مراجعة
لمقال تنبؤات نوستراداموس
المقال موضوعهكتاب أصدره أحد اليهود المتنصرين وهو عبارة عن قصائد شعرية لا يوجد فيها أى كلام عن التنبؤات سوى كلام قليل جدا وقد تناول الكاتب سيرة نوسترا حيث قال :
"
نوستراداموس هو طبيب ومنجم فرنسي ولد في عام 1503 وشهرته اعتمدت على كتابه التنبؤات Les Propheties الذي يحتوي على أهم الاحداث التي سوف تحدث في زمانه إلى نهاية العالم الذي توقع هو ان يكون في عام 3797 وكان يقوم بكتابة الاحداث على شكل رباعيات غير مفهومة وقام بعض العامة بتفسير تلك النبوءات بالتواصل مع الاشخاص المعنيين الذين ذكرهم المنجم في كتابه.
في عام 1495 تخلت أسرته عن ديانة اليهودية واعتنقت العقيدة الكاثوليكية، كان
نوستراداموس حينها يناهز التاسعة من عمره، فيما أدرج والده عام 1512 على أنهما عضوان في الجماعة المسيحية الجديدة درس
نوستراداموس الطب وكان يساهم بخبرته على مكافحة مرض الطاعون الذي اجتاح أوروبا ذلك الحين."
وتناول الكاتب كتاب نوستر حيث قال :
كتاب النبوءات Les Propheties
"انتشر صيت
نوستراداموس بعدما نشر كتابه "التنبؤات"، الامر الذي ادى إلى ان جعل الناس يتوافدون اليه من كل مكان حتى مماته طلبت منه كاترين دي ميتشي Catherine de Medci ملكة فرنسا بأن يرسم لها مخطط بياني يمكنها من تحديد مكان زوجها واولادها في أي لحظة وفي أي مكان.
يحتوي ذلك الكتاب على مجموعة من الأشعار المكتوبة بأسلوب مبهم وغامض حيث يمتلئ بمفردات من لغات متعددة مثل اللاتينية والبروفنسالية والإيطالية والإغريقية. وعمد إلى ذلك عن قصد بهدف تجنب مقاضاته على أنه ساحر أو مشعوذ ولخلق حالة من الإرباك في تسلسل التنبؤات فلا تنكشف أسراره للناس العاديين"
بالطبع من قرأ الكتاب متأكد من أنه لا يوجد فى الكتاب أى اسماء مما يقال أنها تحققت فهو يقول ملك أو قائد أو شخص ما سيقوم بكذا او كذا من الانتصارات فالكتاب مكتوب بلغة بختك اليوم :
أى كلام من الممكن أن ينطبق على أى شخص فى الدنيا بالصدفة وقد لا ينطبق على أحد طلاقا
الكاتب يقول أن بعض النبوءات تحققت والباقى لم يتحقق وأخطأ فيها حيث قال :
"نبوءات نوسترادموس كثيرة منها ما تحقق والآخرى التي لم تتحقق وأخطأ فيها، ومن نبوءاته أنه تنبأ بوفاة الاميرة ديانا وكذلك وفاة الام تيريسا, ظهور نابليون وهتلر (الذي ذكر باسم هسلر في كتاب نوستراداموس) والحربين العالميتين كذلك حادثة 11 سبتمبر وحروب منطقة الخليج العربي والعراق."
بالطبع كلام الكاتب يدل على انه لم يقرأ الكتاب فلا ذكر لديانا وتيريزا ولا نابليون ولا هتلر فالكلام المكتوب كلام عام ينطبق على العديد من الأشخاص
وتناول خبر عن راهب حيث قال :
"نبوءة الراهب
عندما كان نوسترادموس في إيطاليا رأى راهباً شاباً كان يعمل مربياً للخنازير يمر به في الشارع، فركع أمامه مباشرة وناداه بـ «قداستكم» وقد أصبح ذلك الشاب الذي يدعى فيليتش بيرتي Felice Peretti سيكستوس الخامس Sextus V عام 1585 بعد وفاة
نوستراداموس بوقت طويل"
والأمر لا يزيد عن كونه حلم بذلك أو أن نوستر كان مشاركا فى جمعية من الجمعيات الخفية التى تتحكم فى أمور العالم فالمافيا الأمريكية من أصل ايطالى وضعت أحد رجالها بابا فى الكنيسة والملوك كانوا يعملون على جعل أولادهم غير الشرعيين باباوات لروما
وتناول خبر هنرى الرابع حيث قال :
"نبوءة هنري الرابع:
أثارت تنبؤاته جدلاً واسعاً في أوساط الكنيسة وعند الملوك والحكام، خاصة عندما كانت تتعلق بوراثة العرش أو موت الملك أو هزيمة جيش أو ما إلى ذلك. ففي عام 1550م انتقل
نوستراداموس إلى مدينة صالون الفرنسية - المكان الذي بدأ فيه كتابة تنبؤاته.
ووقعت حادثة طريفة أثناء زيارة
نوستراداموس إلى مدينة صالون عندما طلب رؤية شامات موجودة على جسم صبي في الحاشية، كان ذلك شكلاً من أشكال التنبؤ الشائعة في ذلك الوقت، إلا أن الصبي استحيا وهرب.
توجه
نوستراداموس في اليوم التالي لرؤيته وهو نائم، ثم أعلن بعد ذلك أن هذا الصبي سيكون في يوم من الأيام ملكاً على فرنسا على الرغم من أن كاترين كان لها ولدان على قيد الحياة وكان ذلك الصبي هو هنري النافاري Henri of Navarre الذي أصبح فيما بعد الملك هنري الرابع."
وتفسير الأمر إنما هو حلم أو هو نتيجة مشاركته فى تلك الجمعيات التى كانت منتشرة فى أوربا والتى كانت تغير الحكام على هواها
وذكر الكاتب خبر نبش قبر نوستر حيث قال :
"نبوءة نبش القبر
توفي
نوستراداموس في عام 1566 ومن أشهر تنبؤاته والتي اذهلت الجميع انه بعد انتهاء الثورة الفرنسية باربعة ايام عام 1799 قام ثلاثة سكارى فرنسيين بنبش قبره فوجدوا جثته و معلق على صدره قلاده كبيره محفور عليها بخطه تاريخ وفاته على جانب وعلى الجانب الاخر وجدوا ما يلي مكتوبا " بعد انتهاء الثورة الكبرى بايام - وكُتِبَ تاريخ اليوم الذي نبشوا فيه قبره - سيقوم ثلاثة سكارى بنبش قبري وعندما يقرؤا اخر نبوئاتي سيهلعون وتطاردهم الشرطه فتقتل اثنان ويصاب الاخر بالجنون" و فعلا ما ان قرأوا هذا فهلعوا و ركضوا و طاردتهم الشرطه فتطلق عليهم النار ليموت اثنان وعندما يرى صديقهم مقتلهم يصيبه الجنون ليثبت نوسترادموس حتى بعد موته انه بحق ظاهرة تستحق الدراسة!!!"
والأمر لا يزيد عن كونه واحد من أعضاء الجمعيات السرية ليؤكد صدق نبوءات نوستر صنع القلادة وكتب ما فيها كإثبات على صدق نوستر
وناقش الكاتب خبر هتلر حيث قال :
"نبوءة هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية:
عندما علمت زوجة غوبلز وزير الدعاية في حكومة هتلر إبان الحرب العالمية الثانية عن نبوءات
نوستراداموس والتي لم تكن على هواها، أيقظت جوبلز من نومه، ففزع من هذه التنبؤات وعلى الفور لجأ للدعاية المضادة واستخدم منجم يدعى كرافت، وكان الغرض من ذلك إحداث تأثير عكسي على شعوب أوروبا وقد اتضح فيما بعد أن كرافت هذا كان يستنسخ بعض
تنبؤات نوستراداموس ويعمل على هديها وبالطبع صدقت نبوءات
نوستراداموس بهزيمة ألمانيا"
وبالطبع النبوءة كاذبة لأنها تتحدث عن هسلر وليس هتلر
وتناول نبوءة عن حرب عالمية ثالثة حيث قال :
"هل الحرب العالمية الثالثة وشيكة الحدوث؟!
يروي
نوستراداموس في إحدى الرباعيات رقم 10:89 أنه ستنعم البشرية 57 سنة من السلام والرفاهية ويفسرها البعض على أنها فترة تفصل بين حربين هما الحرب العالمية الثانية (وقعت في عام 1945 والتي يزعم أن نوسترادموس تنبأ بها) والحرب العالمية الثالثة الأخيرة، أي في عام 2002، ويرى البعض أن أحداث 11 سبتمبر إشارة لبدء الحرب التي ستقع خلال العقد القادم أي في حوالي عام 2012 حيث سيغزو جيش المسلمين أوروبا بدءاً من اسبانيا ويدمرون روما وينضم إليهم حجافل الروس وأن أحداث 11 سبتمبر هي مجرد انذار مبكر لتلك الحرب حسب ما يزعمون."
والنبوءة كما قلنا إن صحت فهى كلام عام لم يحدث حتى الآن
ونذكر بعض كلام الكتاب للتأكد من كونه كلام من الممكن أن ينطبق على أى عصر مثل :
"الرباعية 10:
تابوت يوضع في مدفن حديدي تحت الأرض حيث يحتفظ بأبناء الملك السبعة سيخرج الآباء والأجداد من أعماق الجحيم ويتفجعون لدى رؤية ثمرة نسلهم ميتة هكذا"
وهو كلام عام يتطابق مع ملك ولد سبعة أولاد ماتوا
وفى الرباعية 14:
"من العامة المستعبدة، أغان و ترانيم و طلبات فيما يقبع الأمراء والملوك أسري في السجون هؤلاء سيستقبلهم حمقى دون رؤوس في المستقبل،على اعتبار أنهم مصلون مقدسون"
كلام عام عن ثورة ستقطع فيها رءوس الأمراء والملوك بعد سجنهم وقد حدث مرات عدة وسيحدث فى المستقبل
وفى الرباعية29 يقول :
"حينما تطرح السمكة التي تسير على البر والبحر،إلى الشاطئ من قبل موجة عظيمة،شكلها غريب، أملس ومرعب وسرعان ما يصل الأعداء القادمون من البحر إلى الأسوار"
وهى جمل غامضة تعبر عن حرب بحرية دون تحديد نكان أوز زمان ـو أشخاص ومن ثم من الممكن أن تتطابق مع أى حرب بحرية
وفى الرباعية 75 نجد التالى:
"تسمع مناداة الطير غير المرغوب فيه فوق أعلى المدخنة سترتفع بوشلات القمح ارتفاعا باهظا إلى حد أن الإنسان سيفترس أخاه الإنسان"
كلام عام عن مجاعة وارتفاع أسعار دون تحيد فى أى مكان أو زمان أو حتى شخص يمكن معرفته بها
وتناول الكتاب أن بعض الناس يزعمون العلم بالغيب وهو التنبؤ المزعوم حيث قال فيهم:
"أخيراً .. يدعي بعض الناس في عصرنا الحالي قدرتهم على التنبؤ كما فعل
نوستراداموس بأحداث في المستقبل ويزعمون أن أحاسيس أو أفكار تراودهم من خلال الحاسة السادسة (التخاطر أو الاحساس باقتراب الخطر) منذ نعومة أظفارهم فتستضيفهم وسائل الإعلام لمعرفة ما سيدلون به للعام القادم أو الأعوام القادمة أمثال ميشيل الحايك و سمير زعيتر وليلى عبد اللطيف وغيرهم، ربما أعطاهم الله بعض الناس رؤى عن المستقبل عبر الأحلام أو الاحساس ولكن يجب أن لا ننساق كلياً وراء ما يقولون ونحكم العقل كما يجب إخضاع جميع تصريحاتهم الصادقة منها والكاذبة للدراسة ومعرفة نسبة ما صدق منها وما كذب، وحتى الصادقة منها يمكن أن تكون مجرد استنتاج منطقي لما يقرئونه من أحداث حالية، وعلى كل حال غالباً ما تكون "النبوءات "التي يصرحون بها غامضة وقليلة التفاصيل حتى لا يقعون في فخ الاتهام عندما تتم مواجهتهم بها، ويردون على الخاطئ منها بادعائهم أنه معظم الصور الذهنية التي تتراءى لهم تكون مشوشة."
وبالطبع لا نوستر ولا غيره يعرفون الغيب لأن الوحيد العالم به هو الله كما قال :
"إنما الغيب لله "
وأقر الكاتب اخيرا بالحقيقة وهو أن تلك التنبؤات وغيرها قد تكون لا علاقة لها بما يقال فهى لها تفسير أخر لأن الغيب يعلمه الله وحده وأحيانا يعطى بعض الرسل (ص)لمحات منها كدليل على صدق الرسالات حيث قال:
"كذلك نبوءات
نوستراداموس فإنها قابلة للتأويل والتفسير فمنهم من يربطها بما يجري الآن من أحداث كتفسير "محتمل" لشيفرة أو لغز إحدى تلك الرباعيات وعلى كل حال تلك الرباعيات مختلف في تفسيرها. لكن "النبوءة"الحقيقية تكون جلية وواضحة ومليئة بالتفاصيل ونشاهدها عند الرسل والأنبياء الذين أعطاهم الله من علمه لكي تكون معجزة لغير المؤمنين لكي يؤمنوا."