* حكم أبرهة الحبشي لليمن أصحاب الفيل وبعير عبد المطلب أصحاب الفيل يحاولون هدم الكعبة لماذا أراد أبرهة هدم الكعبة؟ قصة أصحاب الفيل ورد ذكرها في القرآن الكريم. ولكن القرآن لم يشير إلى تفاصيل هذه القصة كما فعلت الروايات المختلفة. ففي هذه الروايات تروى حكاية أبرهة الحبشي حينما اتجه إلى الكعبة بجيش من الأفيال ليهدمها. فما هي قصة أبرهة الحبشي؟ ولماذا أراد هدم الكعبة؟ تبدأ قصة أصحاب الفيل في ذلك الوقت الذي أرسل فيه ملك الحبشة كبير قواده “إرياظ” في أربعة آلاف من الفرسان لتأديب الملك ذو نواس باليمن. وذلك لأنه كان يجبر الناس على اعتناق اليهودية. فتغلب عليه إرياظ وهزمه ودانت له الكثير من القبائل العربية. إلا أن الأمر لم يستتب لإرياظ حيث واجهه قائد حبشي أخر هو أبرهة وقتله. غضب ملك الحبشة لما فعله أبرهة بقائد جيشه. لكن أبرهة أرسل إلى الملك ليستميله. وقال له: إن هذا عبدك وأنا عبدك، ولم نختلف في أمرك. وكان رد ملك الحبشة عليه بأن قال له: اثبت أنت ومن معك من الجند على أرض اليمن. حكم أبرهة الحبشي لليمن في ذلك الوقت الذي بدأ فيه حكم أبرهة الحبشي لليمن سعى لبناء الكثير من الكنائس لتكون موطناً للديانة المسيحية. لكن العرب كانوا وثنيين يعبدون الأصنام. وما فعله أبرهة ودعوته الناس للدخول إلى المسيحية قد أثار حنقهم وغضبهم. حتى جاء أحدهم في ذات يوم وألقى بالقاذورات بداخل الكنيسة الكبيرة التي بناها أبرهة. حاول أبرهة أن يتحقق من هذا الأمر. فأخبره البعض أن من فعل ذلك هو رجل من أهل ذلك البيت العتيق الذي يحجون إليه. وهنا أقسم أبرهة ليسير إلى الكعبة ويهدمها على رؤوس العرب. أصحاب الفيل وبعير عبد المطلب علم العرب بما عزم عليه أبرهة الحبشي من ملاقاتهم بجيش عظيم تتقدمه الأفيال. وشعروا أنهم لا قبل لهم بمواجهة هذا الجيش الجرار. حتى إذا أصبح على مشارف مكة مائتي بعير لزعيم العرب عبد المطلب بن هاشم جد الرسول محمد. ثم اتبع ذلك بأن بعث إلى عبد المطلب رسوله برسالة يقول له فيها: أن أبرهة لم يأت إلى هنا لقتال العرب بل جاء لهدم الكعبة. ورد عليه عبد المطلب على رسالة أبرهة قائلاً: سنخلي بينك وبين ما جئت من أجله، وهو الكعبة، فوالله ما لنا بك قوة. انطلق رسول أبرهة إليه برد لرسالته، وأخبره الرسول أن عبد المطلب يطلب مقابلته. بينما التقى أبرهة بعبد المطلب وأعجب به في بداية الأمر حتى سأله: ما حاجتك؟ قال له عبد المطلب: إبلي. هنا تعجب أبرهة من قول عبد المطلب وقال له: جئت إلى بيت هو دينك ودين آبائك لأهدمه، فلم تكلمني فيه وتحدثني في مائتي بعير؟ فقال له عبد المطلب: أنا رب هذه الإبل فأحميها، وللبيت رب يحميه. وانتهت المقابلة بعد أن رد أبرهة الحبشي إليه إبله. عاد عبد المطلب إلى قومه ليخبرهم بقصة أصحاب الفيل وبما ينوي أبرهة فعله. وطلب منهم اتقاءً لشره، أن يتفرقوا في الشعاب ويختفوا في رؤوس الجبال. وفي ذلك الوقت شرع أبرهة في اقتحام الكعبة، موجهاً إليها فيله العظيم. لم يجد أبرهة مقاومة من أحد، وفي تلك اللحظة التي اقترب فيها من الكعبة حدث ما لم يكن في الحسبان. إذ شاهد الجميع أسراب من الطيور تأتي من ناحية البحر، يحمل كل طائر منهم ثلاثة أحجار في رجليه ومنقاره، وتقذف الطيور هذه الأحجار على أفراد جيش أبرهة فيهلكون. حتى هلك الجيش كله. أما أبرهة فانطلق يختبئ من هذه الأحجار المتساقطة إلا أنه قد أصابه حجر منها، وهنا بدأت أنامله تتساقط حتى إذا وصل إلى اليمن هلك كما هلك غيره من قبل. لماذا أراد أبرهة هدم الكعبة؟ أبرهة الحبشي يحاول هدم الكعبة أبرهة الحبشي يتجه بالأفيال لهدم الكعبة إلى هنا تنتهي قصة أصحاب الفيل بعد أن هلكوا. ولكن هناك أسباب أخرى ذكرتها الروايات العربية بشأن الأسباب التي جعلت أبرهة يذهب لهدم الكعبة. ومن هذه الأسباب أن فئة من تجار قريش خرجوا إلى أرض اليمن للتجارة، وحطوا رحالهم بجانب ساحل البحر حيث كان يوجد هناك معبداً للنصارى. بينما نزل هؤلاء التجار بجوار المعبد وأشعلوا ناراً لشواء اللحم وعندما رحلوا من المكان تركوا النار مشتعلة كما هي وكان يوماً صيفياً عاصفاً، فهبت الرياح وأشعلت المعبد، فأسرع الحراس إلى ملك الحبشة ليخبروه بالأمر فما كان منه إلا أن غضب غضباً شديداً وأراد الانتقام. لذا أرسل جيشه إلى الجزيرة العربية لهدم الكعبة. تناول العديد من الباحثين قصة أصحاب الفيل بالتمحيص من أجل التأكد من صحة هذه الرواية التاريخية التي أشار إليها القرآن الكريم في سورة الفيل. بينما توصل بعضهم إلى العديد من الاكتشافات الأثرية التي تشير إلى حكم أبرهة الحبشي لليمن كان في الفترة من 531 وحتى 565. وقد أكدت ذلك ست كتابات بالخط الحميري، كتب أربع من هذه الكتابات أبرهة بنفسه. وهذه الكتابات تشير إلى حياة أبرهة الحبشي وحكمه، ولكنه لم تشير بأي حال من الأحوال أنه استخدم الفيلة في حروبه. هذا هو الأمر الأول. أما الأمر الثاني فهو اختلاف تاريخ هجوم أبرهة على الكعبة حيث تشير المصادر العربية إلى أن العام الذي اعتدى فيه أبرهة على الكعبة هو عام ميلاد النبي محمد 571 ميلادية والذي سمي بعام الفيل. فكيف يتحقق له الهجوم في ذلك التاريخ وقد مات أبرهة قبله. ورد ذكر قصة أصحاب الفيل في القرآن في سورة الفيل. بينما أشار فيها الله تعالى أن جماعة أطلق عليهم أصحاب الفيل نالوا عذاباً عظيماً من الله، ولم يذكر القرآن من هم هؤلاء ولا الأسباب التي أدت إلى عقابهم عبر إرسال الله عليهم لطير الأبابيل ورميهم بحجارة من سجيل. وفي حقيقة الأمر إذا تم التأكد من صحة الروايات التاريخية التي تشير إلى أن أبرهة لم يعتدي على الكعبة وأن هذا الأمر لم يحدث بالفعل، فهذا لا يمنع صحة رواية القرآن بشأن أصحاب الفيل، آياً كان مكانهم أو أفعالهم. وربما تكون هذه القصة قد حدثت في واحدة من الحضارات التي كانت تستخدم الفيلة في حروبها، وإنها لم تحدث في مكة. وعلى أية حال فلا يسعنا إلا القول بأن الله أعلى وأعلم، وكما قال الله تعالى عن قرآنه العظيم: ” لا يعلم تأويله إلا الله”. * |
|
|