مناقشة
لمقال سارية الجبل: حادثة تاريخية عن
قدرة التخاطر
موضوع المقال هو رواية كاذبة أضيفت للكم الهائل من الروايات التى تتعارض مع كتاب الله وتصديق تلك الروايات يوجب منا تكذيب الله تعالى فى كتابه
وليست شهرة الرواية أيا كانت تعنى صحتها وأنها وقعت وملخص الرواية أن عمر بن الخطاب وجد نفسه ينطق جملة على المنبر مناديا قائد جيش مسلم فى بلاد فارس طالبا منه الاحتماء بالجبل حتى لا ينهزم وسمع الكلمة المنادى ومن معه مع أنه على بعد مئات الأميال
حكى كاتب المقال الرواية حيث قال :
"في حوالي عام 645 ميلادية (23 هجرية) وفي عهد حكم عمر بن الخطاب الخليفة الراشدي الثاني (رضي الله عنه) وقعت
حادثة مشهورة تعتبر في يومنا هذا مثالاً تاريخياً عن
قدرة التخاطر وهذه الحادثة مشهورة باسم "سارية الجبل"، وللعلم يعني
التخاطر Telepathy : القدرة على نقل الأفكار من شخص إلى آخر دون استخدام الحواس الخمس وقد يكون بين الشخصين آلاف الكيلومترات
تفاصيل الحادثة
كان
سارية بن زُنَيم بن عبدالله الدؤلي أحد قادة جيوش المسلمين في فتوحات فارس سنة 23هـ وملخص الحادثة: كما رواها أسلم ويعقوب ونافع مولى ابن عمر:
أن
سارية بن زنيم، كان يقاتل المشركين على أبواب نهاوند في بلاد الفرس، وقد كثرت عليه الأعداء وفي نفس اليوم كان عمر بن الخطاب يخطب يوم الجمعة على منبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المدينة، فإذا بعمر رضي الله عنه ينادي بأعلى صوته في أثناء خطبته: "ياسارية الجبل، الجبل، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم"
فالتفت الناس وقالوا لعمر بن الخطاب: "ماهذا الكلام؟! " فقال: "والله ما ألقيت له بالاً، شيء أُتي به على لساني."
ثم قالوا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه _وكان حاضراً _:
"ما هذا الذي يقوله أمير المؤمنين؟ وأين
سارية منّا الآن؟! "، فقال: "ويحكم! دعوا عمر فإنه ما دخل في أمر إلا خرج منه"
ثم ما لبث أن تبين الحال فيما بعد، فقد قدم
سارية على عمر رضي الله عنه في المدينة فقال: "يا أمير المؤمنين كنا محاصري العدو، وكنا نقيم الأيام، لايخرج علينا منهم أحد، نحن في منخفض من الأرض وهم في حصن عال (جبل) فسمعت صائحاً ينادي: يا
سارية بن زنيم الجبل، فعلوتُ بأصحابي الجبل، فما كانت إلا ساعة حتى فتح الله علينا"
لاحظ فى الرواية أن عمر قال يا
سارية الجبل من استرعى الذئب فقد ظلم ولكن السامع سمع يا
سارية بن زنيم الجبل
فهنا الكلام الذى قاله عمر غير الذى سمعه
سارية وهذا دليل على أن من ألفوا الرواية يضحكون علينا
بالطبع هذا أمر خارق والمقصود آية معجزة وقد منع الله الآيات المعجزات فى عهد النبى الخاتم(ص) حيث قال :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
والكاتب يريد من وراء الحكاية تصديق شىء يسمونه
التخاطر حيث يفكر اثنان فى موضوع واحد متصل بهما وأن هناك أشعة تصل بين الاثنين تصل بينهما وهو قول الكاتب حيث قال :
"التخاطر: إحدى ألغاز العقل البشري
يعتبر العالم مايرز أول من درس
قدرة التخاطر وذلك في عام 1882 وهو من صاغ مصطلح التلباثية Telepathy، حيث فتح آفاقا للبحث والجدل لا يزال قائماً حتى الآن، إلا أن
التخاطر لا يشترط الزمان أو المكان القريب ولا حتى زمكان اينشتاين، فكل شخصين على تواصل روحي يغذيه العاطفة والحب قد ينشأ بينهما نوع من
التخاطر وإن كان ضئيلاً جداً، ولذا فانك تجد المتحابين هم أكثر
قدرة على
التخاطر خاصة وأن أرواحهم قد تآلفت، ونظراً لأن خلايا المخ ترسل إشارات كهربائية فيما بينها، مولدة بدورها مجالا مغناطيسيا دقيقا للغاية، فان العقل عندما يكون في حاله اليقظة يصدر أشعة (بيتا)، وأشعة (ألفا) عند التأمل، و (ثيتا) عند الاسترخاء الشديد، و (دلتا) في النوم العميق. ولكن مع التطورات العلمية وكثرة الأشعة التي تصطدم بأجسامنا ضعفت قدرات الإنسان بصورة أفقدته قدرته على
التخاطر وصار يحدث بصورة نادرة."
والكلام لا يعقل فلا وجود للتخاطر عن طريق الأشعة وإنما الحقيقة هى :
هى توارد الخواطر كما يقال فأنت تفكر فى شخص ما وهو يفكر فيك فى نفس اللحظة وتتصلان عن طريق ذهاب أحدكما لأخر أو عن طريق الهاتف أو الحاسوب
وهو أمر عشوائى كما يقال أى يحدث صدفة ومن توارد الخواطر أيضا ما يحدث من الكتاب أو الشعراء عندما يكتب أحدهم فى موضوع ويكون واحد أخر قد سبق أن قال نفس المعانى ولذا قال الشاعر:
ما أرانا نقولُ إلا رَجيعاً ومعاداً من قولنا مكرورا
ونجد الكاتب يحاول أن يشيع الخطأ بوجود تدريب على
التخاطر المزعوم حيث قال :
ك"يف تتدرب على التخاطر؟
لتدرب نفسك على الدخول في حالة تخاطر تحتاج إلى الإسترخاء وتركيز الإنتباه وأن تأخذ نفسا عميقاً ثم تقوم بتخيل رسالتك في عقلك وعندها ستخطر رسالتك على من تريد شرط أن يكون المتلقي في حالة هدوء واسترخاء أيضاً. ويزعم أنه عندما تفكر في شخص ما فإن هناك مسارا ( Path ) ينبعث بينكما ومن خلاله تنتقل الرسالة وبالتالي فانه إذا كان الشخص المتلقي لا يمتلك وسائل الدفاع عن نفسه (ذهنياً ونفسياً) فانه لن يستقبل الرسالة."
بالطبع المسألة تحدث مصادفة ولا يمكن التدرب عليها وهناك عادة شائعة عند المصريين عندما يسمعون شيئا كصفارة بلا معنى مع أنه لا توجد صفارة يستعملها أحدهم أو يبلعون ريقهم بالخطأ فيكحون يقولون :
اللى جاب سيرتى يحتار حيرتى
فهذا كلام بلا برهان ولكن الناس ينسبون الفاعل لغير فاعله