بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
في كل عام تشهد العاصمة العراقية بغداد توافد أعداد كبيرة من السياح القادمين من مختلف بقاع العالم، وذلك للاستمتاع بجمال طبيعتها ذات التراث العربي الأصيل، واستكشاف الحضارات القديمة التي تعاقبت على أرضها وذلك من خلال العديد من مواقع السياحة التاريخية والدينية والطبيعية الموجودة فيها، حيث يعد فصل الربيع موسم ذروة السياحة وذلك لأجوائه المعتدلة التي تتيح القيام بالعديد من الأنشطة السياحية والترفيهية، فإن كنت تفكر في زيارة هذه المدينة الجميلة فإليك بعضاً من أفضل معالم الجذب الموجودة فيها والتي ننصح بزيارتها وهي:
المتحف الوطني العراقي
يعرف أيضاً باسم المتحف العراقي، ومتحف بغداد، والمتحف البغدادي، وهو واحد من أهم المتاحف العالمية وواحد من أقدم المتاحف في منطقة الشرق الأوسط؛ حيث تم تأسيسه في العام 1923 ثم افتتح بشكل رسمي عام 1966 وذلك تبعاً لازدياد كنوزه الأثرية، ويضم العديد من المجموعات الأثرية التي تعود لحضارة بلاد الرافدين، ويبلغ عدد القطع الأثرية المصنفة فيه حوالي 200 ألف قطعة موزعة ما بين الخزائن وقاعات العرض، وهو مؤلف من طابقين: علوي، وسفلي، وفي كل منهما عدد من القاعات.
الجدير بالذكر هنا أن ترتيب القطع الأثرية في القاعات المختلفة كان يتم بناءً على التسلسل الزمني، والحضارات المختلفة التي تعاقبت على العراق وذلك بما يشمل: حضارات العصور الحجرية وما قبل التاريخ، والحضارة السومرية، والبابلية، والآشورية، والكلدانية، والساسانية، والإسلامية بكافة مراحلها؛ حيث يجد الزائر في الطابق العلوي أقدم الآثار وذلك في قاعات مرتبة زمنياً وحضارياً، وعند النزول إلى الطابق السفلي يجد عصوراً أحدث، وبالانتقال من قاعة إلى أخرى تبدأ المعروضات بالتقارب زمنياً حتى الوصول إلى الحضارة العربية الإسلامية.
الحرم الكاظمي
يعرف الحرم الكاظمي أو مشهد الكاظمين بأنه مزار الإمام موسى الكاظم وحفيده الإمام محمد الجواد، وهو واحد من أهم مواقع السياحة الدينية في العراق وخاصة للشيعة، حيث تبلغ مساحته قرابة 26 ألف متر مربع وهو مؤلف من: الصحن، والروضة، والمنارات، والضريح، والأروقة، والقبة، أما عن عمارة المسجد فنشير إلى عناصرها الأساسية على النحو التالي:
الجزء العلوي: لهذا المسجد قبتان متساويتا الأبعاد ومزينتان بالزخارف الإسلامية والآيات القرآنية من الداخل، وقد تم تغليفهما من الخارج بتسعة آلاف طابوقة من الذهب الخالص، وحولهما أربعة مآذن مغلفة بالذهب وترتفع لمسافة 35 متراً فوق السقف، بالإضافة إلى أربع منارات صغيرة يبلغ ارتفاعها 4.5 م.
الصحن والأروقة: يتكون الصحن من 4 أقسام هي: جامع الجوادين في القسم الشمالي، وصحن باب القبلة في القسم الجنوبي، وصحن باب المراد في القسم الشرقي، وصحن قريش في القسم الغربي، وحوله ثلاثة أروقة لها سقوف مزينة بالآيات الكريمة وتتدلى منها الثريات، وتستخدم هذه الأروقة للصلاة عند ازدياد أعداد المصلين بشكل كبير.
الجدار والغرف: يحيط بالصحن جدار ضخم سميك يبلغ ارتفاعه 10 أمتار، وهو مزين ببعض النقوش الإسلامية والطابوق المنقوش بالآيات القرآنية، وخلفه طابقان من الغرف والأواني التي كانت تستخدم لتدريس طلبة العلم أو لدفن كبار العلماء ورجال الدين.
القاعات: لهذا المسجد 4 قاعات تحيط بالروضة الشريفة من الجهات الأربع.
الروضة الشريفة: تقسم إلى قسمين هما: القسم الجنوبي وفيه قبر الإمام موسى الكاظم، والقسم الشمالي وفيه قبر الإمام محمد الجواد، ويصل بينهما ممران ضيقان، وقد وضع على القبرين صندوقان من الخشب مغلفان بالزجاج السميك، وذلك لحمايتهما من الغبار، وزينا فيما بعد بالعديد من النقوش الإسلامية الجميلة.
نافورة دجلة الراقصة
ضمن مشروع قرية دجلة السياحية افتتحت مؤخراً أكبر نافورة راقصة في العاصمة بغداد وسط نهر دجلة، حيث يبلغ طولها 160 م ويبلغ ارتفاعها 35 م، ويوجد بجوارها مجموعة من المرافق الأخرى التي تتضمن: مسبح شتوي وصيفي، ونادي صحي، وعدد من القاعات المخصصة للمناسبات، والاجتماعات، والمؤتمرات، وليس هذا فحسب؛ حيث يضم الموقع أيضاً العديد من المطاعم والمقاهي الفاخرة، إلى جانب عدد من المساحات الخضراء، والجلسات الخارجية بإطلالة مباشرة على النهر، وموقف سيارات متعدد الطوابق لخدمة أكبر عدد ممكن من الزوار.
ساحة التحرير
هي واحدة من الساحات الرئيسية الموجودة وسط العاصمة وتحديداً في منطقة الباب الشرقي، وكانت تعرف سابقاً باسم ساحة عالية، ثم سميت باسمها الحالي للدلالة على التحرر من الاحتلال والاستعمار الأجنبي، وقد كان لها دور كبير في العديد من الثورات، والانتفاضات، والمسيرات التي شهدتها المدينة، وعلى الجانب الشرقي منها يوجد واحد من أهم المعالم السياحية في المدينة وهو نصب الحرية المكون من 14 قطعة ترمز إلى انتفاضة 14 يوليو، ويعبر عن الاعتقال والتعذيب الذي يحدث في السجون، والعديد من معاني الحرية والتخلص من الظلم والاستعباد، ونظراً للأهمية التي اكتسبتها هذه الساحة فقد أصبحت بمثابة قلب بغداد وروحها السياسية منذ عدة سنوات، كما أصبحت رمزاً لدى العراقيين ومكاناً يقصدونه بشكل مستمر وفي جميع الأوقات، ومكاناً يقصده العديد من الصحفيين لإنجاز تقاريرهم الصحفية وذلك لكونها المكان الأقرب لنبض الشارع العراقي.
بغداد مول
يقع هذا المول في منطقة الحارثية عند تقاطع شارع دمشق مع شارع الكندي، وهو واحد من أكبر المولات الموجودة في المدينة؛ حيث يأتي على أرض مساحتها 80 ألف متر مربع، بمساحة بناء تعادل 60 ألف متر مربع، وفيه مجمع تسوق مؤلف من 4 طوابق ويحتوي على أكثر من 100 محل وهايبر ماركت وذلك بما يشمل: محال الألبسة، والمطاعم، وغيرها الكثير، وفندق ريحان روتانا المؤلف من 32 طابقاً تضم 241 غرفة، ناهيك عن عدد من الأجنحة الخاصة، وقاعة رياضية، وقاعات للمؤتمرات، أضف إلى ذلك أنه يوجد أيضاً مستشفى يضم 30 غرفة عيادة وعدة مختبرات وتديره شركة دبلن هيلث للخدمات الطبية.
لتحقيق الخدمة الأفضل لكافة زوار هذا المول بمرافقه المتعددة فقد تم تزويده أيضاً بموقف للسيارات يعد الأكبر في العراق؛ حيث يتألف من 10 طوابق ويتسع لما يقارب 1000 سيارة، وتتوفر فيه خدمة صف السيارات وتحديد مواقعها، وأبرز ما يميزه أنه يستخدم عدداً من التقنيات الحديثة مثل: نظام توجيه صف السيارات، ونظام تحديد المواقع في الأماكن المغلقة، ونظام الدفع الإلكتروني بواسطة الهواتف المتنقلة.
متنزه الزوراء
يقع هذا المنتزه في منطقة الكرخ في العاصمة بغداد، وقد أنشئ في بداية السبعينات على مساحة كلية تعادل 750 دونماً، وقد تم اقتطاع مساحة تعادل 300 دونماً فيما بعد وذلك لإنشاء ساحة للاحتفالات، والجدير بالذكر هنا أن هذا المتنزه يعد بمثابة الوجهة المفضلة للكثير من العوائل العراقية والسياح القادمين من خارج البلاد؛ حيث توجد فيه حديقة حيوانات، وبرج مرتفع، ومدينة ألعاب، ناهيك عن عدد من الأنهار الصناعية والبحيرات ذات التصاميم الهندسية المختلفة.
بحيرة الجادرية
تقع هذه البحيرة في قلب العاصمة العراقية وتطل على ضفاف نهر دجلة الذي يغذيها بشكل مستمر، وتبلغ مساحتها حوالي 270 دونم، وهي واحدة من الوجهات المفضلة لدى الكثير من الأشخاص الذين يحبون الاستمتاع بجمال الطبيعة وهدوئها؛ والجلوس بجانب مياه البحيرة الزرقاء والاستمتاع بالهواء العليل، ومراقبة النوارس والطيور البيضاء الرائعة التي تتواجد بالقرب، ومما يشجع على زيارة هذه البحيرة هو توفر العديد من الخدمات وذلك بما يشمل: أماكن الاستراحة، وأماكن لعب الأطفال، ومرسى للزوارق، بالإضافة إلى العديد من الأبنية والمرافق الخدمية الأخرى.