إضاءات حول
كتاب الجفر
الكتاب عبارة عن مخطوط أي
كتاب بخط يد إنسان ولا يوجد للجفر
كتاب مطبوع حتى الآن والنسخة الخطية مصورة وهو ليس
الجفر الأصلى الذى يتحدث عنه الشيعة وغيرهم في الكتب القديمة
وكاتب مخطوطة
الجفر هو كمال الدين أبو سالم بن محمد بن طلحة وأسلوب الكتاب يغلب عليه السجع والأشعار كما يغلب عليه الاستدلال بروايات الفتن والملاحم المنسوبة للرسول(ص)زورا والتي كلها ادعاء بعلم الغيب مع أن الله أعلن في كتابه أن الرسول لا يعلم الغيب على لسان الرسول الخاتم(ص) نفسه كما في قوله :
" ولا أعلم الغيب"
وقال :
" لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
والكاتب يخبرنا عن مضمون الكتاب شعرا في البداية يقوله :
محمد الهادى نبى الساعة وصاحب البراق والشفاعه
فهو الذى يخبرنا عن ربه لما نأى وما دنى من قربه
يا سائل عن مهم الأمرا وعن ولاة يحكمون مصرا
وبين أن أصل
الجفر هو النبى(ص) الذى أخبر به على بن أبى طالب حيث قال :
وهو الذى أودع سر
الجفر عن فاضل ليث إمام حبر
أعنى عليا بزعم المصطفى من العلوم لقد حوى ما خفى
وتحدث عن رموز
الجفر من الحروف وبين أن
الجفر يبين الخلافات والفتن والملوك في المستقبل حيث قال :
" وليس في هذا النظام أملا ملوكنا قد نظمت لتملا
فكم حروف وخلاف وفتن والقصد اظهار الذى فيه لمن
والحكم لله العلى القادر فهو الذى يظهر السراير
وبين الكاتب أن الله رزقه بصديق صدوق مخلص كان يريد معرفة الاسم الأعظم والنور الأقوم حيث قال:
"ونمت بيننا المحبة في الله والصحبة في الله "ص4
كما بين أن الله أعطاه لوحا الامترا وهو في قرية فركوته فحفظ الصاحب ما في اللوح من دايرة وخطوطا وأسماء وحروف ولكنه لم يفهم ما فيه وهو قول أبو سالم حيث قال:
" إذ كشف له عن لوح الامترا فأعرض عنه"ص4
وعندما رأى صاحبه على بن أبى طالب في المنام أرشده لصاحبه أبو سالم كى يحل الخفايا في اللوح فقال :
" صافحته بها يد سنه فرأى أمير المؤمنين على بن أبى طالب فسلم عليه وقال له أين اللوح الذى أوتيته فأخرجه فأخذه رضى الله عنه فاستعظمه ...فقال يا أمير المؤمنين ما فهمت ما قلت لى فقال له فلان وسمانى بكنيتى ولقد يشرحه لك " ص4و5
فذهب الصاحب لصاحبه وأخبره بسور آيات اللوح وخط صورة الدايره وما عليها خارجا وداخلا فلم يفهم الكاتب شيء إلا أن كما يكذب بين أن الله سيبين له تفسير كل شيء وهو قوله في ص5:
" فعلمت أنه لا يمكن الوقوف على كنه مقصدها ولا الوصول إلى حل عقدها له بحمى أوطار مطالبها ولا أسرار ما دلها إلا بتـأييد ربانى وتوفيق إلهى "ص5
وهذا معناه أن أبو سالم نزل عليه الوحى من الله ليفسر اللوح وهو كذب ظاهر فقد انقطع الوحى بانقطاع الرسل(ص)
وحدثنا الكاتب عن علم حروفى يبين به الأحداث فقال :
" حروف الرموز التي هى علامات عشرة هي مقابلة من أول البعثة إلى عام بيعة العقبة فهى عشرة حروف المبادى وهى ثلاثة مقابل عام البيعة وما بعده إلى الهجرة فتلك 13 عاما وحروف مراد الاسم المقدس هو 11 مقابله من الهجرة إلى عام وفاته(ص).... فصل الم من العدد 372 وهذا العدد ينطق عنه من الحروف ب ع ر وهى أحرف تدل على ملك العرب ..."ص8 ...."وإذا ضربت المبادئ في أصولها والمرتفع في حروف الأسماء الأربعة المقدسة والثلاثة المضافة إليها داخلا يكون 432وهو عام انقراض دولة بنى بويه الأعاجم والديلم ....ص11... وفيها انقراض عالم الكون والله من وراءهم محيط "ص13
بالطبع ما قاله أبو سالم أو أيا كان من كتب هذا الكتاب هو ادعاء علم الغيب ومنه معرفة الساعة التي أسماها انقراض عالم الكون وهو ما يتعارض مع قوله سبحانه :
" يسألونك عن الساعة إيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها"
وقال :
" إليه يرد علم الساعة"
وزعم الكاتب أن علم الغيب من اختصاص آل محمد(ص) حيث قال :
" وهذا هو العلم الذى خص به آل محمد والعلم الذى سيدنا محمد مدينته وعلى بابها " ص17
وبالطبع لا محمد(ص) يعلم الغيب ولا آل محمد (ص) الذين ماتوا حيث انقطعت ذريته بموت أولاده الذكور قبل أن يبلغوا مبلغ الرجال كما قال سبحانه :
" ما كان محمد أبا أحد من رجالكم "
ومن ثم كل من يزعم أنه من ذرية النبى الخاتم(ص) كاذب لأن الأولاد ينسبون إلى أبيهم كما قال سبحانه :
" ادعوهم لاباءهم"
والذرية التي تزعم الانتساب للنبى (ص) هي حسب الروايات ذرية على بى أبى طالب ولا صلة لها بمحمد(ص) لانقطاع ذريته بموت أولاد البنين والبنات
وذكر الكاتب أن
كتاب على يحتوى على 1700 علم حيث قال :
"وقد ذكرت بهذا الكتاب جفر الإمام على بن أبى طالب وهو ألف وسبعماية مصدر من مفاتيح العلوم ومصابيح النجوم المعروف عند علماء الحروف ص17
وبالطبع النبى(ص) لم يختص على ولا غيره بأى علم لأنه لو فعل ذلك فهو لم يبلغ الرسالة للناس وحسب
كتاب الله فقد بلغها للناس كلهم كما قال سبحانه :
" بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته"
وقال في ابلاغها أيضا:
" اليوم أكملت لكم دينكم"
والجفر وهو كما فسره الكاتب رق والمقصود ورق كتابة ككتاب ينسب لعلى بن أبى طالب وينسب لجعفر الصادق وهو أحد ذرية على حسب الروايات وتناول الكاتب ماهية
الجفر حيث قال :
" وهو عبارة عن لوح القضاء والقدر عند الصوفية وقيل العلم المكنون والسر المصون وقيل باللغة الخفية عند السادات الحروفية وهو عبارة عن مفتاح أسرار الغيوب وقيل مفتاح العلوم وهما كتابان جليلان أحدهما ذكره الإمام على على المنبر وهو قايم يخطب بالكوفة على ما سيأتى بيانه والأخر أسره رسول الله وهذا هو العلم المكنون وهو المشار إليه بقوله " أنا مدينة العلم وعلى بابها" وأمره بتدوينه وكتبه الإمام على حروفا مفرقة على طريقة سفر آدم عليه السلام في جفر يعنى في رق وقد جعله من جلد البعير فاشتهر بين الناس بالجفر الجامع والنور اللامع وقيل
الجفر والجامعه لأنه قد وجد مرقوم فيه ما جرى للأولين وما يجرى للآخرين والناس مختلفون في وصفه وتكسيره فمنهم من كسره بالتكسير الصغير وهو الإمام جعفر الصادق وقد جعله في حافية الباب الكبير ا ب ت ث إلى أخرها والباب الصغير أبجد إلى قرست ثخذ ضطغ وبعض العلما قد سماه الباب الصغير بالجفر الصغير والباب الكبير بالجفر الكبير وهو مصوب ومقلوب ص 18
" وفيه اسم الله الأعظم وتاج آدم وخاتم سليمان وحجاب آصف "ص20"
إذا
الجفر المزعوم يحتوى على أخبار الأولين والأخرين التي غابت عن الناس ولا يعلم لا محمد(ص) ولا على الغيب ولو عاش منهم كل واحد ألف سنة فكيف سيكتب مليارات المليارات من الأحداث التي تقع في مليارات المليارات من السنوات فلو قضيا عمرهما في الكتابة ما كفاهما
إذا
كتاب جفر على أو جفر الصادق ليس هذا هو الكتاب الذى نتناوله والجفر المذكور هو خرافة او أكذوبة فلم يعثر لهما على وجود لا عند الشيعة ولا عند السنة ولا غيرهم لأنه ادعاء كاذب بعلم الغيب الذى لا يعلمه إلا الله
وكتاب أبو سالم هو أحد الأكاذيب حيث ادعى الرجل أنه قرأ
الجفر ونقل منه هذا الكتاب حيث يقول :
" فاخترت من أسراره ما سره اشتمل والعمل به أكمل بعد أن قرأت سفر آدم وسفر شيث وسفر نوح وسفر إبراهيم وطالعت كتب ينابيع الحكمة لآصف بن برخيا بن شمويل وكتاب سر السر وكتاب الجمهرة والمصحف المخفى والعهد الكبير والأجناس وكتاب اللوح والقلم ثم حللت رموز الخافية القمرية والخافية الشمسية " ص20"
وكل هذه الكتب او معظمها لا توجد نسخ منهم في أى مكان معروف حاليا في العالم وهو ما يجعل أبو سالم كاذب مرة أخرى فالكتاب يشبه
كتاب شمس المعارف للبونى وهو
كتاب طلاسم وسحر وحتى هناك رسوم متشابهة بينهم وأيضا مربعات ومستطيلات حروفية وعددية ويشبههما بالتالى
كتاب معروف في الغرب باسم مخطوطة فوينج وفيها الكثير من الرسومات خاصة الدوائر المتشابهة والفارق هو أن الكتاب الأوربي مكتوب بكتابة غير معروفة لأحد وهو ما يشبه أن بعض كتابات هذا الكتاب وشمس المعارف مكتوبة بطرق كتابية غير معروفة مثل كتابة الكلمة من أسفل بدلا من أعلى
وزعم الكاتب أن على بن أبى طالب ألقى خطبة في الكوفة قال فيها أخبار الآخرين والأولين حيث قال:
"وقد نبت عند علما الطريقة ومشايخ الحقيقة بالنقل الصحيح والكشف الصريح إن أمير المؤمنين على بن أبى طالب قام على المنبر بالكوفة وهو يخطب فقال بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله خالق السموات والأرض وفاطرها وساطح المدحيات ووزانها وموطد الجبال وقافرها ومفجر العيون وناقرها ...أنا أوريا الزبور أنا حجاب الغفور أنا صفوة الجليل أنا إيليا الإنجيل أنا مراخى يوشع وموسى أنا ميمون رضى عيسى أنا حاء الحواميم أنا ألف لام ميم أنا شقيق الرسول أنا بعل البتول أنا شيث البراهمة أنا سعد اليعاقبة أنا أزوهن البطارقة أنا بطرس الروم أنا سيد الأسموم ...ص 26 "
وما سبق من كلام هو افتراء وكذب واضح للتالى :
أولا على لا يمكن أن يدعى أنه كل هؤلاء الرجال في الأزمنة المختلفة لأن هذه هي عقيدة التناسخ والتقمص وهى عقيدة كفر لأن معناها أن الإنسان يحيا عشرات الحيوات وهو ما يخالف أنهما حياتين فقط كما قال سبحانه :
"كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون"
وتصديقه قول الكفار في النار :
" ربنا أحييتنا اثنتين"
ثانيا الكذب في أقوال مثل أنه شقيق الرسول(ص)فالرسول (ص) لم يكن له اخوة حتى يكون له شقيق وأما أنه خاه في الإسلام فهو امر طبيعى وأيضا مثل كونه أوريا وأوريا كما في العهد القديم جندي مجاهد يدعى العهد القديم أن داود(ص) شاهد امرأته عارية من فوق السطح فأعجب بها وبعث أوريا إلى المعارك عدة مرات ليقتل وفى أثناء ذلك زنى بزوجته وهو كلام والعياذ بالله لا يمكن أن يصدق في نبى مؤتمن على رسالة الله
ثالثا أن الخطبة المذكورة ألقيت في نهار واحد ومع هذا المفروض أنها تحكى أحداث مليارات المليارات من السنوات وهى في الكتاب لا تزيد عن عشر صفحات وكلها أخبار لآ اصل لها زعم الكاتب أنها تحدث بعد على مثل :
"فلم يبق إلا دمشق ونواحيها وتراق الدما بمشارقها وأعاليها ثم يدخلونها وبعلبك بأمان وتحل البلايا بنواحى لبنان فكم من قتيل بالقفر واسير بجانب النهر ... ص28... ويقتل بدر بالجبل الأحمر بعد أن يسجن الأسمر عند وصول رسل المغاربة ومثولهم بين يديه ثم يخرج الهمام فيصلى بالناس إمام ثم يقتل بعد برهة من الزمان... ص29...
الخطبة تتكون من عدة صفحات ومع هذا قال أنها تتضمن كل أحداث الدنيا حتى القيامة
ولا يمكن أن يستنتج أى قارىء أي حدث من الخطبة وقع لأنه لا يذكر سوى أسماء مبهمة اسم واحد ومكان ولا يذكر سنوات في الغالب وكل حدث من الممكن أن ينطبق على أي كان وفى الغالب لا ينطبق على أحد
وإلى هنا ينتهى
كتاب الجفر الأصغر