بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
خلافة موسى الهادى
( 169 - 170ه / 786 - 787م)
أوصىالمهدى ابنه موسى الهادى قبل أن يموت بقتل الزنادقة، وكان الهادى قوى البأس شهمًاخبيرًا بالملك كريمًا. فجدَّ فى أمرهم، وقتل منهم الكثير.
على أن الأمور بينهوبين العلويين لم تكن على ما يرام كما كانت فى عهد أبيه، فقد عادت إلى التوتر بعدفترة السلام التى امتدت طوال فترة خلافة المهدي.
ويرجع السبب فى ذلك إلى عاملالمهدى على المدينة، فقد ظلم بعض آل على -رضى الله عنه- مما جعل الحسين بن على بنالحسن بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب يثور ويجتمع حوله كثيرون ويقصدون دارالإمارة، ويخرجون من فى السجون، ثم يخرج الحسين إلى مكة فيرسل له الهادى: "محمد بنسليمان" وتتلاقى جموعهم فى موقعة حاسمة قتل فيها "الحسين" وحمل رأسه إلى موسىالهادى.
ونجا من موقعة "الفخ" اثنان من العلويين، أحدهما: يحيى بن عبد الله بنالحسن، أما الثانى فهو أخوه إدريس بن عبد الله.
وقد ثار الأول فى عهد الرشيدفقتل أما الثانى وهو إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن فقد تمكن من إثارة أهلالمغرب الأقصى ( المملكة المغربية حاليّا ) على العباسيين، حيث أسس هناك دولةالأدارسة.
وعلى الرغم من أن خلافة موسى الهادى كانت قصيرة فإن الفتوحاتالإسلامية لم تتوقف مسيرتها؛ فقد غزا "معيوف بن يحيى" الروم ردّا على قيام الرومبغزو حِمْص "الحَدَث"، ولقد دخل معيوف بلاد الروم، وأصاب سبايا وأسارىوغنائم.
ولقى الهادى ربه سنة سبعين ومائة هجرية، وكان رحمه الله موصوفًابالفصاحة، محبّا للأدب ذا هيبة ووقار، قيل عن الليلة التى مات فيها: هى ليلة ماتفيها خليفة وجلس فيها خليفة، وولد خليفة. فالخليفة الذى مات فيها هو الهادى، والذىجلس فيها على سريره هو الرشيد، والذى ولد فيها هو المأمون.
مراجعة وتنسيق ناطق ابارهيم العبيدي