بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وكان مولده في زمن عثمان بن عفان سنة أربع وثلاثين،وعده أصحاب السير من الطبقة الثالثة من التابعين،
وثقه ابن حجر، وقال عنه الذهبي صدوق، وكان يتكلم في القدرإلا أنه ندم على ذلك، روى له البخاري- مسلم-
أبو داود- الترمذي- النسائي- ابن ماجه في التفسير.
الصحابة الذين تعلم على أيديهم
تعلم على يد حبر الأمة عبد الله بن عباس، وروى عن أبيهريرة، وأبي سعيد الخدري والنعمان بن بشير وجابر بن
عبد الله وابن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص على خلاف فيه. وروايته للمسند قليلة وإنما غزارة علمه في الإسرائيليات ومن صحائف أهل الكتاب قال عنه أحمد: كان من أبناء فارس لهشرف قال وكل من كان من أهل اليمن له ذي هو شريف يقال فلان له ذي و فلان لا ذي له.
من ملامح شخصيته
اجتهاده في العلم والعبادةكان (وهب)ممن ساق نفسه إلى الله ملازمًا لطلب العلم، مجتهدًاللعبادة، فكان ممن قرأ الكُتب ولزم العبادة وواظب على العلم وتجرد للزهادة، وعن عبد المنعم بن إدريس عن أبيه قال: صلى (وهب) وطاووس اليماني الغداة بوضوء العتمة أربعين سنة.ويقول كثير: أنه سار مع (وهب)فباتوا بصعدة عن رجل فخرجتبنت الرجل فرأت مصباحًا؛ فاطلع صاحب المنزل فنظر إليه صافاقدميه في ضياء كأنه بياض الشمس فقال الرجل رأيتك الليلة فيهيئة وأخبره فقال اكتم ما رأيت. وكان عابدا فاضلا قرأ الكتب نصحه للآخرين يقول (وهب)موجهًا نصيحته لعطاء الخراساني: كان العلماء قبلناقد استغنوا بعلمهم عن دنيا غيرهم فكانوا لا يلتفتون إلى دنياغيرهم وكان أهل الدنيا يبذلون لهم دنياهم رغبة في علمهم فأصبح أهل العلم اليوم فينا يبذلون لأهل الدنيا علمهم رغبة فيدنياهم وأصبح أهل الدنيا قد زهدوا في علمهم لما رأوا من سوءموضعهم عندهم فإياك وأبواب السلاطين فان عند أبوابهم فتنا كمبارك الإبل لا تصيب من دنياهم شيئا إلا وأصابوا من دينك مثله ثم قال يا عطاء إن كان يغنيك ما يكفيك فكل عيشك يكفيك وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس شيء يكفيك إنما بطنك بحر من البحور وواد من الأودية لا يسعه إلا التراب. وجاءه رجل فقال له: قد حدثت نفسي أن لا أخالط الناس قال:لا تفعل إنه لا بد لك من الناس، ولا بد لهم منك ولهم إليك حوائج ولك نحوها، لكن كن فيهم أصم سميعًا أعمى بصيرًا سكوتًا نطوقًا. عفوه وصفحه عمن أساء إليه يقول مولى الفضل بن أبي عياش: كنت جالسا مع (وهب)فأتاه رجل فقال: إني مررت بفلان وهو يشتمك فغضب وقال:ما وجد الشيطان رسولاً غيرك، فما برحت من عنده حتى جاءهذلك الرجل الشاتم فسلم على وهب فرد عليه ومد يده وصافحه وأجلسه إلى جنبه.
من كلماته قال : إذا مدحك الرجل بما ليس فيك فلا تأمنه أن يذمك بما ليس فيك. وقال: العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله،والعمل قيمة، والصبر أمير جنوده، والرفق أبوه، واللين أخوه. وقال: المؤمن ينظر ليعلم، ويتكلم ليفهم، ويسكت ليسلم،ويخلو ليغنم. وقال: استكثر من الإخوان ما استطعت فإن استغنيت عنهم لم يضروك وإن احتجت إليهم نفعوك.
وفاته
مات وهب بن منبه سنة 114هـأنــــه التابع الجليل : ـ
وهب بن منبه الذمارى
أجمعنا اللهم بهم فى الجنة
مراجعة وتقديم ناطق ابراهيم العبيدي