🔻 صلح الحديبية (1 )
🍃 استقبل المسلمون السنة السادسة للهجرة وهم علي أحسن حال من العزة والقوة وقد شجعهم هذا على أن يقوموا بعدة غزوات وسرايا في هذه السنة لتأديب القبائل التي ارتكبت جرائم في حق المسلمين ولإظهار قوة المسلمين وسلطانهم ولمنع التجمعات ضد المسلمين ، وبهذا انتقل للمسلمين زمام المبادأة و أمسوا مرهوبي الجانب يحسب لهم العدو ألف حساب قبل أن يفكر في الاعتداء عليهم
🍃و كانت قريش قد آلت على نفسها منذ هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه إلى المدينة ، أن يصدوهم عن المسجد الحرام وأن يحولوا بينهم وبين سائر العرب ، وقد كاد العام السادس الهجري أن ينتهي ولم يرى المهاجرون فيها مكة
🍃🌸
🍃وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد رأى في المنام وهو بالمدينة ، أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام ، وطافوا واعتمروا ، وحلق بعضهم وقصر بعضهم ، وذلك في غير تحديد للزمان وتعيين للشهر والعام
🍃فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بذلك وهو بالمدينة فاستبشروا به وزاد شوقهم لزيارة البيت واعتقدوا أن هذه الرؤيا تتفسر هذا العام، وأنهم داخلوا مكة عامهم ذلك ، واخبر عليه الصلاة والسلام أصحابه أنه معتمر فتجهزوا للسفر
🍃🌸
🍃 وفضل النبي صلى الله عليه وسلم الذهاب في ذي القعدة وهو من الأشهر الحرم حتى لا تتوجس قريش وتصده عن مكة ، واستنفر من حوله من أهل البوادي ليخرجوا معه ، فأبطأ كثير من الأعراب ، وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم من المدينة في ذي القعدة من السنة السادسة معتمراً لا يريد حرباً، إلى الحديبية وكان عدد المسلمين ألفا و أربعمائة علي ارجح الروايات ، وخرجت معه زوجته أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها
🍃وخرج معه الصحابة رضوان الله عليهم ، خرجوا في ثياب الإحرام البيض وساقوا معهم الهدي وأحرموا بالعمرة ليعلم الناس انه خرج زائر للبيت معظماً له و حتى لا تفكر قريش في صده عن مكة وكانوا عزلا من السلاح إلا ما يحمله كل مسافر وهو سيف في قرابة. وركب الرسول صلى الله عليه وسلم ناقته القصواء و أصحابه من خلفه
🍃🌸
🍃فلما بلغوا ذي الحليفة ميقات أهل المدينة قلد الرسول الهدي ، بأن علق في عنقه شيئا وهو نعل ليعلم انه هدي، و أشعره أي لطخه بالدم، وأحرم الجميع ودوى صوتهم بالتلبية إعلانا عن عمرتهم. وكان ذلك حقا لهم فإن زيارة البيت من حق العرب جميعاً وليس لقريش بحكم العرف العام أن تصد أحدا حتى ولو كان عدوا متى رعت حرمه البيت الحرام