بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
لا شك أن دولة العراق غنية بالحضارات والثقافات المختلفة التي مرت بها على مدار السنين، وتحتوي بين أراضيها على الكثير من المعالم التاريخية والأثرية الهامة، ومن ضمنها قلعة تلعفر.
بناء قلعة تلعفر
تتخذ قلعة تلعفر موقعاً لها في الجزء الشمالي من العراق، وهي من أهم المعالم الأثرية في العراق، إذ كانت عبارة عن مكان عبادة الآله (عشتار) في العهد الآشوري، بينما تم تجديدها لاحقاً من قبل الرومان وحكموها، ثم تم تجديدها من قبل الخليفة بن مروان بن محمد الثاني آخر الخلفاء الأمويين، ووالي منطقة الجزيرة قديماً.
موقع قلعة تلعفر
تقع قلعة تلعفر وسط المدينة، وتحديداً على عين ماء تلعفر التي يربط ما بينها وبين القلعة باب سري داخل نفق، إلا أن هذا النفق تعرض للإهمال بشدة وتراكمت به الأنقاض، إلا أنه لاحقاً خلال عام 1920 تم استبدال النفق لغرفة، ووضع بها مضخة من أجل دفع الماء، مع العلم أنه ما يزال يوجد آثار وبقايا من هذه الغرفة حتى الآن.
مساحة قلعة تلعفر
تمتد قلعة تلعفر على مساحة تبلغ 28 ألف متر ذات أسوار، بحيث تشمل على أسواء رئيسية بعرض يبلغ 3.30م، وارتفاع 6م، فيما تم العمل على تشييدها من الأحجار والجص بمستوى رفيع من المهارة والإتقان.
تحتوي قلعة تلعفر على أركان رئيسية، تشمل بدورها على 4 أبراج يطلق عليها اسم أبراج الزوايا، ويتفرع منها أبراج ثانوية، كما تضم الأبراج مجموعة من القلاع الكبيرة التي تستوعب كل واحدة منها 300 محارباً تقريباً، كما تشمل كل منها على 3 طوابق ذات ثقوب للمراقبة.
ترتفع قلعة تلعفر ما يقارب 25 متراً عن مستوى سطح الأرض، وتحتوي على ثقوب ومزاغل الهدف الأساسي منها هو صب المياه، كما يوجد بها شرفات يفصل بين كل منها مسافة تبلغ 40.25سم، بحيث تستعمل للرمي، بالإضافة إلى أن قلعة تلعفر تشمل على 4 أبواب تتمثل بكل من باب سنجار، وهو الباب الرئيسي الجنوبي، وباب الماء؛ وهو الباب السري الشرقي، وباب نصيبين؛ وهو الباب الغربي، وباب الموصل؛ وهو الباب الشمالي.
هدم قلعة تلعفر
تعرضت قلعة تلعفر في العراق للهدم 3 مرات، لأسباب مختلفة، وهي كالتالي:
هدم قلعة تلعفر المرة الأولى
تعرضت قلعة تلعفر للهدم أول مرة على يد والي بغداد، وذلك خلال عام 1841م، ويعود السبب في ذلك إلى قيام أهالي المدينة بإنشاب ثورة ضده، وفي هذه الفترة كانت مُحتلة من قبل محمد باشا اينجه بيرقدار، والذي أصدر قرار بهدمها واستبدالها بقاعاً صفصفاً، وعليه تم هدم كافة القلاع والأسوار المحيطة بقلعة تلعفر، إلا أنها لم تتعرض القلعة نفسها للكثير من الدمار، نظراً لما تتمتع به من متانة وحصانة.
هدم قلعة تلعفر المرة الثانية
هُدمت قلعة تلعفر للمرة الثانية خلال عام 1920م على يد المحتلين الإنجليز، وبالفعل تم تدمير أسوارها والباب الرئيسي لها، حيث كان الهدف هدم الباب هو تبسيط الطريق لتصبح ممراً لصعود السيارات إلى القلعة، وفي المقابل عملوا على وضع الباب على الوادي من أجل استخدامه بمثابة جسر صغير يعبر عليه المارة، وبقيّ أثره إلى عام 1955.
هدم قلعة تلعفر المرة الثالثة
تعرضت أجزاء كبيرة من القلعة للهدم للمرة الثالثة خلال عام 2014، كما تم تدمير السور الأثري المُحيط بها.
أسئلة شائعة
لماذا سميت تلعفر بهذا الاسم؟
يُقال أن اسم قلعة تلعفر يعود إلى تل عفراء، أي تل الغزلان، علماً أن الأسماء التي أطلقت على القلعة متعددة، ومنها، تل عبرة، ومدينة الخير، وتل عشتار، ووسادة شمال العراق.
كم عدد أحياء قضاء تلعفر؟
يتبع تلعفر ثلاث نواحي هي: ناحية ربيعة، والتي يقطن بها عشيرة شمر، وناحية العياضية، والتي يقطن بها مزيج من العرب والتركمان ومجموعة قلة من الأكراء في القرى التي تتبع لها، وناحية زمار التي تتضمن 78 قرية، منها 29 قرية كردية، و49 قرية عربية.
مراجعة وتقديم ناطق ابراهيم العبيدي