بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
من القرن 19 ق.م وحتّى نهاية العهد العثماني في القرن 19 م، اعتمد العرب على نظام توقيت عربي أطلقوا عليه تسمية “التوقيت الشرقي”. هذا التوقيت كان تطويراً لنظام التوقيت البابلي الذي كان استمراراً لنظام التوقيت الذي استخدمه العرب القدماء منذ العهد السومري.
- بين 19 ق.م. و 1 م استخدم العرب القدماء ساعات شمسية على التوقيت البابلي.
- بين 1 م والقرون الوسطى استخدم العرب ساعات ميكانيكية مائية على التوقيت المصري.
- من القرون الوسطى استخدم العرب ساعات ميكانيكية تعمل على النابض (الربيعة) على التوقيت الشرقي.
في كلّ هذه الأنظمة تشرق الشمس الساعة 12 ثمّ ينتصف النهار عند الساعة 6، ثمّ تزول الشمس الساعة 12 ومنتصف الوقت ما بين الزوال والشروق يكون الساعة 6. وكانت الساعة 6 دائماً هي موعد الصلاة الرئيسة.
مدّة الساعة كانت تختلف حسب طول النهار عبر فصول السنة. يختلف طول الساعة حسب خطوط العرض وطول النهار في كل منطقة. ويختلف طول الدقيقة عبر ساعات اليوم وباختلاف الفصول.
حوالي 1500 ق.م قسّم العرب كل ساعة إلى 60 دقيقة وكل دقيقة إلى 60 ثانية، وهو التقسيم الذي لا يزال مستخدماً حتى يومنا هذا.
باعتقادي، إنّ التوقيت البابلي هو نظام توقيت طبيعي أكثر من نظام التوقيت الميكانيكي، أقرب إلى الطبيعة وأكثر مسايرة لها. حتّى ولو أدّى إلى اختلاف التوقيت باختلاف الموقع الجغرافي.
وكان الأمر يسيراً للعرب فصنع اليمن الأسطرلاب؛ كمپيوتر ميكانيكي، حسب الوقت وفق الموقع الجغرافي. مثل هذا الأسطرلاب الذي صنعه ملك اليمن في القرن 13 {عمر بن يُوسُف بن عمر بن علي بن رسول المظفّري} صنعه وكان أميراً ووليّ عهد، قبل الجلوس على العرش.
✍ مؤنس بخاري
مراجعة وتقديم ناطق ابراهيم العبيدي