بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
لعله من أبرز الصحابة المعرفين اسما ولكنه قد يكون لدى كثيرمن المسلمين من اكثر الصحابة المغمورين سيرةً، وفضائل وحسباً،لذا أثرنا أن نفرد له إصدارا خاصاً نبين فيه سيرة هذا الصحابي الجليل،الجبل الأشم الذي قد يستصغره كثير من المسلمين لأنهم لا يعرفونمن سيرته إلا القليل إن أصغروا ما رؤا في النجم إذ نزلت فالذنبفي الطرف لا للنجم في الصغر
اسمه:
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب. فهو يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلمفي عبد مناف.
أمـه:
أروى بنت كُرَيْز من بني عبد شمس أيضا، وأمها أم حكيم البيضاءبنت عبدالمطلب عمة الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد أسلمت أم عثمان وماتت في أيام خلافته فليتقي نسبه من ناحية أبيه
بالرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك من ناحية جدته لأمه.
كنيته:
كان يكنى في الجاهلية أبا عمرو، ثم اكتنى بأبي عبدالله لما ولد لهمن رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكناه المسلمونأبا عبدالله.
مولده:
ولد بمكة وقيل بالطائف في السنة السادسة من عامالفيل سنة 47 قبل الهجرة، فهو أصغر من
الرسول صلى الله عليه وسلم بنحو ست سنين.
إسلامه:
كان عثمان قد ناهز الرابعة والثلاثين من عمره حين دعاهأبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى الإسلام، فكان من السابقين الأولينفكان رابع من أسلم من الرجال وقد ذكر ابن اسحاقكان أول الناس إسلاما بعد أبي بكر وعلي وزيد بن حارثة"،وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول عن نفسهإني لرابع أربعة في الإسلام".
مكــانــتــه في الجاهلـــية
كان عثمان رضي الله عنه من أحكم قريش عقلا وأفضلهم رأياً، شديد الحياء،عذب الكلمات، فكان قومه يحبونه ويوقرونه، لم يسجد في الجاهليةلصنم قط، يقول عثمان رضي الله عنهما تغنيت ولا نميت، ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعتبها رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ولا شربت خمرا في جاهلية ولا إسلام".
أحاديث وفضائل في عثمان رضي الله عنه
> أنه أحد العشرة الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وقد بشره بها مرارا. كان عثمان رضي الله عنه من الصحابةوأهل الشورى الذين يُؤخذ رأيهم في أمهات المسائل في خلافة أبي بكر
> وكانت مكانة عثمان في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
كمكانة الوزير من الخليفة.
> أشار عثمان بن عفان رضي الله عنه علىالخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بتدوين الدواين.> أشار عثمان بن عفان رضي الله عنه على الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بجعل السنة الهجرية تبدأ بالمحرمبعد أن اتفقوا على جعل مبدأ التاريخ الإسلامي من هجرة
النبي صلى الله عليه وسلم. عن أنس رضي الله عنه قال:صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمانفرجف،فقال " أسكن أحد - أظنه ضربها برجله–فليس عليك إلا نبي وصدِّيق وشهيدان " البخاريحياء عثمان بن عفان رضي الله عنه: أشهر خلائق عثمان رضي الله عنه وأحلاها تلك الصفة النبيلةالتي زينه الله بها، وهي خليقة الحياء، فكان رضي الله عنه شديد الحياء،فقد روي أنه كان يكون في البيت وحده والباب مغلق عليهفما يضع ثوبه عنه عند الغسل ليفيض الماء... وقد عظَّمالنبي صلى الله عليه وسلم فيه هذا الخلق. روى مسلم عن عائشة أم المؤمنين قالت:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال،فتحدث، ثم استأذن عمر فأذن له، وهو كذلك فتحدث،ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم،وسوَّى ثيابه فدخل فتحدث، فلما خرج،
قالت عائشة : دخل أبو بكر فلم تَهْتَش له ولم تُبَالِه ثم دخل عمرفلم تهتش له ولم تُبَالِه، ثم دخل عثمان فجلست وسوَّيت ثيابك ! فقال : ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة" . من نـفـقـاته وكــرمـهكان عثمان رضي الله عنه من الأغنياء وكان سباقا لكل خير ينفق ولا يخشى الفقر وكان مما أنفقه: بئر رومة:وقد اشترى بماله بئر رومة ولم يكن بالمدينة ماء يستعذب غيرها،ولا يشرب من مائها إلا بثمن وكانت لرجل من غفار،فقال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل " تبيعها بعين في الجنة ؟فقال الرجل " ليس لي ولعيالي غيرها ، فبلغ ذلك عثمان رضي الله عنهفاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال " أتجعل لي فيها ما جعلت له ؟قال صلى الله عليه وسلم : نعم ، قال: جعلتها للمسلمين. توسعة المسجد النبويبعد أن ضاق بالمسلمين مساحة المسجد النبوي ندبالنبي صلى الله عليه وسلم الصحابة من يشتري بقعة بجانب المسجدفقال النبي صلى الله عليه وسلم " من يشتري بقعة آل فلان فيزيدها في المسجد بخير له منها في الجنة " فاشتراهاعثمان صلى الله عليه وسلم من صلب ماله بخمسة وعشرين ألف درهم،بعشرين ألفا.
في غزوة تبوك في العام التاسع للهجرة:عندما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم غزو الروم حث الصحابة على البذل لتجهيز جيش العسرة، فأنفق الصحابة الأموال كل على طاقته وأما عثمان فقد أنفق نفقة عظيمة،يقول ابن شهاب الزهري " قدّم عثمان بن عفان رضي الله عنه لجيش العسرة في غزوة تبوك تسعمائة وأربعين بعيرا، وستين فرسا أتم بها الألف...وبعشرة آلاف دينار صبها بين يديه، فجعل الرسول يقلبها بيدهويقول : " ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم مرتين " سنن الترمذي.
جـمـع القرآنمن أعظم مفاخر عثمان بن عفان رضي الله عنه جمع الأمة على مصحف واحد، وكان هذا الجمع باستشارة جمهور الصحابةمن المهاجرين والأنصار وهم أعيان الأمة وفي طليعتهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ،وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه ينهى من يعيب علىعثمان رضي الله عنه بذلك ويقول: أيها الناس لا تغلو في عثمان، ولا تقولوا له إلا خيرا - أو قولوا خيرا–فوالله ما فعل الذي فعل - أي في المصاحف - إلا عن ملأ مناجميعا أي الصحابة ... والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل. فتح الباري (1/78) إسناده صحيح. في ميادين الجهاد
> غزوة بدر: ولما خرج المسلمون لغزوة بدر كانت زوجته رقية بنترسول الله صلى الله عليه وسلم مريضة، فكان عثمان رضي الله عنهممن تجهز لخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم فردّه
النبي صلى الله عليه وسلم للقيام على ابنته رقية لتمريضها،فماتت في مرضها ذلك، وضرب له رسول الله بسهمه وعُد من البدريين، ولم يكن عثمان رضي الله عنه ممن تخلفوا عن بدر لتقاعس منه أو هروب ينشده كما يزعم بعضأصحاب الأهواء ممن طعن عليه بتغيبه عن بدر، وقد حزن عثمان رضي الله عنه أشد الحزن على زوجه لخشيتهانقطاع صهره من رسول الله صلى الله عليه وسلم.ويروى أن عثمان رضي الله عنه لما اعتذر إلى[عمر شكاه عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر " سيزوج الله ابنتك خيرا من عثمان ويزوج عثمان خيرا من ابنتك"فتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة وزوجابنته أم كلثوم من عثمان،
وهذه خصيصة لم تكن لغير عثمان من أصحابرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أجلها كان يلقب بذي النورين. ولم تزل أم كلثوم عند عثمان رضي الله عنه إلى أن توفيتفي شعبان سنة 9هـ ،
ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان رضي الله عنهوفي وجهه حزن لما أصابه ، فدنا منه وقال