مراجعة
لمقال حي
ومحفوظ في
الحجر والشجر
الكاتبة هى ياسمين عبد الكريم وموضوع المقال هو بقاء بعض الحيوانات داخل صخور حية دون وجود طعام أو شراب مدة طويلة أو هواء وقد ابتدأت بذكر هذه الطرفة حيث قالت:
"من المعروف أن قدرة الكائن الحي على البقاء حياً من غير هواء أو ماء أو طعام تبقى محدودة، إلا أن تقارير في الماضي القريب تحدثت عن العثور على كائنات بقيت حية رغم حرمانها مما ذكر ولمدة تتجاوز السنوات وهو أمر يكاد أن يكون معجزة فما هو السر في ذلك؟"
بالطبع لا يمكن لأى كائن حى البقاء دون ماء كما قال سبحانه فى احياء الأرض وما عليها بالماء:
"أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون"
وحكت الكاتبة حكايات معظمها من عدة قرون حيث قالت :
"ضفادع وسحالي
- في عصر هنري الثالث ملك انجلترا اكتشف أحد العمال أثناء عمله في مقلع الحجارة حجرة كانت تحتوي بداخلها على ضفدع ينبض بالحياة والغريب أن الحجرة مغلق بأحكام بشكل طبيعي وبدون أي فتحات واضحة مما يثير الدهشة فكيف دخل الضفدع إليها؟ وكيف استطاع العيش بدون هواء أو ماء أو طعام؟
وعندما قام الطبيب (أمبرواز باري) بالتحقيق بهذا الأمر مع عمال مقلع الحجارة بخصوص ما تم أشاعته بين العمال وقال له بعض العمال أنها ليست المرة الأولى التي يعثرون فيها على ضفادع وسحالي وما شابة ذلك من مخلوقات ضمن كتل ضخمة من الحجارة.
- في عام 1821 تم اكتشاف شريحة كبيرة من الصخور التي تحتوي على سحالي وكان يؤتى بها من عمق 22 قدماً تحت سطح الأرض وكانت السحالي ملفوفة بحجر تعطي انطباع دقيق عنها وكانت الصخور بطول شبر واحد وربع وكانت بعض السحالي بلون رمادي وعندما تعرضت لمدة 5 دقائق للهواء أظهرت علامات الحياة ثم خرجة مسرعة، ويقول بعض العمال أنه بدا للوهلة الأولى أن السحالي ميتة ولكن عادت إلى الحياة بعد تعرضها للهواء بمدة لا تتجاوز الدقائق.
- في عام 1719 نشرت الأكاديمية الفرنسية للعلوم مقال بعنوان " الضفدع في شجرة الدردار" حيث ذكر في المقال أنه عندما تم قطع شجرة الدردار الكبيرة وجد في وسط الجذع ضفدع حي وكان حجمه متوسط وهزيل ثم قفز إلى بعيد كان شيء لم يحدث، والأعجب من ذلك أنه ليس فقط
الحجر الطبيعي والأشجار تحتوي أحداث مدهشة حيث تم العثور على ضفدع حي عام 1770 داخل جدار جص عندما كان يجري هدم جدار قلعة قديمة وما أثار الدهشة هو صمود الضفدع دون عائق لأكثر من 40 عاماً.
- وفي عام 1865 ذكرت الصحافة الحرة في انجلترا أن إحدى الحفارات التي تعمل على كتلة من
الحجر الجيري والتي اتخذت نحو 25 قدماً (حوالي 7 أمتار) في باطن الأرض قرب (هارتلبول) انكلترا اكتشفت تجويف في حجر يحوي على ضفادع حية وكان التجويف الذي يحتوي الضفادع لا يحوي هيئته (القالب) وعندما تم العثور على الضفدع كان بلون مماثل للحجر حيث يصعب تمييزها عن
الحجر ولكن بعد فترة وجيزة أغمق لونه ثم عاد إلى الحياة وقفز من مكانه مسرع.
- وفي بولدر نشر مقال في مجلة العلوم الطبية عن (موسى جاينز) وهو أحد عمال مناجم الفضة حيث عثر على ضفدع داخل صخرة قطرها 2 قدم وكان الضفدع بصحة جيدة و ممتلئ الجسم وكانت له عيون كبيرة ثم قال (موسى): " عندما لمسته بعصا قفز بسرعة ولم أستطع الاحتفاظ به "، وقد تم ذكر العديد من القصص موثقة جيداً من اكتشاف ضفادع حية داخل صخور صلبة.
- وخلال الحرب العالمية الثانية كان أحد الجنود البريطانيين يعمل مع فريق عمل في المحاجر حيث تطلب الأمر عمل حفرة في الطريق لزرع القنابل ولما قام بعمل شق بأحد الصخور تفاجأ بوجود ضفدع كبير وبجانبه سحلية في صخرة محكمة الإغلاق وكان كلاهما على قيد الحياة.
68 علجوماُ داخل شجرة:
في عام 1876 نشرت صحيفة يوتنهاج تايمز في جنوب أفريقيا 68 تجربة لحطابين كانوا يقطعون شجرة إلى ألواح، ولما تعمقوا في القطع وجدوا تجويفاً يحتوي على 68 علجوماً صغيراً وكان حجم كل منها بحجم حبة العنب، كان منها بلون بني فاتح ومعظمها كان بلون يميل للأصفر، وكانوا بصحة ممتازة ولم يقفزوا بعيداً وكأن شيئاً لم يحصل، لا يوجد شيء يشير إلى كيفية دخولهم في هذا التجويف في قلب الشجرة، وكم قضوا من الزمن فيه، وكيف كان باستطاعتهم العيش بدون طعام أو شراب أو هواء.
حيوان منقرض من زمن الديناصورات
شهد عام 1856 في فرنسا أمراً يكاد لا يصدق، فقد عثر عمال في نفق خط سكة الحديد وأثناء اقتطاعهم لحجر جيري يعود إلى الحقبة الجوارسية خرج فجأة مخلوق كبير من داخله، ورفرف بجناحيه وأثار ضجيجاً ونعيباً ثم مات، وبحسب رواية العمال بلغ طول جناح هذا المخلوق من طرف إلى طرف 10 أقدام (حوالي 3 أمتار)، وله 4 أرجل ومتصلة بغشاء، وجلد أسود ومخالب عند أقدامه وفم يحوي أسنان، ولكن طالباً محليا يدرس المتحجرات الحيوانية قال أنه حيوان طائر منقرض يعود إلى زمن الديناصورات (الحقبة الجوراسية) ويدعى (بتيروداكتايل)، ومن الجدير بالذكر أن أصناف الديناصورات انقرضت منذ ما يقدر بـ 65 مليون عام!"
وتعليقى على حكايات الكاتبة هو :
بالطبع كل هذه الحكايات لم يرها عالم ما من العلماء لأن الوصول للمناجم يستغرق وقتا طويلا فى زمن لم يكن فيه سيارات ولا طائرات ولا مصاعد كهربية ومن ثم عندما يصل العالم للمكان لا يجد شىء يدرسه لأن تلك المخلوقات هربت أو ماتت ومن ثم لا يمكن اعتبار أيا من الحكايات حقيقى حتى ولو نشرت فى مجلات علمية خاصة فى أوج فورة التزوير التى اخترعها علماء المستحاثات بناء على نظريات التطور من لامارك إلى والاس ودارون وفى أوج الصراع العلمى المزعوم بين الفرنسيين والانجليز والألمان وغيرهم ومن ثم وجدنا عناصر تسمى بأسماء البلاد كالجرمانيوم نسبة لألمانيا وفرنسيوم نسبة لفرنسا وأمريكنيوم نسبة لأمريكا وبولونيوم نسبة لبولونيا وقد تم تزوير 99 % من المستحاثات الموجودة حاليا فى المتاحف واعترف العديد منهم بالتزوير والبعض ألأخر كشفه زملائهم فى العمل
الحكاية الحديثة الوحيدة التى نقلتها الكاتبة هى :
"سلحفاة في خرسانة
في عام 1976 كان عمال الإنشاءات في (فورث وورث) من ولاية تكساس الأمريكية يكسرون بعض القطع الخرسانية التي صنعوها قبل سنة مضت، ووجدوا في إحدى الخرسانات المكسورة سلحفاة خضراء حية في تجويف تطابق في شكله كقالب مع شكل السلحفاة وكأن السلحفاة دخلت في الإسمنت الذي لم يكن جف بعد قبل سنة!، فكيف بقيت طوال هذه المدة حية؟ ومع الأسف ماتت السلحفاة المسكينة بعد أيام قليلة من تحريرها"
وتعليقى عليها :
أن نفس الأمر ينطبق على الحكاية فالسلحفاة ماتت بعد خروجا المزعوم من المكعب الخراسانى ولم يدرس أحد الأمر الذى لا يزيد عن كونه تزوير أو إشاعة
ومن ثم لا يمكن تصديق أى حكاية مما ذكر فى المقال حتى يمكن القول بحياة تلك الضفادع والسحالى وقد تصادف حدوث وجود ضفادع فى بيتنا مرتين دون تفسير واضح أيامها لكيفية وصولها من الترع أو القنوات إلى البيت داخل القرية والبيت بعيد عنها والتفسير هو أن تلك الضفادع كانت فى أحطاب القطن أو الذرة أو القمح المجمعة بعد القطع فى الحقول وتم تحميل الأحطاب وهى فيها وقد ظلت احداهما فى البيت فترة طويلة دون ان يعرف أحد بوجودها حتى تفاجئنا بحجمها الكبير الذى لم يكن مماثل لما فى الترع والقنوات وقد عاشت فى المزيرة وهى مكعب له فتحة من الأمام يعمل كحامل لزير الماء وفى داخل طاجن أو وعاء لما يتساقط من الزير من الماء وأما الثانية فكانت تعيش فى داخل البناء الذى تحت الكنيف وهو ما يسمونه فى مصر الطرنش وكان حجمها ضخم
بالطبع كان الطعام والماء والهواء موجودا فى كل الحالات
وتناولت الكاتبة عدم وجود تفسير لتلك الحكايات حيث قالت :
"لا وجود لتفسير:
يقول بعض العلماء أنه لا يوجد تفسيرات لهذه الحوادث والغريب أنه ليس هناك طريقة يمكن من خلالها تمييز هذه الصخور عن غيرها وأيضاً لا توجد ثقوب صغيرة أو شقوق تجعلنا نفترض بأن بويضة مخصبة من العلجوم أو الضفدع أو السلحفاة قد تسربت بطريقة أو بأخرى في تجويف الصخرة وحتى لو افترضنا تسربها داخل الصخرة بطريقة أو بأخرى سنتساءل عن كيفية استطاعتها العيش والنمو داخل الصخرة أو على الأقل كيف تطورت عضلاتها لكي تتمكن من القفز!؟ وكيف نما الكائن إلى حجم كامل وهو لا يستطيع الحركة داخل الصخرة!؟، ويقول بعض علماء الجيولوجيون أن الصخور يمكن أن تتشكل على مدى آلاف وملايين السنين فكم تبلغ هذه الكائنات من العمر!؟"
وقد أرسل للكاتبة أحدهم تفسيرا نشرته مع المقال حيث قالت:
"محاولة للتفسير
أرسل (عطاء طارق جمال) وهو من المتابعين الدائمين لموقع ما وراء الطبيعة تفسيراً يتعلق بهذه الظاهرة يختص بجنس الضفادع كالآتي:
عندما وضعت أنثى الضفدع بيضها المخصب كان قد جف المكان الموجود به البيض ومع الزمن تراكم الرمال فوق البيض ومع الزمن تحولت الرمال التي بداخلها البيض الى صخرة مفرغة من الداخل ثم نستطيع ان نفرض ان جميع البيض مات لعامل من العوامل الا بيضة واحدة ثم وجدت ان المكان المحيط مناسب للفقس ففقست ثم طلع شرغوف (وهو شكل من أشكال تطور جنين الضفدع وتشبه النطفة البشرية ولها ذنب) فأكل البيض المحيط به.
ومن المعروف أن للضفادع والعلاجيم قدرة على البقاء لفترة طويلة في حالة سبات شتوي وخلالها تدفن نفسها في التراب أو الماء حفاظاً على درجة حرارة جسمها وتتنفس عن طريق الجلد بالتنفس الخلوي، ولكن لا يوجد فراغات لمرور الهواء؟
إن تراكم الرمال وتحولها الى صخرة لا يعني عدم وجود فراغات صغيرة جداً أي أنه توجد فراغات بين حبيبات الرمال و الحصا ولو كانت مجهرية تمكن الضفدع من سحب الهواء هذا بالنسبة الى الصخور، أما بالنسبة للأشجار سيكون نفس الشيء فمن المعروف ان الاشجار تشرب المياه فلا بد أن يكون داخل الشجرة رطوبة تتكيف فيها الضفادع ويمكنها التنفس بسهولة ايضاً عن طريق التنفس الخلوي او الأنف.
وبخصوص الطائر المنقرض فأرجح بأنه كان خفاشاً من نوع ما كبير الحجم خصوصاً أن من شاهدوه لم يتمكنوا من إمساكه وتفحصه وبالتالي لا يمكننا الجزم بأنه طائر بتيروداكتايل من حقبة الديناصورات"
وتعليقة هو :
أن التفسيرات قد تكون مقبولة لو صحت الحكايات ولكنها لا تصح فلا يمكن لحيوان كالضفدع أن يعيش مدة طويلة بدون ماء أو هواء أو طعام فى مكان مغلق تماما بالشهور
وأعلنت الكاتبة تعجبها من موت كل الحيوانات بعد خروجها من
الحجر المغلقة بقليل حيث قالت :
"ومع ذلك فإن الأمر الذي ما زال يحيرني هو ردة فعل هذه الحيوانات بالموت المفاجئ بعد خروجها بفترة بسيطة من مخبأها الصخري أو الشجري"
بالطبع لابد أن تموت بسرعة لاخفاء كذب من ألفوا الحكايات وعدم تمكين أحد من دراستها وبيان التزوير إن كان لتلك الحكايات أساس من الصحة
والقصة الوحيدة فى القرآن التى تشابه حكايات المقال :
قصة ابتلاع الحوت ليونس(ص) ولكنه لم يبق مدة طويلة فحسب العهد الجديد مكث ثلاثة أيام ولا يوجد فى القرآن ما يدل على مدة البقاء فى بطن الحوت وإنما كان بقائه حيا بعد الابتلاع آية معجزة والآيات لا تعطى إلا للرسل(ص) وفى قصة يونس قال سبحانه :
"وإن يونس لمن المرسلين إذ أبق إلى الفلك المشحون فساهم فكان من المدحضين فالتقمه الحوت وهو مليم فلولا أنه كان من المسبحين للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون فنبذناه بالعراء وهو سقيم وأنبتنا عليه شجرة من يقطين وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلى حين"
بالطبع الوجود داخل جسم حى أو حتى جسم جامد لابد أن يؤدى فى كل الأحوال إلى الموت طالما لا يوجد هواء أو ماء أو طعام