إحدَى يديَه كانت مُنهمكة بِ العبث في خُصلات شَعريْ
والأخرَى كان ينفُث بِها " سِيجارتهُ " إلتقطتُها منه بِ غضبْ
وبِ إمتعاضٍ ممقوُت وهمستُ لهُ :
دعهَا تلكَ اللَّعينةْ فلنْ أسمَح بِ أنْ " تُشارَكني فيَك " !
( كِبرياء )
كُل ضحكاتِي زائِفة !!
أخبئُ خلفها الكثيرُ من الخيباتْ / والكثيرُ من الحُزن القاتِل
فَ إنْ سمعتني يوماً أقهقه بصوتٍ لامُبالي ..
فَ إِعلم بأني أنزفُ شجناً وأُكابرْ !!
( تحررٌّ )
لمْ أُخلق لأكوُن صيدة سهَلة يستلذُ بِ طُعمها كُل عابرْ
أوْ لِ تلتهم أنوُثتي نشوَة " رجُلٍ ساقِط " !!
أو لِ تنتشِي أذني بِ سمفوُنية الخَطايا الغَزلية الماجِنةْ ،
خُلقتَ من نسلَ رجلٍ حُرَّ !
ومن [ سُلالةٍ شرقيَّة عريقةْ ] تعلمتُ مِنها كيفَ يكُون طعمَ
الحُرية والعزَّة وكيفَ أتباهى بِ جُلباب طُهري .. .
في ظلَّ زمانٍ رخصت فيه قيمُ العفة تعلمتُ أنْ أترفَّعُ عن كُل إبتذال !!
( نوبةٌ ثائرةْ )
من تُرعبه الحَقائق وتُفزعه أنباءُ الصَّدقْ !
ويجلدهُ سياط الواقع بِ قسوة ..
فَ ليتحاشَى قراءتي / ويحذَر تتَّبُعي فأنا لستُ مِن
الكُتاب الذين يُرصَّعُون " لونَ الحقيقة " !!
ويقنعُون القارِئ بأن في نهاية الرَّواية يتزوجُ الأبطال
وبأن قُبلة سحرية قد تُعيد الحياة لِ [ عاشِقة ]
لستُ من الأدباء الذين يُطوَّقون المعاني بِ زمهريرٍ مُصطنع
أنا أنقشُ على دفاتِري ملامحٌ مُشرَّدةْ !!
وتفاصيلٌ باهِتة / وأوجاعٌ رثَّة / وعورَة جرحٍ مضموُرْ
وحكَايا بائِسة / ووجوُه مخضَّبة بِ دماءٌ شاحبةْ ،
وأحلامٌ غضَّة وهنت عَلى عُكاز الصَّبرْ