رؤية
الله في
كتاب الله
بين
الله أن من يطلب رؤيته يرتكب ذنبا عظيما فهو مستكبر قد عتى عتوا كبيرا والمقصود ارتكب منكرا عظيما حيث قال :
"وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا فى أنفسهم وعتو عتوا كبيرا"
ومن ثم كان عقاب موسى (ص) على طلبه
رؤية الله هو :
صعقه والمقصود إماتته حيث قال :
"ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرنى أنظر إليك قال لن ترانى ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف ترانى فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين"
ولأنه ذنب طلب موسى(ص) في الآية من
الله أن يقبل توبته
وقد كرر بنو إسرائيل طلب الرؤية فسماهم موسى(ص) سفهاء وعاقبنهم
الله بالرجفة وهى الزلزلة حيث قال:
"واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم وإياى أتهلكنا بما فعل السفهاء منا"
وقال :
"وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى
الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون"
وهناك آيات عدة من القرآن تنفى
رؤية الله وهى :
الأولى قوله سبحانه :
"لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار "
فأبصار الخلق لا تدرك الله
الثانية قوله سبحانه :
" لن ترانى "
فهى نفى للرؤية الحالية والمستقبلية
الثالثة :
أن الخالق يختلف عن المخلوق فإذا كان المخلوق يأكل ويشرب فالله لا يأكل ولا يشرب وإن كان المخلوق ينام فالله لا ينام وإذا كان المخلوق يراه بعض المخلوق فالله لا يراه الكل وهو مضمون قوله سبحانه :
" ليس كمثله شيء "
والذى شرحوه بالقول :
كل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك
وهناك آيات يحتج بها البعض على إباحة جواز
رؤية الله كقوله سبحانه:
"وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة "
فهنا لا يوجد دليل على الرؤية البصرية لأن الوجوه هي من تنظر والوجه لا ينظر كله وإنما تنظر العينين وأما الأنف والفم والخدود والآذان فلا
وهى مماثلة لقوله سبحانه :
"ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه
الله "
فنحن عندما نوجه أنظارنا في أي جهة شرقية أو غربية لا نرى وجه
الله أي ذات
الله وإنما المقصود نرى آيات
الله وهى مخلوقاته
وقوله سبحانه:
"إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون "
المقصود منه أن الكفار محجوبون والمقصود مبعدون عن رحمة
الله ولا يوجد في ألفاظ النص أي بصر ولا عين ولا
رؤية ولا إبصار فالحجب إنما هو حجبهم عن الرحمة الإلهية