سبب النصر
بين الله فى كتابه أن سبب نصر الله للمسلم هو نصر المسلم لله حيث قال :
" إن تنصروا الله ينصركم"
والمعنى :
إن تطيعوا حكم الله يؤيدكم بقوته
وبألفاظ أخرى :
إن تتبعوا وحى الله يعزكم بقدرته
إذا سبب نصر الله للمسلمين هو :
طاعة أحكام دين الله ولكن الكفار الذين ألفوا الروايات يصرون على أن أسباب
النصر غير هذا فتجد رواية تقول السبب وجود الضعاف :
" هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم "
وتجد قوم يقولون :
إن دعاء الله فقط دون قتال ينصر المعتدى عليه أو المظلوم
وتجد أخرين :
إن قول الله أكبر يجلب
النصر دون أن يقاتل القائلون
وتجد روايات تقول أن
النصر على اليهود طريقه :
أن الحجر والشجر يقولون للمسلم هذا يهودى ورائى تعال فاقتله وهى آية معجزة واحدى رواياته تقول :
" يقاتل المسلمون اليهود، فينصرون عليهم، حتى يقول الشجر والحجر: يا مسلم، يا عبدالله، هذا يهودي تعال فاقتله"
وهو كلام يعارض كلام الله الذى منع المعجزات المرئية عن الناس حيث قال:
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وكل هذا الروايات غرض من ألفوها ونسبوها للرسول(ص) أو الصحابة هو صرف المسلمين عن طاعة الله ومن ثم هزيمتهم فى قوله سبحانه :
" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة "
ومن ثم تم ابادة المسلمين فى الكثير من البلاد والبلاد الأخرى كلها تم احتلالها بسبب دعاة القعود
الغريب أن المسلمين قرئوا فى القرآن أمر مماثل وهو :
أن بنو إسرائيل لما طلب منهم القتال قالوا لموسى(ص):
اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون
وبين الله لهم أن
النصر لا يأتى بالقعود وهو عدم القتال حتى ولو دعوا الله حتى ولو قالوا الله أكبر وهو قوله سبحانه :
"قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون"
واعتبرهم موسى(ص) بذلك فسقة كفرة حيث قال :
"قال رب لا أملك إلا نفسى وأخى فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين"
وكانت نتيجة عدم قتالهم واكتفائهم بالكلام أن عاقبهم الله بالتيه أربعين سنة حيث قال :
"قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون فى الأرض فلا تأسى على القوم الفاسقين"
ومن ثم كل دعاة القعود ومن أطاعوهم معاقبون من الله بعقوبات مختلفة كغلاء الأسعار وانتشار الرذائل فى المجتمعات وطغيان الأقوياء على الضعفاء
وتكرر الموقف من بنى إسرائيل مع طالوت (ص) حيث قالوا :
لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده
فهم أعلنوا أنهم لن يحاربوا لأن ليس لهم قدرة على الانتصار على العدو وهذا هو قعودهم عن القتال وهو قوله سبحانه:
" فلما جاوزه هو والذين أمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده "
وأما البقية المسلمة منهم فأصروا على القتال رغم الفارق الكبير فى العدد والعتاد وكان سبب
النصر هو إذن الله وهو نصر الله كما قال سبحانه :
"فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت"
ومن يدرس فساد بنى إسرائيل فى الأرض يجد أن الاستيلاء على الأرض المقدسة تكرر عبر العصور منهم مرتين قبل بعثة الرسول(ص) :
"وقضينا إلى بنى إسرائيل لتفسدن فى الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا"
وفى كل مرة كان سبب هزيمتهم هو وجود عباد لله أى مطيعين لله كما قال سبحانه :
"فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباد لنا أولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار"
فشرط
النصر هو عبادة وهى طاعة الله وهى نصر دين الله وقد بين الله أن فساد القوم ودخولهم الأرض المباركة حيث المسجد سوف يتكرر وسوف تتكرر هزيمتهم فى كل مرة وأنهم سيدخلون جهنم كما قال :
"وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا"
ومن ثم
النصر يكون بطاعة أحكام الله كلها ومنها اعداد القوة
اللهم اغفر لنا تقصيرنا فى طاعتك واعفو عنا فأنت أعلم بما نفوسنا وما نريد