بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
يقول الشاعر:
سل الواحة الخضراء والماء جاريا وهذه الصحاري والجبال الرواسيسل الروض مزداناً سل الزهر والندى سل الليل والإصباح والطير شادياوسل هذه الأنسام والأرض والسما وسل كل شيءٍ تسمع الحمد ساريافــلو جم هذا الليل وامتد ســــــرمداً فمن غير ربي يرجع الصبح ثانياسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. سبحانك يا رب ما عبدناك حق عبادتك ولا شكرناك حق شكرك.ولا تدبرنا فيمن حولنا ولا تأملنا فيمن فوقنا ولا رأينا نعمة ظاهرةوحمدنا الله عليها حق الحمد.سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
كل ما حولنا يشهد بقدرتك ووحدانيتك ولكننا لا نتأمل ولا نتدبر كما يجب أن يكون التدبر.وتمر علينا نواميس الكون مرور الكرام ولو وقفنا وتأملنا كل ما يمر بنا لعلمناوتيقنا أنه لا إله إنت وحدك لا شريك لك.تمر الأحداث بنا ونتمنى الأمانى ويحدث خلاف ما نتمنى وندرك بعد فترة أن ما إختارهلنا الحكيم سبحانه هو الأنسب والأصلح والأنفع ولو تدبرنا ذلك ووقفنا وقفة تأمل لسلمناالأمر كله لله وفوضناه إليه ولكان لسان حالنا " اللهم دبر لى الأمر فأنا لا احسن التدبير"وتمطر السماء ويهطل المطر ويزمجر الرعد بهزيم يهز قلوب العارفين المتدبرينالذى يعلمون أن هزيم الرعد ما هو إلا تسبيح للهجل فى علاه) : وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ)
ونأكل الطعام فوق الطعام ونملأ البطون والمصنع الداخلى لا يكل ولا يمل ولا يطلب بدل سهر أو أجازة عارضة ونحن لا نتأمل إلا إذا طلب أجازة مرضيةبعد أن أنهنكناه بكثرة الطعام.ونقرأ القرآن ونتسابق فى إنجازه وخاصة فى شهر رمضان والحقيقة المنافسة
فى الخير مطلوبة ولكن لا بد ألا نقرأ القرآن دون تدبرحتى لا نكون ببغاوات نقرأ دون فهم او إدراك.وهذه هى الطامة الكبرى إذا تجد كل من يقابلك يبادرك بالسؤال المعهود " إلى أى جزء وصلت" .القرآن الكريم هو بحر فياض عامر بالخير كلما تعمقت فيه كلما أزال ادرانك ووسع مداركك.ومن اروع ما سمعت من توصيف للقرآن الكريم من والدناوشيخنا فضيلة الدكتور عمر عبد الكافى هو ان القرآن الكريم
" نص حكيم قاطع له سر"وقد جاء هذا التوصيف بعد تجميع الأحرف المفردة التى تبدأ بها بعض السورمثل " ألم " و " كهيعص " و " ألمر"ثم إستبعاد الأحرف المكررة وترتيب الحروف فتكون النتيجة هذه الجملةنص حكيم قاطع له سر"
إخوانى واخواتى الكرام
إن التدبر فى كل ما حولنا يأخذ بيدك إلى الطريق . طريق معرفة مبدع هذا الكون وخالقهومن ثم الإذعان له والطاعة فالمعرفة الحقة هدايةالتدبر يأتى من القلب ليشع بالنور على كل جوارحك فأعطى لنفسك أوقاتاً للتأملوالتدبر والفهم وسيختلف حالك إلى مؤمن باليقين والبرهان.لله في الآفاق آيات لعل أقلها هو ما إليه هداكولعل ما في النفس من آياته عجب عجاب لو ترى عيناكوالكون مشحون بأسرار إذا حاولْتَ تفسيرًا لها أعياك
أقوال فى التدبــر
من القرآن الكريم) : أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلى الإِبِل كَيْفَ خُلقَتْ وَإِلى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلى الجِبَال كَيْفَ نُصِبَتْوَإِلى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ) سورة الغاشية
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَافَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)
سورة الحج
من السنة المطهرة:أنه سأل أم سلمة – زوج النبي - صلى الله عليه وسلم-عن قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - وصلاته ؟!
فقالت : وما لكم وصلاته ؟ ! كان يصلي ، ثم ينام قدر ما صلى ، ثم يصلي قدر ما نام ،ثم ينام قدر ما صلى ، حتى يصبح ، ثم نعتت قراءته ،فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا"
الراوي : أم سلمة هند بنت أبي أمية
المحدث:الألباني - المصدر:تخريج مشكاة المصابيح- الصفحة أو الرقم:1167
السلف الصالح
" كان الرجلُ منا إذا تعلّم عشرَ آياتٍ لم يجاوزهن حتى يعرفَ معانيَهن والعمل بهن"وقال أيضاًلا تهذوا القرآن كهذ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل وقفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب"
ابن مسعود رضى الله عنه
" من استمعَ كتابَ الله وهو شاهدُ القلب والفهم، ليس بغافلٍ ولا ساهٍوهو إشارة إلى المانعِ من حصولِ التأثيرِ وهو سهْوُ القلب،
وغيبتُه عن تعقّل ما يُقال له، والنظر فيه وتأمُّله. فإذا حصل المؤثّر: وهو القرآن...والمحلّ القابلُ: وهو القلبُ الحي...وُوجِد الشرطُ: وهو الإصغاءُ...وانتفى المانعُ: وهو اشتغالُ القلب، وذهولُه عن معنى الخطاب، وانصرافه عنه إلى شيء آخر...حصل الأثرُ: وهو الانتفاع والتذكُّر."
ابن قتيبةإِنَّ التدبر هو التأمُّل"
الإمام الشوكانىالتدبّر مِفتاح حياةِ القلب"
ابن القيميأمر الله تعالى بتدبر كتابه، وهو التأمُّل في معانيه،و تحديق الفكر فيه،و في مبادئه و عواقبه، و لوازم ذلك"
الإمام السعدىلأن أقرأ في ليلتي حتى أصبح بـ(إذا زلزلت) و(القارعة) لا أزيد عليهما،وأتردد فيهما، وأتفكر أحبُّ إليَّ من أن أَهُذَّ القرآن (أي أقرأه بسرعة)
محمد بن كعب القُرَظِيركعتان في تفكرٍ خيرٌ من قيام ليلة بلا قلب
المصدر بيت عطاء الخير
بحث وتقديم ناطق ابراهيم العبيدي