زيادة العلم
أوجب الله على المسلم أن يزيد من علمه فقد طلب الله من رسوله الأخير(ص)أن يدعوه فيقول :
رب زدنى علما
وفى هذا قال سبحانه:
"وقل رب زدنى علما"
وزيادة علم الإنسان يسمونها حاليا :
التنمية الذاتية أو المهنية
وهى تسمية تقصر علم الفرد على
العلم بمهام الوظيفة بينما
العلم المطلوب فى الإسلام هو
العلم الشامل وهو :
علم أحكام الوحى والتى تستلزم
العلم بأحكام كل الوظائف وغير الوظائف لأن الوحى الإلهى شامل لكل قضية كما قال سبحانه :
" ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء "
وقال أيضا :
" ما فرطنا فى الكتاب من شىء "
والعلم الإنسانى يقولون عنه حاليا أنه على شكل مخروط مقلوب فأسفله يبدأ من الصفر أو الواحد ويظل فى التضخم حتى نهاية العمر
والحقيقة أن علم الإنسان لا يأخذ هذا الشكل حتى نهاية العمر لأن فى مرحلة أرذل العمر وهى ما يسمونه حاليا :
الزهايمر
يتحول كم
العلم الكبير الذى يعلمه الفرد إلى لا شىء كما بدأ من لا شىء وفى هذا قال سبحانه فى البداية من عدم
العلم :
" والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا"
وقال الله فى وصول العديد من الناس لمرحلة أرذل العمر التى تنتهى بأن الإنسان لا يعلم أى شىء حتى الكلام ينساه :
" ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيئا"
إذا يختلف الناس فى مقدار
العلم حسب سن وفاتهم فمنهم من يبدأ من الجهل وهو عدم
العلم عند الولادة وينتهى إلى عدم
العلم بمرحلة أرذل العمر
وهو ما يمكن تمثيله بمخروطين متقابلين من عند القاعدة فى الوسط
ومنهم يبدأ من عدم
العلم وينتهى إلى علم كبير وهو من يموت فى سن الشباب أو فى أول سن الشيخوخة وهو من ما يمكن تمثيله بالمخروط المقلوب
ومن يتوفى فى الطفولة يكون حجم مخروطه صغير
إذا المطلوب من المسلم :
زيادة علمه يوميا وهذه الزيادة تكون عن طريق قراءة القرآن وهى الزاد اليومى نهارا وليلا كما قال سبحانه :
" فاقرءوا ما تيسر من القرآن "
وهو فرض يومى على المسلم لأن الصلاة ليست سوى قراءة القرآن
والغرض من قراءة بعض القرآن يوميا هو :
أن يتذكر الإنسان الأحكام التى يعمل بها فى حياته لأنه لو لم يكرر القراءة اليومية فسوف ينسى الأحكام ولذا فرض الله الصلاة يوميا لتذكر الآيات فقال :
"وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون"
ومن ضمن أحكام القرآن قراءة الكتب التى يكتبها البشر للعلم بالمخترعات والخبرات العملية وغيرها وقراءة الكتب عند أهل الذكر وهو العلماء بالوحى الغرض منها هو مراجعتها لمعرفة تطابقها مع الوحى أم لا وفى حالة المخالفة يتم الرد على ما جاء فيها من مخالفات للوحى وذلك حتى لا يتم اضلال القراء الذين ليس لديهم علم بالوحى
ومن الأمور المتعلقة بالعلم التى اخترعها الناس :
اجازة الدراسة وهى ما يسمى :
العطلة الصيفية وعطلة نصف العام وعطلات ما يسمى بالأعياد
فى الإسلام لا وجود لأى نوع من العطلات فحتى يوم الجمعة بين الله أن قبل صلاة يوم الجمعة عمل من خلال قوله سبحانه :
"إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع "
والبيع المقصود به أى عمل وظيفى عدا الجهاد فالمجاهدون لا يتركون اماكن الرصد كلهم وإنما يتم تقسيمهم لجزء يصلى والجزء الأخر فى أماكن الرصد استعدادا لرد أى عدوان فى لحظات صلاة البعض المصلى وبعد انتهاء الصلاة يذهب من صلى إلى أماكن الرصد للبقاء فيها ويأتى من لم يصلوا ليصلوا كما قال سبحانه :
"وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة"
وجعل الله بعد صلاة يوم الجمعة عمل حيث قال :
"فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله"
ومن ثم لا يوجد توقف عن عمل الصالحات ومنها العمل الوظيفى فى أى يوم من السنة حتى ولو كان يوم عيد ففترة العمل هى حوالى أربع ساعات تقريبا تنتهى عند الظهيرة التى هى وقت الراحة كما قال سبحانه :
" وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة"
ومن ثم التوقف عن طلب
العلم فى المدارس والكليات ليس مسموحا به إلا أن تكون فترة توقف حتمية بسبب الامتحانات والتى تنقل من عام لأخر أو تنقل الطالب من كونه طالب إلى كونه عامل بوظيفة
ومن ثم يجب عدم توقيف الدراسة تحت مسمى العطلات ولكن يجوز تحت بند الضروريات كوجود مطر شديد يعوق حركة الناس عن السير أو مرض الطالب أو المعلم أو وجود ما يسمونه بالكوارث كالفيضانات والرياح العاصفة والانهيارات الأرضية فهذا ضرورات سمح الله بتوقف العمل فيها حتى فى الجهاد كما قال سبحانه :
" ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم"
أن العطلات هى تعطيل لقوى المعلمين والطلاب عن العمل المفروض أن يقوموا به وتضييع أوقاتهم وتعلمهم الشرور المختلفة من خلال وقت الفراغ
إن شغل فراغ التلاميذ بدراسة
العلم يجعلهم لا يفكرون فى شىء أخر مما يفكر فيه المتفرغون المتبطلون من الشرور وارتكاب الحماقات كتدبير المقالب المضحكة
إن الطفل عندما يكون لديه شاغل يشغله فى الخير وهو دراسة
العلم لن ينشغل بعمل الشرور وهو ما نراه حاليا من كثرة المشاجرات فى العطلات وقيامهم بعمل حماقات كضرب البمب والصواريخ وضرب بعضهم البعض فبطالة الطفل عن التفكير فى الخير ستؤدى حتما إلى النتيجة السيئة التى نراها فى مجتمعاتنا وغيرها
والتى تؤدى إلى اختراع أضاليل وأباطيل لشغل الناس كالمسلسلات والأفلام والأغانى والرياضات السوء ومن ثم يجعل الأطفال قدوتهم المفسدون بدلا من أن يجعلوا قدوتهم هم أهل الخير
إن دولة المسلمين لا يجب ان يكون فيها أى فراغ للناس فلابد أن ينشغل الناس بالأعمال الصالحة فإذا كانت فترة الصباح لعمل الكل ففترة الظهيرة للراحة والأكل وفترة العصر لزيارات الأقارب أو ممارسة الرياضة المفيدة أو الذهاب للمكتبات والمسارح والمؤسسات التى تقدم فوائد للناس أو للمذاكرة وهذا المؤسسات لديها برامج عمل فى تلك الفترة لشغل الناس بما يبنى عقولهم وأجسامهم
وفى أول الليل تكون المذاكرة لمن لم يذاكر فى فترة العصر وبعد ذلك النوم أو قيام الليل لمن أراد ثم النوم