مراجعة
لبحث الحلم: لغز
النفس البشرية
ابتدأ الكاتب البحث بأن الحلم ما زال لغز لم يفهمه الناس وأن من فهمه هو الملحد فرويد حيث قال :
"لطالما شغلت الأحلام بأفكارها ومعانيها أذهان الناس على مر آلاف السنين، فمازالت الأحلام تعتبر إحدى ألغاز
النفس البشرية التي حيرت الناس بالرغم من تمكن الطب النفسي من تأويل دلالاتها في نفس الإنسان عندما جاء رائد الطب النفسي فرويد ليترجم معانيها في كتابه "تفسير الأحلام"، وفي عصرنا الحالي يتعلم الباحثون في علوم الدماغ المزيد عن طبيعة الأحلام. الأحلام ببساطة هي انطباعات وأفكار ومشاعر وأحداث تمر في عقلنا خلال فترة نومنا، والناس عادة يحلمون لمدة تتراوح بين ساعة في ليلة واحدة. فالكل إذن يحلم ولكن البعض فقط يتمكن من تذكر تلك الأحلام. أحلامنا قد تتضمن استخداماً لكل أنواع الحواس ففيها نسمع ونشاهد ونشم وحتى نتذوق الأشياء، وقد يحدث أن يتكرر نفس الحلم مراراً وتكراراً، وغالباً ما تكون تلك الأحلام المتكررة غير سارة، فقد تتحول لى كوابيس مفزعة تروعنا أو تبعث الضيق فينا."
بالطبع فرويد لم يتمكن من تأويل دلالات الأحلام وكل ما فعله هو أنه جاء بوجهة نظر معادية للأديان الكبرى فى العالم خاصة دينه السابق وهو اليهودية والإسلام والنصرانية والتى تعرف الأحلام على أنها أحداث مستقبلية بينما يعتبرها هو تنفيس عن مشاكل الإنسان التى يواجهها فى الماضى والحاضر
وتناول تفسير الأحلام عبر التاريخ حيث قال :
"تفسير الأحلام: نبذة تاريخية:
كان الناس وما يزالون يحاولون معرفة ما ترمي إليه الرموز التي يشاهدونها في أحلامهم، فالقدامى من الإغريق والرومان يعتقدون أنها رسائل من آلهتهم، وأحياناً اعتمدوا على تفسير الأحلام بهدف إرشاد القادة العسكريين في ساحات المعارك وفي مصر القديمة اعتبر الأشخاص القادرين على فك رموز الأحلام أناساً مميزين وفي الصين تعتبر الأحلام طريقة لزيارة الموتى من أفراد العائلة كما يؤمن بعض قبائل الهنود الحمر والحضارات في المكسيك أن الأحلام هي بالواقع عالم آخر نزوره عندما ننام كما يوجد أمثلة عن رؤيا الأحلام في القرآن الكريم فقد أوحى الله سبحانه وتعالى إلى نبيه إبراهيم (ص) بذبح ولده إسماعيل فقال إبراهيم {يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى} وأوحى الله إلى نبيه يوسف (ص) فقال {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} وقد فسرها يعقوب لابنه يوسف عليهما السلام بأنها تعني خضوع إخوته وتعظيمهم اياه تعظيما زائدا كما ورد أيضاً راويات عن أحلام أو رؤى كانت تتنبأ بولادة محمد رسول الله (ص) وذلك قبل بعثه بزمن طويل، بعض تلك الرؤى تذكر حتى اسمه."
وكل ما سبق يؤكد أن الأمم اتفقت على كون الأحلام رموز عن أحداث المستقبل حتى جاء الملحد واليهودى أو اليهوديان فرويد ويونج فغيرا النظرة الصحيحة إلى باطل مع وجود شواذ تاريخية مبثوثة فى الأمثال الشعيبية والحكايات الشعبية سبقن نظريتهما حيث قال الكاتب:
"وفي أوائل القرن العشرين أتى عالمان شهيران بأفكار مختلفة غيرت نظرتنا اعن الأحلام وهما رائد الطب النفسي النمساوي سيجموند فرويد وعالم
النفس كارل يونغ، نشر فرويد كتاباً بعنوان: " تفسير الأحلام" في عام 1900، يعتقد فرويد أن الناس غالباً ما يحلمون بالأشياء التي يريدونها والتي لا يستطيعون امتلاكها خصوصاً المتعلقة بالرغبات الجنسية والانتقامية. بالنسبة ل فرويد الحلم مليء بالمعاني الخفية وحاول أن يفهم الأحلام كطريقة لفهم نفسية الناس الذين يشاهدونها، كما يعتقد بأن كل فكرة و فعل يتولدان أولاً في أعماق عقلنا. والأحلام يمكن أن تكون طريقاً هاماً لفهم ما يحدث في عقلنا."
والحقيقة أن ما جاء به الاثنان ليس جديدا فقد لخصه مثل شعبى يقول :
" الفرخة الجعانة تحلم بسوق الحب"
ومن ثم فالباطل أثاره موجودة فى الماضى كما فى الحاضر وستظل فى المستقبل
وتناول الكاتب ما أسماه تجارب العلم حيث قال :
"تجارب العلم
في عام 1953 اكتشف العلماء شكلاً خاصاً من النوم يدعى "حركة العين السريعة" أو اختصاراً ب REM، فقد لوحظ في التجارب أن العين تتحرك جيئة وذهاباً وبسرعة عند نومنا كما وجد أن أجسادنا تمر بعدة فترات من النوم كل ليلة وعندما ندخل فترة "حركة العين السريعة" تتوقف أجسادنا عن الحركة ونشاهد خلالها الأحلام، ويمكن أن نمر بعدة فترات "حركة عين سريعة" خلال ليلة واحدة وفي حال تم إيقاظ شخص أثناء فترة "حركة العين السريعة" فإنه سيتذكر 90% من تفاصيل حلمه وهذا ينطبق أيضاً على الأشخاص الذين لا يتذكرون أحلامهم أبداً.
- ويوجد نوع خاص من الحلم يدعى الحلم الجلي Lucid Dream وهي الحالة التي يعلم فيها الشخص أنه يحلم أثناء حلمه، ويوجد هيئة في كندا تدعى "مؤسسة الأحلام" Dreams Foundation التي تؤمن بإمكانية تدريب الشخص بهدف أن يحدث له أحلام من النوع الجلي Lucid من خلال أن إعطاء الأهمية لأحلامه التي يشاهدها وكتابة تفاصيلها.
- العلماء الذين يدرسون الأحلام يقومون بوصل أسلاك على رأس الشخص موضوع التجربة، تقوم الأسلاك بتسجيل النشاط الكهربائي في الدماغ، وأظهرت التجارب أن هناك ازدياداً ملحوظاً في نشاط منطقة من الدماغ تكون مسؤولة عادة عن المشاعر والأحاسيس عندما نحلم. كما لوحظ أن المنطقة الجبهية من الدماغ سجلت أقل مستوى من النشاط وهي المسؤولة عادة عن المستويات العالية من التفكير كالتنظيم والذاكرة وهذا يفسر لماذا تكون أحلامنا غريبة بعض الشيء أو مستهجنة.
- أفادت دراسة حديثة إن الإنسان يقضي عشر عمره في رؤية الاحلام وهذا يعني ان انسان عمره خمسون عاما قد قضى خمس سنين وهو يحلم (حوالي 1800 يوم أو 45000 الف ساعة) وهذه الفترة من العمر يعيش الإنسان بواقع تفاعلي."
بالطبع كل هذا الكلام نصب فلا توجد إمكانية لدراسة الحلم ولا لإمكانية التدرب عليه لسبب بسيط وهو :
أن وقت الحلم غير معروف فى أى إنسان فكيف ستدرس أدوات العلم شىء لا يمكن إثباته ولا معرفة زمنه
كما أن ما قاله الكاتب هو عن النوم وليس عن الأحلام التى لا يشعر بها إلا صاحبها وهو لا يتذكرها إلا بعد انتهائها وقيامه من النوم فهى تجربة خاصة بالفرد لا يمكن بغيره كالعالم أن يدرسها على الإطلاق
وتناول تأثير الحلم فى عمليات الابداع حيث قال :
"تأثير الحلم في الإبداع
قد يأتي الفنانون والأدباء والعلماء بأفكارهم وإبداعاتهم من عالم الحلم، وقد حدث ذلك فعلاُ لمغني فرقة Bettle الشهيرة باول مكارتني حيث زعم أنه استيقظ في أحد الأيام وكانت أغنية Yesterday الشهيرة ترن في رأسه وكذلك الكاتبة الشهيرة ماري شيلي حلمت بحلم قوي عن باحث يستخدم آلة بغرض إعادة الحياة إلى مخلوق بشري ميت، فألهمها ذلك الحلم في كتابة راوية عن باحث اسمه فرانكشتاين أعاد الحياة إلى وحش مرعب، أصبحت الرواية شهيرة وتناولتها العديد من أفلام الرعب أو حتى ساعدت كتاب الفيلم في انتاج نسخ مشابهة معتمدة عليها."
بالطبع من الممكن أن يتم اختراع من الخلم ولكنه ليس ابداعا كاملا فالحالم يتذكر البعض فقط ويكمل الباقى من عنده فى الصحو وأحلام المبدعين تدل على أن الحلم حدث مستقبلا وليس تعبيرا عن مشاكل الحاضر
وتناول الأحلام فى الأديان حيث قال :
"أنواع الأحلام من وجهة نظر الدين
يرى الدين الإسلامي أو حتى الأديان السماوية الأخرى أن هناك أربعة أنواع من الأحلام تبعاً لمصدرها:
1 - الأحلام التي تكون انعكاس لحالة الشخص النفسية أو الصحية أو الأحداث التي مر بها في حياته وهنا يمكن تطبيق نظرية فرويد في تفسيرها. ويصطلح على تسمية ذلك النوع ب "أضغاث أحلام".
- الأحلام التي تكون رؤية من الله التي ترسل عبر الملائكة بهدف التنبه إلى مخاطر معينة قادمة في الحياة أو التي تسهم في تعديل سلوك الشخص وتجنيبه الإنحراف وهنا يدخل أيضاً تأنيب الضمير، أو تكون رؤيا سارة أو بشرى للانسان الصالح.
3 - الأحلام التي تأتي من الشيطان أو الجن: يمكن أن يكون مرعباً ويتضمن كوابيس ووحوش مخيفة، وقد يتحول إلى حالة مس شيطاني فيتلبس فيه الجن ويقوده إلى الجنون. أو يكون تحت تأثير سحر.
كما يجدر بالذكر أن هناك أحلام غامضة أو مرمزة قد تكشف المستقبل: قد يشاهد فيها الشخص مكاناً لم يزره في الماضي إلا أنه سيزوره في المستقبل، عادة يكون مصدرها مجهولاً. ويمكن أن تكون الأحلام إشباعاً للرغبات الجنسية بسبب التعرض للمؤثرات الخارجية."
بالطبع كل هذا التخريف ليس من الإسلام فى شىء فالأحلام وهى الرؤى فى المنامات هى تعبير عن أحداث مستقبلية فقط فالأحلام كلها فى القرآن عبرت عن حدث يقع فيما بعد كحلم ذبح الابن حيث ذبح بدل من الابن كبش وحلم دخول مكة تحقق فيما بعد وحلم الخباز والساقى تحقق ببراءة أحدهما واعدام ألآخر وحلم الملك تحقق من خلال سنوات الجوع وسنوات الخصب وحلم بدر تحقق فى اليوم التالى
وكل الأحلام وكل شىء فى الكون يحدث بأمر الله كما قال سبحانه :
" كل من عند الله "
وقال :
الله خالق كل شىء"
وتناول الباطل الذى نشره فرويد حيث قال :
"الحلم وعلم النفس
علم
النفس والمنهاج الفرويدي يفترض أن رمزية الحلم لا تمتُّ بصلة إلا إلى الذاكرة والماضي. بيد أن الواقع التجريبي - أو السريري، إن شئت -يبيِّن أن الحلم مسرح لأفكار ومشاعر لم تكن واعية في يوم من الأيام قط، ويتفتق فيه عقل الإنسان عن قدرة مذهلة على إبداع رموز متنوعة إبداعاً فطرياً عفوي والحلم الذي يحقق رغبة وهو الحلم الذي يراه الشخص لإشباع رغبة يتمنى تحقيقها وهذا النوع من الأحلام يكثر لدى الأطفال ويحلمون بما يتمنون وهذا النوع من الأحلام هو الخاص بالتعبير عن الرغبات والاندفاعات المكبوتة).والحلم الذي يشبع احتياجاً بيولوجياً يلح عليه مثل من يحلم بممارسة جنسية والحلم الذي يحافظ على استمرارية الوضع النفسي وهو الحلم الذي تتحول فيه المثيرات الخارجية إلى حلم مثل من ينام وبجواره آخرون يتحدثون فيتحول كلامهم إلى حلم يعيشه النائم. أو النائم الذي تمتلئ مثانته فيحلم بالبحث عن دورة مياه لإفراغ المثانة. كل هذه أمثلة للحلم الذي يحول المثيرات إلى حلم. فبعض الأحلام عبارة عن إشباع لرغبات ودوافع الإنسان وخاصة اللاشعورية. وكان فرويد أول من وجه الانتباه إلى وظيفة الحلم كوسيلة للإشباع الدوافع اللاشعورية. وقال إن الأحلام تنتج عن الصراع النفسي بين الرغبات اللاشعورية المكبوتة والمقاومة النفسية التي تحاول كبت هذه الرغبات اللاشعورية ومنعها من الظهور في الشعور. وليس الحلم في نهاية الأمر غير حل وسط ومحاولة للتوفيق بين هذه الرغبات المتصارعة: الرغبات اللاشعورية التي تريد أن تظهر في الشعور ,والمقاومة التي تريد كبتها ومنعها من الظهور في الشعور.
وظيفة الحلم الرئيسية:
يرى فرويد أن وظيفة النوم الرئيسية هي استمرار النوم وحمايته ,ويقول إن الحلم هو حارس النوم. فإذا أحس النائم بالجوع أو العطش ,مثلا ,تدخل الحلم في الحال لمنع هذه الحالات التي تقلق راحة النائم وتشبع رغباته في صورة حلم ولذلك يحلم الإنسان عادة في مثل هذه الحالة أنه يأكل الطعام أو يشرب الماء وهكذا يستطيع النائم أن يستمر في نومه. وفي حلم آخر كان على الشخص أن يستيقظ مبكرا للذهاب إلى عمله. ولما كان هذا الشخص لا يريد أن يذهب إلى عمله فقد حلم أنه موجود في العمل. وقد اشبع هذا الحلم في هذه الحالة الرغبة التي كانت تريد قطع النوم ,وبذلك استمر الشخص في نومه. ويحدث أثناء النوم عادة كثير من الأمور التي تقلق راحة النائم كالأصوات والأضواء الشديدة والإحساسات والآلام البدنية والأفكار المخيفة المزعجة. وفي كل هذه الحالات يحاول الحلم دائما أن يحول الأشياء المثيرة أو المؤلمة إلى أشياء أخرى لا يظهر فيها عنصر الإثارة أو الألم أو الخوف. فإذا نجح الحلم في عمله استمر النائم في نومه. ولكن كثيرا ما يفشل الحلم في هذا العمل فيستيقظ الفرد من نومه. وتضعف رقابة العقل عادة أثناء النوم , كما تضعف المقاومة التي تكبت الدوافع والرغبات اللاشعورية. ولذلك تجد هذه الدوافع والرغبات اللاشعورية في النوم فرصة للظهور في الشعور ,ولكن المقاومة لا تزول نهائيا أثناء النوم ,بل إنها تظل وتحاول أيضا أثناء النوم منه هذه الدوافع والرغبات اللاشعورية من الظهور في الشعور. وهكذا ينشأ صراع نفسي ينتهي بإيجاد حل وسط بين الطرفين. وفي هذا الحل أو الاتفاق تتخذ الدوافع والرغبات اللاشعورية صورا وأشكالا ورموزا مبهمة غامضة.
وللحلم إذن صورتان:
1 - صورة ظاهرة: وهي الصورة التي نراها في الحلم والتي نتذكرها بعد الاستيقاظ من النوم
2 - صورة حقيقية كامنة وراء هذه الرموز: وهي الدوافع والرغبات اللاشعورية التي ظهرت في الحلم في صورة رموز غير مفهومة. ولهذا السبب يعتبر المحللون النفسيون الأحلام من أحسن المواد التي تساعدهم على معرفة حقيقة الدوافع النفسية التي تؤثر على المريض. ولذلك فهم يعنون عناية كبيرة بتفسير الأحلام كوسيلة من الوسائل التي يتبعونها في العلاج للكشف عن العوامل الحقيقية التي تلعب دورا هاما في شخصية المريض."
وكل ما قاله فرويد باطل يتعارض مع الحقيقة وهى أن الأحلام ليست إلا تعبيرا عن المشاكل والمكبوتات ولا يمكن لأحد تفسير الأحلام إلا نبى أتاه الله آية وهى معجزة تأويل الأحاديث والتى أعطيت ليوسف(ص) فى القرآن كما قال سبحانه "
"ولنعلمه من تأويل الأحاديث"
ومن ثم فأى تفسير صادق لحلم يكون خبط عشواء ليس إلا لأنه لا يعلم تأويل الأحلام إلا الله ومن آتاه المعجزة وقد انتهى زمن المعجزات