إنه إحساس وشعور مدمر لحياتك وهو عدو الإنسان الأول
وهذا العدو ينبع من داخل الشخص نفسه وليس من مسبب آخر له .
هو الشعور والإحساس بالنقص أمام الآخرين هذا الشعور يجعل الشخص
دائما منكسرا أمام الآخرين سواء لفقر أو لتحصيل علمي أو عائلة
أو قبيلة أو ما يملك من سكن وسيارة وغير هذا الكثير مما يشعر
به الشخص عندما يرى غير يملك ما لا يملك هو .
هنا لقد كتب على نفسه الدمار وشخصيته بالإنتهاء ويصبح مجرد
ذليل أمام نفسه قبل الآخرين . نعم يصبح خائف من المقارنات
في داخله والأسئلة التي تدور برأسه وتكاد تذهب عقله من كثرتها
والتي لا يجد لها جواب ولن يجد لأنه غفل عن شيء مهم جدا بالحياة
وهو الإختلاف بين البشر بداية من الفقر والغنى وانتهاء بالشكل
الذي خلق عليه البشر .
هذه الحالة ( عقدة النقص ) قابلت منها في حياتي أكثر من شخص
ووجدت تلك النظرة الغريبة لأنفسهم وما أن تتحدث معه حتى تجده
طأطأ رأسه بالأرض ولا ينظر إليك ينتابه حالة من الخجل الغير طبيعي
تسأله تجد إجابته مرتبكة ضعيفة وكأنك تسأله عن أمر عظيم .
إن هذا الإحساس هو نقطة النهاية لكل من أصابه هذا الذي أعتبره مرض
يصيب البعض وأظنه يبدأ من مرحلة الصغر وطريقة التربية التي
تربى عليها من أبوين زرعوا بنفسه النقص أمام الآخرين .
لا وألف لا لهذا الشعور والإحساس فأنت أبن تسعة أشهر كاملة وربما
من هو أمامك هو إبن سبع أو ثمان شهور . ربما من هو أمامك وصل
حد الترف بالغنى ولكنه يفتقد للكرامة والشهامة وأنت تمتلكها .
وربما هو أمامك حاصل على الشهادة الجامعية وأنت لم توفق بنيلها
ولكن عندما تحاوره سوف تجده لا يملك من المعرفة ما تملكه أنت بخبرتك
وتجاربك واطلاعك وسوف تجده صغيرا أمامك بعلمه .
أطرد من حياتك حالة النقص وأبحث عن نفسك بداخل نفسك وسوف تجد الكثير
من الأشياء التي تنقص غيرك وهذا بحد ذاته يجعلك كبيرا أمام نفسك
وفي عيون الآخرين . فأنت لم تختر أن تكون فقيرا ولم تختار عائلتك
أو قبيلتك أو أسمك وحتى شكلك أو أخترت الظروف التي منعتك من مواصلة
تحصيلك العلمي .
إذن لما هذا الشعور الذي سوف ينهي حياتك ويجعلك ميت حي بين البشر !! |
|
|
|