خرافة
الإنسان البدائى
في إطار حرب الملاحدة والعلمانيين على الأديان القديمة تم إدخال نظرية التطور في مختلف العلوم كالأحياء والتاريخ وطبقات الأرض والحفريات وتم إدخال تلك العلوم في مناهج الدراسة العلمية في المدارس والكليات حتى في الدول التي تدعى أنها تنتمى إلى دين ما كالإسلام والنصرانية والهندوسية
ولا أحد يدرى كيفية فرض تلك العلوم في المناهج الدراسية في مختلف الدول وكأنه هناك قوة خفية تدير العالم وتفرض دراسة تلك المناهج فلا يمكن أن يستقيم إدخال تلك المناهج في دول تزعم في دساتيرها أن الإسلام دين الدولة أو النصرانية دين الدولة أو حتى اليهودية دين الدولة...
الحركة التطورية أو القوة الخفية التي تدير العالم دون أن يلاحظ أحد في سبيل إثبات تلك النظرية ارتكبت كل ما يخطر بالبال وما لا يخطر في البال لاثبات صحة النظرية
وما يهمنا هنا هو
الإنسان وأما الخرافات الأخرى كالديناصورات والماموث والسراخس والعصور الجيولوجية وغيرها فليس موضوعنا
اخترع القوم تكذيبا للدين القديم نظرية
الإنسان البدائى وامعانا في التضليل عملوا على إيجاد تعاريف مختلفة منها :
البعض اعتبره إنسان ما قبل الكتابة
والبعض اعتبره
الإنسان القديم والحديث معا والقديم والحديث تعابير عن عصور تعتبر قديمة وبالطبع لا وجود لأى منها
والخلاصة :
"يُعرّف
الإنسان البدائيّ بأنّه
الإنسان منذ بداية ظهوره وحتّى ظهور أسس الكتابة"
إذا
الإنسان حسب هذا التعريف جاهل لا يعرف الكلام ولا يعرف الكتابة وكأن يعيش على التقاط الثمار والصيد والمشى عاريا حافيا ومسكنه إما الكهوف أو تحت الشجر الكبير الذى يقال أنه كان يقطع فروع أشجاره ويقيم بها أكنان يعيش فيها
بالطبع التعريف مضاد لتعريف الله في الإسلام للإنسان فآدم (ص)كان عالما كما قال سبحانه :
" وعلم آدم الأسماء كلها "
وقال أيضا :
" الذى علم بالقلم علم
الإنسان ما لم يعلم"
وكان لديه ملابس هو وأولاد كما قال سبحانه:
" ولباسا يوارى سوءاتكم"
وكان لديه بيت للسكن وبيت للصلاة كما قال سبحانه :
" إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا"
ومن ثم لا وجود لإنسان بتلك الصفات التي ليس عليها إثبات
الغريب أن من أنكروا وجود الغيبيات التي لا ترى كالله وملائكته أثبتوا غيبا لم يروه منذ آلاف أو ملايين أو مليارات السنوات التي لم يعيشوا فيها ولا رأوا شيئا منها وهو منطق متناقض
قسم القوم
الإنسان إلى قديم وهو :
الأول
الإنسان غير المنتصب القامة إشارة إلى أنه كان يشبه القرد مع أن نظرية دارون ليس فيها أي جملة تقول :
أن
الإنسان أصله قرد
والموجود فيها :
وجود أصل مشترك فقط لبعض الأنواع دون تحديد الناس أو القرود أو غيرهم
الثانى
الإنسان الحديث وهو
الإنسان المنتصب القامة
والفوارق بين الاثنين هي في حجم الدماغ وعدم بروز عظام الجبهة للأمام حيث يقال أن
الإنسان الأول كان حجم دماغه 900 سم مكعب والحديث زاد دماغه إلى 1300 سم مكعب
وهو كلام غير علمى فلو قيست أدمغة البشر الحاليين لوجدنا فيها سعات مختلفة أقل من 900 وأكثر من 1300 وما بينهما لأن حجم الدماغ مرتبط بحجم
الإنسان ووزنه والناس مختلفون في أحجامهم وأوزانهم ومن ثم فكبر حجم الدماغ ليس دليل على ذكاء أو غباء
وفى سبيل إثبات هذا التخريف زور علماء الحفريات الكثير من الأدلة ومنها الجماجم ومنها الصور والرسوم في الكهوف وعلى جدران الجبال والبيوت
وأشهر حالات التزوير :
جمجمة بيلتداون حيث قام تشارلز داوسون بعمل جمجمة مكونة من جزئين أحدهما وهو الأعلى لإنسان والثانى وهو الفك السفلى للقرد الذى يسمونه إنسان الغاب
جمجمة النياندرتال حيث تم جلب جمجمة ضربت بالرصاص الخارج من مسدس أو بندقية حيث يوجد فيها ثقب حسب تحليلات العلماء مع أن المسدسات والبنادق حسب النظرية لم تكن متواجدة في تلك العصور السحيقة
والتحليل القديم للهيكل العظمى لإنسان نياندرتال 1908 م كان تحليلا خاطئا فالدراسات الحديثة التي أجريت عليه أثبتت أنه كان لرجل عجوز مسن مصاب بانحناء في العمود الفقرى وليس لشاب ومن ثم تم استعمال انحناء الرجل لاثبات نظرية
الإنسان غير المنتصب
رسوم الكهوف التي تم العثور عليها في العديد من البلاد في أعالى الكهوف تثبت أنه من صنع المحدثين فقد تم تزوير تلك الرسوم لأنه حسب جهل
الإنسان القديم لا يمكن أن يصعد لذلك العلو في الكهوف ويستخدم ألوان وخطوط لا يمكن محوها حسب كلام من وصفوا الرسوم وأيضا أن يرسم في ظلام الكهوف وهو لا يرى شيء فكيف يمكن لإنسان جاهل أن يصعد إلى علو عشرات ألأمتار أو حتى مئات الأمتار دون أن يكون معه أدوات صعود وألوان وأدوات حديدية أو غيرها
والغريب أن المدد الزمنية التي وضعوها للفرق بين
الإنسان غير المنتصب والإنسان المنتصب فمن خمس سنوات وجدوا جماجم في المغرب في منطقة ايغود جماجم للإنسان
البدائى أكبر سعة من
الإنسان غير المنتصب الذى قدروه مدته فقد قدروا زمن جماجم المغرب ب350 ألف سنة بينما أكثر المدد للإنسان المنتصب195 ألف سنة
وهو ما يعنى أنهم ناقضوا أنفسهم
الغريب في النظرية والتي يبدو أنها وضعت لمحاربة دين الله هو أنها تتعارض مع ما جاء في القرآن عن التقدم التقنى والبنائى الذى سماه الله تعمير الأرض وترك الآثار فيها للأقوام القديمة
ومن ذلك :
قوله سبحانه :
"أو لم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا فى الأرض"
وقوله سبحانه :
"أو لم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها"
وقد بين الله أن التقدم الزمنى أو التأخر الزمنى ليس دليل قوة أهل العصر لأن من سبقوا قوم خاتم النبيين(ص) كانوا أقوى من الناس في عهده بأكثر من90 في المائة من القوة التقنية والبنائية وغيرها وفى هذا قال سبحانه :
" وما بلغوا معشار ما آتيناهم"
النظرية الخاطئة تجعل الناس حياتهم العلمية كالمخروط يبدأ صغيرا وينتهى كبيرا بينما الحقيقة أن التقدم والتأخر العلمى ليس له مقياس زمنى