إضاءات حول
مقال تترافوبيا شؤم
الرقم 4
الكاتب هو كمال غزال وقد ابتدأ بتعريف التترافوبيا حيث قال :
"تترافوبيا Tetraphobia هي أحد أنواع الرهاب العديدة إلا أنها متعلقة بالرقم 4، والكلمة مكونة من جزئين لهما معنى في اللغة الإغريقية، "تترا" ويعني
الرقم 4، و"فوبيا" التي تعني الخوف أو الرهاب"
الموضوع إذا حسب كلام الكاتب الخوف من
الرقم 4 وقد بين أن مناطق الخوف من الرقم4 موجودة فى جنوب شرق آسيا حيث قال :
" وهو رهاب تغذيه خرافة تنتشر في مناطق جنوب شرق آسيا مثل الصين وتايوان وسنغافورة وماليزيا واليابان وكوريا وفيتنام."
وأرجع الكاتب أصل الخرافة إلى أن نطق كلمة 4 مشابه لنطق كلمة موت فى لغات تطلق المناطق حيث قال :
"ففي لغات هذه البلدان يكون النطق بالرقم 4 يماثل تماماً أو يشابه النطق بكلمة "موت"، ونجد هذا التشابه في اللغة الصينية فمثلاً يلفظ بـ "سي" وتعني رقم 4 وبلفظ قريب من كلمة "موت" في هذه اللغة، ومثل ذلك في اليابانية "شي"، وفي الكورية "سا"،وفي الفيتنامية "تا".
لذا تراهم يتوخون الحرص فيتجنبون ذكر هذه الكلمات أو أي كلمات تذكرهم بالرقم 4 خصوصاً في الإحتفالات الدينية أو عندما يكون أحد أفراد العائلة مريضأً."
وذكر الكاتب أن ان الناس هناك يتجنبون أى عدد فيه رقم 4 مما هو أكبر منها حيث قال :
"وهذا ينطبق أيضاً على أعداد 14، 24، 42 .. الخ لأنها تحوي
الرقم 4، وفي هذه البلدان يجري استبعاد الاعداد التي تحوي
الرقم 4 من ترقيم طوابق (أدوار) الأبنية، ويشمل هذا الفنادق والمكاتب والشقق بالإضافة إلى المستشفيات، كذلك يتم تجنب وضع هذه الأعداد على الطاولات المحجوزة في حفلات الزفاف والملتقيات الإجتماعية الأخرى في هذه البلدان.
وفي العديد من المدن السكنية يتم استبعاد 4، 14، 24، .. الخ من ترقيم الأبنية أو استبدالها بالرقم 3 وحرف A مثل 3 A، 13A، 23A .. الخ."
وتناول الكاتب أن الصين الشيوعية التى لا تؤمن بالخرافات ترقم بالرقم4فى جيشها وهو ما تتجنبه دول أخرى فى المنطقة حيث قال :
"في الصين
رغم أن حكومة الصين لا تظهر
تترافوبيا في ترقيمها لآلياتها العسكرية التي تخص جيش التحرير الشعبي مثل الصاروخ البالستي Dongfeng-4 والغواصة النووية 094 والبارجة 054 A .. الخ، إلا أن القوات البحرية في تايوان وكوريا الجنوبية تتجنب استخدام
الرقم 4 في الترقيم الدائم لسفنها الحربية.
وفي هونغ كونغ يجري تجنب استخدام رقم 4 في ترقيم طوابق شقق مدينتي Vision City و The Arch ، فلا وجود لطوابق تتراوح بين 40 إلى 49، فبعد طابق 39 تجد طابق 50 مباشرة مما يعطي إنطباعاً لدى الناس الذين ليس لديهم فكرة حول
تترافوبيا بأن هناك طوابق مفقودة في البناء على أية حال ليست التترافوبيا السبب الرئيسي لذلك الإجراء وإنما أيضاً هناك مبرر لفعل ذلك وهو ارتفاع أسعار الشقق التي تنواجد في الطوابق الأعلى في هونغ كونغ، لهذا فإن المالك سيكسب سعراً أعلى لهذه الطوابق.
وفي المناطق التي يتكلم أهلها باللغة كانتونية في الصين يعتبر 14 و 24 أكثر شؤماً حتى
الرقم 4 بحد ذاته، لأن لفظ 14 مشابه لمعنى " ستموت حتماً"، ولفظ 24 مشابه لمعنى "من السهل أن تموت".
وعندما تمتزج الثقافتان الشرقية والغربية في مناطق مثل هونغ كونغ من الممكن إستبعاد رقمي 13 و14 معاً إضافة إلى كل الأعداد التي تحوي رقم 4."
وبرر الكاتب عدم تقديم الصين للألعاب الأولمبية فى 2004م لنفس السبب حيث قال :
"وعندما خسرت العاصمة الصينية بكين رهانها لاستضافة الألعاب الأولمبية في عام 2000 تكهن البعض أن الصين لم تحاول مجدداً تقديم طلبها لاستضافة الألعاب الأولمبية التي كانت ستقام في عام 2004 نظراً لعدم شعبية وشؤم
الرقم 4 في الصين. وعوضاً عن ذلك انتظرت الصين 4 سنوات أخرى لكي تنجح في النهاية باستضافة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في عام 2008. خصوصاً أن وجود
الرقم 8 يعني الحظ الوافر في الثقافة الصينية."
وتناول انتشار ظاهرة التشاؤم بالرقم 4 فى جنوب شرق آسيا لتواجد الصينين بأعداد كبيرة فى تلك الدول حيث قال :
"في جنوب شرق آسيا
نظراً لتواجد عدد كبير من الصينيين في جنوب شرق آسيا يعتبر
الرقم 4 مصدر شؤم أيضاً، ففي أبنية منتشرة في ماليزيا (25% من الصينيين) وسنغافورة (75% من الصينيين) لا نجد الطابق رقم 4 فيها. وفي حافلات المواصلات العامة يجري استبعاد
الرقم 4 من ترقيم الحافلات المسجلة.
وفي مركز تسوق عملاق في أندونيسيا Grand Indonesia في العاصمة جاكرتا جرى استبدال المستوى الرابع بـ 3 A
في كوريا
تعتبر التترافوبيا في كوريا أقل هيمنة على المعتقدات، لكن في معظم الاحيان يتم اسبتعاد
الرقم 4 في المستشفيات والأماكن العامة المشابهة لها. وفي أبنية أخرى يجري وضع لافتة مكتوب عليها حرف F على الطابق الرابع ونجد كذلك في المصعد الكهربائي. كما يتجنب الناس هناك عادة شققاً تحوي على أكثر من رقم 4 في الترقيم مثل 404، وهذه الشقق تملك عادة قيمة مبيع أو إيجار منخفضين.
وقامت شركة الخطوط الحديدية الكورية (كوريل) باستبعاد رقم 4444 من رقم قاطراتها وذلك عندما بدأ ترقيم فئة القاطرات من 4401 فصعوداً.
في اليابان
يتم تجاوز
الرقم 4 في العديد من الشقق والمنازل ومواقف السيارات، والعديد من الفنادق تتجنب الطابق 13، وكذلك يتم تجنب
الرقم 9 خصوصاً في المستشفيات في بعض الأحيان نظراً لأن لفظه "كو" ولهذا صلة بكلمة "كوروشيمو" التي تعني المعاناة ويعتبر
الرقم 49 شؤم بوجه خاص لأنه يذكر بعبارة "أن تعاني حتى الموت"، لأن 4 ينطق "شي" وهو يذكر بكلمة "شينو" التي تعني الموت و 9 ينطق "كو" وهو يذكر بكلمة "كوروشيمو" التي تعني المعاناة، أي 49 يذكر بعبارة "شينو ماديه كوروشيمو" أي المعاناة حتى الموت."
وهذا التشاؤم من الأرقام لا مبرر خاصة أنه لا يمكن تجاهله فى تعليم الحساب وبقية الرياضيات ولكن العادة الكفرية المترسخة فى النفوس هى من تدفعهم للتشاؤم
وتناول الكاتب أمثلة أخرى من مراعاة الخوف الرقمى عند الآسيويين حتى فى العالم الذى يسمى نفسه متقدم حيث قال :
"أمثلة أخرى عن تترافوبيا
نوكيا Nokia:
نوكيا وهي الشركة الفنلندية التي طورت نظام تشغيل سمبيان Symbian في أجهزة الهاتف المتحرك لسلسلة 60 تحاشت أن تستخدم رقم النسخة 4 لنظام التشغيل المذكور واتخذ هذا الإجراء كلفتة مهذبة نحو الزبائن الآسيويين، وعلى غرار ذلك لم تقم شركة شركة نوكيا بإطلاق منتجات تحمل سلسلة تحوي
الرقم 4 xxx رغم أن بعض منتجات نوكيا الاخرى تحوي
الرقم 4 مثل السلسلة 40 وهاتف نوكيا 3410
ساسكتيل SaskTel
عندما أصبح رمز المنطقة 306 على وشك انتهاء الصلاحية في عام 2011 اقترحت لجنة الإذاعة والتلفزيون والإتصالات اللاسلكية الكندية أن يكون رمز المنطقة الجديد 474، ومع ذلك طلب ممثلي شركة ساسكيل للإتصالات بتغييره ليكون 639 وذلك لتجنب أي صلات سلبية لها علاقة بالرقم 4 في المجتمعات الآسيوية، وبالفعل جرى إعتماد 639 كرمز منطقة جديد.
هواتف سامسونغ
بدءاً من الربع الرابع لسنة 2008 واجهت شركة سامسونغ للإتصالات مشكلة
تترافوبيا في نظام ترقيم موديلات أجهزتها الخماسي، ومنذ ذلك الوقت لم تستخدم سامسونغ
الرقم 4 في مويدلات أجهزتها كما حدث في الماضي مع موديلات SGH-A400, C140, D410, D840, E740, F480, X450, X640, SGH-T499Y "
وردة على الاعتقاد الخاطىء الذى ورد فى المقال هو :
والتشاؤم والتفاؤل مرفوضان فى دين الله فالأرقام ليس لها تدخل فى حياة الإنسان من حيث وقوع الخير أو وقوع الشر فالله وحده المبتلى بالخير والشر كما قال سبحانه:
"ونبلوكم بالشر والخير فتنة "
الابتلاء سيان كان تنعيم بالخير أو تقدير بالشر فكله من عند الله كما قال سبحانه:
"فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربى أكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربى أهانن "
وأما أسباب تصديق الناس للتشاؤم فهى :
الأول اعتقاده أن العادة الدينية المجتمعية التى قالت أكذوبة التشاؤم من
الرقم صادقة فهو إيمان بعقائد الآباء دون تمحيص وهو ما بينه الله فى قوله سبحانه على لسان الكفار:
"إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون "
الثانى الربط بين الأمور والمقصود تذكر الإنسان أنه حدث له ضرر عند رقم معين فى مكان ما أو يوم له نفس
الرقم وتكرر الضرر فى نفس اليوم أو المكان ذو
الرقم المعين فعند ذلك يربط بين الحدثين والرقم المشترك ومن ثم إذا وقع له ضرر فى نفس اليوم أو المكان الذى له نفس
الرقم يظن الإنسان أن هذا
الرقم هو رقم نحسه
الثالث اشاعات الناس عن بعض الأرقام مثل 4و13 تدخل فى نفس البعض التشاؤم خاصة إذا حدث له ضرر فى يوم أو مكان يحمل نفس الرقم
بالطبع ذكر الله الأرقام كلها من واحد لعشرة ولو كان رقم أربعة نحس كما يزعمون ما ذكره الله فى قوله سبحانه :
"سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم"
وقوله :
" ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا"