حكاية الجوهرة
فتاه في العشرينات من عمرها.. تعمل إدارية في دار زينب بنت جحش لتحفيظ القرآن الكريم في محافظة قريه العليا
أما الآن
ساحكي لكم القصة بلسان صاحبتها...
تقول الجوهرة :
بدأت قصتي مع حفظ القرآن الكريم بعد وفاة أمي بشهرين
كانت السماء تمطر فخرجت ادعي تحت المطر واكرر يارب ارزقني عمل يقربني إليك
انتهيت من دعائي فبكيت بكاء شديدا لكنه لم يكن بكاء جزع إنما كان بكاء طمأنينة وثقه بأن الله سيستجيب دعائي
بعد عدة أيام أو أسابيع اتصلت بي إحدى معلمات التحفيظ واخبرتني انهم أقاموا حلقة تحفيظ مكثفة للقرآن وطلبت مني الالتحاق بها
فاخبرتها أن وقتي وظروفي لاتسمح فعملي بالدار واشغال المنزل لايمكنني أن احفظ القرآن
فأصرّت تلك المعلمه علي..فاستخرت ثم ارتحت واحسست بأن هذا العمل هو استجابة لدعائي قبل أيام
بحثت في اليوتيوب عن قصص الحافظين لكتاب الله فزاد تعلقي بهذا الحلم
كنت أرى الحافظين في يوم الختام يبكون بكاء شديدا فكنت اسأل لماذا يبكون ماهو شعورهم الحقيقي هل هو فرح ام خوف ام ماذا وكنت مشتاقة لتجربة هذا الشعور
ابتدت الحلقة وابتدات رحلتي من اول يوم
فذلك اليوم دعوتي ربي ان يتقبل هذا العمل مني وانني اتقرب به إليه سبحانه وانني ارتجي أجر حفظي للقرآن أن يكون لأمي في قبرها
كنت دائمة الدعاء وكثيرة التبتل إلى الله كنت اتحرى ساعة الاستجابة
كنت أسأل والدي دائما أن يدعي لي كنت حتى الأطفال الصغار اطلب منهم أن يدعون لي بأن يكتب ربي لي حفظ كتابه
والحمد لله بعد ثلاث سنوات ختمت القرآن حفظا كاملا
وفي يوم التسميع الأخير لجزء عم كانت آخر سوره قرأتها سورة الماعون
أخبرتني استاذتي أنني اتممت حفظ القرآن الكريم وهنأتني بذلك
ذهبت الى احدى غرف دار التحفيظ حتى اختلي بنفسي
فسجدت شكرا لله ان اكرمني وشرفني بحفظ كتابه
بكيت في سجودي ودعوت الله أن يختم لي حياتي الآن فلم تعد الدنيا تعني لي شيء
لكن الله لم يشاء لي ذلك
أتى يوم تكريم دار التحفيظ لي ولحافظات القرآن
ذلك اليوم لم يكن يوما عاديا ابدا
صليت وفتحت مصحفي من اول سورة الفاتحة وقررت أن أقرأ من كل صفحة آية واحدة وكأنني استرجع تلك الأيام والاشهر والسنوات
بدأت أقرأ واقرأ.. ثم غفوت غفوة قصيرة
فرأيت رؤيا :
رأيتني في أرض مظلمة وفيها سلم مضيء جدا وطويل يصل إلى السماء وعن يمينه وشماله رجلان ضخمان لا أستطيع تمييز ملامحهما
وكنت اصعد درجات السلم في ترقب وذهول حتى وصلت إلى قمته
فرأيت كرسياً من ذهب وحوله ذهب كثير وجميل
فوق هذا الكرسي تجلس
(امي)
لم تكلمني لكنها بدأت تقرأ سورة البقرة كاملة وآل عمران كاملة والنساء كاملة
تقرأها بترتيل وتجويد وإتقان
مع ان امي في الحقيقة لا تقرأ ولاتكتب
كنت متعجبه كيف لها أن تقرأ القرآن بهذا الإتقان
وحين انتهت سألتها أمي كيف تقراين القرآن هكذا
نظرت إلي وقالت :
( يا الجوهرة هديتك وصلت)
صحوت من غفوتي وانا أحمد الله واشكره أن اكرمني وامي وشرفني بهذا الشرف العظيم ورزقني حفظ كتابه الكريم..