مناقشة
لمقال عقيدة السينتولوجيا وصلتها بالمخلوقات الفضائية
موضوع المقال هو دين جديد اخترعه إل رون هوبارد أسموه دين العلم وقد ابتدأ المقال بذكر بداية اختراع الدين حيث قال:
"في عام 1950 ظهر كتاب بعنوان ديانتيكس Dianetics وهي كلمة ذات أصل إغريقي وتعني "خلال العقل" ألفه كاتب الخيال العلمي إل رون هوبارد ما لبث أن أسس ذلك الكتاب لبذرة فلسفة علمانية جديدة تدور حول النفس والروح الإنسانية ثم تحولت فيما بعد إلى مجموعة من المعتقدات شكلت ديناً جديداً في عام 1952 يعرف باسم الساينتولوجيا Scientology ( أو العلمولوجيا وفقاً لبعض المصادر) وهي مركبة من كلمتين من الأصل اللاتيني: لوجيا بمعنى خطاب أو دراسة و " ساينس أي علم " بالتالي تكون "دراسة العلم أو دراسة المعرفة "."
الغريب أن هوبارد لم ينس دينه السابق مع أن دينه يتبرأ منه ومن ثم أنشأ كنيسة العلم وهى كما يقول الكاتب منظمة غير ربحية تعارض مذهب فرويد حيث قال :
"يعتبر هوبارد مؤسس الدين ويعبر عن فلسفته عملياً ورسمياً من خلال "كنيسة الساينتولوجيا" التي تصف نفسها بأنها منظمة غير نفعية تسعى لإصلاح و إعادة تأهيل الروح الإنسانية وتطرح نفسها كبديل عن مدرسة التحليل النفسي التي أسسها فرويد رائد علم النفس كما تهاجم أسلوبها وتصفه بأنه سلوك بربري متخلف"
ويبدو أن هوبارد اقتبس دينه الجديد من النصرانية ومن البوذية وحتى من اليهودية فاستعار المثلثين المتداخلين من اليهودية الصليب ومن النصرانية والمراتب الثمانية من البوذية وهو ما يدل عليه قول الكاتب حيث قال :
"شعار
السينتولوجيا يتألف من مثلثين متداخلين وحرف S الذي يرمز لأول حرف من كلمة من اسمها، كما يوجد شعار آخر بشكل صليب يقطعه حرف X في منتصفه في إشارة إلى ثمانية أطراف تمثل المراتب الروحانية الثمانية للنفس البشرية، ومن شعائر تلك الكنيسة أنه على الأم أن لا تتألم او تصرخ أثناء الولادة بل تنجب في صمت و هدوء تام و دون مخدر لأن مؤسسها اعتبر الاطفال اسوة بالراشدين قادرون على "استيعاب" الكلمات التي تلفظ اثناء ولادتهم والتي قد يكون لها اثار سلبية محتملة على حياتهم مستقبلاً."
هوبارد اعتبر أن سبب مشاكلنا ليس نحن وإنما مخلوقات غريبة قادمة من الفضاء دخلت أجسامنا حيث قال :
"قصة "زينو" والمخلوقات القادمة من الفضاء :
تزعم
عقيدة السينتولوجيا أن سبب مشاكل حياتنا يعود إلى أرواح مخلوقات غريبة قدمت من الفضاء وعلقت في أجسادنا، ولكن لا تفصح الجماعة عن ذلك الإعتقاد بل يقتصر تعليمه فقط على أتباع الجماعة الذين وصلوا إلى رتبة عالية في
السينتولوجيا تسمى برتبة ناشط ثيتان مستوى ثالث ( Operating Thetan level 3)، بينما يبقى الكثيرون من الأتباع على غير علم به. "
وألف هوبارد أكاذيب حول زينو وهو زعيم فضائى جلب للأرض الملايين من شعبه وقتلهم وبعد قتلهم دخلت أرواحهم فى أجسام البشر وهو قول الكاتب حيث قال :
"ورد ذكر "الناشط الثيتاني ذو المستوى الثالث" في كتاب هوبارد فزعم أنه منذ 75 مليون سنة مضت واجه زينو Xenu ( أو زيمو) زعيم إتحاد المجرات الفضائية المؤلفة من 76 كوكباً مشكلة في تفاقم عدد السكان فجلب معه البلايين من شعبه إلى كوكب الأرض على متن مركبة فضائية تشبه في هيكلها طائرة دي سي 8 الظاهرة في الصورة إلا أنها بدون محركات نفاثة تحت أجنحتها، ثم قام بحزمهم ورميهم حول أماكن البراكين وبعدها أمطرهم بقنابل هيدروجينية قتلتهم ولكن أرواحهم ما زالت تضر أرواح البشر."
الهدف من الديانة فيما يبدو هو تخليص البشر من المسئولية نهائيا بدعوى سيطرة أرواح الفضائيين عليهم وهو عينه ما فعله فرويد عندما أعلن عن اللاوعى والذى يجعل الإنسان ليس مسئولا عن أعماله لأن اللاوعى هو المسيطر عليه من خلال الشهوة أو الغريزة
وتناول الكاتب كيفية التخلص من روح الفضائى فى الجسد حيث قال :
"وعندما يصل عضو الجماعة إلى مستوى عال من الروحانية فسيكون بمقدوره تخليص نفسه من الأرواح التي يسمى مفردها ثيتان Thetan عن طريق تذكر التجارب المؤلمة التي مروا بها حينما قدموا لكوكب الأرض."
وهو ادعاء باطل فتذكر تجارب الفضائى المؤلمة لا تطهر النفس وإنما ما يطهرها هو عملها الصالح
وتناول الكاتب تعاليم أخرى وضعها هوبارد فى كتاب أخر حيث قال :
" كما يوجد أيضاً تعاليم أخرى تتعلق بالمخلوقات القادمة من الفضاء مذكورة في كتاب يحمل عنوان: "هل عشت حياة سابقة؟ "، ويصفها إعلام
السينتولوجيا بالسنوات القاسية الأخيرة في حياة المرء حيث يحتوي الكتاب على رزمة كاملة من القضايا التاريخية تدور حول الذكريات التي مر بها أتباع
السينتولوجيا ومنها ذكريات تروي مغامرات في الفضاء الخارجي. وكذلك ترد عبارة أوبرا الفضاء Space Opera ضمن مصطلحات
السينتولوجيا وتعني إحدى الفترات الزمنية الكائنة على المسار الكلي الذي تسير وفقه أحداث التاريخ المليئة بالحيوات على مر ملايين السنين. وهناك ذكر أيضاً للسفر عبر الفضاء على متن المركبات الفضائية. على الرغم مما ذكر فإن جماعة
السينتولوجيا تنفي علاقتها بالمخلوقات الخارجية أو حتى علمها بقصة زينو Xenu أو تتحاشى ذكرها في تصريحاتها أمام الناس. إلا أن قصة زينو تبقى سراً من أسرار كنيسة السينتولوحيا أو تقنية متفوقة جداً تكشف فقط للأتباع الذين يتبرعون عادة بمبالغ مالية كبيرة. لاحظ أن غلاف كتاب هوبارد ديانتيكس يحتوي على رسم لبركان وكرة نارية في إشارة إلى قصة زينو."
والكلام الذى ذكره الكاتب يدل على تأثر هوبارد بالبوذية التى أخذت عن الهندوسية التناسخ حيث يعيش الكائن فى أكثر من جسد وهو حاليا غير السابق غير اللاحق وهى
عقيدة فاسدة الغرض منها التخلص من
عقيدة الحساب الأخروى
وتناول الكاتب اختراع هوبارد لجهاز يذكر الفرد بتجاربه المؤلمة السابقة حيث قال:
"أودير: جهاز لتشخيص النفس!
ابتكر هوبارد وسيلة أطلق عليها اسم أودير audire ( الاستماع) لتصبح محور ممارسة
السينتولوجيا على أتباعها, ويدعى الشخص المدرب علي استخدامها بالمستمع, الهدف من استخدام ذلك الجهاز هو تحديد مواقع تسمى بـ الإنجرام Engram لدى الشخص بهدف تخليصه منها، والإنجرام حسب
السينتولوجيا عبارة عن رواسب من الأحداث المؤلمة التي لا يمكن الوصول إليها من خلال العقل الواعي، الجهاز عبارة عن آلة شبيهة بالعداد المزود بمؤشر يتصل بها قطبان، وعندما يجلس الشخص أمام المستمع يمسك القطبين بيديه فتتدفق طاقة كهربائية قوتها 1.5 فولت (أقل من الطاقة اللازمة لتشغيل فلاش الكاميرا و لا يشعر بها الإنسان) فيوجه المستمع مجموعة من الأسئلة, يسجل الجهاز تغيرات المقاومة الكهربائية في الجسم فيتحرك مؤشر العداد وفقاً لإجابات الشخص عن مشكلات مر بها ثم إطلاع هيئة أعلى على النتائج بهدف المعالجة, تجري الجلسة في قاعة هادئة لا يسمح فيها بوجود أي شخص آخر غير المستمع مع المستمع إليه للحفاظ علي أسراره. وبقرار من المحاكم الأمريكية أُجبر أتباع
السينتولوجيا على أن يكتبوا على جهاز أودير بأنه ليس مفيد علاجياً كما يكتب على السجائر أنها مضرة بالصحة خصوصاً أنه لم تعرف أية فائدة علاجية فعلية من جراء استخدامه."
والظاهر أن هوبارد خدع الناس ليبيع لهم الجهاز ويكسب هو الأموال فلا وجود لجهاز يذكر الإنسان بذكرياته المؤلمة أو حتى السعيدة ويبدو أن بعض من باع لهم الأجهزة رفعوا عليه قضايا فى المحاكم الأمريكية ولذا أجبرته هو ,أتباعه أن يكتب أن الجهاز غير مفيد فى العلاج النفسة
وتناول الكاتب إيمان بعض المفسدين من الممثلين والمغنيين والراقصين ومثلهم من النساء حيث قال :
"مشاهير ومسلسلات كرتونية :
بعض المشاهير أعلنوا عن أنهم أتباع لجماعة
السينتولوجيا مثل توم كروز وجون ترافولتا وكايتي هلولمز وليسا ماري بريسلي الزوجة السابقة لـ مايكل جاكسون والتي ورثت عضويتها في جماعة
السينتولوجيا عن أمها زوجة المغني الأسطورة إلفيس بريسلي، ويرى البعض أن انضمام هؤلاء المشاهير هو عبارة عن "صفقة تسويقية" قام بها "الساينتولوجيون" على سبيل الدعاية لأفكارهم"
والغرض كما قلنا اسابقا من اختراع ديانات هو المكسب المادى للمخترع وأتباعه المخلصين
وذكر الكاتب وجود مسلسل يفضح الديانة الجديدة وقد عملوا على محاولة عدم اذاعته حيث قال :
" ومن المعروف أن المسلسل الكرتوني "ساوث بارك" (نسخته العربية قطعة 13) كثيراً ما يهاجم الحكومة والمشاهير وكل من يروق لهم مهاجمته لكن الحلقة الوحيدة التي سببت مشكلة حقيقية وكادت أن تؤدي لوقف المسلسل نفسه كانت هذه الحلقة التي تناولت بسخرية قصة وشخصية زينو في شهر نوفمبر 2005 مما أثار سخط جماعة
السينتولوجيا فراح أتباعها ذوو النفوذ و تحديدا الممثل الشهير "توم كروز" في الضغط على شركة المنتجة باراماونت لوقف المسلسل أساساً لكن بمجهود كبير ومحاكم وخناقات وصراعات، أعيد المسلسل لكن مع منع إعادة عرض هذه الحلقة إلى الأبد!، كما سبق لشبكة بي بي سي البريطانية أن بثت عرضاً كرتونياً مولداً بمساعدة الكومبيوتر يدور حول شخصية زينو في برنامج بانوراما حيث صور بشكل رجل أصلع يلبس زياً عسكرياً، كان العرض يتناول قصة جلب المخلوقات ورميها في كوكب الأرض، ذلك الجزء من الناشط الثيتاني ذو المستوى الثالث من تأليف هوبارد رغم أن هوبارد نفسه لم يصف شكلاً محدداً لـ زينو."
وتناول الكاتب أن الدين الجديد أثار جدالا فى المجتمع الأمريكى حيث قال :
دين ما زال يثير جدلاً
/كل دين جديد يثير قدراً من الجدل ومنها الساينتولوجيا ولذلك الجدل أسباب متعددة منها:
ظروف تأسيس مشبوهة:
قام مؤسس الديانة رون هوبارد بتأسيسها اثر نقاش مع صديق له على حافة حمام سباحة في الخمسينات حول أقصر الطرق للحصول على مليون دولار.
هوبارد قال أنه يمكنه بناء ثروة شخصية قدرها مليون دولار عن طريق انشاء دين جديد خاص به
النقاش تطور إلى رهان ثم ما لبث هوبارد أن أنشأ الدين الجديد، هوبارد نفسه صرح بنفس الفكرة في حديث لمجلة ريدرز دايجست عام 1980، وصف العلماء و الأطباء مبادئ تلك الديانة بأنها علم كاذب Pseudoscience. و لعل دليلهم في ذلك نابع من فلسفة العلوم التي تقول أن أي نظرية تستند إلى أي نوع من الماورائية Transcendency غير قابلة للتكذيب و على هذا الأساس ليست علماًً.
- حكومات دول عدة، وصفوا كنيسة العلمولوجيا على أنها مؤسسة تجارية متهورة، ذاكرين تحرش تلك الكنيسة بمنتقديها واستغلال أعضائها.
- الكنيسة تشتهر بأسلوب التهديد بالتقاضي حتى تخمد أي انتقادات.
- الكنيسة تشجع أتباعها على قطع كل صلاتهم بأهلهم غير المعتنقين للديانة الجديدة.
- الكنيسة تورطت في عدة قضايا في الولايات المتحدة وأوربا لابتزاز أعضائها للحصول على أموالهم.
- حالات وفاة غير مبررة لبعض الأعضاء، مثل ليسا مكفيرسون.
- أنشطة جنائية لأعضاء الكنيسة للتربح الشخصي وللقيام بعمليات بالنيابة عن الكنيسة ومسئوليها.
- أتباع الكنيسة اشتهروا بأساليب ضغط مختلفة للتحايل على محركات البحث مثل جوجل وياهو ليتجاهلوا الكتابات المنتقدة للديانة.
- حكومات دول عدة منها ألمانيا وبريطانيا ترفض الاعتراف بهم كديانة رسمية."
وتناول الكاتب انتشار الديانة الجديدة فى أوربا حيث قال :
إنتشار متسارع في أوروبا :
بعد العواصم الأوروبية الكبرى مثل لندن وبروكسل ومدريد، افتتحت جماعة الـ
السينتولوجيا في 13 يناير 2007 مركزا جديدا لها في العاصمة الألمانية برلين كنواة لنشاط الجماعة في ألمانيا.
والجماعة تتعامل مع أتباعها باعتبارهم مرضى نفسيين وتستولي على أموالهم نظير بلوغ حالة التسامي. من الناحية السياسية هناك اختلاف في الرأي في المانيا حول الطريقة الواجب إتباعها مع هذه الجماعة، وبالتالي ما إذا كان يتوجب إخضاعها للمراقبة. يذكر هنا أن المحكمة الإدارية في برلين كانت قد قررت عام 2003 بأن هذه الجماعة لا تشكل خطرا على "الدولة الديمقراطية" وبالتالي لا يسمح لهيئة حماية الدستور في الولاية بمراقبتها الأمر الذي مهد لها فتح مقر لها في هذه الولاية لممارسة نشاطاتها. وفي هذا السياق وصف السكرتير العام للحزب المسيحي الديمقراطي، رولاند بوفالا، الامر بأنه "لا يحتمل"، مشيرا بأنه كان يتوجب على برلمان ولاية برلين ان يتخذ الإجراءات المناسبة لمواجهة ذلك."
ومن ثم يبدو أن الكهنة الجدد يخترعون أديانا جديدة حتى باسم العلم ليكسبوا المال على حساب المغفلين الذين يؤمنون بهم