اليهودى التائه
البعض منا قد يكون قد سمع عن حكاية
اليهودى التائه والحكاية موجودة فى كثير من الثقافات بأحداث متنوعة ولكن حدث الحكاية الأصل ليس موجودا فى العهد الجديد الذى بين أيدى الطوائف النصرانية وهو :
أن يسوع أو المسيح(ص) حسب تعبيرنا كمسلمين اعترضه رجل وهو يساق إلى الصلب قائلا :
امض امض لا تتكاسل أو أسرع أسرع لا تتمهل أو أسرع أسرع لا تتلكأ
فرد عليه :
"أما أنا فسأمضى وأما أنت فستبقى "
والعبارة هى لعنة على القائل بالخلود وهو البقاء حيا فى الدنيا لا يموت
بالطبع
الحكاية ليس لها أصل لأن المسيح(ص) فى معتقد المسلمين لم يقبض عليه وبالتالى لم يصلب ولم يقتل كما قال سبحانه :
" وما قتلوه وما صلبوه "
كما لا يوجد خلود لبشر قبل خاتم النبيين(ص) ولا بعده كما قال سبحانه :
" وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد"
بطل الحكايا يسمى فى المصادر المتعددة بأسماء مختلفة منها كارتا فيلوس واحشويرش وقد اختلفوا فى مهنته فمرة جندى ومرة إسكافيا ويبدو أن الأوربيين الكارهين لليهود هم منبع تلك الحكايات وقد ألفت كتب متعددة أشهرها رحلات احشويرش والتى أشاعت الحكاية ومعها قصائد شعرية ومؤلفات أخرى
والغريب هو أن اسم احشويرش وهو اسم ملك من ملوك الفراعنة فى كتاب التاريخ الذى ألفه مانيتون السمنودى أو الاغريقى عن الأسر الفرعونية التى لا وجود لها هى الأخرى كاليهودى
التائه حسب كتاب الله فاسم فرعون هو اسم شخص واحد وليس لقب لكل الملوك بدليل أن الله جعل لقب حاكم مصر فى عهد يوسف(ص) الملك وليس الفرعون وجعل الوزير لقبه العزيز
الغريب أنه بناء على تلك الحكاية ألفت كتب وروايات ومسرحيات فى مختلف أنحاء العالم منها :
اليهودى
التائه أو الجوال التى ألفها أوجان سى وهو على ما يبدو فرنسى وقد أثار تمثيلها فى لبنان منذ أكثر من قرن حفيظة النصارى والمسلمين حتى أوقفوا تمثيلها من قبل الفرنسيين
ومنها مسرحية ما حدث لليهودي
التائه مع المسيح المنتظر ليسرى الجندى وقد مثلت فى المسارح المصرية من نصف قرن عدة مرات بأسماء عدة كالقضية 88 والقضية 2008ومنعت فى كل مرة بعد عرضها مع أنها كانت تسمى بأسماء أخرى غير الأصل نتيجة ما يسمى بمعاهدة السلام
بالطبع تختلف معالجة الجندى عن معالجة أوجان سى فمعالجة الجندى كانت قائمة على شد أزر المقاومة الفلسطينية من خلال فضح اليهود الذى ركبوا السفينة ثم أغرقوها هم وادعوا أن الساسة هم من أغرقوها وأما أوجان سى فمعالجته كانت قائمة على الاستهزاء بالنصرانية ورجال الدين النصارى
فى الثقافات المختلفة ظل
اليهودى تائها حيا لم يمت ما عدا الثقافة العربية التى أماتته بعد أن سقاه وأطعمه رجل مسلم فقير قدم إليه كل ما فى بيته ومن أجل ذلك نزل ملاك الموت أو المسيح(ص) فأماته وهى حكاية تجدها عند البحث فى الشبكة العنكبوتية تحت عنوان أسطورة
اليهودى التائه فى موقع كابوس
بالطبع المفترض أن حكاية
اليهودى التائه تعود لقصة التيه عندما رفضت بنو إسرائيل عدا رجلين هما موسى(ص) وهارون(ص) القتال لدخول الأرض المقدسة ومن ثم حكم الله على القوم بالتيه فى الأرض أربعين سنة وليس حتى القيامة كما تقول حكايات
اليهودى التائه
وفى هذا قال سبحانه :
"يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التى كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون قال رب لا أملك إلا نفسى وأخى فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون فى الأرض فلا تأسى على القوم الفاسقين"
هذا هو أساس الحكاية وليس النص المزور الذى ليس موجودا فى العهد الجديد
واليهود يبدو أنهم منذ القديم تبنوا سياسة التيه فى دول العالم ليسيطروا عليه من خلال اشعالهم الحروب بين الدول المختلفة كما قال سبحانه :
" كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله"
ومن أجل ذلك كتب الله عليهم ومن ثم هم كتبوا على أنفسهم أن يكونوا أذلاء مساكين فى كل مكان حتى يقدروا على الحياة بين الناس وقد استثنى الله من ذلك حالة حبل من الله وحبل من الناس وفى هذا قال سبحانه :
"وضربت عليهم الذلة والمسكنة"
وقال أيضا:
"ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون"
وأما الحبل من الله فهو :
أن يجعل مالهم وعددهم يزداد كما قال سبحانه فى قصة فسادهم :
"ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا"
وأما الحبل من الناس فهو ضعف غير اليهود من خلال كفرهم وفسادهم