بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أقدم رسالة شكوى في العالم تدخل موسوعة غينيس ، هي من مدينة اور الأثرية في بلاد الرافدين والتي اثارت ضجة كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي
قبل نحو 3770 عام ، وجه تاجر ساخط يُدعى "ناني" وابلًا من عبارات الاستهجان بشأن صفقة لم تكن بالمستوى المطلوب وليس حسب المتفق عليه ، فصب جل غضبه على التاجر الذي تعامل معه وخدعه واصفًا إيّاه بعديم الضمير.
كان ذلك التاجر المتلاعب من سكان بابل كما هو شأن ناني ، وكان يُدعى "إيا ناصر". ورغم مرور الاف السنين إلا أن صدى الشكوى التي نُقشت على لوح طيني لا يزال يتردد في أذهان مستهلكي العصر الحالي. تتضمن الرسالة شكوى من رداءة جودة سبائك النحاس التي طلبها الزبون ، إضافة إلى سوء في خدمة العملاء وان التاجر المخادع قد اخذ اموالاً عن نحاس كان يحب ان يكون عالي الجودة ولكنه ارسل بدلا عنه نحاس ردئ الجودة.
وايضا عامل المشتكي بقلة احترام عندما طالبه بإرجاع ماله او اعادة ارسال نحاس عالي الجودة له
وبدأ المشتكي رسالته بالعبارة التالية
"لقد عاملتني بازدراء ، لذا سأُذيقك الحزن والأسى"
وقد اتضح أن ناني لم يكن الشخص الوحيد الذي اشتكى هذا التاجر ، فلدى المتحف البريطاني مزيداً من الأدلة التي تفيد أن إيا ناصر كان تاجر سئ السمعة وكان يبرم على ما يبدو صفقات نحاس مشبوهة.
هل يمكنكم تخيل ان سكان بلاد الرافدين قبل الاف السنين كانوا يطلبون البضاعة ويقيمون جودتها كما نفعل اليوم عن طريق النت !
••••••••••••••••� �••••••••••••••
المصدر : 1-National Geographic/babylon the gate of gods/العربية
2-مجلة اليوم السابع
مراجعة وتقديم ناطق ابراهيم العبيدي