بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين العظيم
- الدليل:
قال الله تعالى: ﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ البقرة: ٢٥٥.
وقال تعالى: ﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ الشورى: ٤.
وقال تعالى: ﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾ الواقعة :٧٤.
- المعنى:
العظيم من العِظَم، وهو خلاف الصِّغر، وعَظُمَ أي: كَبُر واتسع وعلا شأنه وارتفع.
فالله العظيم، أي: المتصف بصفات العظمة والجلال والكبرياء، فلا شيء أعظم منه، لأنه عظيم في كل شيء، عظيم في ذاته، عظيم في أسمائه وصفاته، عظيم في علوه ورفعته، عظيم في قدرته وقوته، عظيم في جبروته وكبريائه، فهو العظيم المطلق الذي تجاوزت عظمته حدود العقول، وكل من دونه فهو صغير.
في الحديث القدسي قال الله تعالى: (الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفتُه في النار) رواه ابن حِبّان في صحيحه، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده قوي.
وقد أمر الله سبحانه بتقديسه وتسبيحه باسمه العظيم، فقال تعالى: ﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾ الواقعة :٧٤، ولَمَّا نَزَلَت هذه الآية قال الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة: (اجْعَلُوهَا فِي رُكُوعِكُمْ) حسّنه الألباني في (مشكاة المصابيح).
- مقتضى اسم الله العظيم وأثره:
يقتضي اسم الله العظيم تعظيم الخالق سبحانه وتعالى، فهو أهلٌ للتعظيم والتمجيد والتقديس والتسبيح، فلا عظيم في الكون بإطلاق سوى الله تعالى، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه بتعظيم الله تعالى، قال عليه الصلاة والسلام: (فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ) رواه مسلم، لذا يشرع عند الركوع قول: سبحان ربي العظيم.
فلا بد للمسلم أن يملأ قلبه بتعظيم الله تعالى، وأن يلهج لسانه بذكره وتسبيحه وتقديسه، وأن تقوم جوارحه بأداء ما افترضه الله من الفرائض والواجبات، وترك ما نهى عنه من المعاصي والمحرمات