يا بحر
غاضبة أنا من كل شيء حولي ، ويتملكني شعور
بثورة داخلية ، أنت تعلم يا بحر أن بركاني لن تخمده
إلا أمواجك الهادئة ،فأنا ها هنا كل يوم ، أتخذ نفس
الطريق ، وأفعل الأشياء عينها كل يوم ولا يريحيني
سوى نظراتي القليلة إلى مياهك المتجمدة في هذا الشتاء
البارد في إيابي وذهابي .
أردت اليوم أن أخبرك بأن شيئاً داخلي ينكسر كل يوم
وأني ساخطة على كل ما يحدث حولي ، أشعر بأني آلية
لا بشر ، أتحول بمرور الوقت إلى تمثال شمعي ،
فقدت قدرتي على النطق ، وحبست داخلي آهاتاً
لو خرجت لأثقلت على الناس أحمالها ، وأكتفيت بتلك
الإبتسامة الزائفة والتي يحسدني عليها بعضهم .
يــا بحر ..
رسالتي هذه لا للشكوى فأنا لا أشكو سوى لرب العـالمين
، ولكن أردت أن أخاطب أحداً دون أن يقاطعني ،
وأردت وبشدة أن أرى أثر كلماتي على أمواجك ،
ولعجيب ما رأيت فالكثير لا يتأثر كما فعلت أنت -
لعلها فقط رياح الشتاء أثارت سخطك وبعض
من أمانيي .
أعترف لك الآن أن أمواج غضبي قد هدأت قليلاً ،
شاكرة لك أستماعك بكل صدق وعدم مقاطعتك ،
وموعدنا غداً بمشيئة الرحمن أيها العميق ، لتأخذ أحزاني
إلى أعماقك وتأتيني ببسمة لآلئك النقية ...