بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ليس بالمعنى الدقيقِ ، القولُ:
إنّ امرأتي ( أعني فَـتاتي ) هجرتْــني فجرَ هذا اليومِ…
حقّـاً ، خطفتْ ســروالَها والصُّـدْرةَ الصوفَ ، من الكرســيّ
ثمّ اندفعتْ ، مُـطْـبِـقةً باباً ، لكي تهبطَ كالبرقِ
على السُّــلَّــمِ…
كانَ المطرُ استجمَعَ ما يَـهوي به فوقَ الزجاجِ ؛
الريحُ
لم تتركْ على الأشجار إلاّ بضعَ أوراقٍ
كأن الأرضَ كانت ، منذُ كانت ، ورقـاً أصفرَ مبلولاً ومبذولاً…
أقولُ : المرأةُ – القطّــةُ
حقــاً غادَرَتْـني … وهي لم تعبأْ بما يعصفُ
لم تعبأْ بما لا يوصَفُ : الرعدِ ، وهذا الوابلِ الــمُـنْـهَــلِّ…
والرجفةِ ؛
طولَ الليلِ كانت طائراتٌ تَـعْـبـرُ الأعصابَ نحوَ البصرةِ.
الريحُ هديــرٌ مَــعـدِنـيٌّ
شــاحناتٌ هي إيكاروسُ ليليّــاً
ومَــعنى القولِ…
لم أعرفْ لماذا لم أقُلْ للمرأةِ : اسْــتَــأني رجاءً!
ولماذا لم أَقُــمْ من مضجعي أَتبَـعُــها…
أنا شخصٌ ساذجٌ
في منتهى التهذيبِ…
يشـــتدُّ هديرُ الطائراتِ
الريحُ لا تحملُ إلاّ الطائراتِ
الطائراتِ
الشاحناتِ الجُــنْــدَ في الليلِ إلى البصرةِ.
إن امرأتي أطبقتِ البابَ
لكي أُصغي إلى صمتي وحيداً