يا لها من بلدةٍ طِّيبةٍ أرضًا وآلا
وغراسُ الخير زادتها بهاءً وجمالا
وهمَى الغيثُ عميمًا فرَبَا الغرسُ وطالا
بغصونٍ تتثنّى تفرِش الروضَ ظِلالا
فانتشى زيتون أجدادي يمينًا وشمالا
والعناقيدُ تدلّت فقطفناها سِلالا
ومروجُ الخير من سُنبُلةٍ فاضت غِلالا
ودِنانُ الشهد منها قد جنيناها زُلاَلا
شعَّ نورٌ غامرٌ عمَّ سهولاً وجبالا
فمتى يصبح بدرًا؟ هو ما زال هلالا
يا رفيفَ النور، نورٌ إثْر نورٍ يتوالى
في نفوسٍ مطمئنّاتٍ قد ازدانت خصالا
تدفعُ الفكرةَ بالفكرةِ رأيًا لا جدالا
فأحَلْتَ العقلَ بالحُجّةِ ساحًا ونزِالا
سيفُك الحكمةُ، واقرأْ كان رمحًا ونِبالا
فهنيئًا لك نصرٌ لم تخضْ فيه قتالا
يا شبابًا تركوا في المنتدى قِيلاً وقالا
وأَحالُوها وهم في زهرة العمر فِعالا
فترى فيهم «صُهيبًا» ، وترى فيهم «بلالا»
كلما قيل خَبَوا، هبّوا فزادوها اشتعالا
نضَّرَ اللهُ وجوهًا وجباهًا تَتَلاَلا
قد رأيناها عن الزُّخرفِ تسمو، تتعالى
فهنيئًا لبلادٍ أنجبتْ منهم رجالا
يوسف المقدادي