بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
لاشك أن سيدنا عمر بن الخطاب الفاروق رضي الله عنه واحد من أعظم
الشخصيات في التاريخ الإسلامي أجمع فهو ثاني الخلفاء الراشدين ومن
المبشرين بالجنة وقد تولى الخلافة بعد وفاة أبو بكر الصديق رضي الله
عنه فساهم في حفظ وتوسيع رقعة الدولة الإسلامية وأيضًا كان له دور
في حفظ القرآن الكريم وإدخال التقويم الهجري ،كما أنه أول من حمل
لقب أمير المؤمنين حيث كان يقال لسيدنا أبو بكر رضي الله عنه خليفة
رسول الله ولكن سيدنا عمر اختار لقب أمير المؤمنين حتى لا يشق بالناس
فكانوا يقولون له في البداية ياخليفة خليفة رسول الله وقد اتصف سيدنا
عمر بالعدل الشديد ولذلك لقب بالفاروق لأنه يفرق بين الحق والباطل
حياة الفاروق في الجاهلية :
ولكن البعض قد يتعجب من أن الفاروق رضي الله عنه كان قبل
إسلامه من أشد أعداء الإسلام حتى أنه كان يعذب جاريته وأهله
ممن اتبعوا دين الإسلام حتى أخته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد
فقد ضربها عندما علم بإسلامها ولد الفاروق في قبيلة بني عدي
واسمه عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى العدوي القرشية
وكانت والدته حنتمة بنت هشام ابنة عم أبو جهل وخالد بن الوليد
وقد ولد سيدنا عمر بعد عام الفيل بحوالي ثلاثة عشرة سنة وكانت
أسرته فقيرة رقيقة الحال وكان والده شديد غليظ معه هو وأخوته
وكان سيدنا عمر في صغره يخرج ليرعى غنم والدته
وخالاته ولكنه تعلم القراءة وكان فارسًا منذ صغره وقد شب الفاروق
سيدنا عمر على عبادة الأصنام مثل معظم أهل قريش كما أنه كان
يشرب الخمر وقد قال عن نفسه لقد كنت أشرب الناس بالجاهلية
وعندما كبر سيدنا عمر بدأ يشتغل بالتجارة حتى أصبح من أغنياء مكة
وكان سيدنا عمر يتميز بالشدة قبل إسلامه فلما ظهر الإسلام وانتشر
كان من أشد أهل قريش معاداة للمسلمين وكان يعذب عبيده وأقاربه
من بني عدي الذين يدخلون في الإسلام حتى أنه كان له جارية اعتاد أن
يعذبها من أول النهار لأخره حتى يتعب فيقول له ما تركتك إلا لأني قد
مللت وكان يتبع الرسول عليه الصلاة والسلام حتى إذا رأى أحدًا يتبعه
قام بإرهابه حتى لا يتبع دين الإسلام