بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ويا قبر سعد فيك آمال أمة
فحافظ عليها ثم حافظ وهاود
وما نمت عن مصر إذا الناس هوموا
يرين الكرى من عينهم بالمعاقد
ولدت لها استقلالها فهو باسم
إليك ابتسام الطفل في وجه والد
ويا سعد لم تفتأ لمصر مناضلا
وما فتى المقدار غير مساعد
إلى أن رغمت الدهر أن يبدى الرضى
ببعض الذي طلبته من مقاصد
وكان رضاء فيك أنك قابض
عليها جميعا واحدا بعد واحد
هل الدهر يولى مصر سابق عطفه
فيوجد سعدا آخر للشدائد
أحبته في مصر الطوائف كلها
وذاك لأن الحب فوق العقائد
فصلت عليه أمة في كنائس
وصلت عليه أمة في المساجد
وقد كان سهلا للذين تساهلوا
وجلمود صخر في وجوه الجلامد
يناضل إن كان الزمان مساعدا
ويربض اما كان غير مساعد
حكيم يرى للقول وقتا وموقعا
ليأتي ما قد قاله بالفوائد
يصوره المثال للناس كاملا
إن استطاع في التمثال جمع المحامد
وقد كان سعد ملء مصر وغيرها
وملء فم الأقوام ملء الجرائد
ويفعل فعل المغنطيس حديثه
فيجذب أشتات القلوب الشوارد
ولم تلد الأيام في مصر كلها
سجاعا كسعد في اقتحام الشدائد
ولا مثله في مصر ذا عبقرية
على ما يراه قومه غير جامد
وليس ببدع في الحياة شذوذه
فقاعدة الأفذاذ خرق القواعد
حست السدى في غاية الفكر موغلا
فشاهدت في مسراي ما لم أشاهد
وجدت بها وجه الحقيقة باردا
وقد كان ظني أنه غير بارد
جهاد على الأرض الحياة جميعها
فلست تلاقى فوقها من محايد
وليس لإنسان من الموت مصدر
وإن كان هذا الحوض جم الموارد
وما الناس إلا كالنبات بأرضهم
وما الموت ان سبهت إلا كحاصد
وأضرحة فيها الرغام وسائد
فما حفلت نوامها بالوسائد
وما ضرها ألا تكون فسيحة
لمن سكنوا فيها سكون الجوامد
ورب جحود باللسان وقلبه
إذا هو ناجي قلبة غير جاحد
وكائن ترى من شاهد مثل غائب
ومنغائب في طنه مثل شاهد
وكل امرئ يعنوا إذا ما قرعته
إلى الحجج البيضاء غير المعاند
ستأتي وإن لم أرض بالموت نوبتي
فأنجوا به من شر أهل المكايد
ومن شر نفاث ومن شر غاسق
ومن شر خراص ومن شر حاسد
وإني سأودي مثل غيري فتنتهي
على الأرض أو طاري وكل مقاصدي
ولست براج بعد موتي إذا أتى
حياتي في المريخ أو في عطارد