن جاء الطعام َرأيتَهُ
تناءَى ….وأدنى للصغار الأوانيا
ويحرم في ليل الشدائد نفسه
ويؤثرنا حتى وإن بات طاويا
كريمٌ فلا يأسى لخير يفوتهُ
وإن نال فضلاً كان براً مواسيا
وأقبل يومٌ كالحُ الظل مثقلٌ
رأيت أبي يدنا إلى القبر ساجيا
عرفتُ جلال الموتِ وهو حقيقةٌ
تغافلتُ عنها حقبةً من زمانيا
وأيقنتُ أنا راحلون وأنني
وإن طال بي عمري سأصبحُ فانيا
وكنتُ طري العود مازلت يافعاً
غريراً قليلَ الحول أخشى العواديا
وحيدا ولا مالٌ وحولي صبيةٌ
يتامى تضاغو جائعين ِحيالِيا
فأيقظني من غفلة العمر بؤسهم
وأشعل في ذاتي وئيد حماِسيا
فشمرت تَشميرَ الكريم إذا غدا
إلى الحرب لا يخشى من الموت عاديا
وأقبلت أسعى في الحياة وقدوتي
أبٌ .. صارع الأيام كالليث ضاريا