بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ليلته الثالثة قضاها جالسا أمامها، لم يسرقه منها النوم مثلما سرقها منه الموت.. يتذكر أنها قبل أن تفارق بدقائق قليلة أشارت إلى الصورة القديمة المعلقة على الحائط المتأكل وقالت:
- لقد غيرني الزمن كثيرا
في الحقيقة لم يدرك هو الفارق إلا حين أشارت هي، لكنه الآن في جلسته يحاول أن يستحضرها من جديد بالصورة التي دائما ما كان يراها عليها واحتفظ بها محاطة بالبرواز بعد أن جدد زجاجها المحطم حتى لا يصيبها الزمن من جديد فيغيرها.
لن تصدقني يا سيدي حين أقول لك إن هذه ليست جلستي الأولى على شط هذا النهر، وإن ليلى ليست أول امرأة قد خانت قيسا، هو دائما ما يفتح الصفحة الخطأ من الكتاب غير المقصود.. لذلك تصادفه –عادة- حكايات ليس له مكان فيها، إنه دائما ما يكون الرقم ما بعد الليلة الأولى في الألف الثانية، الليلة ما بعد الأخيرة، ذلك فقط هو ما جعله يهرب بجلده من كل كتب الحواديت، يتشظى في كل الحكايات ويختفي خلف ستار الحكي، أنا الآن أنظر إلى ماء النهر الجاري وأحسب عدد المرات التي أحصيت فيها أمواجه وأخذتنى دواماته في جلساتي تلك…
صدقني يا سيدي ليست هذه هي مرتي الأولى هنا، وليست ليلى هي المرأة الأولى، ولكن قيسا كان يأمل أن تكون ـ هذه المرة ـ صفحته الأخيرة.. فقط كان يأمل..
مشروع مستقبليفي ألف ليلة وليلة ... رمى القدر بالخيانة في حجر شهريار؛ فقرر الانتقام من كل الخائنات في كل كتب الحواديت حتى من كانت منهن ما تزال مشروعًا لم يتحقق بعد بصيرة لمحت في حلمي ليلى تراود قيسًا عن قصيدته، يلقيها في هواء الصحراء لتتلقفها أذن ابن ورد؛ فأخفيت قصيدتي في قلبي.
قصة الخلق عندما أراد الخالق بدء الكون، فكر في ثلاثة أشكال، الرجل والمرأة والشيطان، لكنه حين قابل وجهك – الباسم الجميل- اكتشف أنه أوجد الرجل والمرأة الشيطان.
طيران حرنشر غضبه – الجاهز دائمًا – على حبل أيامها، وقال لها مهددا ..
- أنتِ حرة