استقبلته عند الباب بابتسامة تترجم ما يخالج قلبها من محبة وسرورٍ حين لقياه، وما يعتصرها من ألم حين يتجاهلها، لم ينتبه، وكالعادة لم يكلف نفسه عناء رفع وجنتيه أو عقف شفتيه ومبادلتها بابتسامة ولو مزيفة، تقدم مباشرة نحو غرفته، ألقى بمعطفه على الأرضية، تبعته سائلة هل يشكو أمراً، هزّ رأسه نافيا، أخذ حماما ساخنا وجلس أمام التلفاز على الأريكة، جلست بقربه معيدة محاولاتها لترد الفرح لقلبه وشيء من البسمة على محياه، دون جدوى، رنّ الهاتف فجأة، أجاب بسرعة، صمت لبرهة ثم ابتسم قائلا :
-أنا قادم حالا .
في المحكمة سألها القاضي عن السبب الذي دفع بها لقتله وتقطيعها وريده وتركه ينزف لآخر قطرة؟! أجابت دون أدنى محاولة لإخفاء الحقيقة:
– لأنهُ كان يبتسمُ كالأهبل وهو يتلقى اتصالاً من زميلتهِ في العمل وتحسّن مِزاجُه فوراً بعد تِلك المُكالمة.