مناقشة
لمقال الخضر و
السامري وحكاية الرجل الذي لا يموت!
الكاتب أبو ميثم العنسي وموضوع المقال هو حكايات
الخضر الذى لا
يموت وهو شخصية خرافية لا ذكر لها فى كتاب الله ولكن التراث الذى اخترعه القدامى نشرها حتى في الروايات المنسوبة للرسول الخاتم(ص) وغيرها وقد ذكر الكاتب شيوع حكايات
الخضر في خرافات الشعوب حيث قال :
"حكاية
الرجل الخالد موجودة في تراث معظم الشعوب خلق الله آدم وجعل له الحكمة والإرادة وأورثه الأرض بما عليها، وكرامة له أمر قيوم السماوات و الأرض الملائكة بأن يسجدوا لهذا المخلوق الكريم، فسجد الملائكة كلهم إلا ذلك المخلوق الناري عزازيل، الجني
الذي وصل بعبادته لله عز و جل إلى مستوى الملائكة، قال له الخالق عز و جل: يا إبليس ما منعك ألا تسجد لمن خلقت بيدي؟، فرد متكبراً: إلهي كيف أسجد لهذا
الذي خلقته من الطين، و أنت خلقتني من النار؟ و كيف تسجد النار للطين؟، حينها قال الخالق عز و جل: أتعصي أمري؟ أخرج من السماء مطروداً مذموماً و اللعنة عليك أيها الرجيم، فرد المطرود من رحمة الله قائلاً: إذن يا رب أطل عمري إلى يوم الدين و اجعلني من المنظرين، و سوف ترى كيف اجعل ذرية هذا الطيني يتجرأون على معصيتك و لا يطيعونك، و يغيرون خلقك و يستحلون ما حرمت و يحرمون ما أحللت، فأجابه الخالق عز وجل: قد جعلتك يا إبليس من المنظرين إلى الوقت المعلوم، و من تبعك من ذرية آدم فسوف يكون معك في نار جهنم وبئس المصير."
والغلط تسمية إبليس عزازيل فهى تسمية خارج الإسلام وهو ليس الوحيد الجنى لأن الملائكة كلهم من الجن فهو لم يستثنيه من الملائكة فالأمر بالسجود كان للملائكة وهو واحد منهم كما قال سبحانه :
"وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم"
فلو لم يكن من الملائكة ما انطبق عليه أمر السجود ولو كان الله لم يختاره من البداية ما وصل للملائكية لأن الملائكية ليست درجة الوصول لها بالعبادة لأنه ساعتها ستكون وصولية والله أكبر من ان يخدعه أحد وهو عارف بعصيان إبليس له من قبل حدوثه
وتناول الكاتب وجود صراع بين الله والشيطان حيث قال :
"في تلك اللحظة السماوية وُلِد الصراع بين الخالق و المارق، بين الكريم و الرجيم، بين الحق و الباطل، صراع كان الضمين في عدالته الله رب العالمين، فالحق له أن يختار جنوده، و الباطل له أن يختار جنوده، و من جنود الحق و الباطل من أعطُي طول العمر حتى الوقت المعلوم، فلا يموتون حتى يشاء الله، فينتصر الحق على الباطل في المعركة الكبرى النهائية."
وبالطبع الله لا يتصارع مع أحد فهو منزه عن النواقص وإنما من يتصارعون مع أنفسهم هم الإنس والجن على الحق والباطل
وتناول الكاتب كون الحكايات تجعل
الخضر حى لا
يموت حيث قال :
الخضر و
السامري وحكاية الرجل الذي لا يموت!
"هناك مقامات كثيرة تنسب للخضر في العالم الاسلامي .. وتشتهر بالراية او القبة الخضراء .. هنا مقامه المعروف والقديم على نهر دجلة في جانب الكرخ من بغداد "
وأعلن أن موضوعه مقاله هو
الخضر والسامرى معا حيث قال :
"الخضر عليه السلام و
السامري هما موضوع مقالي هذا، شخصان مُد لهما في العمر حتى ذلك الوقت المعلوم، كلاهما
الخضر و
السامري قابل موسى عليه السلام في قصتين معروفتين في القرآن، و كلاهما أتاه الله علماً، فالخضر وضع علمه في خدمة الحق، أما
السامري فكان الباطل مسلكه و مساره.
الخضر العبد الصالح،
الذي كان له لقاء مع نبي الله موسى عليه السلام، ليعلمه مما آتاه الله من الحكمة و العلم، فخرق سفينة المساكين حتى لا يأخذها الملك غصباً، و قتل الغلام حتى لا يرهق والديه طغياناً و كفراً، و بنى الجدار المتهالك حتى لا ينهدم فيكتشف الناس مكان كنزٍ كان قد دفنه أحدهم حتى يكبر ولداه فيستخرجانه.
و هكذا قبل أن يلقى
الخضر موسى أو بعد ذلك حتى يومنا هذا، يسير
الخضر على نفس النهج من الأعمال المؤمور بفعلها من قبل الله تعالى، و من المحتمل في يوم من الأيام أنه قدم لك عزيزي القاريء خدمة و أنت لا تعلم ذلك، أو تحدث معك و نصحك بشيء و أنت لا تعلم أنه
الخضر عليه السلام (كما في هذه القصة من تجارب و مواقف غريبة - من اين اتى وكيف عرف؟)، و قد يكون له تأثير كبير في سير أحداث عظيمة على مسار التاريخ، أو يكون قد ظهر في شخصيات معروفة كانت لها دور بارز في نصرة الإسلام و أهله، و تستحضرني قصة لإختلاف علماء و مشائخ دين في مسألة دينية حين ظهر لهم شيخ جليل غير معروف لهم فأفتاهم بفتوى حل لهم هذا الإشكال ثم اختفى كما ظهر."
لم يذكر القرآن إطلاقا اسم
الخضر على أحد فيه لا نبى ولا غير نبى وإنما سمى
الرجل العبد الصالح(ص) ومن ثم فلا وجود لتلك الشخصية التى يتعارض وجودها مع قوله سبحانه :
" إنك ميت وإنهم ميتون"
فالرسول(ص) وكل من عاش في عصره ماتوا وأيضا يتعارض مع منع الله الخلود عن البشر قبل الرسول (ص) كما قال سبحانه :
" وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد "
ومن ثم لا يمكن أن يكون للخضر وجود في عصر الرسول(ص) وما بعده إن كان له وجود قبله وهو وجود لا دليل عليه من الوحى وإنما مجرد روايات كاذبة
وتناول الكاتب أن السامرى مثل
الخضر في دوام الحياة المزعومة حيث قال :
"الخضر و
السامري وحكاية الرجل الذي لا يموت!
السامري ظهر عبر التاريخ لاضلال الناس
السامري كذلك مُد له في الحياة، و قصته معروفة مع بني إسرائيل حين صنع لهم عجلاً له خوار فعبدوه وقدسوه، فلما رجع موسى عليه السلام من ميقات الله نسف العجل في اليم نسفاً، و قال للسامري: ما
الذي دفعك لهذا أيها السامري؟ فرد قائلاً: بصرت مالم يبصره غيري من رؤية الملاك، فقبضت تراباً من تحت قدمه فوضعتها في العجل، و كذلك سولت لي نفسي أن أُضِل الناس عن عبادة الله تعالى، فقال له موسى: فأذهب مطروداً و أن لك في هذه الحياة أن تقول لا مساس، و هكذا يسير
السامري على نفس النهج في إِضلال الناس عن عبادة الله تعالى، و قد يكون له تأثيرات في أحداث تاريخية لأجل نصرة الشيطان وحزبه، وقد يكون له ظهور في شخصيات عملت لإفساد العالم دينياً و أخلاقياً."
والكاتب يعتقد بأن السامرى ما زال موجودا مع معارضة ذلك لقوله سبحانه :
" ما جعلنا لبشر من قبلك الخلد "
الكاتب يقول أن السامرى ظهر في العصور الحديثة في صورة سانت جيرمين حيث قال :
"ومن بين هذه الشخصيات الغامضة التي قد يكون ظهر بها
السامري شخصية الكونت سان جيرمين
الذي شوهد لأول مره في عام 1710 م في فينيسيا، و كان له مظهر رجل عمره بين الـ 40 و الـ 50 عاماً، و
الذي لم يكشف أصله إطلاقاً حتى لأقرب المقربين إليه، و عُرف بإسم (سان جيرمين
الذي لا يموت)، و قال في مرة و هو يعرف عن نفسه للآنسة دي بومبادور عشيقة لويس السادس عشر: يا مدام أنا قديمُ جداً، كذلك لم يره أحد قط يأكل أو يشرب و قد يكون هذا معنى لقول موسى عليه السلام (لا مساس).
الكونت سانت جيرمان .. تدور حوله اساطير كثيرة وكان الكونت صديقاً مقرباً للويس الخامس عشر، و عند بداية عهد لويس السادس عشر صدرت أوامر بالقبض عليه لما كان له من دور مشبوة في زعزعة نظام الحكم في فرنسا لكنه اختفى فجأة ليظهر في دول أخرى كإنجلترا و النمسا و روسيا.
أعُلن عن موته في عام 1784 م، لكنه فجأةً ظهر في عام 1788 م كممثل فرنسي رسمي على الإتفاقية العالمية الماسونية، و المفاجأة التي صرح بها جميع من التقى به من قبل عشرات السنين أنه لا يكبر أبداً في العمر، و آخر ظهور له كان لقائه مع صديقته العجوز الكونتيسة أديمار عام 1821 م و التي قالت عنه: لا يبدو عليه أثر مرور السنين.
أدعى أحدهم أنه لقيه في عام 1970 م. قيل عنه أنه كان ابناً ليهودي برتغالي، لكن في الحقيقة لا يدري أحد أصله و من أين أتى، من عام 1710 م حتى عام 1821 م ظل له مظهر رجل بين 40 و 50 عاماً!!"
والمعروف أن لا مساس لا تتعلق بالأكل والشرب وإنما تتعلق بلمس جلده حتى لا يموت
وكلام الكاتب يتعارض مع أن الله أهلك كل من كفر من الأقوام السابقة حيث قال :
"ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم فى الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجرى من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا أخرين"
والسامرى كافر بدليل أنه لم يتب من صناعة العجل وأن الله جعل هلاكه في مس الآخرين جلده ليكون عبرة لمن بعده