خواطر حول بحث
عزرائيل: قابض الروح
الكاتب هو كمال غزال وموضوع البحث هو ملك الموت الذى أسموه عزرائيل فى كثير من الديانات المختلفة وقد ابتدأ الكاتب بذكر تعريف الموت حيث قال :
"تعددت أسباب الموت من مرض وحادثة أو قتل لكن الموت يبقى (بحسب ما نعرفه) غياب لا رجعة فيه لوعي الكائن يترافق مع وقف الدورة الدموية والتنفس ويعقبه توقف في نشاط المخ القياسي في غضون 40 ثانية على أعلى تقدير.
هكذا يصف العلماء الموت السريري حينما يموت الجسد أو تتعطل وظائفه المعهودة في الحياة، لكن ماذا يحدث للروح عند الموت أو الاحتضار؟"
وتناول جهل العلم بالروح رغم دراسته للنفس حيث قال :
"رغم أن العلم تناول دراسة "النفس" ووضع نظريات عديدة حولها إلا أنه لا يملك أن يتحدث عن
الروح من غير دليل على وجودها، لكن معظم المعتقدات الدينية أكدت على وجود
الروح من دون تحديد طبيعتها وبأن
الروح تكون ملتصقة بجسد الكائن طيلة حياته إلى أن تنفصل عنه لحظة الموت لتقيم في عالم آخر."
بالطبع الغلط فى كلام الكاتب
الروح عند الناس هى النفس لأن من يموت هو النفس كما قال سبحانه :
" كل نفس ذائقة الموت"
ولم تستخدم كلمة
الروح فى كتاب الله بمعنى النفس إطلاقا فهى جاءت بمعانى الوحى والرحمة وجبريل(ص)
وتناول أن الكائن الذى يميت هو ملك هو عزرائيل فى اليهودية حيث قال :
"ولم تكتفي المعتقدات الدينية بذلك فحسب بل وصفت كائنات سماوية تقوم بفصل
الروح عن الجسد أو تقبضها عنه لتسافر معها إلى عالم قد يقع في بعد زمكاني آخر، كائنات تعتبر رسلاً لتنفيذ مشيئة الرب أو الله أو الألهة، ومن ضمن تلك الكائنات اشتهر اسم من كبار جنس الملائكة Archangel وهو " عزرائيل " وتحديداً في المعتقد اليهودي."
وتناول اختلاف ألأديان فى معتقداتها عن الموت رغم اتفاقفها على معناه حيث قال :
ورغم أن الجنس البشري يتفق على حقيقة الموت إلا أن معتقداته حول من يقوم بمهمة قبض الأرواح تختلف في المسميات والعدد والأوصاف"
وتناول معتقدات اليهود فى الموت حيث قال :
" ونذكر في هذا المقال عدداً من المعتقدات التي تتناول ملك الموت أو
قابض الروح وتأثيرها الثقافي:
1 - المعتقد اليهودي
(عزرائيل) في المعتقد اليهودي هو ملاك يقيم في السماء الثالثة وله 4 وجوه و 4 ألاف جناح ويتكون كل جسده من العيون والألسنة التي تتطابق مع عدد من الناس الذين يسكنون في الأرض وبأنه أخر من يموت في الكون، وليس هذا فحسب بل لـ عزرائيل مساعد اسمه (سمائيل)، ويوصف عزرائيل أحياناً بـ "ملك الموت". "
بالطبع العلط فى المعتقد اليهودى الذى ذكره الكاتب وجود 4 آلاف جناح للملاك وهو ما يخالف أنه أقصى عدد لأجنحة وهى أذرع الملام أربعة كما قال سبحانه :
" جاعل الملائكة ذوى أجنحة مثنى وثلاث ورباع"
وذكر أصل تسمية عزرائيل حيث قال :
"ويرجع أصل تسمية (عزرائيل) تحديداً إلى اللغة العبرية وتعني " عبد الله " وهي كلمة مركبة من مقطعين أحدهما " عزرا " والآخر "إيل" الذي يعني الرب في اللغات السامية القديمة أيضاً، وفي مذاهب التصوف اليهودي يشار إليه باسم (عزرييل) وليس (عزرائيل)."
وتناول خلق كملاك الموت فى العهد القديم وشروحاته حيث قال :
- ووفقاً لتفسير قصص التوراة (أو ميدراش) فقد خلق الرب عزرائيل في اليوم الأول وجعل له مسكن في السماء بحيث يمكنه الوصول إلى الأرض في 8 رحلات وله 12 جناحاً وجسمه ممتلئ بالعيون وفي لحظة الإحتضار يقف عند رأس المحتضر بسيفه المرفوع الذي تلتصق به قطرة من المرارة وعندما يرى الشخص المحتضر الموت يصاب بنوبة تشنج فيفتح فمه فيلقي ملك الموت بتلك القطرة في فمه مما يسبب موته فتصبح رائحته كريهة ووجهه مصفر وعليه علامات الموت، فالتعبير المستخدم " تجرع الموت" يرجع بالأصل إلى فكرة قطرة المرارة الآنفة الذكر."
والملاخظ فيما نقله الكاتب هو تناقض اليهود فى عدد أجنحته فمرة 4 آلاف ومرة 12 جناح كما فى الفقرة الماضية
والغلط هو أن الملاك يميت الموتى بسيفه وأنه يضع فى قم الميت قطرة مرة وهو كلام تخريف لا ظل له من الحقيقة كما سنتحدث فى القادم
وتناول طريقة حروج النفس من الجسد حيث قال :
- ويعتقد أن
الروح تخرج من الفم أو تبقى في الحلق لذلك يقف ملك الموت عند الرأس وعندما تغادر
الروح الجسد فإن صوتها يذهب من نهاية هذا العالم إلى إلى طرف عالم آخر من دون أن يسمعه أحد، ووجود السيف مع ملك الموت يشير إلى أنه من المقاتلين الذين يقتلون أبناء البشر، وفي ساعة الموت يسقط الإنسان أمام ملك الموت كما يسقط الوحش أمام ذابحه."
بالطبع من شاهد إنسان يموت سيلاحظ أن حركة الجسم وخروج النفس يبدأ من أطراف أصابع القدمين ويظل يتدرج حتى ينتهى عند الحلق والرأس وساعتها ينتهى خروج النفس أو
الروح بالتعبير المعروف
وتناول عن الصلة بين النبى(ص) عزرا الذى أسماه بالكاهن وبين عزرائيلاحيث قال :
- وتتكهن بعض المصادر بوجود صلة بين عزرائيل والكاهن (عزرا) الملقب بـ عزرا الناسخ الذي كان قاضياً على شعبه وكانت مهمته تقتضي فرض القانون (بما فيه قانون العقوبات) الذي نسخه بعد تلقيه من (يوريال) وهو أحد كبار الملائكة. ولهذا الكاهن اسم آخر هو (إسدراس)، ويقال أن عزرا دخل الجنة بدون أن يتجرع الموت لهذا يعتقد بأنه عزرائيل نفسه."
وطبعا ملاك الموت وهو من الملائكة الذين هم صنف مخصوص من الجن غير عزرا البشرى فلا يمكن أن يكون هو هو لأنه فى تلك الحالة وهى دخوله الجنة سيتوقف الموت لأنه لن يعود للأرض لاماتة البشر كما أن الله لا يبعث رسولا من الملائكة لخوفهم من زول الأرض وهو عدم طمـأنينتهم كما قال سبحانه :
" قل لو كان فى ألأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "
وتناول أن عزرائيل فى اليهودية له أدوار كاستقبال الصلوات واهلاك الكفار حيث قال :
- وفي كتاب الزوهر (يضم نصوص مقدسة بالنسبة للمتصوفة اليهود - الكابالا) يصورعزرائيل مشرقة حيث يستقبل صلوات الناس المؤمنين حينما تصل إلى السماء ويقود جيشاً من الملائكة في السماوات: ونجد في سفر الملوك الثاني من التوراة أن دور عزرائيل لا يقتصر فقط على قبض الأرواح وإنما يمتد إلى مهام أخرى وهي تنفيذ غضب الرب المتمثل في إهلاك جماعة الناس، حيث خرج عزرائيل وضرب 185000 من جيش الآشوريين كما في سفر الملوك 2:
" وكان في تلك الليلة ان ملاك الرب خرج و ضرب من جيش اشور مئة الف و خمسة و ثمانين الفا و لما بكروا صباحا اذا هم جميعا جثث ميتة " (الملوك- 19 - 35).
- ونجد صفة "الملاك المهلك" أيضاً في سفر صموئيل الثاني عند هجومه على أهل القدس (أورشليم):
" وبسط الملاك يده على أورشليم ليهلكها، فندم الرب عن الشر، وقال للملاك المهلك الشعب: كفى الآن رد يدك. وكان ملاك الرب عند بيدر أرونة اليبوسي " (صموئيل الثاني - 24 - 16).
- وفي سفر الأخبار 1 نجد أن الملك داوود يرى "ملاك الرب" وهو يقف بين السماء والأرض وفي يده سيف مسلط على مدينة القدس.
- وملائكة " ميمتيم " هو جنس من الملائكة التي ترسل لقبض الأرواح وإهلاك من تخلت الملائكة الحارسة عن حمايتهم."
بالطبع هذه ال/ور تتعارض مع تسميته بملك الموت كما قال سبحانه" قل يتوفاكم ملك الموت الذى وكل بكم"
فالاماتة هى مهمته الوحيدة وليس استقبال الصلوات
وأما فى المعتقد النصرانى فتناوله حيث قال :
2 - المعتقد المسيحي
عزرائيل في المعتقد المسيحي هو أحد أسماء ملائكة الموت ويعزى إليه حدوث الوفاة، وفي إنجيل برنابا ذكر أن الملاك عزرائيل كان أحد الملائكة الذين حملوا المسيح من نافذة الحجرة التي كانت بجوار بستان جثسيماني وصعد به إلى السماء، وأن القبض والصلب وقع على يهوذا الذي أرشد جنود الرومان القادمين للقبض على المسيح.
- وفي معتقد الرومان الكاثوليك أن ميكائيل هو ملك الموت الصالح (على عكس سمائيل مساعد عزرائيل) وهو يحمل أرواح المتوفين إلى الفردوس وهناك يضع أعمالهم في الميزان (أحد رموزه) وقيل أيضاً أنه يمنح المتوفين فرصة لاسترداد أنفسهم قبل مرورهم أيضاً.
- ويعتبر عدد قليل من الناس في المكسيك أن ملك الموت قديس ويعرف بـ سانتا مويرتي لكن تلك الطائفة لم تأخذ مصادقة الكنيسة الكاثوليكية.
الحاصد الكالح غالباً ما يصور الموت بهيئة هيكل عظمي يرتدي رداء أسود لراهب ويمسك منجلاً يحصد فيه أرواح الناس ويسمى Grim Reaper وتعود هذه الصورة إلى القرن الخامس عشر، ويوصف أيضاً بأنه ملك الموت Death Angel أو شيطان الموت، أو ملك النور والظلام كما في الكتاب المقدس، و هذه الصورة النمطية نجدها أيضاً في الثقافة وفي الأفلام."
بالطبع الكلام المأخوذ عن المعتقد النصرانى غير موجود فى العهد الجديد
ومن ثم لا يمكن اعتباره عقيدة عندهم لأنه غير مذكور فى العهد الجديد
وتناول المعتقد عند المسلمين وقرر أنه لا يوجد فى الوحى هذا الاسم والموجود هو ملك الموت دون اسم كما قال :
3 - المعتقد الإسلامي
رغم أن اسم عزرائيل اشتهر بين المسلمين على أنه ملك الموت إلا أن هذا الاسم لم يذكر في القرآن الكريم على غرار ما ذكر من أسماء ملائكة آخرين كجبريل وميكائيل وإسرافيل حتى أن الأحاديث المثبتة والمنسوبة إلى أقوال الرسول محمد لم تذكره بالاسم ومع ذلك يبقى اسم "عزرائيل " جزءاً من التراث والأدبيات في المعتقدات العامة الإسلامية.
- نجد القرآن الكريم:
" قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ ُترْجَعُونَ " (السجدة - 11).
قد تدل كلمة (ملك الموت) على اسم جنس لملائكة الموت وليس ملكاً بمفرده، كأن تقول: (إنسان آسيا) فهو اسم جنس مفرد.
- و ورد أيضاً في القرآن الكريم:
" وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون" (الأنعام - 61)
وفسر ابن مسعود ذلك بقوله: " إذا انتهت مدة حياة أحدهم كائنا من كان وجاءه أسباب الموت، توفته رسلنا الآخرون المفوض إليهم ذلك وهم ملك الموت وأعوانه وانتهى هناك دور حفظ الحفظة ".
ما أشير إليه في القرآن الكريم هو أن " ملك الموت" هو الملك الموكّل بقبض الأرواح، ولا يوجد دليل على أن مهمة قبض الأرواح مقتصرة على ملك بعينه رغم أن هذا لا ينفي وجود رئيس لملائكة متخصصة في قبض الأرواح وربما كان هو "عزرائيل" الذي سبق ذكره في الكتب السماوية."
إذا هو ملاك واحد وقد يطلق عليه الجمع ملائكة الموت أو رسل الموت ولكن المراد هو فرد واحد
وتناول اتفاق الأديان الثلاث على أنه أخر الكائنات موتا حيث قال:
"ويتفق المعتقد الإسلامي مع المعتقد المسيحي واليهودي من أن ملك الموت هو آخر المخلوقات والملائكة موتاً وذلك في يوم القيامة."
وبالطبع لا يوجد فى الإسلام موت الملاك لأن الله استثنى من الموت بعض الملائكة كما قال سبحانه :
"ونفخ فى الصور فصعق من فى السموات والأرض إلا ما شاء الله " والدليل هو بقاء حملة الكرسى الثمانية مع هدم الكون كما قال سبحانه :
" ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية"
وذكر أن كتب التراث يشيع فيها الاسم على كونه ملك الموت رغم أنه لم يذكر فى الوحى الإلهى حيث قال :
" ورغم عدم ذكر عزرائيل في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة الصحيحة إلا أنه مذكور في العديد من كتب الفقهاء نذكر منها:
كتاب "النهر الماد " لـ أبو حيان الأندلسي، وكتاب "البعث والنشور" لـ الحافظ البيهقي وكتاب " الشفا بتعريف حقوق المصطفى " لـ القاضي، وقد ورد ان اسم ملك الموت عزرائيل في حديث رواه الحافظ الطبراني في كتاب "الطوالات"، وقد ذكره الإمام القرطبي في كتابه " الجامع لأحكام القرآن " عند تفسيره لسورة السجدة - الآية:11
- وقد ذكره جلال الدين السيوطي في كتاب " الدر المنثور" في تفسير سورة السجدة ما نصه: عن أشعث بن شعيب رضي الله عنه قال:" سأل إبراهيم عليه السلام ملك الموت واسمه عزرائيل ".
- وقال المناوي في كتاب " فيض القدير شرح الجامع الصغير ما نصه: " ومِنْ أكابِرِ المَلائِكَةِ إسْرافِيلُ وعَزْرائيلُ علَيهِما السلامُ والأخبارُ كَثِيرَةٌ دَلَّتْ عَلَيْهِما وَثَبَتَ أنَّ عَزْرائيلُ علَيه السلامُ مَلكُ المَوت".
- وذكر اسم عزرائيل الكاتب إبراهيم الباجوري وفي كتاب " شرح جوهرة التوحيد": " ويفيض
الروح رسول الموت أي يخرجها من مقرها الملك الموكل بالموت وهو عزرائيل عليه السلام".
- وقال العلامة محمد بن أحمد بن إياس في كتاب " بدائع الزهور في وقائع الدهور" أن عزرائيل موكل بقبض الأرواح من بني آدم وغيرهم كالحيوانات والطيور وكل ذي روح."
وهذا الكلام ليس بدليل على وجود الاسم فى الوحى وإنما هو أخذ من الأديان الأخرى ونشره بين المسلمين غلط
وتناول قبض الأرواح فى القرآن حيث قال :
قبض الأرواح
1 - في القرآن:
" فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين " (الواقعة - من 83 إلى 87)
ورد في أقاويل الثقات للكرمي في تفسيره للآية القرآنية: أن المراد فيه هو أن ملائكة الموت أقرب إلى الإنسان من أهله، وهذا هو المعروف عن المفسرين المتقدمين من السلف. قالوا: ملك الموت أدنى إليه من أهله، ولكن لا تبصرون الملائكة، ونحن أي ملائكتنا وعبر بهم عنه سبحانه لأنهم رسله ومأموروه.
وقال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية أن لملك الموت أعوان من الملائكة يخرجون
الروح من الجسد فيقبضها ملك الموت إذا انتهت إلى الحلقوم.
- وجاء في القرآن الكريم في أول آية من سورة النازعات قسم من الله بنوع من الملائكة تقبض
الروح بشدة من أجساد الكفار.
" وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا " (النازعات -1)
وفسرت النازعات على أنها نوع من الملائكة التي تنزعُ أرواحَ الكفار، وتعني كلمة غرقًا أي نزعًا بشدّة أو كما يغرق النازع في القوس فيبلغ بها غاية المد بعد ما نزعها حتى إذا كادت تخرج ردها في جسده فهذا عمله بالكفار، والمراد بالإغراق المبالغة في المد.
وقد فسرها مقاتل: أن النازعات هي ملك الموت وأعوانه ينزعون أرواح الكفار كما ينزع السفود الكثير الشعب من الصوف المبتل، فتخرج نفسه كالغريق في الماء."
وبالطبع آية النازعات ليس فيها أى دليل على أن النازعات هى النفوس ولا على موت لأن ما بعدها يدل على حياة النازعات وهو الفرق وتلاوة الذكر
وتناول وجود أحاديث كاذبة تبين كيفية قبض النفس حيث قال :
2 - في الأحاديث الشريفة ورد في الأحاديث كيفية قبض روح المؤمن، فعن أبي جعفر عليه السلام قال: حضر رسول الله رجلاً من الأنصار وكانت له حالة حسنة عند رسول الله فحضره عند موته، فنظر إلى ملك الموت عند رأسه، فقال له رسول الله: إرفق بصاحبي فإنّه مؤمن، فقال له ملك الموت: يا محمد طب نفساً و قرّ عيناّ فإني بكل مؤمن رفيق شفيق، واعلم يا محمد إني لأحضر ابن آدم عند قبض روحه، فإذا قبضته صرخ صارخ من أهله، عند ذلك فأتنحّى في جانب الدار و معي روحه، فأقول لهم و الله ما ظلمناه ولا سبقنا به أجله ولا استعجلنا به قدره، و ما كان لنا في قبض روحه من ذنب، فإن ترضوا بما صنع الله و تصبروا تؤجروا و تحمدوا، و إن تجزعوا و تسخطوا تُأثموا و تؤزروا، وما لكم عندنا من عتبى، وإن لنا عندكم أيضا لبقية و عودة فالحذر الحذر، فما من أهل بيت مدر و لا شعر في برّ و لا بحر إلاّ و أنا أتصفحّهم في كلّ يوم خمس مرّات عند مواقيت الصلاة، حتى أنا لا علم منهم بأنفسهم، و لو أني يا محمد أردت قبض نفس بعوضة ما قدرت على قبضها حتى يكون الله هو الآمر بقبضها، و إني لملقّن المؤمن عند موته شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله."
والرواية لم يقلها الرسول(ص) لاحتوائها على غلطين :
الأول زعم ملك الموت أنه أعلم من الناس بأنفسهم وهو ما يعارض أن الله هو الأعلم بهم كما قال :
" ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد "
الثانى رؤية الرسول(ص) لملاك الموت وهو ما يخالف أنه لم ير سوى جبريل(ص) فقط مرتين كما قال سبحانه" ولقد رآه نزلة أخرى"
والروايات الأخرى:
- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ما من بيت إلا و ملك الموت يقف على بابه في كل يوم خمس مرات، فإذا وجد الإنسان قد نفذ أكله و انقطع أجله ألقى عليه غمرت الموت، فغشيته كرباته و غمرته غامراته ...
- وقد نقل ابن كثير في تفسيره أن ملك الموت يتصفّح الخلق واحدا واحدا كل يوم، ويتصفّح أهل كل بيت، وأنه أعلم بهم كبيرهم وصغيرهم من أنفسهم، ينظر متى يُؤمر بقبض كل نفس ليقبضها.
- و روى أبو هدبة إبراهيم بن هدبة قال: حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن ملك الموت لينظر في وجوه العباد كل يوم سبعين نظرة. قال: إذا ضحك العبد الذي بعث إليه قال: يقول عجباً بعثت إليه لأقبض روحه و هو يضحك و الله أعلم."
والغلط فى الروايات السابقة هو نزول الملاك الأرض لتصفح وجوه الناس وهو ما يخالف أن الملائكة لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها وهو خوفها من التواجد فيها كما قال سبحانه "
"قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
وعمل ملاك الموت بتلك الطريقة التى يقولها بعض البشر تتنافى مع القرآن فى عدم نزول الملائكة للأرض كما أنه لا يمكن لفرد واحد أن يقبض مثلا عشرة من الناس فى بلاد متباعدة لأنه لا يمكن أن يتواجد الفرد فى مكانين أو أكثر فى وقت واحد
ومن ثم قبض الأرواح وهى النفوس يكون عن طريق جهاز معه فى السماء يرسل رسائل لكل نفس بأن تخرج من الجسد فتستجيب كما تقطع شركات الهواتف والشبكة العنكبوتية الارسال عبر الهواتف أو الشبكة العنكبوتية