قصة سمعتها مؤثرة جدا
طلبت مني والدتي ايصال بعض الأغراض الى منزل
شقيقتي .
و رغم اني حاولت التهرب من ذلك بحجة العمل
و مشاغل الحياة المختلفة
اصرت على طلبها ، و هذا ما جعلني استسلم لها
في الاخير
فتوجهت نحو منزلها بعد ان أعلمتها والدتي عبر
الهاتف مسبقا بقدومي.
و الامر الغريب اني لم ازر منزلها منذ زواجها و هذا
بحجة إقامتها مع أهل زوجها في منزل مشترك.
و بسبب ثقل الاغراض التي نقلتها اضطررت الى
دخول منزلها بنفسي لأول مرة
حتى اضع ما جلبته في غرفتها .
فكان اول ما شد انتباهي هو السعادة الرهيبة التي
لمحتها في عيونها حتى أنها ظلت تحدث اهل بيتها
عني بسعادة غامرة " اخي ، إنه أخي ، نعم اخي هو
من جلبها "
فتقول الاخرى " هذا اخوك ؟
لم نره من قبل ؟ "
فردت " مشغول في عمله ، المسكين لا يرتاح أبدآ
كم شعرت بالسوء حين سمعت محاولاتها
في تبرئتي من تهمة الاهمال
الذي اقدمه لها كل
يوم في عدم زيارتها و الاطمئنان عليها بينما ظلت
هي تحاول الدفاع عني بأعذار واهية لا اساس
لها ..!
و اكثر من ذلك ، حين حاولت المغادرة اوقفتني
قائلة" توقف ، لن تغادر قبل ان تشرب القهوة
لقد اعددت لك فطورا لكنك تأخرت لهذا سأقدم
لك القهوة ، اعددت لك بعض الحلويات التي
تحبها "
حاولت الرفض فلمحت دموعا تجمعت في عينها
فتيقنت اني لو ذهبت لانفجرت بعد مغادرتي
بالبكاء ،فكأنما كانت تقول " انت لا تأتي مطلقا
و عندما اتيت تذهب بهذه السرعة ؟
هل اتيت من اجل الاغراض فقط ؟
و انا ؟
الا يهمك امري مطلقا ؟!! "
تنهدت موافقا على دعوتها ، حينها اتصلت بزوجها
مدعية سؤالها عن تأخره و هي فعلت ذلك فقط
لتخبره عن زيارتي.
كانت تخبره بلهفة و لو استطاعت لاخبرت
كل الجيران و الاهل بذلك من فرط سعادتها .
لم احظى باستقبال كهذا في حياتي ، هل هي
مكانتي الكبيرة عندها ؟
ام هي محاولة منها لتعويض ايام غبتها عنها
و حرمتها من زيارتي لها ؟
كانت فرحتها كطفلة تحتضن عودة ابيها بعد طول
انتظار ، و اهتمامها كأم تحاول تعويض ابنها
بحنانها و سرد تفاصيل حياتها دفعة واحدة .
غادرت بيتها بعدها و انا صغير جدا ، صغير كطفل
ولد للتو .
فانا لا استحق كل ذلك الكرم و السعادة .
كيف تمكنت من تقديم كل ذلك لي
و انا الذي دفنتها منذ سنوات في مقبرة الاهمال
و النسيان .
غادرت و رغم ذلك ظلت تطل من شق نافذة
غرفتها حتى ابتعدت و تواريت عن انظارها
ودعتني و كلها خوف ان تكون اخر زيارة مني لها
فظلت تقول :
عد لزيارتي مرة اخرى ، عد لزيارتي رجاء عد يا اخي
فانا انتظرك .
لاتقطع صلة رحمك مهما كان .
منقوول .
أخي وأختي
أفِيقا من غفوتكما إن كنتما مثل هذا و زيدا روابط
علاقتكما مع اختك مع اخوك تحصلا على سعادة
الدارين وتحققا صلة الرحم التي امر الله أنتوصل
وأجرها العظيم ✋