فيروزُ لحنٌ فمُ الدنيا فما الخبر ؟
من قَندل الليل حتى أزهر القمرُ ؟
من صبَّ هذا النشيد العَذب في شفتي
ومن يسامر يا عصفورتي السَّمر
لِمن يمُدُّ الندى كفَّيه أشرعةً
لمن يدندن بعدَ العُزلةِ الوترُ ؟
لمن يوشوِش هذا النخل في بلدي ؟
لمن يُقيم الذي يحلو له السَّفر ؟
جئتِ وذاكرةُ الأيام مُثقلةٌ
بحُزنها والليالي نبضها عبر
فانثال وجهُكِ أوقاتاً معطرةً
بالبشر وانهلَّت الأحلام والصُّور
وأقبل العام محمولاً على طبقٍ
من المحبة لا خوفٌ ولا ضجر
تضاءلت حولكِ الأبعاد وانبثقت
من بُعد عينيك شمسٌ طعمها مطر
جئتِ والصبحُ صبحٌ لا صباح له
وللبدايات وجهٌ لونه كدر
كان المدار دخاناً والديار لظىً
والوقت داجي الطوايا ماله سَفر
كان "الخليج" دماءً و "الجليل" أسى
وفوق " بامير " سيل الظلم يستعر
كانت نسائمنا ريحاً مصرصرة
ناريةَ اللفح لا تُبقي ولا تذر
وقريتي مُلئت صمتاً وحشرجةً
كأنه لم يَُرَقِّص رأسها سمر
استدفئوا "علب الإسمنت" واحترقوا
بدفئهم والأسى يهمي وما شعروا
لا الدار داري التي أهديتها عبقي
يوماً ولا أهلها يا زهرتي بشرُ
أتيت بُشرى صفاءُ الحب ينشرها
غمامةٌ في نداها يغرق الشجر
وجْهاً غُلالته طُهرٌ وسحنته
شعرٌ وفي مقلتيه يبحر السَّحر
معنىً بعيداً وشِعراً لا يُطاوله
عقلٌ هوى مشرقياً ليس يختصر
وجئتُ أُزجي القوافي طالباً قبساً
من البراءة جئتُ اليومَ أعتذرُ
صالح بن سعيد الزهراني