:: رواية رعب في النت زوجتي من الجن ( الكاتب : البارونة )       :: حالف ماعاتب المحبوب خلي ( الكاتب : تووفه الحربي )       :: تهنئه بـ الالفيه الثانيه عيونها لك والف مبروك ( الكاتب : الــســاهر )       :: طاغي جمالك يبهر العين ( الكاتب : تووفه الحربي )       :: طبيبة سعودية ( الكاتب : تووفه الحربي )       :: سفراء النبي صلى الله عليه وسلم/4/عمرو بن امية الضمري ( الكاتب : تووفه الحربي )       :: غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم/غزوة بني المصطلق ( الكاتب : تووفه الحربي )       :: سيرة العشرة المبشرة/9/عثمان بن عفان/ج2 ( الكاتب : تووفه الحربي )       :: سمعت بطاري عيونك وجيت اغليك ( الكاتب : عيونها لك )       :: تهنئه لمديرنا همس الشوق لوصوله الالفيه الـ 7000 ( الكاتب : البارونة )       :: الكذب اﻷبيض بين اﻷزواج ( الكاتب : تووفه الحربي )       :: نصائح لك مستر آدم ( الكاتب : تووفه الحربي )       :: حكمة اليوم ( الكاتب : تووفه الحربي )       :: هاك مشغل اليوتيوب لمنتديات فبلتن نسخ 3.8 وما قبل​ ( الكاتب : تووفه الحربي )       :: قصص من التراث العراقي/الف ليلة وليلة/الدرويش الثالث ( الكاتب : تووفه الحربي )       :: قصص هارون الرشيد مع العلماء ( الكاتب : تووفه الحربي )       :: قصة بلقيس ملكة سبأ ( الكاتب : تووفه الحربي )       :: سبب تسمية عام الفيل بهذا الاسم ( الكاتب : تووفه الحربي )       :: أصعب بداية وأتعس نهاية ( الكاتب : ناطق العبيدي )       :: يوم عبرت إلى قلبي ( الكاتب : تووفه الحربي )      

 

{دورة الاستائلات شبكة همس الشوق المصممه M ديزاين  )
   
 
 
 
   
{ اعلانات شبكة همس الشوق ) ~
 
 
 
   
فَعاليِات شبَكة همَس الشُوقِ
 
 
Elegant Rose - Double Heart
 غير مسجل  : بصفتك أحد ركائز المنتدى وأعضائه الفاعلين ، يسر الإدارة أن تتقدم لك بالشكر الجزيل على جهودك الرائعه .. وتأمل منك فضلاً لا أمراً المشاركة في أغلب الأقسام وتشجيع كافة الأعضاء بالردود عليهم والتفاعل معهم بقدر المستطاع . ( بكم نرتقي . غير مسجل  . وبكم نتطور ) همس الشوق


جديد المواضيع في شبكة همس الشوق
إضغط علي شارك اصدقائك او شاركى اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

اخي الزائر لديك رسالة خاصة من شبكة همس الشوق للقراءة ! اضغط هنا !


همس للقصص وحكايات وروايات خاص بشتى انواع القصص الواقعيه والخياليه



رواية رعب في النت زوجتي من الجن

همس للقصص وحكايات وروايات


إنشاء موضوع جديد  إضافة رد

بحث حول الموضوع انشر علي FaceBook انشر علي twitter
العوده للصفحه الرئيسيه للمنتدى انشاء موضوع جديد ردود اليوم طبيبة سعودية -
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم اليوم, 03:10 PM   #41


الصورة الرمزية البارونة

 عضويتي » 1746
 جيت فيذا » 13 - 7 - 2024
 آخر حضور » اليوم (03:27 PM)
 فترةالاقامة » 103يوم
مواضيعي » 15
الردود » 950
عدد المشاركات » 965
نقاط التقييم » 250
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 17
الاعجابات المرسلة » 6
 المستوى » $27 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهAlbania
جنسي  »  Male
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل 7up
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةNGA
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور البارونة عرض مجموعات البارونة عرض أوسمة البارونة

عرض الملف الشخصي لـ البارونة إرسال رسالة زائر لـ البارونة جميع مواضيع البارونة

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

البارونة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية رعب في النت زوجتي من الجن




الحلقة 42

<<الضلال>>

ـ" اني على استعداد وانا جاهز." اقتربت مني، ووضعت كفيها على خدي، واخذت تنظر في عيوني وتقول: ـ "حسن ثق بانك قادر .. ثق بانك قادر.". واعادت علّي كل ما قالته ،تشرح الخطوات التي يجب ان اتبعها، وما زلت اصغي واحدق في عيونها حتى وجدت نفسي احدق في فراغ، اسمع صوتها دون ان اراها، لا اسمع صوتها من خلال اذناي، بل من خلال دماغي، وكأنها اصبحت فيه او اني احدث نفسي .. ـ "حسن هل انت مستعد؟" اجبتها: ـ "نعم انا مستعد ...". ـ "اذن هيا سر يا حسن، ضع قدمك اليمنى ثم اليسرى بجانبها على الحجر الاسود، ولا تتحرك، جيد يا حسن، ساعيد تحذيرك: اياك ان تسرع، هيا.. هل ترى الظل المنعكس؟ انه واضح الان، اقفز عنه بقدمك اليمنى على الحجر الذي يليه، جيد يا حسن...". وهكذا كررت المحاولة مئة مرة، ولم يكن من الصعوبة رؤية الظلال، ولكن الغريب ان الاقواس ما زالت بعيدة، او ان المسافة التي قطعتها لم تقربني من الاقواس، استعددت للخطوة التي تليها، وصوت مرح يرشدني بهدوء وثقة عالية، ولكن الظلال لم تعد ترى بسهولة، ولهذا كنت اقف دقائق لاتأكد من رؤيتها، وبعد ان تبينت الظل قررت القفز، لا تفاجأ بمئات الحيوانات التي تحيط بي من كل جانب، وكأني دخلت عالما اخر، انظر الى الخلف وكل شيء قد اختفى، فضاء واسع شاسع لا نهاية له خلفي، خطوة واحدة فقط الى الخلف وتكون نهايتي، ولا ادري ان كان هذا وهم او حقيقة، ولكني اشعر بأنه حقيقة. أنظر حولي لارى حيوانات لا تبعد عني الا امتاراً قليلة، حيوانات منها ما اعرفه وعهدته مثل النمور والقطط، ومنها ما لم اره في حياتي، ولم اسمع عنه، كقرود لها مخالب وانياب وراس كبير، وحيوانات بثلاثة ارجل وباربعة وخمسة وعشر ارجل، واشكال تشبه الانسان الا ان الراس يشبه رأس الضبع، لها قدمان واربعة ايدي، حيوانات ومخلوقات غريبة كثيرة، اشتركت جميعها بالتأهب والاستعداد للهجوم، ومرح تحدثني: ـ "لا تخف.. لا تخف يا حسن.. لن تهجم عليك حتى لو اقتربت منها، والان حاذر ولا تجعلها تشتت ذهنك، ان دست على اكثر من حجر ففي هذه الحالة فقط ستهجم، حاول ان لا تنظر باتجاهها .. ركز مع الظلال فقط، وركز في ان ترفع قدمك قبل ان تضع قدمك الاخرى على حجر، هيا يا حسن..". ورايت ظلين متتاليين ، فقالت: ـ "اقفز عنهما الاثنان الى الحجر الثالث، ستنجح.." وفعلت، وكررت العملية اكثر من خمسين مرة، والحيوانات ما زالت تحيط بي، الا انها بدأت تصدر اصواتا مختلفة وغريبة، كادت تفجر رأسي، ووددت لو اني استطيع ان اضع اصابعي في اذني حتى لا اسمع صوتها .. خطوات اخرى ،واختفت جميع الحيوانات من حولي، وتنفست الصعداء وسرت خطوة تلو الخطوة بهدوء، وفجأة ودون سابق انذار، هجمت علي مجموعة من القرود، خلفها نمور وقطط وضباع ووحوش كثيرة ومتنوعة، للحظة اردت الهرب، الا ان صوت مرح صرخ بي وقال: ـ " اياك ان تلتفت الى الخلف .. اياك.. قف مكانك ولا تتحرك .. انظر اليها ولا تغمض عينيك، لا تخف يا حسن، واياك ان تفقد توازنك ...اياك .". بدأت اسمع اصواتا مخيفة آتية من خلفي، وحيوانات مفترسة، ما هي الا خطوات وتفترسني، وصوت مرح يحذرني


... بدأت الحيوانات تقفز علي الواحد تلو الاخر، ومع كل قفزة اشعر بأن هذه نهايتي ، خوف يتملكني وجسدي تتساقط منه حبات من عرق ... حيوانات تقفز باتجاهي، وعندما يصلني يختفي كأنه لم يكن ، ورغم قناعتي بأن ما اراه ما هو الا وهم وخيال، الا ان الطريقة التي تهاجمني بها هذه الحيوانات تجعلني اشعر بحقيقتها، واشعر بأن الاول ان لم يؤذني فإن الثاني سيفعل، ولا ادري كم مر من الوقت وانا اتعرض لهذا الهجوم الوهمي الحقيقي، هل هي ساعة ام يوم ام عام ؟. انتهى الهجوم، وطلبت مني مرح ان التقط انفاسي وارتاح قليلا وأقف، وبعد ان كررت العملية وسرت عدة خطوات، رفعت قدمي، وقبل ان ادوس بها على البلاطة، اختفت البلاطة من تحت قدمي ،وشعرت بأني ساسقط في هاوية ، ولكن الحظ اسعفني في اقل من رمشة عين، ولم انقل قدمي، لتستقر مكان الحجر حيث كنت ارى الفراغ، ولكن تحت قدمي شيء صلب.. ومرح تشجعني، ليزداد الشعور بداخلي بأن الحجارة التي تختفي قبل ان ادوسها موجودة. سرت بسهولة وثقة أكبر، حتى وجدت امامي ناراً كأنها الجحيم، لم ار في حياتي نارا اعظم منها، لم اشعر بالخوف من النار التي امامي رغم ترددي من طلب مرح ان اقتحمها ولا اخاف، فهي لن تحرقني، ولكن كلما اقتربت اخذت اشعر بحرارتها اكثر ،وبدأت اتأكد بانها حقيقية اكثر من كونها وهمية، ولكني كنت استجمع شجاعتي واسير، ومرح تشجعني ... اقتربت من النار واذ بصوت مرح يصرخ بي بصوت عال: ـ "عد الى الخلف بسرعة يا حسن .. عد واستدر الى الخلف يا حسن... لا تتقدم .. لا تتقدم !!"

وفي محاولتي للتراجع اتاني صوت مرح من جديد، تنبهني، وصرخت بي قائلة : ـ "لا تصغ للصوت الذي سمعته يا حسن، اكمل طريقك..اكمله يا حسن .". وقعت في حيرة من امري بين صوت مرح الذي يدعوني للعودة الى الخلف، وبين صوتها الذي يحذرني من الاصغاء للصوت، لياتيني صوتها يؤكد لي بانها من دعتني للمضي قدما حيث قالت لي : ـ " يا حسن لقد حذرتك من كل صوت تسمعه حتى لو كان صوتي، فهذه خدعة البوابات يا حسن..." شجعني صوتها واقتحمت النار بثقة، وحاولت ان اسرع لاتفادى حرّها ، نجحت في عبورها وتوقفت بعدها لالتقط انفاسي ونظرت الى الاقواس لاشعر انها قريبة .. قريبة جدا .. جدا. وبدأت استعد للمضي قدما، فالتفت حولي لاتبين محيطي، فصعقت حينما رايت عشرات الظلال تتحرك الواحد تلو الاخر ، نظرت الى الاعمدة ورايتها تهتز بقوة، وحينما نظرت الى الظلال مرة اخرى علمت في قرارة نفسي باني هالك ولا ريب . اخذت احدث مرح قائلا لها : ـ" ان من المحال ان استطيع تجاوزها !" لكن مرح تقول لي : ـ "بل تستطيع يا حسن، ركز قليلا فقط... ركز يا حسن !!" عدت انظر الى الظلال مرة اخرى فوجدت انها تتحرك الواحد تلو الاخر بسرعة كبيرة، الواحد تلو الاخر وبأقل من رمشة عين، لم اكن استطيع ان ارى الحجر الا والظلال تمر عليه، وهي تغطي اكثر من عشرين حجراً او اكثر، وكأنها مروحة كهربائية، دب اليأس في قلبي على الرغم من تشجيع مرح المستمر لي، حتى صرخت بها: ـ "كيف... كيف يمكن هذا... مستحيل... مستحيل ان امر دون ان المس الظلال ..". فقالت مرح: ـ لا تخف، ان ركزت بصرك جيدا وقفزت قفزات سريعة جدا ستتجاوزها، لم اقتنع بما قالت، وكلما حاولت ان اقنع نفسي بكلامها، وجدت انه من المستحيل، مرت اكثر من ثلاث ساعات ولم تنجح مرح بأقناعي، حتى انها هي قد يئست من تلك المحاولة ، مما زادني يأسا واحباطا لشعوري بأن مرح لا تجد الوسيلة لاخراجنا من هذا المأزق، مرت ساعات اخرى، والارهاق والتعب قد استوليا علّي، حتى قالت مرح : ـ "حسن لا توجد الا فرصة واحدة فقط، وهي ان اسير انا في جسدك". ـ "كيف ؟" ـ "ملكني دماغك بأرادتك لا تحكم فيه حتى استطيع ان اسير جسدك.". خفت من كلام مرح وطلبها خوفا اشد من خوفي في الساعات الاخيرة، ولكنها قالت : ـ "لا داعي للخوف، لا يوجد شيء يستحق الخوف، فلو اردت شيئا بك لفعلت ، ولكن لا توجد غير هذه الطريقة .. هيا يا حسن، دعني اتحكم بدماغك بالكامل، لا يوجد لدينا وقت حتى اطرد التعب من جسدك واستطيع ان اسير من خلال استخدام الطاقة الكاملة للدماغ.". استسلمت لها ونفذت ما طلبت وفقدت الاحساس بوجودي .. ووجدت نفسي خارج الظلال. لم اشعر بشيء ولم اع ما حدث الا عندما ما خاطبتني قائلة : ـ " لقد نجحنا يا حسن، عد لطبيعتك الان .". شعرت وكأنها خرجت من رأسي، حاولت تذكر ما حصل، ورايت كيف قمت بقطع الظلال بسرعة غريبة دون الشعور بوجودي ، لم افهم كيف فعلت هذا ولكني سألتها: ـ "كيف حدث ذلك يا مرح ؟". ـ "ان قوة دماغك البشرية قادرة على صنع المعجزات، فبتحكمي به استطعت ان الائم وزن جسدك بالجاذبية الموجودة في المنطقة، واستطعت ان ابرمج بصرك وخطواتك بما يتلاءم مع سرعة دوران الظلال، واستخدمت الحواس الاخرى والطاقة الكامنة التي لا تستطيع استخدامها لاعطائك القوة والسرعة... "وهكذا نجحت في ذلك، والان انت امام الاقواس، وبقيت مرحلةواحدة وينتهي التعب والارهاق". ـ ما هي ؟ ـ انها المرحلة الصعبة التي ستسير بها حتى تصل الاقواس، صحيح انك ترى ان المسافة عدة خطوات، ولكن المسافة في الحقيقة اكثر من ذلك بكثير ، ان نجاحك بهذه المرحلة سيعتمد على قوة ارادتك ! يجب ان تسير بلا توقف مهما كان السبب حتى تصل، وان توقفت للحظة واحدة ولاي سبب كان فستكون نهايتنا معا، مهما رايت ومهما سمعت، اياك ان تتوقف .". ـ وهل هناك ظلال او امور اخرى . ـ "لا، لا توجد ظلال ولا أي شيء اخر ولكن الخطر الحقيقي هو ان تتوقف ... فقط سر ولا تهتم". ـ " انا على استعداد .". ابتسمت وقالت : ـ "كلا خذ قليلا من الراحة الان، وان اردت ان تنام قليلا فلك ذلك، وبعد ان تتاكد من انك جاهز سنسير.". ارتحت عدة ساعات وبدأت اسير بأتجاه الاقواس التي اراها بالعين لا تبعد عني خمسة او عشرة امتار فقط. بدأت اسير واسير واسرع وابطىء حتى بدأ العرق يتصبب من كل جسدي، والتعب والارهاق يصيبني دون ان اصل. مرت ساعة وساعات وفي كل لحظة اظن اني وصلت، لكني لم اصل، انظر حولي، واجد بأن المسافة تزداد ولا تنقص .. مرت عشر ساعات ولم يعد جسدي يقوى على حملي ، وعدة ساعات اخرى مرت وبدأت اجر قدماي جرا وانا عطش وجائع ، ساعة تلو الساعة ومرح تقول لي اصبر .. اصبر، ولكن العطش استولى علّي ولم تعد قدماي قادرة على حملي ، انظر الى يميني فارى واحات ماء، لم اشعر بنفسي الا وانا اسير بأتجاهها .. ومرح تحذرني وتصرخ بي : ـ " اياك والاقتراب". اصبحت امر من واحة الى اخرى، وارى انواع الطعام بما لذ وطاب ومرح لا تزال تحذرني وتشجعني.. ولا تزال الصور الغريبة تدور من حولي ، صور غريبة لفتيات وينابيع ماء وحدائق ازهار لا ادري ان كنت اهذي ام ان الذي اراه حقيقة . لم اشعر بنفسي الا وانااستلقي على الارض بجانب الاقواس ... ومرح تجلس بجانبي، فتحت عيني، وعلمت منها انني قد نجحت بالوصول ،وانني قطعت مسافة استغرق قطعها من الوقت سبع وعشرون ساعة ، واني نمت بعد ذلك الجهد اكثر من عشر ساعات. كانت مرح فرحة مسرورة ، فشردت بذهني بعيدا عن انتصار مرح، وجلت ببصري انظر الاقواس الضخمة التي ابهرتني رؤيتها، وسرح خيالي بمقارنة نفسي معها لاشعر بنفسي نملة تقف بجانب احد الاهرامات .. وقفت على قدميّ، نسيت كل التعب والجوع والعطش وكانه كان وهما ليس اكثر، تأملت مليا تلك الاقواس الخمسة العملاقة والبوابة التي خلفها وكانها تكاد تلامس الغيوم بارتفاعها، فقلت والفرح يعتريني: ـ "وصلنا يا مرح وصلنا ..!!". ردت علّي : ـ " اقتربنا .. اقتربنا من الاقواس اكثر ...". واخذت انظر الى البوابة التي خلفنا ، تلك البوابة الضخمة الجميلة الملونة بالاف الالوان الممزوجة معا بتناسق فني جميل جدا ، او ربما هي الوان جديدة لم ارها من قبل ..صور ورسومات منقوشة بحرفية على البوابة لا تعد ولا تحصى ، عشرات الالاف من الصور التي تمثل بحارا واشجارا ، حيوانات ونجوما واقمارا وبشرا ونباتات واسماكاً وغيرها مما لا يوجد له في قاموسي تسميات، فكل واحدة تجذبني للتأمل فيها وفي ابداع نقشها، واذ انتقلت الى الاخرى اجد مزيجا مميزا من الابداع واذا عدت الى الاولى اجدها اختفت او اني اتوه بين الاف الصور والرسومات فلا اجدها ، تملكني شوق عظيم للاقتراب من هذه البوابة، شيء ما يشدني بجنون للاقتراب منها، لا اعلم هل هو جمال رسوماتها ام ماذا ؟ التفت صوب الجنية مرح، واخذت احثها على الاسراع : ـ "هيا يا مرح هيا ..". ـ الى اين ياحسن ؟ اتريد الدخول الى البوابة ! لا تستعجل يا حسن، فأولا يجب ان تعرف أي الاقواس يجب ان تدخل حتى تصل الى البوابة .". اخذت مرح تنظر الى الاقواس وتسير بالقرب منها وهي تفكر .. للمرة الاولى ارى على وجهها علامات الحيرة والقلق، اردت ان اسالها: "ما الصعب بدخول الاقواس وكل الاقواس تؤدي الى البوابة؟ وهذا ما هو واضح للعين، ولكني فضلت الصمت، اذ اني شعرت بسذاجة سؤالي، وتذكرت انها قالت ما قاله نور منذ البداية: بأن قوسا واحداً هو الذي يوصل الى البوابة، اما بقية الاقواس فهي تدخل الى اللا نهاية ... وبلمحة عين نظرت الى مرح، ورايت الحيرة التي تتملكها، فشعرت ان مرح لا تعرف أي قوس من الاقواس يجب ان ندخل، او ان هناك مشكلة كبيرة، انتظرت قليلا حتى اقتربت مني مرح وابتسمت بخبث: ـ واضح ....واشارت بيدها نحو الاقواس وقالت : ـ

يتبع >>>>>>>الحلقه 43




 توقيع : البارونة

البارونة


رد مع اقتباس
قديم اليوم, 03:11 PM   #42


الصورة الرمزية البارونة

 عضويتي » 1746
 جيت فيذا » 13 - 7 - 2024
 آخر حضور » اليوم (03:27 PM)
 فترةالاقامة » 103يوم
مواضيعي » 15
الردود » 950
عدد المشاركات » 965
نقاط التقييم » 250
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 17
الاعجابات المرسلة » 6
 المستوى » $27 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهAlbania
جنسي  »  Male
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل 7up
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةNGA
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور البارونة عرض مجموعات البارونة عرض أوسمة البارونة

عرض الملف الشخصي لـ البارونة إرسال رسالة زائر لـ البارونة جميع مواضيع البارونة

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

البارونة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية رعب في النت زوجتي من الجن




الحلقة 43

الحكيم " دابارا "

واشارت بيدها نحو الاقواس وقالت : ـ " ان دخلنا هذه الاقواس والبوابة فستسقط نظرية المستحيل.".
فقلت : ماذا تقصدين بـ"إن دخلنا" فهل من الممكن ان لا ندخل؟ . ضحكت وقالت : ـ وماذا ستخسر انت؟ يكفيك انك وصلت ورايت ما لم يره انسان قبلك .. اما انا فأن لم ادخل فقد خسرت كل شيء .". فبرقت عيناها واخذت تضحك وتقول : ـ اتعلم يا حسن ان فشلنا فانت الذي ستربح، لاننا سنتساوى معا في النهاية ، فسنذهب انا وانت الى نفس المصير الملعون في النهاية .". ـ " وماذا سنفعل يا مرح .". ضحكت وقالت : ـ لا ادري ماذا سنفعل ، ولا توجد اية طريقة لمعرفة القوس الذي يجب ان ندخله، حتى نور المجنون لا يعرف كيف ، امامنا احتمال من خمسة، اما ان ننجح او نهلك.".
ـ "ولكن نور قال انه يعرف كيف يدخل البوابة .". ضحكت وكان باديا انها تضحك من القهر: ـ ربما نور يعرف كيف يدخل البوابة، ولكن الاقواس هي المشكلة".
ـ "نور كان واثقا من قدرته على دخولها.". ـ لا ادري، ربما .. لا ادري، ما عرفته في السابق ان هذه الاقواس يجب ان تكون تحت حراسة من نوع معين ، ولكن المفاجيء لي ان الاقواس بدون حراسة، وهذا ما يحيرني .. لماذا لا توجد حراسة على الاقواس ؟ لماذا؟ لو كانت توجد حراسة فانا واثقة من قدرتي على تجاوزها، ولكن ان تترك الاقواس بلا حراسة، فهذا الذي يقلقني .". ـ "ما ادراك انها بلا حراسة ؟! ربما هناك حراسة ولكنها لا تظهر او لا نراها .". ـ وهذا ما يقلقني اكثر، فلو اسعفنا الحظ ودخلنا القوس المقصود الموصول بالبوابة، فكيف سنتجاوز الحراسة وانا لا استطيع ان احدد ما هي نوعيتها، واي خواص لها وما هو العقل الذي يديرها .. كنت اعلم ان الحراسة موجودة على هذه الاقواس، وقد وُجدت منذ عشرات الالاف من السنين وقبل اجيال عدة ،لقد راهنت انها حراسة قديمة لم تتطور، ولهذا يمكن تجاوزها رغم انه يقال عنها انها حراسة لا يوجد ولم يوجد اقوى منها في عالمنا، ولا يمكن هزيمتها، وكل هذا لم يقلقني، فانا مرح واثق بقدراتي، ولكن اين هي ..". واستمرت مرح في الكلام مرة وبالضحك مرة وبالصراخ مرة اخرى.. مرة تسير باتجاه الاقواس وتعود الّي وتحدثني وتجلس بجانبي، ومرة تعود وتقف وتسير، حتى انها اخذت تكلم نفسها، وانا صامت لا ادري هل اضحك ام ابكي ، استلقيت على الارض بالقرب من الاقواس وغفوت لاستيقظ لأرى مرح كما تركتها قبل نومي، تسير وتمشي،تقف وتجلس، تضحك وتصرخ ، لم ارها منذ ان عرفتها تتصرف بهذه الغرابة وبهذه الطريقة.. انقضى اليوم الاول ونصف اليوم الثاني ونحن على حالنا، والغريب اني لم اكن اشعر بحاجة الى الطعام او الشراب، ولكن النعاس هو الذي كان يسيطر علّي، فما ان اصحو قليلا حتى اشعر بحاجتي للعودة للنوم، ربما كان هذا بسبب القلق واليأس الذي اصابني من هذه النهاية، او ربما السبب شعوري الغريب باللامبالاة او بأني لن اخسر شيئا

.. ثلاثة ايام مرت علمت بمرورها من رؤيتي للقمر، ولم يتغير شيء، والوضع كما هو في اليوم الاول .. لا ادري ما خطر ببالي، فصرخت على مرح وقلت لها: ـ " نور كان يعلم الطريقة التي يستطيع بها دخول الاقواس، انا متأكد يا مرح بان نور يعلم .". ـ ان كان نور وجد الطريقة فانا ساجدها. وعادت الى حالتها الاولى وعدت انا للنوم ولم اصحُ الا ومرح توقظني بعنف وتقول لي : ـ سأعرف الان ان كان نور قد علم بالطريقة ...هيا يا حسن ركز معي، اترك لي دماغك لاعود به الى الماضي لعلي استطيع ان اجد شيئا . وافقتها ولم ابد أية معارضة ، جلست امامي ووضعت يديها على رأسي برقة ولطف، وطلبت مني ان انظر في عيونها، واخذت تذكرني باليوم الاول للقائي بنور. بدأت اشعر باني اثنان ولست واحداً.. جسد يجلس امامهافي الحاضر، وانا نفسي مع نور في الماضي لحظة بلحظة كلمة بكلمة من لحظة معرفتي به الى نهايتها المؤلمة الى لحظة قتله على يد مرح. رفعت مرح يديها عن راسي وبدأ النشاط يعود الى جسمي .. اطرقت مرح بالتفكير قليلا وقالت: ـ " لقد وجدتها ، نور كان بحاجة اليك ،ولم يكن يفكر بقتلك قبل دخول البوابة .. لو لم يكن بحاجة اليك لقتلك !!! فوجودك هنا لم يكن فقط من اجل قتل القطط ليسير على دمائها ويتجاوز بها الممر ، بل لانه بعد تجاوز الممر كان بحاجتك لتوصله الى الاقواس ... وكما كان هو بحاجة الى دماء القطط، كان بحاجة الى دمك انت ليعبر عليها الى الاقواس والبوابة ، فخواص دمك هي التي يحتاجها لانه دم بشري، وهذه البوابة خصصت للبشر فقط .". ـ شيء رائع وبشرى سارة اتودين انت الان ذبحي لتحصلي على دمي .". ـ انا لا استطيع قتلك، ولكني استطيع الحصول على دمك، ولا اعتقد ان نور كان يفكر بهذا، والا لما فكر بادخالك البوابة بعد الاقواس .. ولكن اخرج القليل من دمك يا حسن لنجرب هيا.. هيا يا حسن". ضحكت وقلت لها : ـ "كيف ساخرج لك دمي يا مرح ؟". ـ "اجرح يدك .. اجرح قدمك، لا يهمني كيف، المهم عندي الدم.." ففعلت وجرحت اصبعي ومزقت قطعة من القميص الذي ارتديه ومسحت القطعة بالدم وقلت لها : " خذي ..!!!" نظرت الي بأشمئزاز وقالت: ـ " ابعد هذا القرف عني، هيا اذهب واجعله يلمس احد الاقواس .." ففعلت ولكن لم يحدث شيء، وعدت اليها اضحك ولا اخفي اني اضحك من قهري . ـ "جرب إلقاءه داخل احد الاقواس " ـ "أي قوس تريدين .". ـ "لا ادري، القه داخل أي قوس تريد .." اقتربت من احد الاقواس والقيته، وما كدت القيه حتى اختفى من امام عيني وكاني القيه في عالم اخر، ابتسمت وعدت اليها، وما هي الا خطوات حتى اهتزت الارض، وبدأ دخان كثيف ذو لون اخضر بالخروج من الاقواس الخمسة بكثافة كبيرة، عدت ووقفت بجانب مرح اترقب ماذا سيحدث بعد الدخان، وحينما امعنت النظر وجدت ان من كل قوس يخرج دخان كثيف بلون مختلف عن الاخر، استمر تصاعد الدخان لعدة دقائق وبدأ يتلاشى ليظهر على مدخل كل قوس شخص يرتدي عباءة بيضاء وذو شعر ولحية غلب عليها اللون الابيض، وكان واضحا عليهم كبر السن، تميزوا بمهابة ووقار كبير، حتى اني شعرت ان النور يشع من وجوههم، متشابهين الى حد كبير ولكن ليس بالشبه الكامل، طلتهم تبعث الراحة والطمأنينة في النفس الى ابعد الحدود، ترى في ملامحهم الخير والمحبة، حتى اني اردت ان اقبل اياديهم ابداء للاحترام الشديد والكبير الذي اشعر به تجاههم، هيبتهم ووقارهم كان باديا انه اثر على مرح ايضا، فهي لم تكن تنظر اليهم بكبريائها المعهود، بل كان يتضح الاحترام بعيونها. لم يتحرك الاشخاص الخمسة من اماكنهم ولم يلتفتوا الينا وكأنهم لا يرونا او انهم يتجاهلون رؤيتهم لنا، او انهم ينتظرون شيئا". التفت الى مرح وقلت لها: ـ "هل هؤلاء هم حراس الاقواس؟ وهل هؤلاء هم الحراس المرعبون الذين تحدثت عنهم .". قالت : ـ نعم يا حسن.. نعم ،لا ادري ماذا افعل، لا ادري اية مصيبة هذه جلست على الارض ووضعت رأسها بين كفيها واطرقت بالتفكير، وبدا عليها الحزن الشديد وكأن مصيبة كبرى قد حلت بها... جلست بجانبها وفوجئت بانها تبكي، حزنت عليها ووضعت كفي على شعرها، وسالتها: ـ "ما بك يا مرح؟" الا انها استمرت بالبكاء دون ان ترفع راسها، هذه الجبارة لا يمكن ان يكون بكاؤها هذه المرة مصطنعا، الحيت عليها بالسؤال .. فأجابت: ـ "مصيبة يا حسن.". واستمرت بالبكاء، ودفعت براسها الى صدري، واخذت اداعب شعرها وهي تبكي، وبين الدموع تتفوه بكلمات متقطعة تزيد من حيرتي... ـ "ليتني لم افعل .. ليتني بقيت كما انا. الى اين أوصلت نفسي؟ ماذا سافعل؟ ليتني بقيت "كونته " الصغيرة، كلا لن افعل، ساعدني يا حسن، لا اريد شيئاً، اريد ان اعود كما كنت.". صمتت وشعرت انها غفت على صدري، بذلت جهدي ان لا اتحرك حتى لا اوقظها، حتى استيقظت لوحدها، ونظرت الي وكأن عيونها تسال عن الذي حدث. وعادت ووقفت على قدميها، واخذت تتمشى وهي شاردة الذهن، وانا اترقب ماذا سيحدث وقالت لي بنبرة حزينة: ـ "اما ان ندخل البوابة، او نبقى هنا حتى نصاب بالجنون ونموت، فلا مجال للعودة الى الخلف.". ـ "اذا لندخل .. فانالا افهم ماذا يحدث ولماذا تبكين، الا تمتلكين طريقة ؟". ـ كلا، لدي الطريقة، ويا ليتها لم تكن لدي. وانتهت قبل ان افهم هذا الموقف ...استغربت من كلامها اكثر، ولكني شعرت بان اللعبة ليست لعبتي، ولم اكن اريد ان استبق الاحداث، طلبت مني ان استعد لدخول القوس، وابتعدت عني عدة خطوات، ورفعت يدها بالطريقة التي سبقت مقتل نور، وفورا علمت انها تفكر باستدعاء قوة الابادة " الاصنام السبعة " لتقتل حراس الاقواس فصرخت بها .. ـ لا تفعلي يا مرح ، انزلت يدها وكانها استجابت لصراخي وطلبي، واخذت تبكي ..ولكنها صرخت بي قائلة : ـ اخرس ولا تتدخل فلا يوجد ما تخسره ، ورفعت يدها من جديد وهي تبكي والدموع تتساقط من عينيها . وقالت : ـ بأسمي انا مرح حارسة ابواب الشر وبموجب الصلاحيات الموكلة الّي وبما اني انا الحاكمة الواحدة الوحيدة للعقرب آمره بالحضور الى هذا المكان وفورا ..". سادت دقائق من الصمت اجواء المكان ليتكرر المشهد القديم من جديد امامي، وصعدت اعمدة الدخان العشرة، وظهر من بينها الاشخاص "السبعة الصفر" .. وقفوا كالاصنام، واختفت الاعمدة الثلاثة الاخرى، ولم اشعر بنفسي ، رغم شعور اللامبالاة الذي اصابني وانا ارقب ما يحدث، الا ودموعي تسقط حزنا على مصير هؤلاء الخمسة، وماذا سيحدث لهم، ولكن الاغرب من ذلك ان مرح تبكي وهي حزينة اكثر مني عليهم، ورفعت مرح يدها من جديد وقالت: ـ "بأسمي انا مرح ..." قاطعها صوت آت من بعيد مخاطبا اياها: ـ "ماذا تفعلين يا مرح ..." بدا الخوف على وجه مرح ولم تستطع ان تنطق بكلمة ... ـ "ماذا تفعلين يا مرح ؟" تبين لنا مصدر الصوت ...انه صادر عن شخص قادم نحونا من الخلف، في ملامحه الوقار وكبر السن، ولكنه كان اصغر سنا من هؤلاء الذين يقفون على الاقواس، وكان يرتدي عباءة مقصبة بلون قريب الى الذهب، ذو شعر طويل، ولحية غزاها الشيب، يسير بخطى واثقة وبكبرياء يفوق كبرياء مرح بمرات... اقترب منا وما زالت مرح رافعة يدها مستعدة لاصدار اوامرها للعقرب بالهجوم ...وقال : ـ "ماذا تفعلين يا مرح ؟" "نكّست مرح رأسها الى الارض، وخفضت يدها وقالت بصوت هادئ يدل على الاحترام والخوف معا:
ـ الحكيم " دابارا "، كيف وصلت الى هنا؟ .. وكيف استطعت الدخول؟...".
رد الحكيم : ـ على اثرك فقط استطعت الدخول، هل جننت يا مرح ؟ لماذا يا مرح ؟ لماذا فعلت كل هذا ؟ من اجل ماذا ولم تخونين الامانة والثقة .؟". قالت : ـ انا لم اخن، لقد فعلت كل شيء من اجل عالمنا، لقد قدمت الكثير وضحيت من اجلكم بالكثير !! و... و ... !!!".
قاطعها الحكيم وقال : ـ "امن اجل دخول هذه البوابة قتلت ابناء عالمك الذين احبوك!!.".
قالت مرتبكة: ـ "انا لم اقتل احداً، ( قومارن ) متمرد ومن واجبي ان ابيده لأنه يشكل خطراً .".
Cant See Links
قال : ـ "كان يجب ان لا تقتليه يا مرح .. والمراقبون يا مرح، لماذا قتلتِهم ؟ هل يشكلون خطرا يا مرح؟ الم يخلصوا لك ويطيعوا اوامرك حتى المجنونة منها .؟!!" بدا الخجل على وجه مرح، واستمر في كلامه: ـ "لقد علمت منذ البداية ان جنون العظمة الذي يسيطر عليك لا بد ان يقودك الى الانتحار من اللحظة الاولى التي حصل فيها مجلس"الكاتو" على صلاحيات استخدام العقرب .. علمت انك ستسعين الى اقناعهم للحصول على صلاحيات العقرب لوحدك، لقد اخطأوا ، ولم نكن نستطيع ان نمنعهم، ولكننا تتبعناك يا مرح ولم اشك للحظة بان جنون العظمة الذي اصابك منذ كنت بدرجة مراقبة الا وسيقودك الى الهاوية، لقد كنت متفوقة وناجحة، وكنا نتمنى في مجلس الحكماء ان نكون مخطئين، وان تكون تصرفاتك مجرد نزوات ...
سنين طويلة ونحن نتبعك يا مرح، ولم نستطع ان نثبت أي شيء يدينك، ولم يكن بالامكان ان نمنعك دون دليل واحد حينما توجهت لتصبحي حارسة لابواب الشر، علمنا ان طموحك الكبير لا يمكن ان يتوقف عند هذا الحد، وان هدفا ما برأسك تسعين اليه .. والان يا مرح ماذا تريدين ان تفعلي اكثر؟
لقد وصلت الى الاقواس، وعلمت من هم المسؤولين عنها، وايضا لم تتراجعي، بل دفعك جنونك للتطاول اكثر؟".
قالت مرح بعد ان اجهشت بالبكاء: ـ لم استطع ان اتوقف، لا خيار امامي اما ان ادخل او ان انتهي ..
قال: ـ " يا مرح، يا ابنتي، لقد دخلت خلفك الى هذا المكان لاعيدك الى عالمك، هيا يا مرح تعالي معي وانا ساخرجك من هذا المكان..كفاك يا مرح .". صرخت مرح وقالت: ـ "كلا لن اعود، لن اسجن، ولن امضي بقية حياتي "بقبة النور" ، كلا لن اعود ." قال لها : ـ " السجن خير لك وافضل مما تنوين فعله، عودي معي يا ابنتي فهذا افضل لك .". صرخت: ـ " لا اريد .. لا اريد، انا مرح .. لا اريد ان اسجن، لا يهمني ما سيحدث، ومرح تفضل الموت على ان يكون مصيرها "قبة النور". قال لها : ـ " استحلفك بمكانتي ان كنت ما زلت تحترمينها، واستحلفك بصلة القرابة التي تربطني بك ".
قالت : ـ "كلا يا جدي لن اعود معك ..".
قال لها : ـ "وماذا ستفعلين ان لم تعودي ؟ استأمرين العقرب بأن يقتل هؤلاء وانت تعلمين من هم، أوتظنين ان العقرب قادر على الاقتراب منهم، ربما لو امرته فهو قادر على ان يقتلني انا في لحظات، ولكن هم، فبأشارة واحدة من احدهم سيعود العقرب ويبيدك، افهمت يا مرح، لا تكوني مجنونة، انت تعلمين من هم .".
قالت : ـ "كلا، العقرب ملكي انا لوحدي، ولا احد يامره الا انا .".
ضحك الحكيم وقال : ـ " يا ابنتي لم يصمم العقرب ليتطاول عليهم، وانت تعلمين من يكونون".
قالت والشرر يتطاير من عيونها وكأنه اصابها مس من جنون: ـ " ابتعد ايها الحكيم، ابتعد يا جدي قبل ان ابيدك انت ايضا، وابيد كل من يقف في طريقي أياً كان.". قال الحكيم : ـ "افعلي ما شئت يا ابنتي..". والتفت الّي وقال: "وانت يا ابن البشر ما الذي تسعى اليه .؟"
قلت له : ـ انا لا اسعى للحصول على شيء، ولا اعرف ماذا اريد، انا مجرد "طرطور" بوسط الى هذه اللعبة الغريبة !.
قال : ـ "اسمع يا ابن البشر، هل تريد ان اخرجك من هنا ؟".
قلت له : ـ نعم ولكن قل لي قبل ذلك، من يكون هؤلاء الذين تتحدثون عنهم؟
قال الحكيم : ـ " يكفيك انك رأيتهم ولا داعي للمعرفة اكثر، هيا لأخرجك معي .". صرخت مرح وقالت : ـ لا تذهب معه يا حسن، لن يتركوك بحالك، ولا تنس انك قتلت اثنين من عالمنا .. لا تذهب ياحسن". نظرت الى الحكيم "دابارا"
وقلت له : ـ اصحيح ما تقوله مرح .. ساذهب معك ولكن عاهدني اولا واقسم لي بانكم لن تتعقبونني وستتركوني بحالي؟!! قال الحكيم : ـ "لا اعاهدك بشيء، ان اردت الخروج معي فهيا، وان اردت البقاء فأبق .. ماذا قررت يا ابن البشر، هل تريد ان اساعدك للخروج من هنا ؟"
قلت : ـ ان بقيت مع مرح ساموت، وان خرجت معك ساموت، فهل تخيرني أي موت اختار ؟!! قال : ـ "نحن لا نقتل احداً ..." قلت : ـ " اذا عاهدتني ايها الحكيم ان تتركوني بحالي ساخرج معك ." قال : ـ " لن اعاهدك بشيء، ونحن لا نتدخل في حياة احد، لقد قتلت اثنين من ابناء عالمنا وهذا لن يمر بسهولة، ولكني ساساعدك قدر استطاعتي .." فكرت قليلا وتذكرت القطط التي قتلتها باوامر من الجني نور، وما مر علّي من مصاعب وقلت له: ـ "ايها الحكيم المحترم انا لم اخطط ولم اتآمر ولم اقتل ابناء عالمك، هم الذين فعلوا ذلك ودفعوني لذلك، انا لم اتدخل في حياتكم، انتم الذين فعلتم وقلبتم حياتي الى جحيم، وصدقني على الرغم من ان اللعبة ليست لعبتي واني مجرد اداة لا اكثر ولا اقل، الا انني اشعر بمتعه غريبة في ان اعرف اكثر، ولا مانع في ان اقامر بحياتي من اجل خطوة واحدة خلف هذه البوابة العظيمة، لهذا سابقى مع مرح حتى النهاية، وشكرا لك ايها الحكيم على عرضك بمساعدتي.". هز الحكيم "دابارا" راسه وقال: ـ " يابني هذه البوابة ليست لك وليست لي ولا لها، لهذه البوابة صاحبها الذي سيدخل منها يوما ما، فابتعد يابني.".
والتفت باتجاه مرح وقال ـ يا ابنتي تراجعي فانت تسعين خلف سراب . هزت مرح راسها وقالت: ـ " لا خيار لي... لا خيار ". قال : ـ "يا ابن البشر، ويا حارسة ابواب الشر ،خيرتكم فاخترتم ولكم ما اخترتم .". واستدار وسار بخطى واثقة وعاد من حيث اتى، ونحن نتبعه بعيوننا حتى اختفى عن الانظار، ولفت انتباهي ان الحكيم "دابارا " اشاح بنظره كل الوقت الذي حدثنا فيه ، ولم ينظر الى الاقواس او البوابة حتى ولو نظرة خاطفة. سألت مرح عن سر هؤلاء الذين ظهروا على الاقواس الخمسة، وما سر بكائها حينما راتهم، والندم الذي اصابها، وعن كلام الحكيم دابارا عنهم ؟ وقلت لها : ـ " ان الاقواس تحرسها قوة حراسة لا تهزم، وانا ارى ان على الاقواس اشخاصاً لا يبعثون على الخوف، بل على العكس، يبعثون على الطمأنينة والسلام .."... من هم يا مرح ولماذا تخشينهم؟ قالت بلهجة حزينة: ـ " لا تسالني عنهم يا حسن، لا تسألني، كفاني الماً، ودعني اقتل ما تبقى بداخلي من مشاعر او اقتل نفسي وارتاح من هذا الموقف الذي انا فيه .". لاحظت في هذه الاثناء ان مرح تتحاشى النظر ايضا باتجاه الاقواس، وحينما تخطف نظرة سريعة تنكس راسها الى الارض خجلاً واحتراماً ، ولم يبد عليها الخوف منهم، ولكن شيئا اكبر من ذلك، فمرح لم تخش الوحوش، ولا تلك الامور التي تخيف، ولم ارها ترتعش او تهتز امام أي موقف ... وما يحدث يثير فضولي اكثر بسر هوية هؤلاء الاشخاص ؟ تململت مرح وسارت عدة خطوات وخاطبتني قائلة بعد ان مدت يدها اليسرى


يتبع>>>>>>الحلقة 44



 توقيع : البارونة

البارونة


رد مع اقتباس
قديم اليوم, 03:12 PM   #43


الصورة الرمزية البارونة

 عضويتي » 1746
 جيت فيذا » 13 - 7 - 2024
 آخر حضور » اليوم (03:27 PM)
 فترةالاقامة » 103يوم
مواضيعي » 15
الردود » 950
عدد المشاركات » 965
نقاط التقييم » 250
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 17
الاعجابات المرسلة » 6
 المستوى » $27 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهAlbania
جنسي  »  Male
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل 7up
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةNGA
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور البارونة عرض مجموعات البارونة عرض أوسمة البارونة

عرض الملف الشخصي لـ البارونة إرسال رسالة زائر لـ البارونة جميع مواضيع البارونة

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

البارونة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية رعب في النت زوجتي من الجن




الحلقة 44


" السر الاكبر "
" انظر يا حسن الى هذه اليد التي بها سافعل ما لم يفعله احد من قبل، وستصبح يدي هذه مثلا عبر الاجيال، وربما يقولون " اقذر من يد مرح، او اقوى من يد مرح"، فليقولوا ما يقولونه وليحدث ما يحدث، فاسمي لن يزول الى الابد.". رفعت يدها اليسرى وضمت اصابعها الا السبابة والابهام، والاشخاص "السبع الصفر" يقفون امامها كالاصنام. قالت بلهجة عنيفة: ـ " بأسمي انا مرح حارسة ابواب الشر، وبموجب صلاحياتي وبما انني الحاكمة الوحيدة والمخولة بتحريك واصدار الاوامر للعقرب بما اقرره واراه مناسبا، آمركم بأبادة هؤلاء الاشخاص الخمسة ابادة كاملة . الامر نفذ .. الامر نفذ . . ابيدوهم ... !!!" اخذت تصرخ بجنون وبصوت عال: ـ ابيدوهم ..أ بيدوهم .. ابيدوهم .. تحرك العقرب باتجاه الاقواس الخمسة بسرعة، وللحظة اردت ان اغمض عينيّ حتى لا ارى المجزرة الرهيبة التي ستقع لهؤلاء، ولكن الفضول، او ربما لانني اعتدت رؤية القتل بهذه الطريقة الغريبة ، بدأت اجد متعة في ذلك ، أخذت انظر واترقب، كان الاشخاص "الصفر السبع" يسيرون بسرعة لا مثيل لها باتجاه الاقواس الخمسة لابادة من عليها .. لحظات هي او ثوان، ومئات الصور تمر بمخيلتي لما سيحدث، والاشخاص الصفر يسيرون باتجاه الهدف، والاشخاص الخمسة اصحاب الهيبة والوقار لم يبد عليهم أي جزع او خوف، وهم يرون العقرب متجهاً اليهم، وبخفة وهدوء، وبطء وثقة، حرك الشخص الاول من الاقواس الخمسة يده حركة صغيرة بالكاد ارتفعت، او ان اصابعه هي التي تحركت، لتعود الاصنام السبعة بسرعة فاقت سرعة ذهابهم، ليحيطوا بنا من كل الجوانب، ومرح مذهولة مما ترى، وكأنها لا تصدق عيونها ، يلتفون حولنا على شكل دائرة، يسيرون بخطوات متسارعة لتضيق الدائرة علينا اكثر واكثر، حتى ان الدائرة بالكاد تتسعنا انا ومرح بعد ان جرى تضييق الدائرة ، واقتربنا من بعضنا البعض، كل هذا حدث في لحظات او ثوان.. الرعب والخوف الذي برق في عيون مرح وبدا على وجهها ، زاد يقيني باننا هالكون، والافكار التي تدور براسي بسرعة تفوق سرعة الضوء، كلها تركزت حول الطريقة التي سيبيدوننا بها .. اغمضت عيني وبدأت ادعو الله ان يغفر لي، ولم يخطر ببالي او لم يكن عندي امل بان ادعو لنفسي بالنجاة من الموت، بقيت على حالي هذا لدقائق ، ثم تجرأت وفتحي عيوني لارى وجه مرح المرعوب، و"السبع الصفر" يحيطون بنا، ولكنهم تحولوا لاصنام جامدة، لا يبدون أي حركة ولا يتركون لنا مخرجا نخرج منه، مضى وقت طويل وانا ارقب ولا أتكلم حتى فتحت فمي وقلت لمرح : ـ لقد صدق الحكيم دابارا واخطأت انت ..
ـ "لم اخطيء انا .."

ـ او ما زلت تكابرين ..
ـ "كلا، الم اقل لك ان نهايتنا ستكون واحدة.".
ضحكت مرح وضحكت معها، وما اجمل الضحك في وجه الموت اللعين، اخذت اضحك وتضحك مرح معي، وكم كانت مشاعري متناقضة وغريبة، فانا انظر لمرح خائفاً عليها من ناحية، ولكني مسرور لأحساسي بأن مرح مثلي وليست افضل مني ، وستلاقي معي نفس المصير.". وتعالى صوت ضحكاتنا وكأن جنوناً قد اصابنا. ولم يعد هناك ما نفعله بدل الترقب الا السخرية والضحك على مصيرنا المشؤوم .. ـ مرح ، ليش جماعتك " لهلأ ما فغصونا" ؟.
ـ "مش عارفه، كان لازم يعملوا هيك .".

ـ وهو انت لسة عارفة اشي ؟. ـ "آه، في اشي انا بعدي عارفتوا ..". سالتها : ـ شو هو ها الاشي الي انت عارفتيه يا عرافة زمانك ؟
ـ" انو اكيد لازم "يفغصونا"..". ضحكت بصوت عال وضحكت معها .و قلت لها : ـ طيب شو رايك ترفعي ايدك وتعملي شويةحركات ، زي اللي كنت تعمليها بلكي عفّوا عنا...
ـ "فات الاوان مش راح ينفع ..." ـ أي بس جربي .. وقولي انا مرح الحارسة.. والكلام اللي انت حافظتيه ، مش راح تخسري اشي، بلكي ردوا عليك .
ـ "مش راح ينفع يا حبيبي، مش راح ينفع .."
. قلت ساخرا : ـ أي يالله يا مرح دبري حالك، ولا نسيتي انك مرح ، ومرح لما بدها إشيء... بتعملوا ..
ـ "كان زمان هلأ انا مرح الى "حتنفغص" معك "
ـ مش لو انك شاطرة رديتي على الحكيم "دابارا " ورحتي معاه وانا روحت على داري مش كنا ارتحنا؟
ردت ايضا بسخرية : ـ "شو يا حسن انت بدك انسجن طول عمري؟ شو انا مجنونة." ـ " ابدا معاذ الله تنسجني، شو هم مش عارفين انك مرح .". ـ "شو يا حسن انت زعلان يا حبيبي على شأن رح نتفغص سوا .

" ـ " ابدا ، معقول انا اكون زعلان بالعكس الفرحة مش سايعتني .". ـ " شفت، انا حققتلك اللي عمر حد ما حلم فيه .
ـ بصراحة مزبوط، طيب قولي لي ليش انت ما تختفي زي كل مرة ولاّ تتحولي لدخان، ما انت دايما بتعملي هيك .".
ـ "يا روحي، مع الصفر اللي حولينا ما في شيء بينفع الا انك تسكت، حتموت يعني ح تموت .".
وتلاشى الضحك والمزاح وعدنا للحقيقة المرة التي تنتظرنا.. الموت المحتم على ايدي هؤلاء الاصنام الصفر، التي لا ندري متى وكيف سيبيدوننا. واخذت اشتمها:" لعنة الله عليك وعلي يا مرح لماذا لا يسرعوا ويقتلوننا حتى ارتاح.. واخذت اصرخ في وجوههم: ـ " لماذا تقفون كالاصنام؟.. هيا اقتلونا ... اقتلونا.". واصبت بنونة من الغضب، واخذت اصرخ والعن واشتم، وانا مستفز من الصمت الذي يقتلني في كل لحظة الف مرة، وانا انتظر ان تتحرك هذه الاصنام لتبيدنا، ولكن لا حياة لمن تنادي، وامسكت مرح يدي لتهديء من روعي
وتقول: ـ " كفى يا حسن ..ارجوك لن ينفعك الصراخ، يبدو ان الاوامر لم تصدر لهم لابادتنا، والا لحدث ذلك منذ وقت .". ـ ومن يصدر الاوامر الان ؟ اشارت بيدها باتجاه الاقواس وقالت : ـ "هم من يملكون القرار ومصيرنا بيدهم ولا ادري ماذا ينتظرون.". ـ وانت.. الست خائفة ؟ قالت بصراحة : ـ "كنت في البداية خائفة، اما الان فأنا لا اشعر باي نوع من الخوف، لا يوجد شيء لاخسره، وقد فعلت ما اريد انا ولم انجح، وكنت اعرف ان نهايتي ستكون سيئة ان لم انجح، فلماذا اخاف .. ان كان يجب ان اموت ساموت بشجاعة .. لم اعرف الهزيمة يوما، ولن اعرفها حتى في موتي ونهايتي، لقد فشلت في وصولي لهدفي، ولكني لم اشعر بالهزيمة لأن الذي هزمني يستحق ذلك .".
ـ "والان يا مرح ماذا سيحدث؟ هل سننجو ام سنموت... ومتى... ولماذا الانتظار ...". ـ "لكل شخص نهاية، هي اتية لا محالة، فلا تهرب من نفسك وواجهها، واستقبل النهاية بقوة وشجاعة، ولا تدعها تهزمك .". ـ" افهم من كلامك ان لا امل ؟". ـ نعم يا حسن لا يوجد امل، "فالسبع الصفر" لا يتحركون الا للابادة والقتل، وقوانين عالمنا تسمح لهم بابادتنا، وهؤلاء بالذات بعد القانون وقبله، وانا وانت قمنا بالقتل، كل على طريقته، وتجاوزنا الممنوع، ودخولنا الى هذه المنطقة بالذات، "بوابة الشر" ، يسمح بابادتنا تلقائيا وبغض النظر عن كل ما ذكرت، فنحن قد علقنا هنا، ولا طريق للعودة، ولا طريق للتقدم، وايضا بهذه الطريقة قد انتهينا". ـ "انت قتلت، هذا صحيح، ولكني انا لم افعل هذا بمحض ارادتي،أنتم سيطرتم علّي ودفعتموني لذلك، فما ذنبي انا ؟". ـ "لا تكن كالاطفال، لقد قتلت بمحض ارادتك ولم يجبرك احد على ذلك، ولا حتى نور،صحيح ان هناك تأثير، ولكن حتى هذا بمحض ارادتك وانتهى، انت تعلم ذلك جيدا ". قلت لها ولم يتبق من الكلام ما يقال الا أي كلام والسلام، لاهدار الوقت حتى يحين موعد الاعدام: ـ اصدقيني يا مرح، هل كنت فعلا ستقتلينني لو نجحنا ودخلنا بوابة الشر. ـ " كنت سافعل ذلك، لا لاي سبب، ولكن لانك كنت الشاهد الوحيد على قتل نور والقطط، ولو وقعت في ايديهم فسيعرفون كل ما حدث من خلال دماغك، ولكن بعد حضور الحكيم "دابارا" الامر لم يعد سرا، ومجلس الحكماء علم بالامر ، فلم تعد هذه الفكرة قائمة، ولم يعد لدي سبب لقتلك، لانك لا شيء، ولا تشكل اية خطورة من أي نوع.".

سألتها: ـ "لماذا لم تقتلي الحكيم "دابارا " وكان بامكانك ذلك وخاصة انه قد عرف، لماذا تركتيه يذهب؟".
ـ" لم اكن لافعل ذلك ابدا، فهو ليس مجرد حكيم، انه جدي والد والدتي، ولنقل لو اردت ان اقتله فماذا كنت ساستفيد، ان علم الحكيم فهذا يعني ان مجلس الحكماء بأسره قد علم، وماذا تظنني؟ انا لا اقتل يا حسن لمجرد القتل، ان لم يكن السبب يستحق ذلك ما كنت افعل."
ـ ماذا يوجد خلف هذه البوابة بالضبط ؟
أجابت : ـ "انا لا اعلم، كل ما اعلمه انه هناك توجد قوة الشر، وكل من ملكها يستطيع السيطرة على عالمنا، فهذه القوة تمتاز بخواص عالمنا وعالمكم، وهي سر دفين منذ الاف السنين .".
ـ "ومن هؤلاء الذين ترددت كثيرا لتقومي بقتلهم .". ـ " انهم " السر الاكبر " المختفي منذ ازمان، ولا اريد الحديث عنهم، ولا تسالني .". ـ "اصدقيني يا مرح، هل كذبت علي بأي شيء يخص غادة .؟".
ـ "كلا يا حسن، لم اكذب عليك بخصوصها، فغادة احبتك فعلا وضحت من اجلك وسجنت، وهي الان موجودة في السجن الذي لا يخرج منه احد، ولم يكن بمقدوري مساعدتها برغم مكانتي العالية في عالمي، وغادة اختي فعلا، وكانت بالنسبة لي اهم شيء في حياتي رغم اني كنت استسخفها دوما، واعتبرها ضعيفة، لقد كانت رمزا للحب والعطاء مثلما كنت انا رمزا للقوة والشر، ولا اخفي اني كنت احيانا اقلدها، ولكنها كانت تكره سلطة "الكاتو"، وكانت تكره النظام، لقد كانت تشعر دائما بان عملي في سلطة "الكاتو" قد اخذني منها وابعدني، ولو كنت بجانبها واعطيتها الوقت لما تورطت معك، وكان هذا مصيرها، ويا للسخرية: رمز الحب انتهى في سجن، ورمز الشر كان سينتهي في نفس المكان ولكنه سينتهي الى الابد، وانت يا حسن محظوظ، فبسببك انتهت غادة الحب، وامامك ستنتهي مرح". سألتها: ـ " لو سألك هؤلاء الاشخاص قبل ان يقتلوك: ماذا تتمنين، فماذا ستطلبين ؟". ـ "ان لا يعرف احد قصتي وما فعلت.. وانت يا حسن ماذا كنت ستتمنى ؟" ـ "ان يتركوا غادة وبصدق لا اريد شيئا اخر .". ـ "لو حصلت على قوة الشر لكنت استطعت ان اخرجها من محنتها..". فأطرقت بالتفكير وانا اتأمل هذه المخلوقة، واتساءل في نفسي عن حقيقة مشاعري تجاهها، هل انا اكرهها ام احبها ، اشعر انها سبب دماري ونهايتي، اتأملها وهي تقف امامي،" والسبع الصفر" حولنا،واننا في أي لحظة سنصبح جزءاً من الماضي، واقفة تنظر الى السماء شاردة الذهن، انا اعلم بل على يقين، بانها حزينة وخائفة ومهمومة ومرعوبة اكثر مني بكثير، ولكنها حتى اللحظة الاخيرة تحاول ان لا تظهر امامي ضعفها وهزيمتها، حتى وهي تنتظر الموت تتصنع الانتصار، وكانها تقول: لن تهزموني حتى في موتي، لن تروا الهزيمة، انا اعلم ان الحقيقة غير ذلك، وارى انها تود ان تبكي وتبكي على النهاية التي وصلت اليها، لا افهم لماذا اشفق عليها اكثر من اشفاقي على نفسي، وانا اواجه نفس المصير، هل لاني ابن بشر ومشاعرنا نحن البشر متناقضة تتأثر بالموقف والحدث الذي نحياه، وتتغير مشاعرنا في كل لحظة وحسب الظرف، او ان اشفاقي سببه انها كانت مثالا للقوة التي لا تهزم واصبحت في لحظات لا شيء؟.. اتأملها من جديد، من اخمص قدميها حتى راسها في جو من الصمت الرهيب في انتظار الموت.. فجأة.. دبت الحياة في "السبع الصفر" ،وتحركوا ودب الذعر والخوف في قلبي لدرجة ان ساقاي لم تعد قادرة على حملي، وسقطت على الارض، وقلبي يخفق ويدق بقوة، ومرح رفعت راسها الى فوق واغمضت عيونها ووقفت بشموخ وكبرياء.. تحرك "السبع الصفر" مزق الصمت، ومزق معه قلبي، في لحظات، او اقل من لحظات، وددت ان اصرخ فلم استطع، لان صوتي لم يتحرك من حنجرتي، تخيلت كيف سيقتلونني ، تحرك الرجل الاصفر وابتعد عنا ما يقارب المائة خطوة ووقف، لحقت به المرأة الصفراء، ولحق به الرجل الاصفر الثاني، ولحقته المرأة الصفراء الثانية، ثم الرجل الاصفر الثالث، وهكذا دواليك، حتى وقفوا جميعا بجانب بعضهم البعض، وقاموا بالاصطفاف على شكل رقم ثمانية بالعربية، ومرح ما زالت ترفع راسها وتغلق عيونها .. امسكت بساق مرح وهززتها، لم تتحرك، امسكت بها بكلتا يدي لالفت انتباهها لما يجري، ولكنها وقفت ساكنة، صرخت بها قائلا : ـ "انظري يا مرح ..". فتحت عيونها ونظرت الّي، لم تر "السبع الصفر".. ذهلت والتفت الى حيث ركزت عيوني واخذت تترقب معي، وانا لا افهم ما يحدث، هل ابتعدوا حتى يهجموا علينا ويبيدوننا، تخيلتهم كالثور في حلبة المصارعة كيف يبتعد ويستعد للهجوم ... ثم يهجم . انهم الان يصطفون استعداداً للهجوم، تخيلت انهم وقفوا على شكل رقم ثمانية ليشكلوا مقصا ليقصوننا، او انهم يتشاورون عن كيفية الطريقة التي سيبيدوننا بها، لحظات حتى بدأوا يغوصون في بطن الارض رويدا رويدا، الاقدام ثم السيقان، لم يعد يظهر منهم سوى الرؤوس، وهم على نفس الطريقة التي اصطفوا بها، ثم اخذ ما ظهر منهم بالغوص في عمق الارض، حتى اختفوا تماما، وبعد ذلك ظهر دخان عبق المكان الذي اختفوا فيه، واخذ الدخان يدخل خلفهم في جوف الارض ايضا، حتى اختفى . اخذت اسأل مرح كالاطفال الصغار : ـ "وين راحوا .. وين راحوا ؟". ومرح لا تجيب، اخذت انظر حولي لأتأكد إن كنت احلم، واحث مرح ان تكلمني، ولكن مرح جلست على الارض واجهشت بالبكاء كطفلة صغيرة، وبصوت عال، بعد ان اخفت وجهها بكفيها، واخذت تبكي بحرقة وبطريقة هستيرية، تهز راسها وتضرب بيدها على فخذيها وتعيد كفيها على وجهها، وتبكي ودموعها تسقط بغزارة ، لم ار في حياتي مثل هذا البكاء وهذا الحزن، الا مرة واحدة قبل سنين طويلة، حينما بكت خالتي ونحن ندفن ابنها الذي مات في حادث سير، ومرح ما زالت تبكي، حتى ان ما اراه امامي من تصرفات مرح قد انساني كل لحظات الخوف والموت التي مرت قبل دقائق، واخذت اصرخ فيها: ـ " ارجوك ..كفى.. كفى.. ماذا حصل؟ ..ماذا حصل ؟..". قالت وهي تبكي

يتبع>>>>>>>> الحلقة 45



 توقيع : البارونة

البارونة


رد مع اقتباس
قديم اليوم, 03:13 PM   #44


الصورة الرمزية البارونة

 عضويتي » 1746
 جيت فيذا » 13 - 7 - 2024
 آخر حضور » اليوم (03:27 PM)
 فترةالاقامة » 103يوم
مواضيعي » 15
الردود » 950
عدد المشاركات » 965
نقاط التقييم » 250
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 17
الاعجابات المرسلة » 6
 المستوى » $27 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهAlbania
جنسي  »  Male
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل 7up
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةNGA
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور البارونة عرض مجموعات البارونة عرض أوسمة البارونة

عرض الملف الشخصي لـ البارونة إرسال رسالة زائر لـ البارونة جميع مواضيع البارونة

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

البارونة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية رعب في النت زوجتي من الجن




الحلقة 45

اقواس بوابة الشر

". قالت وهي تبكي: ـ لن يقتلونا.. لن يقتلونا تفاجأت من كلامها وقلت: ـ " ولماذا تبكين؟". فنظرت الّي ورمقتني بنظرة فيها كل حزن الدنيا ودموعها وضعفها ويأسها وقالت :

ـ " لقد قتلوني بهذه الطريقة اكثر من قتلهم لي لو فعلوا .".
ذهلت اكثر ،ولم استطع ان افهم هذه الجنية ولا تصرفاتها الغريبة، وقفت تتحدى الموت بكبرياء وشموخ، ولم تسقط لها دمعة واحدة، واصابها الحزن والضعف حينما علمت انهم لا ينوون قتلها، انا لم اعد افهمها. مضى وقت حتى عادت مرح الى حالتها الطبيعية، الحزن ما زال يخيم على الاجواء، ويظهر بوضوح على ملامح مرح وفي عيونها. بدأت اسالها لعلي افهم ما يحدث، ولا يوجد احد يفسر لي هذه التصرفات الغريبة غيرها ... قلت : ـ "مرح ماذا حدث .. وماذا يحدث وماذا سيحدث ؟".

ـ ان ما رايت وحدث "للسبع الصفر" هو انه اعيد تجميدهم من جديد، واعادتهم الى مكانهم الاول الذي كانوا فيه، وانهاء دورهم وسحب القوة منهم ليتم ابادتهم، وهذه هي الطريقة المتبعة في انهاء الشيء او قبرة، وايضا لقد قرروا ان لا يقتلونا، وهذا واضح من خلال ما حدث، "فالسبع الصفر" لا يحضرون ويظهروا ويتحركوا الا للابادة، وهذه هي المرة الاولى التي يتحرك بها " الصفر" ولا يبيدون، لقد قرروا ان لا يقتلونا يا حسن.." قلت مستغربا والفضول يشدني لمعرفة حقيقة هؤلاء : ـ "من هم يا مرح؟ ".
ـ "هم يا حسن السر الاكبر المختفي منذ ازمان، ولو بقيت تسألني طول عمري لن اجيبك ..!".
ـ ولماذا ؟
ـ "لا تسألني ارجوك ؟!!".
حيرتني اكثر واكثر بالغموض الذي يحيط بهؤلاء وبحقيقتهم وبوصفهم بالسر الذي اختفى منذ ازمان، ويئست من ان احصل منها على اجابة تروي ظمأ فضولي فسالتها : ـ "والان ماذا نفعل ؟". ردت قائلة : ـ " انا حائرة يا حسن، انا حائرة لا ادري ماذا نفعل، اشعر بضياع لم اعهده من قبل، قل لي انت ماذا نفعل؟ قل لي..".
ابتسمت وضحكت: ـ "انا اكبر "طرطور" في الوجود اقول لها ماذا تفعل يا لسخرية الاقدار مرح تسألني انا ماذا نفعل..". وسألت نفسي فعلا ماذا يمكن ان نفعل؟ التفت بأتجاه الاقواس من حيث تقف، وكان الاشخاص ذو الهيبة والوقار قد اختفوا، فقلت لها: ـ " انظري يا مرح جماعتك اختفوا، ولمعت برأسي فكرة خاطفة، فقلت لها: انهم لا ينوون قتلنا فلم نخاف.".
ـ " نعم لا ينوون قتلنا، ولكن لن يمنعونا ان نقتل انفسنا، فان كانت هناك منطقة ممنوعة ومن يدخلها يموت فسنموت .".

ـ " كلا يا مرح ان احساسي يقول لي ان هناك شيء اكبر من ذلك بكثير، ويبدو لي ان كل ما علمتيه في السابق لا يتعدى امورا بسيطة في عالم كبير. تعالي فلا يوجد شيء نخسره ...".
ابتسمت مرح وقالت: ـ "ودار الزمن يا حسن لتسير مرح خلفك، هيا لنرى اين سيقودنا احساسك ..". سرنا باتجاه الاقواس الفارغة، وسالتها: ـ "أي قوس يؤدي الى بوابة الشر؟"
ـ" لا اعلم، ماذا يقول لك احساسك ؟".
ـ "هيا خلفي..". واردت ان ادخل القوس الثالث، فامسكت بكتفي وقالت: ـ يا مجنون الى اين ؟ اتريد ان تدخل البوابة برغم ما حدث . ـ "نعم وهل هناك بديل اخر، ان ارادوا ان يمنعونا سيفعلوا، فلم لا نجرب .". ـ "ولكن ان دخلنا القوس الخطأ، فسنتوه طوال العمر، وسنموت ونحن نبحث عن مخرج ولن نجده.". قلت لها : ـ "سيري خلف احساسي وسنعرف النتائج بعد ذلك.". هزت راسها وابتسمت وقالت: ـ "هيا نرى احساسك الى اين سيقودنا..".
خطوت لادخل القوس الثالث فظهر امامي شاب وسيم بهي الطلعة يرتدي زياً كزي اهل الباكستان، لونه ابيض موشح بثلاثة خطوط ذهبية، وعلى شفتيه ابتسامة ساخرة وقال : ـ " اذهب وادخل من الباب الثاني." وقفت امامه مبهوتا وهو يبتسم ساخرا، شدتني مرح من قميصي الى الخلف
وقالت: ـ "هيا ندخل من القوس الثاني" ، فنظرت اليها وقلت: ـ "لا تكوني غبية، احساسي يقول انه القوس الثالث، وبما انه ارشدنا الى القوس الثاني فمعنى هذا انه لا يريدنا ان ندخل من عنده لانه القوس الصحيح..". ارادت مرح ان تتكلم ولكني قاطعتها وقلت : ـ "تعالي لاريك صدق كلامي، سنجرب ان ندخل من القوس الرابع او الخامس او الاول لأثبت لك انهم لن يمنعونا من دخولها لانها الاقواس الخطأ، وهذا ما يريده.". اندفعت باتجاه الباب الرابع ولم اكن انوي دخوله، وما ان وقفت امامه حتى ظهرت امامي فتاة ترتدي فستاناً موشحا باربعة خيوط ذهبية..يا الله ما اجملها، بهرني جمالها، وتصنمت انظر لذلك الابداع والجمال الخلاب الذي يأخذ العقل، جسمها متناسق ووجها كاستدارة القمر او ابهى، ابتسمت ساخرة وقالت: ـ " لقد قال لكم ان تدخلوا من القوس الثاني فادخلوه." فشدتني مرح بقوة، وامسكت يدي وقالت: ـ هيا الى القوس الثاني. سحبت يدي من يدها بقوة، واتجهت الى القوس الخامس، ولحقت بي، وظهر امامي شاب بهي الطلعة، جميل، يرتدي نفس الزي، موشح بخمسة خطوط، ضحك وقال لنا : لقد قالوا لكم : اذهبوا من القوس الثاني، فافعلوا. وركضت مسرعا باتجاه القوس الاول ومرح تصرخ علّي: ـ كفاك عنادا لا تكن احمقا.. ووصلت القوس الاول وظهر لي شاب يشبه زميله بعض الشيء، بنفس الزي، الا ان ثوبه موشح بخيط واحد بدل خمسة وكان يضحك ساخرا منا بشكل مميز، وقال وهو يضحك: ـ "لقد قالوا لكم ادخلوا من القوس الثاني فلماذا لا تفعلوا؟". يئست ووقفت حائرا، وشدتني مرح غاضبة وقالت : ـ هيا، كفاك غباء،ماذا تريد ان تثبت ، هل تريد ان تثبت ان احساسك صادق بالقوة؟ هيا الى القوس الثاني. وطلبت منها ان تتمهل، وقلت لها : ـ ان في الامر خدعة ما واحساسي يقول... قاطعتني وقالت: ـ اسمع يا حسن انت حمار وغبي، لا تعمل حالك شاطر اكثر من اللازم ،هيا لندخل القوس الذي اشاروا اليه، لو ارادوا ان لا ندخل لمنعونا، وهم ليسوا بحاجة لخداعنا، من تظن نفسك ليضيعوا الوقت بخداعك، انتم البشر غريبي الاطوار .". قلت لها : ـ هيا سادخل معك وسنرى من فينا الصادق .. وصلنا الى القوس الثاني وظهرت بمدخله فتاة رائعة حسناء جميلة..اشارت بيدها وقالت بهدوء ورقة ونعومة: ـ تفضلوا، اهلا وسهلا بكم ... وقفت كالصنم امامها مبهورا بجمالها...كررت كلامها، ويبدوا اني قد نسيت نفسي، ولم اشعر الا بمرح "تلكزني" بكوعها وتقول لي: ـ " تحرك لا تقف كالصنم .". تحركت وانا التفت الى الخلف تجاه الفتاة، وكأن عيوني لا تريد ان تفارقها, وما هي الا لحظات حتى وجدنا انفسنا امام تلك البوابة العملاقة العظيمة .. يا الله... كم هي عجيبة، فعلا انها من عجائب الزمان، فلا بد ان الالاف قاموا ببنائها عبر الاف السنين، فكل لون ونقش عليها يأخذ العقل الى عالم الابداع والفن والجمال اللامحدود. لمست بيدي النقوش التي نقشت بدقة وحرفية لم ار مثلها، وحتى الجنية مرح التي رأت كل العجائب وقفت صامتة مبهورة امام هذه اللوحة الفنية العظيمة . ـ اعتقد اني بحاجة الى سنوات لارى كل الرسومات المنقوشة.. التفت الى مرح وقلت لها : ـ "هيا بنا نفتح البوابة وندخل !" ضحكت وقالت
ان فتح مثل هذه البوابة بحاجة الى الف رجل فكيف سنفتحها؟ ولا اعتقد يا حسن اننا في موقف يسمح لنا بأن نفتح البوابة او نقرر أي شيء، يجب ان ننتظر، ولا شيء نملكه سوى الانتظار.".

وما ان اكملت كلامها حتى ظهر من اسفل يسار الباب، ومن اسفل يمينه، بابان صغيران بالمقارنة مع حجم الباب الاصلي، وكانهما ثقب في اضخم باب عند البشر ,وخرجت من البابين الصغيرين فتاتان جميلتان، وكأنهما توأم في كل شيء, اشارت الاولى الى مرح وقالت لها : ـ "تفضلي اهلا وسهلا .." واشارت الثانية الي وقالت: ـ " تفضل اهلا وسهلاً..." نظرت انا ومرح الى بعضنا البعض، وخاصة ان كل واحد منا سيدخل بوابة صغيرة من اتجاه مختلف. ترددت قليلا، وغمزتني مرح بطرف عينها تحثني على الذهاب مع الفتاة... فعلت، وكذلك هي، وما هي الا لحظات حتى اصبحنا خلف البوابة من الداخل والتقينا، وبقيت الحسناوتين برفقتنا، وكانت خلف البوابة ساحة مزينة باعمدة تشبه الساحة الاولى التي دخلناها في المرة الاولى الى حد كبير. طلبت منا الحسناوات ان نسير.. سرنا، وبعد عدة خطوات نظرت الى الارض، وكان على البلاط انعكاس ظل احد الاعمدة، فقفزت عنه بحركة لا شعورية، فنظرت الفتاتين الواحدة الى الاخرة بابتسامة "ولكزتني" مرح وقالت: ـ بس هبل.. وبعد دقائق، طلبت الفتاتان منا بعد ان وصلنا الى نهاية الساحة ان ننتظر قليلا، وعادتا من حيث اتين، واثناء انتظارنا سألت مرح: ـ" لماذا لم يفتحوا لنا الباب وادخلونا من ابواب صغيرة من اسفله؟ ولماذا ادخلونا كل من باب مختلف؟؟؟"
قالت مرح: ـ اعتقد ولا اجزم بان السبب وراء دخولنا من ابواب مختلفة بسبب الاختلاف بين عالمينا, فانت من عالم وانا من اخر.."
وابتسمت وقالت ساخرة: ـ اما لماذا لم يفتحوا لك الباب الرئيس فيبدو انهم لم يعرفوا من تكون، وما هي مكانتك، اخطأوا سامحهم .." ما عرفوا انك حسن ".

فهمت من سخريتها ان الباب لا يفتح الا لذي شأن كبير، ومن بعيد لمحنا فتاة وشاب اقتربا منا، واشارا لنا ان نذهب معهم . سارا امامنا ونحن خلفهما في طريق في وسط حديقة كبيرة ، وكانا يتحدثان ويتمازحان ويتضاحكا بلغة لم اسمعها من قبل، ولم افهمها فسألت مرح: ـ ماذا يقولون؟؟

قالت لي: ـ "وماذا يعنيك ذلك, انت فضولي اكثر من اللازم، انهما يتحدثان بامور غير هامة ,ماذا تريد، ان اترجم لك؟ حاضر يا حسن : هي تقول له انها ستذهب مع صديقتها غدا ,وهو يقول لها : لا تنسي ان تخبريها بما اتفقنا عليه .وهي تقول:كلا لن اقول لها. وهو يرد عليها: لن تفعلي هذا بي وهي تقول حتى ترى، وهو يهمس بأذنها وانا لم اسمع ما همس به ، ولا استطيع ان اترجم، وهي ترد طيب حتشوف، وهو بيضحك والضحكة ليست بحاجة الى ترجمة، وكذلك هي تضحك، هل تريد ان اكمل لك ترجمة ما يقولانه؟ هل الامر مهم؟"

قلت لها: ـ لا شكرا، لقد فهمت بما فيه الكفاية . بعد عشرة دقائق من تحركنا، وصلنا الى بيت كبير وكـأنه القصر، ولكن ما لفت الانتباه ان هذا البيت مصنوع من الزجاج بكامله، الابواب الجدران الشبابيك السقف، وكذلك الارض مرصوفة بزجاج...فتح لنا الشاب البوابة ,وقال: ـ تفضلوا ... دخلنا البيت، وعاد الشاب والفتاة من حيث اتيا، يتمازحان ويضحكان ويتحدثان بلغتهما الغريبة , اخذت اتأمل البيت، وكأنه اية في الجمال والذوق الرفيع، جلسنا على المقاعد لعدة دقائق، حتى اقبل شاب يرتدي الاسود بالاسود، اقترب منا ودون ان يتكلم, وبأشارة من يده فهمنا انه يطلب ان نرافقه. سرنا خلفه عبر ممر واسع الى ممر ضيق، ودخلنا صالة ضخمة مليئة بمئات المقاعد ونوافير الماء ,قاعة من الكبر بحيث تتسع لألف شخص مجتمعين معا ,والغريب ان البيت حجمه من الخارج، لا بدل على انه يتسع لمثل هذه القاعة. اشار الشاب الاسود لنا باشارة فهمنا منها انه يطلب منا الانتظار, انتظرنا خمس ساعات ، وبعد ذلك حضرت الينا فتاة وطلبت منا ان نرافقها, سرنا معا ما يقارب النصف ساعة بين ممرات وصالات ضخمة تبهر الابصار بجمالها، وكأن هذا المكان يسكنه الملوك . وصلنا الى حديقة ضخمة لم ار في حياتي ولا في احلامي اجمل منها، باشجارها وبأزهارها وبتناسقها، والعجيب ان هذه الحديقة لم تكن خارج البيت بل داخله, وهناك طلبت منا الفتاة ان ننتظر ,وعادت من حيث اتت، وما كادت تغيب عن ابصارنا حتى حضر شخصان يبدو عليهما انهما قد بلغا السبعين من العمر. تحدث احدهم وطلب ان نرافقه, سرنا لاكثر من ساعة بين اشجار طويلة وعملاقة، لم استطع ان اميز اين يصل ارتفاعها، لا ادري هل هذا بسبب الظلام، ام انها نمت داخل هذا البيت العجيب؟ بطريقنا نور يضيء المكان بلون اخضر لا ادرك مصدره، ربما كان انعكاس الشمس على لون الاشجار الخضراء لينعكس هذا النور ..دون سابق انذار او رؤية مسبقة وجدنا انفسنا امام سورحجري لا اول له ولا آخر، ولا تصل رؤية العين الى اين ينتهي طوله او ارتفاعه، طلب منا احد الرجلين ان ننتظره، وعادا من حيث اتيا... السور مبني من حجارة عملاقة، وباشكال هندسية جميلة ذات الوان داكنة، فن معماري دمج فيه الماضي بالحاضر، احجار برزت، واحجار مالت من جانب متقاربة ومن جانب متباعدة، وانا أتأملها، فجأة، تحركت سبع حجارة من الصف السفلي للسور، محدثة صوت صرير قوي، وفتحت من خلفها سبع بوابات، وكان هاتفا نادانا ان ندخل، او قوى خفية دفعتنا للدخول خلف النور المنبعث من داخل الابواب، دخلت من بوابة دون قرار مني، وكذلك فعلت مرح، ودخلت من بوابة اخرى غير التي دخلت منها، ووجدنا انفسنا خلف السور، ولم يكن من الممكن ان نرى شيئا بسبب الضباب الكثيف الذي ملأ الجو. لم اكن ارى مرح، واظن انها ايضا لا تراني .. بدأ الضباب يتلاشى، و الشمس تظهرمن وسط السماء لتملأ المكان نورا، لم تحتمل عيوني نور الشمس الساطعة, فوضعت كفاي على عيوني لاحميهما من اشعة الشمس، خاصة واني لم ارها منذ وقت ليس بقصير، حرارة الشمس اقوى من التي اعتادها جسمي، وكان المكان اقرب الى الشمس من أي مكان اخر على الارض. ظهر هذا على الارض المحروقة الخالية من أي نوع من انواع الحياة، والممتدة على طول البصر، لم يكن هناك ظل نستظل به، حتى السور لاظل له، وظله بالاتجاه الاخر للسور . الابواب التي دخلنا منها اغلقت من خلفنا، ولم نعد نستدل مكانها. نظرت الى مرح ونظرت الي، ونفس السؤال عندي وعندها، هل هذه هي النهاية؟ لم تتأثر مرح من حرارة الشمس، انما نور الشمس الساطعة لم تعد تحتمله اكثر، فهي تهرب بعيونها وتخفيها، وتبذل كل الجهد لتحمي عيونها، وكان عيونها لم تعتد مثل هذا النور، فقلت لها: ـ هل خدعونا ليوصلونا الى هذا المكان؟ وهل هذه ارض جهنم التي سمعنا عنها؟ ـ "لا اعتقد ذلك، لو ارادوا ايصالنا الى هذا المكان لفعلوا هذا منذ البداية بلحظات دون عناء، اصبر لنرى ماذا سيحدث".

ـ لا اعتقد اني سأحتمل اشعة الشمس لساعة واحدة. ـ "لا خيار امامنا الا الانتظار والصبر، فلا مكان نذهب اليه وانا اعاني ما تعانيه وربما اكثر منك، فانا لم اعرف الشمس طوال حياتي ،ولا استطيع ان احبها الا في الظل، فان كانت قدرة احتمالك للشمس ساعة فقدره احتمالي لها اقل من ذلك بكثير". ـ يبدو انهم عمدوا الى ذلك حتى نذوق نفس العذاب". فردت:
ـ " لا اعتقد انهم يسعون الى ذلك". لم اعد احتمل، وكذلك مرح، اردت الجلوس على الارض ولم احتمل حرارتها، وفضلت الوقوف، نظرت من حولي ووجدت ان الارض قد تغيرت، ملامحها سوداء جرداء محروقة، حتى الصخر والحجر لم يخف ما حل عليه من فعل الشمس، انها لا بد ان تكون ارض جهنم الجرداء الحارة اللا متناهية. قلت لمرح: ـ لما لا تخلعي ثوبك لنرفعه بايدينا ونستظل به من الشمس وتحمي عيونك، فحرارة الشمس لا تؤثر بجسدك مثلي انا.
فابتسمت وهي تظلل عيونها بيديها وقالت: ـ" ا ن طلبك مهين" .
ـ وما الاهانة في طلبي، اتخجلين؟!!
ـ " لو اني لا اعرف مدى سذاجتك لرددت عليك الرد المناسب". فوجدت في هذا الحديث متعة قد تستطيع ان تلهيني عن العذاب الذي انا فيه، واردت ان اكمل حديثي الا ان انفتاح باب بالسور لفت انتباهنا وقطع حديثنا، انفتح باب من السور وخرج منه رجل طويل القامة، في ملامحه القوة والشدة والحزم، وكأنه قائد جيوش العالم، سار باتجاهنا وطلب منا بلهجة الامر ان نتبعه. كان يسير وكأن الارض ترتعد من تحت اقدامه... تبعناه المسافة تزيد عن المئة متر، فوجدنا انفسنا تحت ظل يحجب الشمس، وكان هذا الظل مظلة خفية لم نكن لنرها، وتحت هذا الظل طاولة شبه مستديرة، ومجموعة من الكراسي يزيد عددها عن عددنا، مصنوعة من الحجر الاحمر من الرخام، طلب منا ان نجلس، او بالاحرى، امرنا بحزم ودونما مجاملة ان نجلس ، جلسنا وكان الجو رطبا، فاردت ان اساله، ولكن قبل ان انطق الكلمة الثانية بعد الاولى قال لي بطريقة تحقيرية: ـ " اصمت ولا تتكلم".. تغيرت ملامح مرح وبدا عليها الامتعاض للطريقة التي عاملني بها، وظهر الكبرياء المعتاد في عيونها، ربما كان هذا لانها شعرت بانه سيعاملها بالمثل لو انها تكلمت ، نظر الينا هذا الشخص وقال

يتبع>>>>>>>>الحلقة 46




 توقيع : البارونة

البارونة


رد مع اقتباس
قديم اليوم, 03:13 PM   #45


الصورة الرمزية البارونة

 عضويتي » 1746
 جيت فيذا » 13 - 7 - 2024
 آخر حضور » اليوم (03:27 PM)
 فترةالاقامة » 103يوم
مواضيعي » 15
الردود » 950
عدد المشاركات » 965
نقاط التقييم » 250
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 17
الاعجابات المرسلة » 6
 المستوى » $27 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهAlbania
جنسي  »  Male
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل 7up
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةNGA
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور البارونة عرض مجموعات البارونة عرض أوسمة البارونة

عرض الملف الشخصي لـ البارونة إرسال رسالة زائر لـ البارونة جميع مواضيع البارونة

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

البارونة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية رعب في النت زوجتي من الجن




الحلقة 46

جهنم "برصاد"

ـ "انا "برصاد" الحارس الاول لهذا السور، والمساحة التي يمتد اليها ظله، وانتم الان تجلسون في منطقة مسؤوليتي، ولم يحدث منذ ان استلمت قيادة السور ان استطاع احد ان يخطو خطوة واحدة خلفه، او حتى يلمسه من الخلف أيا كان ومن أي عالم كان، وكان يكفي التفكير في ان يجتازه احد لتكون نهايته، ولكن لقد صدرت لي الاوامر ان اسمح لكم بدخوله، وبرغم ان هذا يؤلمني الا اني نفذت الاوامر، وكنت اتمنى لو انكم وصلتم الى هنا ولم تكن هناك اوامر تقيدني، لكنت جعلت منكم شيئا من لا شيء، و"صراره"(بحصة) صغيرة في احدى حجارة هذا السور، واتمنى ان تسنح لي الفرصة يوما لالقاكم من جديد، وتكون لي الحرية لافعل بكم ما اشاء، والان اطلبوا ما شئتم مما استطيع ان انفذه وارحلوا من هذا المكان، واني احذركم، بانه لو غربت الشمس واشرقت ،وانتم لم تتجاوزوا حدود ظل السور فساعيدكم الّي لتعرفوا من هو "برصاد"، سأعيد عليكم كلامي حتى يكون واضحا، وان لم تفهموا شيئا فأسالوا حتى تفهموا، غدا حينما تشرق الشمس سيكون للسور ظل، ولو كانت قدم احدكم ما زالت على الظل فان لي الحرية لاعيدكم وافعل بكم ما اشاء، هكذا هي الاوامر، وانا اتمنى ان لا تنجحوا وتتخطوا ظل هذا السور، حتى استطيع ان استضيفكم في جهنم "برصاد"، افهمت يا حسن يا ابن صفية، ويا "كونته" ابنة نازك"؟ فهزت مرح راسها باستخفاف وكانه لم يعجبها ان يخاطبها باسمها الحقيقي. فرد اليها هو ايضا النظرة بنظرة اشمئزاز وقال: ـ "الان ساحضر لكما الطعام والشراب ،لان جسدكم سيحتاجه في هذه البقعة".. وبعد لحظات حضر عدة اشخاص يحملون في ايديهم اطباقا مختلفة فيها من جميع اصناف الطعام الذي اعرفه، وفي اطباق اخرى طعام لم اعهد مثله من قبل، وضعوا الاطباق على الطاولة وانصرفوا دون كلام، وكنت فعلا قد شعرت بالجوع والعطش منذ لحظة خروجي من السور، وكأني عدت الى وضعي الطبيعي، الاطباق والشراب التي امامي كانت تختلف عن تلك التي وضعت امام مرح، بدأت اكل بشراهة واشرب ولا ابالي بوجود احد، وبعد ان اخذت حاجتي من الطعام والشراب لفت انتباهي ان مرح لم تمد يدها الى شيء، بل التفتت الى الاتجاه الاخر شاغلة نفسها بالعبث بشعرها، وكانه لا يهمها احد او شيء، فالتفت اليها برصاد وقال : ـ "كلي يا "كونته" هذا الطعام الذي اعتدت عليه بعالمك، انا اعلم انك بحاجة اليه". رفعت مرح حواجبها وزمت شفتيها وحركت عيونها باستخفاف كبير "ببرصاد" ، تنهد برصاد وقال: لست الا حشرة مغرورة ... ووجه حديثه لنا الاثنين : ـ "هل تريدان شيئا قبل ان اذهب "؟ قلت له :
ـ اريد ان اعرف الى اين تصل حدود ظل السور ؟

قال لي : ـ " اعرف بنفسك "!!
قلت : ـ نريد سيارة نقطع بها المسافة. ضحكت مرح من كلامي بطريقة استفزت برصاد، وعلمت فورا ان طلبي سخيف، فنظر الي وقال: ـ " لا توجد سيارات ". قلت : ـ اذا مظلات وماءاً وطعاماً وملابس تلائم المكان .. والتفتت الي مرح لفتة سريعة فهمت منها انها تريد ان اطلب لها شيئا حتى لا تطلبه هي منه .
قلت : ـ وشيء يقي عيون مرح من الشمس .
ابتسم برصاد وقال: ـ "ساحضر ما طلبته ولكن لن تحتاجونه". قلت : ـ بأي اتجاه يجب ان نسير ؟ قال: ـ "بأي اتجاه معاكس للسور سيروا". قلت : ـ هل مسموح ان نطلب جمالا نركبها؟ ضحكت مرح مرة اخرى من طلبي ...وقال برصاد: ـ "هل هناك شيء اخر "..؟
فكرت قليلا وقلت له: ـ "لا تنسى ان تحضر علبة سجائر وولاعة". ضحكت مرح بصوت عال، استفزت برصاد، فقال كاتما غيظه: ـ "ساحضرها لك". قلت له لا شعوريا : ـ " مارلبورو " اذا سمحت. ولكن كلمتي التي لم اقصد بها شيئا جعلت مرح لا تتمالك نفسها من الضحك، حتى كادت تسقط من على الكرسي ، ووقف "برصاد" على قدميه .. وقد خيل لي انه سيمسك مرح من شعرها ويرفعها عن الارض، ثم يلقيها ثم يدوس عليها بقدميه، لكنه تمالك اعصابه وغضبه، وتعمدت مرح ان تستمر بالضحك اكثر واكثر. قال "برصاد": ـ "الان ساذهب، واتمنى ان القاكم مرة اخرى "... سار "برصاد" باتجاه السور ومرح لا تزال تضحك وترفع صوتها. وما ان اقترب من السور حتى نادت مرح عليه وقالت : ـ لا تنسى " المالبورو" ... ـ مصاحبة الكلمة بضحكة متواصلة ـ والتفت "برصاد" الى مرح والشرر يقدح في عينيه، ودخل البوابة التي ظهرت من السور، وبعد دقائق خرج من السور عدة اشخاص، واحضروا ما طلبناه، وعادوا دون كلام، الا ان مرح قالت لهم وهي تضحك :
ـ "سلموا لي على "برصاد"". والتفتت الي مرح وقالت:

ـ "انت اشفيت غليلي منه، لأول مرة من معرفتي بك بدأت احب هبلك واسلوبك في الكلام "...
ـ ليش ما انا كنت احكي عادي، وهو الي حكى: اطلبوا أيش بدكم.
ـ " وبتروح تطلب سيارة... انت بتفكر حالك وين".. واخذت تضحك . ـ ولكن الم تخافي من غضبه وانت تقومين باستفزازه .
ـ "اردت ان ارد اليه الاهانة، ولم تكن لدي طريقة اخرى، ولو كان مسموحا له ان يؤذينا لفعل ذلك دون الحاجة لاستفزازه ".
ـ هيا اذا، لنسرع ونخرج من هنا، قبل ان ينتهي الوقت ونعطي الفرصة الى "برصاد" ليفعل بنا ما يشاء. ـ "لا تستعجل فلن تستطيع التحرك قبل ان تبدأ الشمس بالغروب، والا فقدنا قوتنا، وهو قد لمح الى ذلك حينما طلبت الاغراض وقال انكم لن تحتاجوها، فلن نحتاج الى المظلات بعد غروب الشمس. وبدأت مرح تاكل وتشرب من الطعام الذي رفضت ان تمد يدها اليه امام "برصاد"، وكأن كبرياءها منعتها من ذلك. استبدلت ملابسي وحذائي بالملابس التي احضروها، وكانها فصلت لتلائمني، وخلعت مرح ملابسها واستبدلتها امام عيوني التي ترقب جسدها الفاتن، الذي كاد ان ينسيني ما كنت فيه وما انا مقدم عليه، فقلت لها مازحا: ـ "ها انت قد خلعت ثوبك ولم تجدي بذلك مشكلة ولا اهانة، فلم يا مرح رفضت ان تفعلي ذلك حينما طلبت منك ان نستظل بثوبك من الشمس، ام انك خفت على جسدك ان يسمر من اشعة الشمس". فابتسمت وقالت:
ـ " لو شرحت لساذج مثلك فلن يفهم، وجسدي لا اكشفه الا اذا اردت انا ذلك ". رددت مازحا : ـ لو رددت علّي، لكان "برصاد" قد رآك ونسي السور ونسي نفسه . ـ "ليذهب الى جحيمكم قبل ان يرى "برصاد" وامثاله جسدي".. بدأت الشمس تميل الى الغروب، ووقفت مرح وقالت: ـ "هيا يا حسن لنسرع ونستغل الوقت، الجو الان ملائم للسير".. واردت ان احمل معي بعض الماء والطعام، لكنها طلبت ان لا افعل حتى لا تثقل حركتنا، واننا لن نكون بحاجة اليها، ويجب ان نحتمل، وسرنا على اقدامنا مسرعين ،وحل الظلام ونحن نخطوا مبتعدين عن السور، وكانت مرح تحثني على ان اسرع اكثر، حتى تعبت، وطلبت منها ان استريح، وقلت لها: ـ الا تتعبين ؟
ـ "لا وقت لدينا يا حسن، لو كانت المشكلة مشكلتي لقطعت هذه المسافة في لحظات، ولكن مصيري مرتبط بمصيرك، ويجب ان تحتمل، ارجوك اسرع" .. اسرعت في مشيتي اكثر من السابق، وكانت مرح في كل حين تنظر الى السماء وتطلب مني ان اسرع، فقلت لها: ـ اعتقد اننا ابتعدنا بما فيه الكفاية، وان ظل السور لا يمكن ان يصل الى هنا ..
قالت : ـ " لا يا حسن ربما لم نقطع نصف المسافة، فارتفاع السور كبير وظله سيكون عشرات الاضعاف". وقفت مرح وطلبت مني ان اجلس واستريح، ففعلت ذلك، وجلست واستراحت هي كذلك،
وقالت

" الان يا حسن يجب ان نركض بكل قوانا، وان لا نتوقف حتى تنشر الشمس اشعتها" .. ففعلت ما امرتني به، وركضت وركضت بسرعة جنونية، حتى بدأ النور يظهر وتتلاشى معه ظلمة الليل، ووقفنا، وظهر ظل السور منبسطا على الارض ونحن نبعد عنه مئات الامتار، فجلسنا والفرحة تملأ صدورنا. علمنا اننا الآن نجونا من قبضة وبطش "برصاد"، وارتحنا قليلا، وسرنا لنصعد هضبة لنرى انتصارنا على ارض الجحيم وتلك البقعة الجرداء، وان كل ما نراه امامنا الان هو الخضرة والاشجار والازهار.. سمعنا صوت هدير بين الاشجار، بدا صوته كشلال كبير، فسرنا نحوه، ودخلنا غابة كثيفة من الاشجار، وصدق ظننا، لقد وجدنا انفسنا امام نهر تحيط به الاشجار من كل جانب، وتحوم فوقه الطيور والعصافير،وهدير الشلال الذي ينساب من اعلى النهر يصدر اصواتا تطرب لها الاذان، وتفرح لها القلوب، وصفاء ماء النهر وانعكاس زرقة السماء فيه تبعث على الراحة والطمأنينة، وتشد ناظره لان يسبح فيه، جلسنا بجانبه ومرح تتامل النهر وما حوله، والقلق باد في عيونها.. خلعت ثيابي ونظرتني مرح
وقالت: ـ "ماذا ستفعل"؟ قلت لها : ـ اود ان اسبح قليلا. ـ " ان صفاء النهر وجماله يبعث على القلق فلا تقترب منه حتى نتبين حقيقته، وان صدق ظني فان هذا هو النهر الملعون الذي كنت اسمع عنه الحكايات في عالمي ". ـ وكيف تعرفين، ولماذا تظنين ؟ ـ "انظر الى الطيور التي تحوم فوقه.. لا يعكس النهر صورتها، وكذلك الاشجار، فما سمعته ان النهر الملعون لا يعكس صورة شيء حي ". ـ وكيف تتأكدين من ذلك ؟ ـ "سنقترب منه، وان لم يعكس صورتنا فهذا إذن هو النهر الملعون".. واقتربنا من النهر ببطء، وما ان وقفنا بجانبه حتى عكس النهر صورتنا مثله كباقي الانهار .
قلت لها : ـ خاب ظنك يا مرح، فالحكايات تبقى حكايات. واقتربت انا اكثر لاسبح قليلا دون أية معارضة من مرح، ولكن صوتا هتف من الخلف وقال: ـ " لا تفعل ذلك". التفت باتجاه الصوت، ورأيت فتاتين توأمين، وكأن صورة احداهما وحركاتها انعكست بمرآة، لتبدو اثنتان من حوريات الاساطير ، اقتربن منا وقالت الاولى: ـ "انه النهر الملعون فعلا.." وقالت الثانية: ـ "صدقت يا "كونته"". واكملت الاولى: ـ" ولكن ما تعرفينه عن هذا النهر شيء بسيط، فلهذا النهر اسرار لا يعرفها احد". واكملت الثانية: ـ " وما لم تعرفيه ان هذا النهر يعكس الصورة التي يريدها". وتكلمت الاولى وقالت: ـ "انا فاده".. وقالت الثانية: ـ " انا ناده "..

قالت فاده: ـ " نحن حارستا هذا النهر، ومنذ عهدنا بمسؤولية حراسته لم يطفو عليه أي كان، ومن أي عالم كان".
واكملت ناده : ـ "ومجرد التفكير بالاقتراب منه كان كاف لتكون نهاية من فكرفي ذلك، وسنسمح لكما بالمرور منه، ليس لاننا نريد ذلك، ولكن لان الاوامر صدرت بأن نسمح لكما بالعبور، ولكننا نحذركما بانه ان غربت الشمس وكانت اذناكما تسمعان صوت هذا الشلال، فان لنا الحرية ان نفعل بكما ما نشاء".
وقالت فاده: ـ " ونتمنى ان لا نلتقي بكما حتى لا تعرفا ماذا يمكن ان نفعل بكما" قالت ناده: ـ "ومن كل قلبنا نتمنى لكما النجاح وان لا نلتقي ثانية" قلت وما زلت مبهورا بجمالهما: ـ والى أي مدى يصل صوت الشلال فقالت فاده : ـ" اعرفوا بأنفسكم" ؟

سألت : ـ والى اي اتجاه يجب ان نذهب ؟ اجابت ناده: ـ "إلى أي اتجاه تريدان من خلف النهر وعكسه اذهبوا"
وقالت فاده: ـ "والان، انت مر من هنا على هذا الجسر، وانت من على هذا الجسر، وستلتقيان معا في النهاية ". لم اكن ار أي جسر فسالت: ـ اني لا ارى أي جسر.. ولم اكمل كلامي حتى كنت ارى الجسرين حيث اشارت بيدها، ولم اكن ارهما في السابق . قالت ناده: ـ " هيا اذهبوا ".. لكزتني مرح بيدها كي نتحرك، ولم تكن مرح تتفوه بكلمة واحدة.. ولكني توقفت ووددت لو اني اقضي بعض الوقت في الحديث مع هاتين الحوريتين، وقلت موجها كلامي لهما: ـ والله اني اتمنى ان لا انجح حتى القاكما ثانية.. فأجابت فاده: ـ "لا تتمنى ذلك".. وكانت مرح تحثني وتشدني على ان أمضي بسرعة وفي عيونها قلق، ولكني اكملت حديثي وقلت لهن: ـ هل يمكن ان نتصافح؟ وكم كنت اود في قرارة نفسي بان المس يد احداهن . قالت ناده: ـ " لا اظن انك تود ذلك".
وقرصتني مرح قرصة اوجعتني وقالت بهمس
يتبع>>>>>>>>الحلقه 47




 توقيع : البارونة

البارونة


رد مع اقتباس
قديم اليوم, 03:14 PM   #46


الصورة الرمزية البارونة

 عضويتي » 1746
 جيت فيذا » 13 - 7 - 2024
 آخر حضور » اليوم (03:27 PM)
 فترةالاقامة » 103يوم
مواضيعي » 15
الردود » 950
عدد المشاركات » 965
نقاط التقييم » 250
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 17
الاعجابات المرسلة » 6
 المستوى » $27 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهAlbania
جنسي  »  Male
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل 7up
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةNGA
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور البارونة عرض مجموعات البارونة عرض أوسمة البارونة

عرض الملف الشخصي لـ البارونة إرسال رسالة زائر لـ البارونة جميع مواضيع البارونة

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

البارونة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية رعب في النت زوجتي من الجن




الحلقة 47


(درب الحكمة )

"هيا تحرك ايها الغبي ولا تمازحهما اكثر".
قلت لمرح : ـ لا تغاري.. وخطوت باتجاه الحوريتين. وامسكت بيدي مرح وقالت لا تفعل ذلك فسحبت يدي وانا اضحك واقتربت اكثر .
قالت فاده : ـ "ماذا تريد" ؟ قلت مبتسما : ـ اود ان اقبلك قبلة الوداع واشكرك على مساعدتنا .!! قالت ناده : ـ "اتريد ذلك فعلا" ؟ قلت : ـ نعم اود ذلك قالت فاده : ـ "أتريد أن تقبلني أم تقبل ناده"؟ فقلت: ـ كلاكما معاً.. قالت ناده: ـ "لك ذلك.. إقترب وأفعل". وما ان اقتربت خطوة واحدة الى الامام حتى تحولت فاده امام عيوني الى افعى سوداء، إقشعر بدني وعدت الى الخلف مذعورا، وانا لا اعي ما حدث، واسرعت باتجاه الجسر، ونظرت خلفي وانا على الجسر ورايت فاده وناده تضحكان، وتشيران بيدهما نحونا وكانما تقولان: "مع السلامة". لحظات وكنا بالاتجاه الاخر للنهر
وقالت مرح: ـ "بتستاهل يصير فيك اكثر من هيك، واحد "حمار" مثلك ما بسمع النصيحة" . قلت وما زال الخوف يعتريني: ـ كيف انقلبت هذه الحورية الى افعى بهذه السرعة ، كيف عرفت يا مرح فانت كنت خائفة منهما ولم تكوني خائفة من "برصاد" بهذا القدر. قالت: ـ "لقد عرفت من اللحظة الاولى، ولم استطع ان اخبرك فانت كنت مبهورا مجذوبا بجمالهما وتوأم بهذا التشابه الكبير معروف في عالمنا بانه لا يكون الا للافاعي، فلايغرنك جمال لا تدري ماذا يخفي خلفه، فهيا نسرع لنصل قبل غروب الشمس، فلو وقعنا بقبضتهما لذقنا من اصناف العذاب ما يميتنا الف مرة في المرة الواحدة". واخذنا نسير ونشق طريقنا من بين الاشجار وصوت الشلال يلاحقنا، وما كادت الشمس تبدأ بالغروب حتى تلاشى صوت الشلال، ولم نعد نسمعه، وشعرنا بالامان وسرنا قليلا، لم تكن الشمس قد غابت بعد . لنجد انفسنا وسط ارض واسعة، كلها زهور وورود من كل الاصناف على مدى رؤية العين، تفوح منها روائح زكية تنعش الروح وتنشطها، ومددت يدي لاقطف وردة، وكذلك فعلت مرح، ولكن صوتا اتى من الخلف قال:" لا تفعلوا ذلك..". التفتنا الى مصدر الصوت وكان صادرا عن شيخ كبير في السن، يتوكأ على عصا ويجلس تحت اقدامه نمر لم ار اضخم منه، ولم اكن لاتصور ان نمرا يكون بهذه الضخامة. قال العجوز: ـ انا اسمي "نيركا.". واشار الى النمر.. ـ وهذا مساعدي "نار"، منذ الف عام وانا احرس هذه الحدائق، ولم يكن ليستطيع أن يشم رائحتها احد، ومجرد التفكير في ذلك كان يكفي لتكون نهايته، أيا كان ومن أي عالم كان، ولكن امر من لا يعصى لهم امر صدر لاسمح لكما بالمرور من وسط هذه الزهور، ولكني احذركم بانه لو اشرقت شمس الغد وما زالت انوفكم قادرة على شم رائحة ورود هذه الارض، فاعلموا ان "نار" سيستقبلكم بطريقته، هيا اغربوا عن وجهي، واتبعوا الورد ذو اللون الابيض لتستطيعوا الخروج من هذه الارض.". واشار بيده الى شجرة وقال: ـ" ان احتجتم الى طعام وماء، فتحت هذه الشجرة تجدون ما تحتاجونه.". ووضع العجوز يده على راس النمر، وهب النمر واقفا، وسارا مبتعدين عنا، وتوجهنا الى الشجرة فوجدنا الطعام والشراب، واكلنا وسرنا وتبعنا الورد الابيض، وكنا قد خرجنا من ارض الورود قبل شروق شمس اليوم الثاني بكثير، ولكن رائحة الورد ما زلت تفوح، وابتعدنا اكثر حتى اننا لم نعد قادرين على شم رائحة الورود، وجلسنا نستريح قليلا، واخذت قسطا من النوم ولم افق الا على اشعة الشمس تداعب وجهي، لارى حولنا اسراباً من الحمام لا تعد ولا تحصى، وترى على مدى رؤية العين، وظهرت امامنا امراة كبيرة مسنة ، لا يبدو عليها الهرم، تسير بخطى واثقة نحونا وكانها ملكة، ويحلق الحمام من فوق راسها ، حنان وحب العالم باسره في عيونها، اقتربت وقالت: ـ " يا ابنائي اهلا وسهلا بكم، انا اسمي الام "نرامارا"، وانا المسؤولة عن هذه الاسراب من الحمام، فيا اولادي لم اكن لامنع احد بالمرور لو اراد ،ذلك، بالرغم من حزني وقلقي عليه من ان لا يصل في الوقت المناسب، حتى لا يحدث له مكروه،فيا ابنائي قبل ان ترحلوا بسلام ساعطيكم هذه النصيحة:

" لا تبحثوا عن شيء ليس لكم، والان ارجوكم ان تسرعوا وتبتعدوا عن هذا المكان قبل غروب الشمس، فلو غربت الشمس وما زالت عيونكم قادرة على رؤية حمامة واحدة في السماء من هذا الحمام ، فسيلحق بكم اذى لا اتمناه لاحد."
ارجوكم اسرعوا الان واذهبوا من هذا الاتجاه، ولا تبطئوا حتى يختفي الحمام عن ناظريكما.. هيا اذهبا بسلام .". انهت الام "نرامارا" حديثها، وكم كان جميلا وحنونا ودافئا صوتها، اسرعنا بقدر استطاعتنا لنبتعد عن المكان عملا بنصيحة الام "نرامارا " ....

واستطعنا ان نصل، وان يختفي الحمام عن أنظارنا في وقت ما بعد الظهر بقليل ، وبذلك نكون قد وفرنا الكثير من الوقت، واخذنا راحتنا، وأكملنا السير الى الامام وانا اجد متعة عظيمة بهذه المغامرة العجيبة، ومن بعيد ظهرت امامنا مدينة كبيرة بيوتها متواضعة . فسرنا ما يقارب الساعة حتى وصلنا مدخل المدينة، وكان يحيط بالمدينة سور لا يتجاوز ارتفاعه المتر، وكان لمدخل المدينة قوس كبير من الحجر .منظره مألوف، وتصميم البيوت ومنظرها من الخارج كالبيوت القديمة في عالم البشر . دخلنا القوس ، وكان هناك عدة اشخاص، جميعهم يرتدون اللون الابيض وباعمار مختلفة، يتحادثون مع بعضهم البعض، ولا احد يلتفت الينا ,انتظرنا ان يظهر لنا احد ويكلمنا لنعرف اين نحن، وما يجب علينا ان نفعله، كما حدث في المرات السابقة، ولكن لم يأبه بوجودنا احد، فسرنا على اقدامنا ,نتجول في شوارع المدينة المليئة بالاشخاص من كافة الاعمار، سرنا بينهم نسترق السمع احيانا لنعرف بم وعم يتحدثون، ونتفرج على البيوت المتواضعة جدا والمتشابهة، ولم يظهر لنا احد ولم يهتم بوجودنا احد، مرت ساعات واقتربت الشمس على الغروب ونحن كما نحن . قلت لمرح : ـ "اين نحن ؟"
ـ "علمي علمك، لا اعرف .
وماذا يجب ان نفعل؟ فالشمس اقتربت على الغروب ولا احد يأبه لوجودنا ,هل نحن في مدينة اموات و اشباح لا يرونا، او نحن الاشباح وهم الاحياء ولهذا لا يرونا ."
كلا انهم يرونا جيدا، ويشعرون بوجودنا، ولكنهم لا يأبهون بنا، او ان وجودنا لا يعنيهم.". ـ "ولم لا نسالهم ؟".
ـ" وعن ماذا سنسألهم ؟". ـ "عن الطريق للخروج من هنا ..". ـ اسال كما تشاء . اقتربت من احد الاشخاص وسالته : ـ "اخبرني اذا سمحت، اين نحن ؟" فرد : ـ "انت هنا، في المدينة .".
قلت : ـ "ولكن ما هي؟ وما اسمها؟ وكيف نخرج منها ؟". قال : ـ "من دخل إليها يعرف ما هي، وما اسمها ،ولا يخرج منها.". احترت بامره، وتوجهت لشخص آخر، وسألته، وأعطاني نفس الاجابة، فغمزت مرح وأشرت بيدي... لتفهم بأننا وصلنا إلى مدينة مجانين. وكررت سؤالي لاكثر من شخص , وكان سؤالي هو الجواب لسؤالي، . قالت مرح: ـ " اسمع يا حسن يجب ان تفكر بسؤال يوصلنا الى نقطة نبدأ منها اساله كيف يمكن ان نلتقي بكبير هذه المدينة ؟" سألته,فأجاب: ـ "اذهب الى بيته فتلقاه!! .". سالته : ـ" واين يقع بيته ؟". رد : ـ" بيته في المدينة هنا !!.". قلت لمرح : ـ "هؤلاء الناس مجانين، فكري بسؤال يوصلنا الى بيت كبير المجانين ..". تكلمت مرح وسألت بنفسها: ـ "هل بيته بعيد من هنا ؟؟". اجاب : ـ" لمن يعرفه فهو قريب، ولمن لا يعرفه فهو بعيد ...". قالت : ـ "وهل هو قريب منك؟ وهل تراه في عيونك ؟". قال : ـ "نعم قريب مني، ولا اراه حيث اجلس، فشدتني مرح وسارت الى مجموعة من البيوت التي تقع خلف الرجل الذي سالناه، ودقت على باب احد البيوت ,وخرجت لنا امراة!! وسالتها مرح :ابيت كبير المدينة هو احد البيوت التي على يسار بيتك ؟؟". فردت المراة : ـ" لو اردت ان يكون على يساري لكان !!!".
سالتها مرح : ـ "وهل البيت الخامس على يمينك هو بيت كبير المدينة .".
قالت : ـ لو سألت جار جاري لكان سؤالك هو الجواب . قالت مرح : ـ" هيا يا حسن لقد عرفته ..". وتوجهنا الى البيت السابع على يمين بيت العجوز .وطرقنا على الباب، وخرج لنا شخص ملتح وقال : ـ اهلا وسهلا تفضلا.. واجلسنا على مقاعد مريحة جدا، وكان بيته غاية في التواضع ومريح جدا ,مليء بالكتب، منظم، بغاية الدقة.. ودون ان يسالنا اي سؤال احضر لنا طعاما وماء وتركنا ناكل ونرتاح، وعلمنا اننا قد وصلنا غايتنا.. وبعد ان انتهينا وارتحنا ،
قال لنا : ـ انا اسمي "جيجار" ، وانا المسؤول عن هذه المدينة الكبيرة التي لم يدخلها احد وفكر بالخروج منها، بل فضل البقاء فيها لما يتوفر فيها مما لا يتوفر في أي مكان اخر، لن تفهموا معنى كلامي، او ما يوجد في هذه المدينة، فهذا لن يهمكم، ولكن ماعلمته عنكم بانكم يجب ان تخرجوا منها وأنا سأساعدكم قدر استطاعتي..لهذه المدينة عشرات الابواب .وانتم دخلتم من الباب الذي لم يدخله احد منذ توليت مسؤولية هذه المدينة، ولهذا لايمكن ان تخرجوا الا من باب واحد او تعودوا من نفس الباب الذي دخلتم منه، وانتم تعلمون ما معنى دخولكم وخروجكم من نفس الباب...الاوامر التي صدرت لي ان اعطيكم ثلاثة ايام من لحظة وصولكم الى بيتي للخروج من المدينة، وان انتهت الايام الثلاثة، فسيتم اخراجكم من نفس الباب الذي دخلتموه...والان ان كانت لديكم اسئلة فاسألوها وارحلوا ولا تضيعوا وقتي ووقتكم.". سألت : ـ "ما اسم هذه المدينة ؟". اجاب : ـ "انها (درب الحكمة )، ويسكنها من يبحث عن الحكمة من أي عالم كان ...". وسألناه عشرات الاسئلة، وكان يجيب عليها مباشرة ,حتى انتهينا .فوقف ورافقنا الى الباب، وقال: ـ "لا تنسوا ان اهل هذه المدينة لن يكذبوا عليكم في جواب أي سؤال تسالونه، وسيجيبون على أي سؤال ً و لن يجيبوكم، والان توجهوا الى الحديقة، وهناك ستجدون من يساعدكم.". سألته قبل ان نذهب : ـ "واين تقع حديقة المدينة؟". فابتسم وقال: ـ" انها تقع في المدينة..." خرجنا انا ومرح نسير في طرقات المدينة ...
قالت مرح: ـ " لن نجد الحديقة لو بحثنا عنها طوال العمر .وحتى نصل اليها يجب ان نسال اهل المدينة عنها، ففكر معي بالطريقة التي يجب ان نسال بها حتى نصل الى الحديقة .". وسرنا بطريق لا ندري إلى اين تصل .واستوقفت احد المارة وسألته: ـ " في أي اتجاه يجب ان نسير لنصل الى حديقة المدينة !!!" قال : ـ كل الاتجاهات توصل في النهاية الى الحديقة . قالت مرح : "والاتجاه الذي يوصلنا اسرع ؟؟". قال : ـ" ان كان لديكم وقت، سيروا حيث اسير.". وتركنا وذهب، واردت ان اسير خلفه، فهم لا يكذبون كما قال الحكيم "جيجار"..لكن مرح شدتني من يدي وقالت: ـ " يا اهبل، لقد قصد الاتجاه المعاكس .فنحن لا يوجد لدينا وقت لنضيعه بالسير خلفه...". وسرنا بالاتجاه المعاكس لسير الرجل ووصلنا لمفترق ذو ثلاثة طرق، واوقفت احدهم وسالته: ـ "حديقة المدينة الى الخلف ام الى الامام ؟". اجاب: ـ "الى الخلف والى الامام..". واحترت بجوابه ، وضحكت مرح وقالت : ـ يا غبي لقد اجابك بالنسبه له ولك، وانتم احدكم يقف امام الاخر، ولا تستطيع ان تحدد بهذه الطريقة، فلا داعي لان تستهلك ذكاءك الزائد،و وفره للحاجة ...". وسارت مرح حتى وقفت على احدى طرق المفترق، وانتظرت حتى مر احدهم من الطريق الاخر المعاكس للمفترق وسألته من بعيد.بصوت عال: ـ " من اقرب منا الى حديقة المدينة انا ام انت .". فرد : ـ "للذاهب اليها اقرب، وسار في طريقه .." ضحكت وسخرت من مرح .وقلت: ـ " لقد سخر منك ولم تنجحي بالحصول على جواب ." قالت لي : ـ" الم اقل لك وفر ذكاءك ,فانا التي سألت اذا انا التي ستذهب ، والمسافة من حيث اقف أنا إلى الحديقة مقارنة بالمسافة حيث يقف هو للذاهب اليها أقرب، اذا هذه هي الطريق، هيا بنا.". وسرنا، وكان الليل قد انتصف ،ووصلنا الى نهاية الطريق وكانت بلا مخرج، وفي نهايتها عشرات البيوت، تأفأفت من القهر، وفي الحقيقة كنت سعيدا بداخلي لفشل مرح في تحديد الطريق الصحيح، ولم يكن احد يقف في الشارع لنسأله . لكن مرح اقتربت من احد البيوت وطرقت الباب واطل علينا رجل .
فسألته مرح : ـ هل يوجد من هذا الشارع مخرج يوصلنا لحديقة المدينة ؟.


رد علينا الرجل ,وقال : ـ" نعم يوجد ولا يوجد..". واغلق الباب . قالت لي مرح : ـ "ان احد البيوت يوصل للحديقة ،ولكن بيته لا يوصل، وهذا ما قصد بنعم ولا .". قلت لها : ـ "تعالي نطرق جميع الابواب حتى نصل الى الباب الصحيح .". قالت : ـ عظيم وكيف سنعرف الباب المقصود؟ وافرض اننا طرقنا على احد الابواب وكان هو الباب المقصود، ولكنه لم يخبرنا بذلك فماذا نفعل يا عبقري زمانك؟ اصمت انت ودعني اتولى حل هذه المشكله .". اخذت مرح تعد الابواب، ووقفت عند احد الابواب في المنتصف وطرقته ,وخرجت لها امراة، واشارت مرح لاحد الابواب وقالت: ـ "هذا الباب الاول من اليمين وذاك الباب السادس عشر من اليسار، اي الابواب تدخل الى الحديقة اذ لم يكن بابك ؟".
قالت المراة: ـ " الثالث والاخير دونه الاول ."
صمتت مرح قليلا وقالت : ـ" الباب التاسع هو المقصود." وتوجهنا الى الباب التاسع واطل علينا رجل .وسالته مرح : ـ "امن بيتك ندخل الحديقة ام من بيت جارك ؟". فرد علينا: ـ ان سالتني فلا تسألي جاري .
قالت : ـ "اندخل اذاً ؟؟؟". فرد : ـ اهلا وسهلا، وصلتم بأسرع مما كنت اتوقع . دخلنا البيت من باب، وخرجنا من باب آخر الى حديقة كبيرة جدا، تختلف في كل شيء عن الحدائق السابقة التي رايناها . جلسنا في طرف الحديقة القريب الى بيته ...وقال لنا : ـ ان اردتم ان تستريحوا وتناموا الى الغد ,فتستطيعون ان تفعلوا ذلك، وان احتجتم الى شيء فانا في البيت وسألبي ما ستحتاجونه ,وان اردتم ان ترحلوا الان او في أي وقت فلكم ذلك...تستطيعون التوجه إلى ينبوع الماء وهناك ستجدون من يساعدكم بالخروج من المدينة. بامكانكم الوصول اليه بسهولة .والان ساترككم ,وان قررتم الخروج فاخرجوا من ذلك الباب.". واشار اليه بيده وهو بالاتجاه المعاكس، وذهب وتركنا . نمنا، وخرجنا مع اشراقة الشمس نبحث عن ينبوع الماء
واخذت مرح تسأل المارة عنه بذكائها المميز، وما ان مرت ساعة واحدة حتى وصلناه. ووجدنا بالقرب منه رجل استقبلنا ورحب بنا ,واسقانا من ماء الينبوع. وشربنا منه حتى ارتوينا . ووجدنا انه يتميز عن كل ماء عرفناه، لم نعرف السبب او كيف يوصف، ولكنه قال لنا : ـ "لم يشرب احد من ماء هذا الينبوع.". واراد مفارقتنا وطلب منا ان نتوجه الى ساحة المدينة، وهناك سنجد من يرشدنا، ونجحنا بالوصول ومن ساحة المدينة طلب منا الشخص الذي انتظرنا ان نتوجه الى مكتبة المدينة، ومن المكتبة الى البرج ,ومن البرج الى ساعة المدينة، ومن الساعة الى قلعة المدينة، ومن قلعة المدينة الى مجلس المدينة، ووصلنا المجلس، وكان قد انقضى يوم ونصف اليوم بين هؤلاء العقلاء المجانين الذين ضيعوا علينا كل شيء، وارهقونا بالغازهم اللامتناهية، ورغم سرعة بديهتهم بالاجابة، وذكائهم المميز، الا ان ذكاء مرح الذي لا يوصف استطاع التغلب على كل الصعاب، وفي مجلس المدينة، استقبلنا احدهم ,وادخلنا الى قاعة كبيرة مبنية من الحجر القديم، وسقفها عبارة عن قبة كبيرة، وفي وسطها طاولة عريضة، وحولها مقاعد كثيرة، من النظرة الاولى تعلم انها تتسع ليجلس حولها اكثر من الف شخص، وكان يجلس على طرف الطاولة ما يقرب من عشرين شخصاً من كبار السن وكلهم يرتدون نفس الملابس . رحبوا بنا واجلسونا معهم على الطاولة ,
وقال احدهم لنا : ـ لقد احببنا ان نجلس معكم قبل ان تغادروا المدينة .لا تخافوا من اضاعة الوقت، تستطيعون اعتبار انفسكم منذ هذه اللحظة خارج المدينة، ولستم ايضا مجبرين على الجلوس معنا ،ان شئتم تستطيعون الرحيل الان، فلا احد يمنعكم، فهل توافقون ان نتحدث قليلا قبل رحيلكم.". قلت بالنيابة عني وعن مرح : ـ "اذا كان الامر بيدنا فنحن لا نمانع ولكن هل نستطيع ان نفهم ؟.". قال اخر من الجالسين : ـ "الامر بيدكم فعلا، وشكرا لعدم ممانعتكم .المدينة التي انتم متواجدون فيها هي مدينة "درب الحكمة"، شيدت قبل عشرات الاف السنين على اطول حدود لمملكة الشر، التي تسعون للوصول اليها منذ بداية رحلتكم.واغلب من يعيش في هذه المدينة هم من كبار السن كما رايتم، والذين انتقلوا من مدن كثيرة وعوالم مختلفة، وحتى ان بعضهم جاء الى هنا من مملكة الشر، ويعيش في مدينتنا ايضا الكثير من ابناء البشر، ومن الكونيين "الجن" ...هذه المدينة شيدت وحافظت على طرازها بعيدا عن الاختراعات ورفاهيات الحياة المتجددة يوميا، وكل من سعى للسكن في هذه المدينة سخر وقته وحياته للدراسات والبحوث في شتى الامور، من هذه المدينة يتخرج الحكماء في كل المجالات , ونحن في هذه المدينة نضع الدراسات للسنوات القادمة، ويتم اعتمادها وتطبيقها في شتى نواحي الحياة، ولكننا لا نتدخل في أي قرار او سياسة مهما كان نوعه للنظام المنفذ ، وحتى انتم لا دخل لنا بما فعلتم او ما تنوون ان تفعلوا في المستقبل.ودخول مدينتنا امر سهل وغير معقد، وبالامكان الوصول الينا بسهولة.وعبر مداخلنا الكثيرة، وبوابة واحدة فقط هي التي لا يمكن الدخول لمدينتنا منها وهي البوابة التي دخلتم انتم منها، والتي تاتي من اتجاه بوابة الشر .هذا شرح بسيط ومختصر عنا وعن مدينتنا.".
قاطعته مرح وقالت : ـ" عفوا، ولكني اعلم ان مجلس الحكماء في عالمنا لديه من الصلاحيات الكثير، ويتدخل في كل نواحي الحياة لدينا .". ابتسم آخر من الجالسين ورد عليها قائلاً: ـ ان ما تقولينه صحيح ,مجلس الحكماء في عالمك شيء وهنا شيء اخر.صحيح ان اعضاء المجلس من الحكماء قد عاشوا سنوات طويلة في هذه المدينة ,ولكن بعد خروجهم منها والالتحاق بالهيئات المختلفة والمجالس الاخرى، يرتبطون بسياسة هذه الهيئات والمجالس، وليس بسياسة مدينتنا ,ومدينتا هي جزء من عالمك يا "كونته"، وليست عالما اخر، قد تكون جغرافية الموقع اقرب الى عالم البشر منها الى عالمك من حيث البيئة وامور كثيرة، الا انها تعود في النهاية الى عالمك .". قالت مرح : ـ " ولكني علمت ان المناطق خلف بوابات الشر لا تخضع لعالمنا من بعيد أو قريب .". فرد عليها قائلا :جغرافياً قد يكون هذا صحيحاً، وليس من الضروري ان تكوني قد علمت كل شيء ولكن كما تعلمت انت ومن خلال عملك السابق في سلطة "الكاتو" فان عالم البشر لا يعود ولا يخضع لنا لامن بعيد ولا من قريب، ولكن يتم التدخل في شؤونه بالصغيرة والكبيرة، اليس كذلك يا "كونته" ؟ فردت مرح، او كونته كما يقولون : ـ "تدخلنا في عالم البشر هو وقائي للحد من اخطار مستقبلية ستجلب الدمار لعالمنا بسبب الارتباط المصيري بين عالمنا وعالم البشر، و ليس لكونه عائداً الينا .". رد عليها : ـ يا "كونته" كل فرد من عالمك ان كانت له نفس خواصك، او خواص اقرب، وارتبط بعالمك فهو عائد لقانون عالمك، وهذه البقعة تخضع وتعود لقانون عالمك، وليست عالما مستقلا بحد ذاته، اما عالم البشر فانا قلت انه يتم التدخل في شؤونه، ولم اقل انه عائد اليكم، ما قصدته من حديثي وحديث زملائي، هو ان اشرح لكم عن المكان الذي تتواجدون فيه . اما نحن واهتمامنا بالحديث معكم فهو ليس من اجل مناقشة كلام وقوانين وانظمة...نحن قد اطلعنا على قصتكم منذ البداية بتطوراتها ومفاجآتها الكثيرة التي لم نتوقعها وخاصة انت يا "كونته" . فقاطعته كونته : ـ "هل يزعجكم لو خاطبتموني باسم مرح ؟". رد عليها احدهم وقال: ـ "اعذرينا، نفضل ان نناديك باسمك الاصلي.". واكمل حديثه: ـ هناك امور كثيرة لم نفهمها في تصرفاتك يا "كونته"، وخاصة الانقلاب الكبير والسريع من حارسة الى متمردة، وانت يا حسن، لم نفهم ولم نفسر تقلباتك السريعة من خط الى اخر، واستعداداتك للتضحية في سبيل عدة اهداف مختلفة، واصرارك للتضحية من اجل هدف اخر، انتم الاثنان من عالمين مختلفين في الخواص والتفكير والاسلوب، واشياء كثيرة يطول تعدادها...خضتم مغامرة متهورة ومجنونة والاغرب من كل هذا ان كل واحد منكم كان يعلم في داخله ان نسبة النجاح هي ضئيلة جدا !!!

وانتهت مغامرتكم قبل ان تبدأ، وتم القضاء عليكم، ولم ينفذ القرار ,واصبح مع وقف التنفيذ.وصدر قرار بالسماح لكم بالدخول من نفس الطريق التي قررتم الدخول منها ,في وقت ازيلت من امامكم كل المخاطر ,ولم تبذلوا الا الواحد بالمئة من الجهد الذي كان من الممكن ان تبذلوه لو حدثت المعجزة ودخلتم بمجهودكم الخاص.طبعا اقول معجزة، لان ابواب الشر لم تصمم كمداخل وانما كمخارج والمجهود الذي كان من الممكن ان تواجهوه هو مجهود مئات الالاف من الاشخاص مقابل قدرتكم المتواضعة والضئيلة، والسؤال هو:الى ماذا تسعون؟


يتبع>>>>>>>>>الحلقة 48




 توقيع : البارونة

البارونة


رد مع اقتباس
قديم اليوم, 03:15 PM   #47


الصورة الرمزية البارونة

 عضويتي » 1746
 جيت فيذا » 13 - 7 - 2024
 آخر حضور » اليوم (03:27 PM)
 فترةالاقامة » 103يوم
مواضيعي » 15
الردود » 950
عدد المشاركات » 965
نقاط التقييم » 250
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 17
الاعجابات المرسلة » 6
 المستوى » $27 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهAlbania
جنسي  »  Male
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل 7up
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةNGA
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور البارونة عرض مجموعات البارونة عرض أوسمة البارونة

عرض الملف الشخصي لـ البارونة إرسال رسالة زائر لـ البارونة جميع مواضيع البارونة

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

البارونة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية رعب في النت زوجتي من الجن




الحلقة 48

الممرات الزمنية

وهل يستحق الشيء الذي تبحثون عنه كل هذه التضحية والعناء ؟؟؟". صمتنا نحن الاثنين ولم ندر بما نجيب..
ولكنه قال : ـ" اجيبوا اذا امكن عم تبحثون، والى ماذا تسعون، اجب انت يا ابن البشر ,اجب يا حسن؟؟؟".
قلت : ـ" ساقول لكم باختصار وبكلمة واحدة، انا ابحث عن الحب !!!". ابتسموا لأجابتي وقال احدهم موجها كلامه لمرح : ـ " "الحب "؟!! وانت يا مرح عم تبحثين ؟" هزت مرح راسها واعتدلت في جلستها وقالت : ـ انتم سالتم وانا ساجيبكم، واجيب نفسي معكم بكلمة واحدة، وبالف كلمة، انا ابحث عن اجابة، نعم انا ابحث عن جواب، انا مثلكم ومثل هذا ، (مشيرة بيدها نحوي ) الذي لم يستطع ان يعبر عما يدور بداخله. ما الفرق بيننا جميعا؟ انتم فلاسفة وحكماء تحللون كل شيء وتبحثون عن اجابات لاسئلة كثيرة، في الماضي والحاضر، وحتى في المستقبل، ان لم تكن هناك اسئلة اخترعتم اسئلة وبحثتم لها عن اجوبة، واختلفتم فيما بينكم حول صحة الاجوبة، مع احترامي لكم، فنحن لانختلف عن بعضنا بشيء، كلنا نبحث عن اجوبة ,مادامت هناك اسئلة فسيكون دائما هناك من يبحث عن اجوبتها، ما دامت هناك "اسرار" فجميعنا سنبحث عنها، كل بطريقته واستعداداته، اليست هذه طبيعتنا جميعا؟ اسالوا انفسكم وبصدق، لا تجيبوني لانكم ستكابرون ولن تقولوا الحقيقة .الم يفكر كل واحد منكم، لو كان بمقدوره الحصول على "قوة الشر "وان يصبح هو الوحيد القادر على التحكم في الامور، لو كنتم خارج بوابة الشر الن تفكروا بدخولها ومعرفة ماذا تخفي؟ انا لم اصنع بوابة الشر، انا سمعت عنها مثلي مثل غيري، منذ صغري وانا اسمع ان هناك أبواباً تسمى بابواب الشر، وخلفها قوة لا يستهان بها، ومن يدخل هذه البوابات يملك هذه القوة التي تميزه عن الاخرين، دون استثناء كنت مثل غيري، اود ان اكون الافضل، واسعى ان اكون الافضل، فان كان دخول البوابة سيجعل مني الافضل فانا على استعداد للسعي خلف الافضل، اذا "فقوة الشر "هي ما كانت ستميزني لو اني حصلت عليها ،كذلك انتم لو كان بمقدوركم ذلك، وجوابي لكم باختصار . ابحث عن "جواب ". ضحك احدهم وقال : ـ كان الاجدر بك ان تسعي لتكوني حكيمة يا "كونته"، انت بارعة في الحديث، ولو لم نكن نعرفك جيدا لاقنعتنا وجعلتنا نبحث معك يا "كونته"، انك عجيبة فعلا، الا تغيرك الظروف؟ الا تتراجعين ابدا؟ .لم تصدقي معنا فيما قلت، انت قادره على صنع الكلمات، ولديك الكثير، ولكن لم أفهم ما قاله ابن البشر بانه يبحث عن "حب "، هذا غير صحيح ولكنه كان صادقاً في اجابته, فقد اراد ان يجيب بصدق واول ما فكر فيه قاله لانه اعتقد ان هذا ما يريده وما يبحث عنه وايضا لو قال شيئاً اخر لكان صادق لانه لا يدري فعلا ما الذي يريده ، اما انت فتبحثين دوما عن الجواب المقنع لمن يسمعك ولا يهمك ان كان هذا ما تريدي ام لا المهم ان يكون جوابك مقنعا ,ولكننا سنكون صادقين معك ولن نكابر.. ما قلته من حيث المنطق والعقل صحيح.فكل منا قد فكر ولو للحظة بانه لو ملك قوة يحكم فيها الدنيا باسرها ماذا كان سيفعل وربما شرد يخياله لاكثر من ذلك بكثير وفي النهاية عاد الى ارض الواقع ... وانتهى الحلم ولا احد يمنع الاحلام او يحرمها ولكن هم قلائل الذين كانوا على استعداد ان يفعلوا ما فعلت يا كونته , وحول اشارتك باننا لو كنا خارج بوابة الشر لفكرنا بدخولها...نحن لسنا بالداخل حتى تقولي لو كنا بالخارج وحتى ما هي قوة الشر؟ لا نعرفها، ربما لدينا تخمينات متوارثة حولها ولكننا لا نعرف ما هي ,ولا نسعى ولا نفكر بالحصول عليها، ربما الاكبر منا والاقدم لديهم المعلومات حولها ولكن ما هي؟ لا نعرف، ومروركم من مدينتنا لا يعني اننا عقبة او حاجز بالطريق الى قوة الشر ولكن هكذا سارت الامور ولو انتم سعيتم للوصول الى مدينتنا لاستطعتم الدخول بسهولة، وببساطة دون الحاجة الى كل هذا العناء والمخاطرة فابواب مدينتنا كثيرة، وبامكان أي كان دخولها والخروج منها وهذا ليس بمحرم، ولكن انتم دخلتم البوابة التي لا يدخلها احد لهذا اصبح الخروج من هنا صعبا، واي كان من عالمك او من عالم البشر يستطيع الدخول الى مدينتنا بسهولة ودون الحاجة الى اذن، ما دام يسعى من اجل شيء ما يوجد بالمدينة، وليس من اجل شيء اخر او من اجل المرور من هنا الى مكان اخر...وانتهى من حديثه ليتحدث اخر موجها كلامه الي ؟؟؟ ـ" وانت يا حسن أي حب هذا الذي يجعلك تخوض كل هذه المخاطر؟؟". قلت : ـ "حبي لزوجتي "غادة "وفي سبيل اعادتها الي لأنها كل شيء في حياتي.." فرد علي : ـ " حبك لغادة عن أي حب تتحدث وما هو مفهومك للحب؟ ولماذا غادة؟ وما نعرفه نحن انك تخليت عنها من اجل امل بسيط في الحصول على قوة الشر اليس كذلك يا حسن !!! فقلت :"ربما ان ما تقوله صحيح من وجهة نظركم ولكن هل هذا صحيح من وجهة نظري انا..فانا كنت اعلم بان الامل في حصولي على قوة الشر سيمنحني القوة لمساعدتها، اليس هذا سبب كاف للسعي خلفها .وأنا ما قلت اني تخليت عنها، اليس من الممكن ان يكون تعلقي بأمل ضئيل خير من ان افقد كل الامل؟ فما الخيار الاخر الذي كان امامي؟ وماذا كان من الممكن ان افعل ,وانا في وسط حروب ومؤامرات لانهاية لها، يقودها اثنان من دهاة عالمكم.". قال اخر من الجالسين حول الطاولة : ـ "ولكن انت كان بامكانك الانسحاب لو اردت ذلك، ولو انك لم تجد المتعة والمغامرة بما يرضي غرورك لفعلت ذلك، اليس كذلك؟". اجبته بالنفي مبررا ما حدث، وسالني اخر، واجبت، ومضت عدة ساعات وانا ومرح نجيب على اسئلتهم والتي كانت في اغلبها استفزازية وصريحة للغاية، واستمر هذا النقاش حتى اشار احدهم واختتم الحديث قائلا : ـ باسمي واسم زملائي اشكركم على اعطائنا الفرصة للحديث معكم، واتمنى ان تتفهموا اننا لم نكن نسعى لاستفزازكم، وانما اردنا ان نفهم ونحلل بعض الامور التي كان من الصعب ان نفهمها الا بالحديث معكم، ونقول لكم مرة اخرى اننا لا نتدخل بالسياسة التي تم رسمها لهذا العالم، ولا نحاول ان نثنيكم عن هدفكم او نشجعكم عليه ، فنحن على قناعة باننا لا نستطيع ان نعرف بالكامل ماذا سيحدث في المستقبل، او ما هي النهاية التي ستصلون اليها انتم او غيركم ...ولكن من خلال دراستنا قد نستطيع في المستقبل ان نقضي على الاسباب التي ستدفع باخرين للقيام بمثل هذه الخطوة التي هي في الواقع تضر بمصلحة عالمينا، وربما كان هذا السبب الذي جعل المسؤولين يسمحون لكم بالاستمرار في هذه الطريق، والان سنرافقكم الى الطريق التي تخرجكم من مدينتنا وبصدق ودون اية اسباب شخصية لنا متعلقة بشخوصكم..نقول لكم وداعا ..ولا نتمني لقاءكم من جديد تحت كل الظروف، وانهى المتحدث كلامة ووقف الجميع ووقفنا نحن ايضا ...وابتعد جميع من كان يجلس على الطاولة عنها عدة امتار ،وكذلك طلب مني ومن مرح ان تفعل وما هي الا دقائق حتى بدأت الطاولة تتحرك بصورة عجيبة وغريبة تثير الدهشة، وكأن قوة خفية تحركها وتحرك المقاعد معها بنظام وهدوء ...وظهر حيث كانت الطاولة سرداب ضخم لم ار منه الا بوابة ...واشار الينا احد الواقفين بيده وقال :


"هذه هي البوابة اخرجوا منها ولا تعودوا .ولا تسألونا الى اين تؤدي لاننا نحن ايضا لا نعرف، ولا نريد ان نعرف ..ووداعا ...".
سرنا باتجاه بوابة السرداب ,وحينما اقتربنا رأينا الادراج، وبدأنا ننزل الادراج ,وما أن كدنا نمر عن عدة درجات حتى اغلقت بوابة السرداب بطريقة سريعة وظهر امامنا ضوء بلون اخضر خافت...بدأنا نسير في السرداب ، وكنا نسير من نفق الى اخر، وكل نفق مرتبط مع الذي قبله، وكنا نميز انتهاء النفق وبدء النفق الذي يليه من خلال تغير لون الحجارة والاضاءة وطريقة التصميم واختفاء النفق الذي مررنا فيه حينما كنا نلتفت الى الخلف ...وقطعنا اكثر من خمسين نفقا الواحد يختلف عن الاخر اختلافا كليا من جميع النواحي وحتى الطول. فواحد لا يتجاوز العشرة امتار واخر الاف الامتار . ومن بعيد بدأ يظهر لنا نور في نهاية النفق ، وما ان وصلنا حتى تبين انه نور الشمس مع ان تقديرنا للوقت منذ ان انطلقنا وحتى وصلنا الى نور الشمس ,لا يدل على ان هذا موعد شروق الشمس .
خرجنا من النفق وكانت نهايته تؤدي الى كهف في وسط جبل..كهف عادي وطبيعي كالكهوف التي عرفناها في عالم البشر

وحينما تبينا مكاننا حيث نقف اذهلنا ما راينا ,فالكهف الذي ادى اليه النفق في قمة جبل يبلغ ارتفاعه الاف الامتار عن مستوى الارض، والشمس كانت في وسط السماء مما يدل على ان الوقت ما بعد الظهر، وليس الفجر، والغريب الذي لم اجد له تفسيرا اننا كنا نسير في انفاق مستوية ومستقيمة، فكيف وصلنا الى هذا الارتفاع ولم يكن في طريقنا أي انحدار او صعود . لم يكن يبدو على الجنية مرح اي استغراب او دهشة
وسالتها: ـ كيف حدث ذلك ؟؟؟
قالت : ـ "لا تتعجب هذا امر طبيعي جدا ولكني انا ايضا لا ادري كيف يحدث او كيف اشرحه ,فشرح هذا الموضوع يحتاج الى اشخاص تخصصوا في دراسة (الازمان ).". قلت لها : ـ "انا لا افهم واجابتك تحتاج الى اجابة .". ابتسمت وقالت : ـ مثلا لو ان احدهم سالك هل يمكن للبشر ان يصعدوا الى القمر، فستجيب انه امر طبيعي ...ولكنك لن تستطيع ان تشرح كيف يتم ذلك لانه ليس من اختصاصك .وما استطيع ان اشرحه او ما اعرفه بصورة عامة بانه هناك مساحات على الارض متصلة مع مساحات زمنية ,اي مساحات من عالمنا ومساحات من عالمكم..ويبدو ان الممرات التي عبرناها كان جزءاً منها من عالم البشر والاخر مساحات زمنية، وكلها متصلة مع بعضها، ولهذا لا يمكن ان نميز الانحدار من الصعود او الوقت الا اذا عرفت طول المسافة (الزمنية) لتقدر طولها مقارنة بالمساحة الارضية .ولو اني قلت لك الان بانه ربما، ولست متاكدة مما اقول ولكن اعتبره مجرد كلام.ان المساحة التي قطعناها وشعرنا انها اخذت منا من الوقت عدة ساعات لا اكثر ,قد تكون اخذت منا من الوقت ايام او اشهر كايام واشهر البشر . قلت لها : ـ "لم افهم أي شيء، اشرحي لي (شوي شوي حتى يدخل هالكلام مخي).".
قالت : ـ "انا نفسي لا افهم بعلم الازمان ولكنه بالنسبة لنا امر طبيعي. وحتى أستطيع ان اشرحه لك يجب ان أكون على اطلاع واسع في هذا الموضوع وكذلك انا (فالازمان موجوده)ولكني لست على اطلاع بعلومها ."
قلت لها : ـ "لقد فهمت اني لن افهم ، (انسي الموضوع )،والاهم من هذا اين نحن الان والى اين سنتجه...".
قالت : ـ اولا يجب ان ننزل من الجبل ومن ثم نسير طريقنا الى الامام وان كانت خطتهم تقضي بان نستمر في طريقنا فلا بد انهم اعدوا لنا من يرشدنا , او ان لم يكن فقد وصلنا نهايتنا، وفي كلتا الحالتين سنعرف بعد ان ننزل الجبل ماذا سيحدث .ولمعلوماتك، البيئة التي نحن فيها هي بيئة طبيعية لك كبيئة عالمك وعليه فسيحتاج جسدك الى طعام وشراب فلا ترهق نفسك كثيرا. ونزلنا من الجبل وما ان وصلنا حتى اصابني الارهاق والتعب والجوع والعطش، ومر على غروب الشمس عدة ساعات، سرنا طريقنا تاركين الجبل خلفنا، وبدأنا نمر من بين اشجار طبيعية كتلك الموجودة في عالمنا، وبعد وقت وصلنا الى ينبوع ماء سال من بين الصخور، اغتسلت وشربت واكلت من بعض ثمار الاشجار المحيطة بنا . قالت مرح : ـ "انه من الافضل لنا ان ننام ونمضي ليلتنا هنا، حتى شروق شمس الغد، ومن ثم نكمل طريقنا باتجاه المجهول الذي لا ادري اين سيوصلنا .".

نمت والتعب والارهاق انساني على ماذا نمت او كيف نمت ... ولم أستيقظ من شدة التعب إلا على أشعة الشمس وهي تسقط على وجهي ,فركت عيوني، وكانت مرح جالسة بجانب الينبوع تلعب كالطفلة بالماء، ربما استيقظت قبلي او انها لم "تنم من اصله !!!". وسرنا بين الجبال والسهول والوديان والاشجار وينابيع الماء التي لا تعد، وقد حولت الارض الى مروج خضراء ,تشرق الشمس وتغرب علينا، ويطل القمر ...ولم يمر علينا شيء يلفت الانظار، كل شيء عادي وكاني اسير في براري بلادي .مرت اربعة ايام ولم يتغير شيء، اصابني الملل وكذلك مرح التي حاولت ان تخفيه، فنحن بانتظار شيء جديد، رؤية شخص يرشدنا ويدلنا على الطريق، ولكن هذا لم يحصل .".
سالت مرح : ـ" الى اين نحن ذاهبون والى متى سنبقى على هذا الحال؟ ولماذا لا نرى احدا ولا يظهر لنا احد؟ هل اللعبة انتهت؟ واين نحن ؟
هل في عالم الجن ام في عالم الانس ".
قالت : ـ انا مثلك استغرب هذا الهدوء، وقد مللت الانتظار ،كان لا بد وان يظهر احد، ولا اعتقد ان اللعبة انتهت.اما اين نحن في عالمك ام عالمي ,ارى ان هذه البقعة هي جزء من عالم البشر في كل شيء، بطبيعتها ومياهها ومناخها، والغريب ان هذه البقعة قديمة، اي انها ان كانت جزءاً من عالم البشر فهي لا تعود لهذا الزمن، يجب ان ننتظر فهل هناك خيار اخر لدينا.". قلت لها : ـ لكن انت لديك الخيار ولديك المقدرة على التنقل السريع وقطع المسافات الطويلة دون جهد او عناء، فافعلي ذلك واكتشفي ماذا يوجد، والى اين سنصل، الست جنية وكنت تفعلين ذلك في السابق.
قالت : ـ نعم انا استطيع ان اقطع المسافات في وقت قصير ودون عناء، ولا حاجة لي لمجاراتك والسير معك بهذا البطء ,ولكن لقد ارتبطنا معا ومصيرنا واحد، واخشى ان فعلت ذلك لتوفير بعض الوقت ان افقد اثرك ولا استطيع ان اجدك ، لانه لا خبرة لي في هذه الاماكن، وما يحدث بها .وخوفي الاكبر ان فعلت ذلك ان امر باحدى الممرات الزمنية التي لا عودة منها الى نفس المكان، وعندها سافقدك، ولنفترض اني لا استطيع العودة من نفس الممر، فالوقت بالنسبة لي سيكون دقائق او لحظات، ولك سيكون اشهرا وسنوات، لذلك دع الامورتسير كما هي دون ان نتعجلها ولا تنسى اننا لا نتحكم بما يحدث . مرت ثلاثة ايام اخرى، حتى لمحنا من بعيد باننا نقترب من شواطئ بحر... مياهه اختلطت بزرقة السماء، لا نهاية ولا حدود لها، اقتربنا من الشاطئ وجلسنا ننظر الى البحر اللامتناهي، ومياهه الصافية التي لا يعكرها أي موج .
قلت لها : ـ "مرح" اعتقد انها النهاية الا اذا احببت ان تقطعي هذا البحر ان لم يكن محيطاٍ سباحة او نقوم بجمع الاخشاب وصناعة سفينة وبما انك تقولين باننا في جزء هو اقرب الى عالم البشر فربما اكتشفنا قارة جديدة واطلقنا عليها اسمينا !!!". ضحكت مرح وقالت : ـ يجب ان نجلس الان وننتظر (اذا مش عاجبك، اشرب مية البحر ).

سالتها : ـ "هل يوجد في عالم الجن بحار مثلما يوجد عندنا .". ـ اكيد يوجد في عالمنا بحار . ـ "اذا لماذا لا نكون الان في عالم الجن .". ـ" من الممكن ان يكون ذلك، ولكني لست متاكدة وهذه الاجواء اقرب الى عالمكم .". وقلت: ـ اذا كان ذلك ... "وقبل ان اكمل وفي اقل من رمشة عين، ظهرت على الشاطئ امامنا مباشرة لا تبعد عنا الا امتار سفينة زجاجية مثلثة الشكل ..وكانها موجة امتزج لونها بلون البحر .هل ظهرت من اعماق البحر، وهل كانت موجودة في الاساس ولم نرها لكونها زجاجية، ولونها لا يميز عن لون البحر ,ام انها ظهرت بفعل قوة سحرية، لا ادري كيف ولكني اراها تطفو فوق الماء رغم تناقض ذلك مع قوى الطبيعة، الا اذا كان ذلك النوع من الزجاج او ما اراه يشبه الزجاج مصنوع من مكونات الاخشاب .". السفينة صغيرة وهي اقرب الى قارب صغير لا يتسع الا لشخص او اثنين . قلت لمرح التي ما زالت تراقب تلك السفينة العجيبة ...وربما كانت تسال نفسها مثلي نفس الاسئلة او اسئلة مختلفة . ـ" الا ترين ان ظهور هذه السفينة معناه انه يجب ان نركبها لتنقلنا الى مكان ما؟فوجودها لم يكن بمحض الصدفة .هيا يا مرح لنركبها وسنرى اين ستقودنا .". قالت مرح : ـ "انها ليست سفينة يا حسن، واعتقد انها نهايتنا واللعبة قد انتهت ولا احد يركبها بمحض ارادته؟؟؟". قلت وقد اذهلني كلامها : ـ "ماذا تقصدين ؟". فقالت


يتبع>>>>>>>>>الحلقة 49




 توقيع : البارونة

البارونة


رد مع اقتباس
قديم اليوم, 03:16 PM   #48


الصورة الرمزية البارونة

 عضويتي » 1746
 جيت فيذا » 13 - 7 - 2024
 آخر حضور » اليوم (03:27 PM)
 فترةالاقامة » 103يوم
مواضيعي » 15
الردود » 950
عدد المشاركات » 965
نقاط التقييم » 250
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 17
الاعجابات المرسلة » 6
 المستوى » $27 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهAlbania
جنسي  »  Male
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل 7up
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةNGA
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور البارونة عرض مجموعات البارونة عرض أوسمة البارونة

عرض الملف الشخصي لـ البارونة إرسال رسالة زائر لـ البارونة جميع مواضيع البارونة

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

البارونة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية رعب في النت زوجتي من الجن




الحلقة 49


(المستشار
انها وسيلة نقل ضوئية والسفن على هذا الشكل مخصصة لنقل المحكوم عليهم الى سجن "قبة النور" ، فالحكم قد صدر ضدي، واعتقد ان رحلتي قد انتهت ؟؟".
قلت : ـ "وهل انا سأسجن ايضا في سجنكم هذا ؟"
قالت : ـ كلا فسجن "قبة النور" ليس للبشر، ولكن قد يكون مصيرك من مصيري ". ضحكت مرح ضحكة غيظ وقهر وقالت : ـ" لقد كان بامكانهم ان يبيدوني ، ولكنت انتهيت وتنتهي المشكلة معي...ولكنهم ارادوا لي ان ابقى في عذاب دائم واكون مثلا للجميع.انا مرح ساصبح سجينة في "قبة النور"، انهم جبناء لقد خافوا حتى من موتي لقد خافوا ان اموت حتى لا اصبح لغزا او قصة،، تتكرر من جديد، فلو (مت)لاصبحت جزءا غامضا من هذه البوابة اللعينة ولكنهم يريدون ان يحولوني الى مجرد سجينة، انهم جبناء لقد خافوا حتى من اللعبة التي يريدونها، لقد خافوا ان يفقدوا السيطرة على اللعبة، وان املك قراري من جديد.". "واخذت تصرخ باعلى صوتها ,وبكاؤها يحرك موج البحر، أو قسماً من القضاء ...". ـ" ايها الجبناء انا مرح، و الذي صنعته مرح لم تصنعوه انتم، وحتى "قبة النور" ساحولها الى قبة مرح، لن اهزم لن اهزم حتى في هزيمتي ساصنع النصر ايها الجبناء، لماذا لم تفعلوا هذا منذ البداية ...لماذا انتظرتم حتى الآن....". اخذت مرح تبكي والدموع تنهمر من عينيها، وما هي الا لحظات واخذ المثلث الزجاجي او السفينة الزجاجية او ما تسميها مرح النقالة الضوئية بالارتفاع عن سطح الماء، وانبعثت هالة ضوئية ضخمة من داخلها غطتنا وغطت جزءا كبيرا من المكان الذي نقف فيه ... وكيف حدث هذا او باي طريقة حدث لا ادري، الا اننا اصبحنا داخل تلك السفينة الغريبة، ويحيط بنا دخان كثيف، لا نستطيع او لا استطيع انا ان ارى من خلاله أي شيء ...مضى وقت قصير لا يزيد على دقائق معدودات، حتى وجدت اننا خارج تلك السفينة العجيبة، وجدت نفسي في صحراء قاحلة لا حدود لها والسفينة تقف خلفنا . قلت لمرح : ـ

" هل هذه الصحراء هي "سجن قبة النور "، وقبل ان تجيب مرح خرج من السفينة العجيبة رجل واقترب منا واخذ يتكلم، علمت انه ذو شأن كبير، حيث ان مرح احنت راسها امامه تلقائيا ,اشارة للاحترام . قال موجها كلامة لنا الاثنين: ـ "هيا يا "كونته" يا ابنة "الكونتيين"، ويا حسن يا ابن البشر انتم الان في المحطة الاخيرة التي توصلكم الى "بوابة الشر"فلا يوجد بعدها مكان اخر تصلون اليه .هيا تفضلوا ابحثوا عن "القوة" التي قتلتم من اجلها، فقد حصلتم على الفرصة التي لم يحصل عليها احد ووفرنا عليكم الوقت، وقصرنا المسافات، فمئات السنين جعلناها لكم ساعات .ابحثوا عن حلمكم وحققوه ان كنتم فعلا تعرفون عما تبحثون، فمن يدري فربما لم يجد التاريخ اتفه منكم لتغيروه . فانتما معا تشكلان نموذجا متكاملا من عالمين، لاسوأ مستقبل للاجيال القادمة فكل منكما يكمل ما ينقص الاخر من ميزات سوء...دعونا نرى ان كان ما تبحثان عنه يستحق كل هذا، وقبل ان اترككم في محطتكما الاخيرة، اود ان الفت انتباهكما بانه لا يوجد ما نساعدكم به كما حدث في السابق، فانتما لوحدكما ، وما نستطيع ان نفعله لكم هو ان نمنحكم بعض الوقت لتجدا ما تسمياه "بقوة الشر ". وبعد ان ينتهي الوقت الممنوح لكم .انت يا "كونته" خاصة. ستجدين "الناقلة "في انتظارك لتقلك الى مصيرك، فقد صدر ضدك حكمان ,احدهما تعرفينه مسبقا، والاخر سنبقيه مفاجاة لك، وانت يا حسن كذلك فإن لك من المفاجات الكثير هيا اذهبا فلا يفصلكما عن مدينة الجحيم سوى خطوات ودارت آله الضوء واختفت كما ظهرت تاركة ايانا في صحراء لا نهاية لها... سالت مرح : ـ من يكون هذا ؟ فتاففت مرح من سؤالي وقالت: ـ "هو من الاشخاص اصحاب النفوذ في عالمنا ." قلت لها: ـ هو من " الكاتو" ام من الحكماء ؟" قالت : ـ انه من المستشارين ,وهم اعلى مرتبة ونفوذا من "الكاتو"، والحكماء...ودعنا من هذا الحديث الذي لن يفيدك في شيء . قلت لها : ـ الا تجدين ان هذه اللعبة سخيفة نوعا ما، فنحن نبحث عن "قوة الشر"ونبذل جهودنا بالرغم من علمنا اننا مسيرين لا مخيرين، فلا خيار لنا فكل طريق نسيرفيها قد رسموها لنا وساعدونا على الوصول اليها، اعلمي اني اشعر باننا لسنا الا فئران تجارب لهم، اطلقوها واخذوا يراقبون تصرفاتها، الا تشعري بذلك.وبالرغم من كل هذا فنحن نبحث عن شيء هم يجب ان يمنعونا من الوصول اليه، ولكن ما يحدث هو العكس، أخبريني، ماذا يعني هذا ...هل يوجد لهذا تفسير ، نحن لهم تجربة حيه والذي نبحث عنه ان كان له وجود اصلاً ، فلا يمكن ان نحصل عليه، فلما نستمر بهذه اللعبة الغبية.
قالت: ـ "كل ما تقوله صحيح .ولكن هل هناك خيار اخر امامنا سوى ان نمضي الى الامام .اعلم ومتاكدة مثلك باننا ومنذ اللحظة الاولى التي الغي قرار إبادتنا ..وسهلوا لنا الطريق وتركوا لنا الجزء الذي كانوا متاكدين من مقدرتنا على تجاوزه والجزء الصعب ازيل من امامنا من تلك اللحظة تحولنا لتجربه ما يتحكموا هم بها.هناك هدف ما يسعون اليه، انهم لا يضيعون وقتهم من اجل التسلية فعلينا ان نستمر حتى ولو كنا كما توصف فئران تجارب، فحتى فئران التجارب لديها فرصة للنجاه، فلنسعى خلفها حتى لو كانت ضئيلة .". فقلت لها :

ـ" ولكن الان أين نمضي ومن اجل ماذا .واين هي قوة الشر التي تحدثت عنها ,انا لا اريدها ولا اريد أي شيء آخر ولا يهمني ان انجو، او اموت فقط اريد ان اعرف النهاية وما هي قوة الشر المزعومة وانا على يقين بانك ايضا لا تعرفين شيئا وإلا لما تورطت بهذه الورطة.
لقد اردت انت ونور ان تتجاوزا المستحيل بدخول بوابة الشر وحتى حجم المستحيل الذي تصورتيه كان نقطة في بحر مما راينا وعرفنا، فأي امل هذا الذي تتحدثين عنه؟ اهناك امل واحد على مليار ان نصل الى قوة الشر". قالت بغرورها المعتاد : ـ "ولم لا ". اثار غرورها اللا متناهي غضبي واستفزني: ـ " مرح، كفاك غروراً ايه انسانة انت .". قاطعتني وقالت : ـ "هل نسيت بأني لست إنسية؟".
قلت : ـ كلا لم انس بأنك جنية، ولم انس انك قبل اقل من ساعة، كنت تبكين، حينما رأيت (نقالة الضوء)،وظننت انهم سيأخذونك الى "قبة النور". قاطعتني مرة اخرى وقالت : ـ "ماذا افعل؟ قل لي انت ماذا افعل؟ كيف تفكر انت، ولماذا لا تفهم ولا تميز بين الغرور وغيره .هل أنا مغرورة؟؟ لماذا تظن ذلك ,اعترف اني خسرت ,اعترف اني فشلت، اعترف انهم هزموني واعترف اني لا شيء يذكر امامهم. في أقل من لحظة يستطيعون الغاء وجودي، كما اعترف باني ارتكبت عشرات الاخطاء، وان تقديراتي حول بوابة الشر كانت خاطئة، وان الذي قمت به انتحار؟؟ ماذا افعل ؟ مصيري واضح ومعروف، ولا يمكنني ان اغيره مهما حاولت، هكذا هي القوانين. اعرف كل هذا منذ اللحظة الاولى التي فقدت فيها السيطرة على الوضع، كما وعلمت دون ان تدلني انت او تخبرني ان المعلومات التي اعرفها شيء لا يذكر امام الحقيقة،وان كل منا مهما علم فهو لا يعرف الا القليل . ماذا افعل؟ خسرت كل شيء، ولا يوجد ما اخسره ان حافظت على كبريائي، لقد فعلت شيئا اردت ان افعله وخسرت، انا الملامة ولست غاضبة على احد، استحق العقاب واستحق الموت، ولكن كل القوى الموجودة في هذه الدنيا مجتمعة لن تستطيع ان تحطم هذا الكبرياء، وسأبقى فخورة حتى اللحظة الاخيرة بأني مرح، وسأبقى مرح .في بدايتي ونهايتي، في ربحي وخسارتي، فلا خيار امامي الا المضي قدما، واللعبة مكشوفة، ولم يعد هناك شيء أخفيه انا او هم ,نحن نعرف اننا مجرد تجربة، ويعرفون هم اننا نعرف ذلك، لقد قالها المستشار لنا بوضوح، ولم يخف شيئاً.نحن نموذج سيء، اجتمع من عالمين، انت من البشر وانا من الكونيين.فلو كنا صادقين وبحثنا في اعماق انفسنا، لوجدنا ان ما قاله صحيح...انت من البشر، وقد دست على كل شيء: الحب ,المشاعر ,العائلة ,الماضي، وحتى الحاضر ,من اجل ذاتك فقط. وكل ما حدث، يثبت انك على استعداد لأن تضحي بكل شيء مهما كان من اجل نفسك، على الرغم من انك تقنع نفسك بعكس ذلك، فالحقيقة هي في اعماقك، لا ما تظهره وتصدقه احيانا ...اذن انت النموذج السيء للبشر، فالجاهزية التي لديك ستعطيك الضوء الاخضر لعمل كل شيء ,فما لم تفعله من سوء لو سنحت لك الفرصة لفعلته.". تفاجأت من كلامها الصريح.وأخذت أصرخ وأقول
كذبت يا مرح، هذا ليس صحيحا، ولم يحدث أبداَ . قالت مرح بكلمات واثقة هزتني من اعماقي : ـ "لا تكابر يا حسن، فانا لست افضل منك، وانا النموذج السيء الاخر "للكونيين"، نعم نحن نموذج سيء من عالمين مختلفين، وكما قالها "المستشار " بوضوح: كل منا يكمل الاخر.ولم يعد هناك مجال للتراجع خطوة واحدة الى الخلف، نحن بالنسبة لهم تجربة فريدة يسعون من ورائها لمعرفة شيء ما، او التأكد من شيء ما.ومن اجل ان ينجحوا في تجربتهم، منحونا الحرية للتصرف والتفكير على طبيعتنا .اذا لا بد من اننا سنجد ثغرة نفلت من خلالها من سيطرتهم، ولم لا ، فقد تنقلب الموازين لصالحنا. أضافت قائلة: ـ " حسن انا اوسع منك تجربة، واسرع منك تفكيرا ..فثق بي ونفذ ما اطلبه منك دون خوف، وثق بأني خيارك الوحيد، ونحن في وضع لا يسمح لنا بان نكون خصوما، ولا تسال كثيرا فلن تفيدك اسئلتك كما لن تفيدك إجاباتي !!
قلت لها : ـ وكيف افهم دون ان اسأل، والسؤال هو ما بقي لي، اذهبي الى الجحيم، وانا سأسيرخلفك ولكن أن اصمت ولا اسأل فهذا مستحيل .

قالت : ـ "اسأل ولكن ليس في كل شيء، فانا لم اعد احتمل اسئلتك عن كل صغيرة وكبيرة ". قلت لها : ـ سأسأل حول الشيء الذي لا افهمه . ضحكت وقالت : ـ " إذاً ستسأل عن كل شيء، فأنت لا تفهم شيئاً". قلت : ـ كلا لن اسأل الا في الاشياء المهمة فقط .ولكن لاتقولي لي اننا سنبحث في هذه الصحراء العظيمة عن "قوة الشر "، او اننا سنبقى فيها اياما، فالموت ارحم .
قالت : ـ "اولا ان هذه الصحراء العظيمة والتي تراها لا متناهية ,لا تزيد مساحتها عن مئات الامتار فقط، وما نراه من عظمتها ما هو الا تكرار وانعكاس لنفس الصورة بسبب وجود حواجز (زمنية )"حجب " تفصل بين مكان واخر .ولا يمكن رؤية "الحاجز" بالعين، وما تستطيع العين ان تراه هو فراغ تنعكس من خلاله صورة المساحة التي تسبق الحاجز، وتتكرر على مداه، ولو كانت لك تجربة في هذه الامور لعرفت ما ترى ببساطة، المهم اننا امام "حاجز" طبيعي يفصل بين خواص مختلفة ولا توجد صعوبة في دخوله لاي كان، ولكن امسك بيدي بقوة حتى ندخل معا ولا يترك احد الاخر، وتعال لنرى ماذا يوجد خلفه"؟؟؟ امسكت بيدها وسرنا على رمال الصحراء عشرات الامتار نخطو خطوة خطوة بتقارب شديد، حتى يبقى جسدي ملاصقا لجسدها، وخطواتي متوازيةمع خطواتها، بحيث لا يسبق احدنا الاخر.وسالت مرح: ـ اين الحاجز؟ الم نصله بعد؟.

قالت: ـ " انه لا يرى بالعين ولكن قد ندخله في أية لحظة..". ولم تكمل كلامها حتى كانت الخطوة التي خطوناها ما بين سؤالي وجوابها كافية لنقلنا من صحراء قاحلة الى حضارة زاهرة ..عالم ..وهم .. سراب..خيال..جنون..كل شيء جائز في تلك اللحظة، فبسرعة انتقال النائم من حلم الى حلم وبمسافة خطوة لا اكثر انتقلت من دنيا الى دنيا. كل اللغات..والكلمات..وسعة الخيال، في عجز كامل عن وصف ما نرى امامنا ، وعلى ماذا نطل، هل وصلنا الى بلاد العجائب ، وقفت مشدوها مبهورا ؟كيف لا وعيوني ترى الماضي والحاضر مجتمعين معاً في تناسق ونظام؟؟ حدثت نفسي وكأن ريحا قد اصاب دماغي بمس ما، وجعله يرسم امامي اسطورة وابداعا لا يفوقه ابداع، كل ما مر علي من عجائب وغرائب وجنون وعقل، كل تلك الخوارق التي مررت بها في عالم الجن، لا شيء امام ما ارى، فبوابة الشر بعظمتها والنهر الساكن الغامض ومهارب وممرات الزمن وباطن الارض واسرار الذهب واختفاء الجن وظهورهم.والجميلة التي تتحول في لحظات الى افعى، واعمدة الدخان والعقرب والوحوش والظلال.عجائب العجائب مرت علي منذ لحظة التقائي بغادة وزواجي منها ، كل هذا شيء لا يذكر امام ما ارى، فاللحظات والايام والاشهر والسنوات التي مرت واحداثها التي لا يصدقها عقل، كلها ضاعت وتبخرت في اقل من لحظة ومع خطوة واحدة فقط وانقلب كياني. و سخرت من الذين يلحدون واستغربت ممن قالوا ان الصدفة صنعت القمر والنجوم وان الانسان قرد تطور, وان وجود خالق للكون فكرة صنعها عقل مجنون، وان الانسان بعد الموت لن يكون، وان الانسان هو المعجزة والاسطورة بغزوه الكواكب والقمر ووصل الانسان بالانسان من اول الدنيا الى اخرها بلحظات ازال الجبال وحول الانهار وانار الدنيا ليل نهار وشرّح الجسد واستبدل القلب والرئة وقال ان الشجرة وجدت صدفة ونمت الثمرة صدفة والجبل والنهر والبحر صدفة والشمس والقمر صدفة وعقل الانسان صدفة سبحانك ربي سبحانك فوالله لم نعلم الا القليل وكابرنا والحدنا واعمينا بصائرنا عن رؤية ملايين الايات لخالق عظيم، فكيف وجدت هذه العقول الجبارة التي صنعت ما ارى ان لم يكن لها خالق اعظم واقوى ,عيوني لا تدري الى أي جهة تنظر ,نظرات خاطفة هنا وهناك، الاف الصور اراها ومع كل صورة يدور الف سؤال وسؤال اين انا؟ في أي عالم انا؟ في أي دنيا انا؟ هل انا في الماضي ام الحاضر؟ هل انا على كوكب الارض ام على كوكب اخر؟ لا شك اني لست في الماضي فعالم الحاضر هنا ممزوج بعالم الماضي بتناسق. حضارة تاريخ ماضي وحاضر نظام دنيا جديدة . سألت الجنية مرح: ـ اين نحن؟ في أي عالم؟ أنحن في الماضي ام في الحاضر... في عالم الجن ام في عالم البشر .اين نحن يا مرح ان لم اكن احلم . مرح مذهولة مثلي، شاردة الذهن، لم تصغ. اعدت السؤال فالتفتت الي واجابت بكلمة واحدة: ـ "لا ادري ". قلت ـ نحن لسنا في عالم البشر . قالت ـ "ولا في (عالم الكونيين )". قلت ـ ولكن كل ما اراه يخص البشر. قالت ـ " وكذلك الكونيين ". قلت لها : ـ اني في حيرة من امري مما ارى . قالت : ـ"وكذلك انا ". لم يكن لمرح ما يمكنها ان تجيب به او عليه، ولم يعد لسؤالي الموجه اليها جدوى، واخذت اتامل ما ارى من حيث اقف: طرق عريضة، مرصوفة، مبلطة بقطع صغيرة من الفسيفساء الملونة "مبلطة" باشكال هندسية عجيبة، تشكل معا رسومات وكتابات ابداعية يحتاج الشخص الواحد الى الف الف عام ليمر عنها ويراها ، وعلى جوانب الطرق اعمدة مضاءة، مزخرفة يصعب وصف جمالها وتنسيقها، وبين كل عمودين مجموعة من الاشجار، وقبلها مئات الزهور المصفوفة بعناية وبنظام غريب، وفي وسطها نافورة ماء، يصعد الماء منها وينزل بطريقة عجيبة ،وبجانب كل نافورة لوحة حجرية من الرخام، خطت عليها رسومات وكتابات لم اكن اتبينها الا حين تجرأنا واخذنا نتجول بينها، الاشجار من بين الاعمدة تتشابك فروعها مع فروع الاشجار بالاتجاه المعاكس، لتشكل مظلة متناسقة تستطيع معها ان تحجب الشمس ولاتحجبها في نفس الوقت. مقاعد حجرية ايضا بين الاعمدة تشدك بل تناديك للجلوس عليها، ومصابيح حجرية فوق كل عامود ينبعث منها نور خافت بالوان عديدة لا تكاد ترى، ربما لأن نور الشمس يطغى اكثر على جوانب الطرق وعلى طولها متكررا الى الاف الاعمدة والاف نوافير الماء والاف اللوحات المنقوشة بكل اللغات .عرفت منها العربية والفرنسية والعبرية والانجليزية واليابانية ومئات اللغات الاخرى التي لم اعهدها، هذا ما كنا نراه عن قرب ويبدو انها كانت عبارة عن طرق خارجية تحيط بالمدينة التي تبعد عن هذه الطرقات، وبالرغم من المسافة الا اننا نرى بوضوح الاف البيوت، التي بنيت بطريقة هندسية في غاية الروعة، منها القديم ومنها الحديث وقد اصطفت في انتظام عجيب وعلى سطوحها حدائق مليئة بالازهار والنباتات، التي عهدتها والتي لم اعهدها، تأسر العيون بجمالها . كل هذا لا يذكر امام البرج الدائري العملاق والذي اختفت قمته بين السحب حتى يحال ان أرى الى اين ينتهي. شلالات الماء تنساب من كافة جوانبه من القمة الى الاسفل، لأرى قوس قزح يخرج او ينبعث من وسطه، كل هذا استطيع ان اراه رغم المسافة البعيدة الكائنة بيني وبينه واعتقد اني بحاجة الى ساعات للوصول اليه، ولكنه لضخامته يرى بوضوح...اما الذي حيرني وابهرني منذ اللحظة الاولى، فهو وجود الاهرام او نسخة طبق الاصل عن الاهرام المصرية بجانب البرج، وكذلك عشرات الآثار المشهورة في عالم البشر.. سرنا قليلاً.. رويداً رويداً في تلك الطرقات المدهشة العجيبة، وبعدها....

يتبع>>>>>>>الحلقة 50




 توقيع : البارونة

البارونة


رد مع اقتباس
قديم اليوم, 03:16 PM   #49


الصورة الرمزية البارونة

 عضويتي » 1746
 جيت فيذا » 13 - 7 - 2024
 آخر حضور » اليوم (03:27 PM)
 فترةالاقامة » 103يوم
مواضيعي » 15
الردود » 950
عدد المشاركات » 965
نقاط التقييم » 250
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 17
الاعجابات المرسلة » 6
 المستوى » $27 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهAlbania
جنسي  »  Male
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل 7up
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةNGA
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور البارونة عرض مجموعات البارونة عرض أوسمة البارونة

عرض الملف الشخصي لـ البارونة إرسال رسالة زائر لـ البارونة جميع مواضيع البارونة

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

البارونة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية رعب في النت زوجتي من الجن




الحلقة 50

(الاميرة بندارآ)


جلسنا على مقعد حجرى ، وخلفنا نافورة ماء، وحول المقعد عدة أشجار غرست فى ترتيب ونسق ونظام يدعو للاعجاب، بحيث ان ظلالها ارتبطت بحركة الشمس، ليبقى المقغد تحت الظل أينما كان موقع الشمس.
مياه النافورة أرتفعت عدة أمتار من فوق المقعد، وللوهلة الأولى يسود الأعتقاد بأن المياه ستسقط فوق رؤوس الجالسين على المقعد ..

تنعكس ظلال الاشجار على المياه المندفعه من النافورة لينعكس على المقعد ظل الظل، لوحة غاية فى الفن والروعة، يصعب وصفها بسهولة. المقعد هو واحد من آلاف المقاعد المنتشرة على طول الطريق، لا يفصل بين الواحد والأخر سوى امتار قليلة، ويخيل لى أنه لو تم بناء مقعد واحد كهذا فى عالمنا، لأصبح حدث الساعة ومحطة للسواح، ولنال مصممه جوائز عالمية فى التصميم والأبداع. إلا ان هذا المقعد لا يلفت انتباه احد غيرى، وحتى مرح لم تكترث به، ربما كان ذلك لأنها أعتادت رؤية مثل هذه الأشياء .. الجنية مرح متكئة على كتفى، علامات الأرهاق والتعب بادية على وجهها ولأول مرة اراها "تتثائب" من النعاس ... قلت لها مداعباً :
- - هيك بتتثاوبى مثل البشر؟؟
أبتسمت وأغمضت عيونها بدلال ولم تعلق .. كان الناس يمرون من حولنا، منهم من يجلس على المقعد المجاور، ومنهم من يسير، ولم يكن احد ليأبه بوجودنا – بدأت افكر بسؤال اطرحه على احدهم لأعرف شيئاً أو عنواناً نذهب أليه ... امسكت بطرف يد مرح وضغطت عليها وقلت لها :
مرح هيا، أستخدمى عقلك ودهائك وفكرى فى سؤال لنصل الى كبير المدينة ونكمل طريقنا ... رفعت رأسها عن كتفى قليلاً وقالت بغنج ودلال:
أسأل أنت، أنا تعبه" !!!
اعادت رأسها من جديد، فأخذت أفكر بسؤال أسأله لأحد المارة ... أنتظرت قليلاً ولم يمر احد، فقررت ان اتوجه الى مجموعة من الأشخاص الجالسين على المقعد المجاور لأسألهم.
طلبت من مرح ان ترفع رأسها عن كتفى لأذهب، وفعلت ذلك، فسرت وأقتربت من المقعد المجاور، وكان الجالسين عليه رجل وأمرأتين يتحادثون معاً .. قلت لهم:
مرحبا. فى أى أتجاه يجب أن نسير لنصل الى كبير هذه المدينه؟؟؟
ابتسمت المرأة وحاول الرجل ان يخفى ابتسامته واجاب:
"لانفهم قصدك"!!!
قلت:
نريد أن نصل الى بيت المسؤول
قال:
"اى مسؤول فيهم تريد؟ وعن أى شأن هو مسؤول لأستطيع ان أدلك"؟!!
شعرت انى فى مأزق، فالأشخاص هنا يختلفون عن الأشخاص فى المدينة السابقة، وأنا لا أدرى ماذا اسأل .. قلت:
المسؤول عن هذه المدينة ... المسؤول عن كل شئ .. "أكبر واحد فيهم"
بدا على وجوههم الاستغراب من سؤالى واخفوا ابتسامتهم بلباقة حتى لا يحرجونى، وبادرت المرأة الثانية وسألت:
من أين أنت؟ يبدو عليك انك من الجنوب ؟؟
قلت:
كلا، انا لست من هذا العالم، انا من عالم اخر ...
اخذوا ينظرون فى وجوه بعضهم البعض، وارتسمت على شفاههم ابتسامة ساخرة ظهرت رغم عنهم، ويبدو ان حديثى شدهم، فقالت المرأة:
ربما نحن لا نفهم ماذا تريد بالظبط، ولكن بأمكانك ان تأخذ أية عربة لتوصلك الى العنوان الذى تريده .....
قلت لهم:
شكراً.
وجدتها فرصة لأهرب من هذا الأحراج. عدت الى مرح وبادرتنى بالسؤال:
آه، شو صار معك؟؟؟
هذه المدينة ليست كالمدينة السابقة، واقاربك من الجن هنا يجيبون على الأسئلة دون تعقيد او ألغاز ...
اشك ان هؤلاء من اقاربى انا، واعتقد انهم من اقاربك انت ... المهم ماذا فعلت وإلى اين وصلت ؟؟
توصلت الى أن المسؤولين فى هذه المدينة كثييرون، وانه يجب ان نركب عربه لتوصلنا الى العنوان الذى نريد!
قالت ساخرة:
شاطر ياحسن، لقد استنتجت مالا يمكن ان يستنتجه أحد غيرك، اكاد اجن اعجاباً بذكائك .. المسؤولون كثيرون ويجب ان نركب عربه، الأن أيقنت كم أنت ذكى .. لقد عرفت كل شئ ولم يبقى شئ لتعرفه.
فى هذه الأثناء ومرح مازالت تتحدث بسخرية، توقفت عربة سوداء تجرها مجموعة من الخيول .. فتح الباب وخرج منها رجل واقترب منا وقال:
مرحبا، أنا "رابى" جئت لاصحبكم الى مجلس الأميرة .. ان لم يكن لديكم مانع، تفضلوا !!!
صعدنا معه العربة دون جدال، فنحن بحاجة لتوفير الجهد والتعب فى البحث عن عنوان .. واى عنوان!!
الفضول بدأ يدفعنى لأسأله عن المدينة .. ولكنه اعتذر بلباقة وادب وقال:
اعذرونى، فأنا مكلف فقط بأيصالكم، ولا يسمح لى بخوض أي حديث معكم!!!
جوابه كان كافياً لأسكاتى، فلم أعلق.
اخذت العربة تشق طريقها فى شوارع المدينة التى هى من عجائب الزمان، وطوال الطريق التى سرنا فيها لم يلفت انتباهى أى اثار لتكنولوجيا او ماشابه، كل ما اراه يدل على ان هذه المدينة قد صممت بعيدا عن اشكال التكنولوجيا .. ولولا رؤيتى لمبانى وأثار مشابهة لتلك الموجودة فى عالم البشر، والتى تم بناؤها منذ عشرات السنين، لأعتقدت انى قد عدت للماضى قبل الاف السنين ..

توقفت العربة امام برج عال او مبنى دائرى، تحيط به الحدائق من كل الجوانب، كيفما اراه من الخارج! فهو برج عملاق تصميمه بسيط ومتواضع، لا يبدو عليه البذخ أو المبالغة فى أى شئ، وكل مايحيطه يبعث على الراحة النفسية، ويمنح الانسان شعوراً بأنه أمام متحف تاريخى قديم ... اقتربت من العربة فتاة، ورحبت بنا وطلبت ان ترافقنا قائلة:
" جئت لأرافقم أن لم تمانعوا"!!!
فقلت لها مازحاً لا أكثر:
نعم، نحن نمانع ...
ردت:
لكم الحرية فى ذلك، هل تفضلون ان يرافقكم احد اخر، ام ادلكم على الطريق وتسيرون وحدكم؟
فرأيت انها اخذت الموضوع بجدية! فقلت:
كلا، فقط اردت ممازحتك، نحن لا نمانع ان ترافقينا.
قالت :
تفضلوا ...
قلت:
هل استطيع ان اسألك ام انك ايضاً ممنوعة من الحديث معنا؟
اجابت بأدب :
"كلا لست ممنوعة من الحديث معكم، ولكنى أفضل ان لم تمانعوا ان تنتظروا لحظات، وستجدون من يجيبكم على كل اسئلتكم!!!
سرنا برفقة هذه الفتاة التى كانت غاية فى التواضع والادب ... مرح بقيت صامته تضم شفتيها على بعضهما علامة على عدم الرضا او انها تشعر بأن هذا الأستقبال لا يليق بها.
دقائق فقط واصبحنا داخل هذا البرج. فوجئت بما رأيت، فقد رسمت فى خيالى بأنى سأرى العجائب داخل هذا البرج كما حدث فى البيوت السابقة، والتى لا يعكس خارجها ما بداخلها، ولكنى أرى أن هذا البرج يختلف عن خارجه فى كل شئ، فالبساطة واضحة وبادية على كل شئ فيه، وبالرغم من بساطة الأثاث والديكور والمحتويات إلا اننى انبهرت من التناسق والنظام فى كل شئ .. فتحت لنا الفتاة المرافقة بابا من الصالة وقالت:
ارجو منكم ان لم تمانعوا ان تنتظروا قليلا فى مكتب الاميرة، وبعد دقائق ستكون هى فى صحبتكم ....
جلسنا واغلقت المرافقة الباب وذهبت، واخذت مرح تجول بعيونها فى كل ارجاء الغرفة والمكتبة المليئة بالكتب القديمة أو الجديدة، ولكنى اراها قديمة ..
سألت مرح:
الا تستغربين ان يكون هذا مسكن ومكتب مسؤولة المدينة؟ ترى كيف سيكون شكلها؟
رمقتنى بنظرة وكأن سؤالى لم يعجبها وقالت :
"هلا بتعرف"!!!
لحظات وفتح الباب، ودخلت منه فتاة تحمل بين يديها (صينية) عليها كأسين من الماء.
اقتربت من مرح وقالت لها:
"تفضلى ... "
هزت مرح رأسها بتكبر مشيرة بأنها لا تريد. تقدمت الفتاة نحوى وقدمت لى الماء وقالت:
"تفضل ... "
تناولت الكوب وشكرتها .. ووضعت الصينية على الطاولة وقالت لمرح :
"ان هذا اشهر مشروب فى المدينة وتقديمه عادة متبعة للترحاب، ولكن ان اردتِ ان احضر لكِ شيئاً اخر، فأنا على أستعداد"
تناولت مرح الكوب من الصينية، وكان يبدو انها تريد اختصار الحديث وإنهاءه وقالت:
"شكراً ....."
التفتت الفتاة الي وقالت:
"هل تود ان احضر لك شئ اخر"؟
قلت:
ان كان يوجد فى مدينتكم هذه شئ اسمه "قهوة" فسأكون شاكراً لكم؟
قالت:
"فى هذه المدينة يوجد كل شئ، كيف تشربها لأحضرها لك"؟
قلت:
حلوة شوية ان امكن ..
قالت:
"حاضر، سأحضرها حالاً .."
وخرجت الفتاة .. والتفت الى مرح وقلت لها:
الن تكفي عن حركات التكبر، رغم كل ما حدث لم يتغير فى طباعك شئ، لا تنسى اننا بحاجة اليهم يا ...
رفعت حواجبها وقالت بحدة:
"انا لست بحاجة لأحد، وهؤلاء ينفذون الأوامر الصادرة اليهم، ولن يتغير فى الوضع شئ سواء جاملناهم أم لم نجاملهم، ولو كانت الاوامر ان يعاملونا بطريقة مختلفة لفعلوا، وهم لا يفعلون هذا احتراما لنا، وانما لأنهم مرغمون على ذلك، ولست مضطرة ان اجاريهم على تفاهتهم.
قلت لها:
مرح، متى ستحضر الأميرة؟
قالت بغضب :
"لماذا تسألنى؟ هل قالوا لك بأنى وصيفتها؟ أسأل خدمها لتعرف!
قلت لها بأمتعاض :
ليش أنت زعلانه، أنا بسألك علشان علشان أنتِ صاحبة القوة الخارقة التى بتعرف كل شئ!!!
ردت ساخرة:
"لاياحبيبى متشألنيش، القوة الخارقة خلاصت زمان، وانا بطلت أعرف اشي، أعرف أنت وأحكيلى ..."
توقفنا عن الحديث مع انفتاح الباب ودخول الفتاة، وقد احضرت لى القهوة .. قالت:
"اهلا وسهلا بكم، انا اسمى (بندارا) ان لم تمانعو سأجلس لأتحدث معكم".
توقفت الفتاة عن الحديث وذلك بسبب ضحكة مرح التى جعلتنى اضحك رغم عنى، فمن نظراتها أدركت انها قرأت أفكارى بسرعة، وخاصة أسم "بندارا" ذكرنى بالبندورة. فأردت ان أقول "أنا أسمى خيار" ولكنى لم أفعل، ان قراءة مرح السريعة لأفكارى جعلها تضحك وتضحكنى معها، وأصبح الموقف محرجاً امام الفتاة التى لابد انها ظنت اننا نسخر منها ....
أعتذرت للفتاة بسرعة وقلت لها :
ان اسمك غريب نوعاً ما وهو ...
قاطعتنى قائلة:
"لاداعى للتبرير، لا يوجد مايسئ، أن لم تمانعوا سأكمل حديثى"
قلت لها:
تفضلى .....
ومرح مازالت تبتسم بخبث، وهى تتعمد ان تضحكنى لتحرجنى، كانت تتكئ بيدها وراسها على المكتب تداعب شعرها ولا تبالى بحديث الفتاة، مظهرة التكبر. كان واضحاً ان الفتاة تعمل على ان لا تظهر اي تأثر بتجاهل مرح المهين.
قالت الفتاة:
"انا على استعداد لأجيبكم على اسئلتكم، وان لم تمانعوا فتفضلوا بطرح الأسئلة التى تريديون منى الأجابة عليها"؟
غمزتنى مرح بطرف عينها، فهمت انها تريد منى ان اسأل .. فسألت الفتاة:
متى ستحضر كبيرة المدينة؟
قالت:
"لا توجد لهذه المدينة كبيرة حتى تحضر"
قلت:
اقصد المسؤولة او الرئيسة لهذه المدينة!!!
قالت:
"ايضاً لا يوجد مسؤولة لهذه المدينة، يوجد الكثير من المسؤولين والمسؤولات فى مجالات مختلفة فى المدينة، وليس على المدينة" .....
أعتدلت مرح فى جلستها بأستنفار، وبطريقة مستفزة خيل لى انها ستضربها وقالت بلهجة تهكم :
بيقصد بذلك الاميرة!!! "الست" الاميرة بتاعتك اللى جابونا عندها مطولة تتجى"؟
رمقت الفتاة مرح بنظرة أستخفاف وقالت:
"ان لم تمانعوا، أنا هى التى تتحدث معكم "
اشارت مرح باصبعها وقالت:
"أنتِ الأميرة"؟!
ردت الفتاة
"ان لم تمانعى ..."
وغزت علامات الأستغراب والمفاجأة وجه مرح، وعادت لتميل بجلستها مستخفة وغير آبهة بما يحدث.
أردت ان انقذ الموقف، فقلت للأميرة:
نعتذر لك، لم نميز انك الاميرة المقصودة، وإلا لكنا ... خانتنى الكلمات ولم أعلم ماذا أقول !!
ردت الاميرة:
"لا يوجد داعى للعتذار، لم يحدث شئ سئ، وكونى الاميرة لا يتطلب منكم معاملتى معاملة خاصة."
قلت لها:
عفواً أيتها الأميرة، لماذا نحن هنا وعندك أنتِ بالذات؟؟
قالت:
"تستطيع ان تنادينى بأسمي ... من مهمتى كأميرة للمدينة أن أرحب بالقادمين اليها، وأشرح لهم تعاليمنا والشروط المفروضة لبقاءهم فى هذه المدينة.
قلت لها:
ولكننا لسنا مجرد قادمين الى المدينة، ووضعنا يختلف بعض الشئ.
قالت:
"لا أجد أى أختلاف بينكم وبين أى قادم أخر"
قلت:
نحن لم نأتِ لهذه المدينة من أجل البقاء فيها.
قالت:
بقاؤكم أو خروجكم موضوع سابق لأوانه، وما يهمنى هو أنكم الآن فى المدينة، وبما أنكم دخلتموها، بالصدفة أو عن قصد، فمن واجبى ان اشرح لكم "التعاليم" ... اولا، هذه المدينة: من يدخلها لا يستطيع ان يخرج منها قبل انقضاء عام كامل على دخوله اليها. ثانياً ان قرر القادم اليها ان يبقى فيها، فأن قراره هذا يكون بحاجة لموافقة "المجلس" عليه، ليتم السماح له بالبقاء، والا يتم اخراجه منها بعد أنقضاء العام. ثالثاً إن "تعاليم" هذه المدينة مفدسة ولا يسمح بمخالفتها لأى كان. وإن تمت مخالفتها عن قصد، فمجلسي له الحق بأبعاد المخالف الى مدينة الشمس ليمضى هناك بقية العام، وبعدها يعود من حيث أتى ....."
ثم أردفت بالقول:
فى هذه المدينة لن يدخل أحد فى شؤونكم، ولن يسمح لكم بالتدخل فى شؤون الأخرين، كما أن لاجميع هنا حرية الأختيار فى كل شئ، ولا يسمح بمخالفة التعاليم. وهنا توجد فوارق بين الأشخاص فى طبيعة العمل والمهمات، مكانة الشخص يحددها بنفسه بناء على مايقدم للأخرين وللمدينة، ولا يوجد أحد أفضل من الأخر ... إن قدمتم أخذتم وأن لم تقدموا لن تأخذواشيئاً!!
تأفأفت مرح وقاطعتها قائلة:
: أسمعى ياباندارا، نحن لا يهمنا ان نسمع عن تعاليم مدينتكم، ولا عن أشخاصها، ولا نخطط للبقاء فيها لقد سرنا بارادتنا أو رغماً عنا لنصل الى هنا من قِبل من هم اعلى منك وأهم، فلا تضيعى وقتنا بأمور لا تهمنا ولن تهمنا. لقد جئنا من أجل هدف معين، وأصبحنا جزء من لعبة نلعبها مع كباركم، وان لم يبلغوك، فأنا التى ستبلغك: نحن جئنا للحصول على "قوة الشر"، فأن كان لديك ما تقولينه حول هذا الموضوع فتفضلى، وإلا فلا داعى لأضاعة الوقت بحديث سخيف.
أنهت مرح حديثها، وأرتسمت على شفاه باندارا ابتسامة صفراء، وقلت انا فى نفسى: "الله يستر من حروب النساء".
قالت باندارا:
"اسمعوا جيداً، من واجبى ان اشرح لكم عن تعاليمنا حتى لا تخالفوها، وان كان حديثى سخيف ولا يهكم فهذا شأنكم ... انتم الأن فى مملكة الشر، وأنا اميرة هذا الجزء من المملكة، وانا المسؤولة عنكم، شئتم أم أبيتم، وقد قلت لكم سابقا انكم بالنسبة لى قادمين، وقد تصبحون مواطنين، ولا فرق لدى بينكم وبين قادم اخر، مايهمنى هو انكم موجودون الأن فى المملكة، وستكونون تحت مسؤوليتى لمدة عام .. قدمت لكم الأحترام الذى يليق بكم ، واتشرف ان سنحت لى الفرصة بتقديم المزيد من الأحترام، ان لم تمانعوا، سأشرح لكم تعاليمنا حتى تتكيفوا معها ...
قاطعتها مرح بأستخفاف:
"نحن نمانع" !!!
ابتسمت باندارا وقالت:
"هل تريدن ان استدعى شخصاً اخر غيرى ليشرحها لكم" ..
قالت مرح:
"لا داعى فتعاليمكم لا تهمنا" ..
قالت باندارا:
"ربما تريدون الحصول عليها مكتوبة لتقرأوها بلغاتكم الأصلية"
قالت مرح:
"وايضاً لا يوجد لدينا وقت لنقرأ" ..
قالت باندارا:
"هل لديكم اقتراح لطريقة ما لنوصل اليكم تعريفاً بتعاليمنا؟"
ردت مرح.
"نعم ، نقترح ان لا تضيعى وقتنا"
قالت باندارا:
"هل هناك ما استطيع ان اقدمه لكم؟"
قالت مرح :
"فقط دلينا على الطريق لقوة الشر ونكون شاكرين لحضرتك"
قالت باندارا:
"عن اية "قوة شر" تتحدثين؟"
قالت مرح:
" قوة الشر الموجودة فى مملكة الشر، والتى نحن فيها الان، ومن اجلها جئنا، وانت تعرفين ذلك جيداً وإلا لما وصلنا اليكِ".
قالت باندارا :
"ان لم تمانعى فصيغى سؤالك بطريقة اخرى فربما فهمته"
قالت مرح بلهجة فيها بعض السخرية:
"ان لم تمانعى فدلينا على الطريق"
ردت باندارا:
"انا امانع" !!
قالت مرح:
"وهل من قوانين اللعبة ان لا تدلينا؟"
قالت باندارا:
"انا لا تهمنى قوانين لعبتك ، وما يهمنى هو تعاليمنا"
قالت مرح :
"اذا سنبحث عن غيرك ليدلنا، وشكراً لضيافتك"!!!
قالت باندارا:
"رافقتكم السلامة"
وهزت مرح كتفها علامة الاستخفاف واللامباللاة ، وتوجهنا الى الباب وقالت:
"هيا يا حسن لنذهب" ..
نظرت انا الى باندارا، محاولا تلطيف الجو وقلت لها:
"لا تؤخذينا ايتها الاميرة"
أبتسمت الاميرة ، ورمقتنى مرح بنظرة حادة وقالت وهى تمسك بمقبض الباب:
"تفضل قدامى"
وجدت نفسى بلا قرار، فانا بين نارين ، نار الأميرة الهادئة المتوضعة، ونار مرح ، التى بذلت كل ما فى جهدها لأستفزازها ... خرجت منساقاً خلف مرح، لنخرج من البرج ، ونسير فى الحديقة ، ونصل الى الشارع لنصبح وحدنا ، وحينها وجدت الفرصة لانفس عما بداخلى، فقلت لها:
"لماذا تصرفتِ معها هكذا؟ والى متى ستبقين متعجرفة مع الأخرين اما كان من الأفضل ان تتصرفى بطريقة بطريقة اخرى؟ الم تتحدث معك "باندارا" بمنتهى الأدب والأخلاق والأحترام؟ سوف تصيبنى تصرفاتك بالجنون، الا تجيدين إلا اهانة الاخرين واستفزازهم كفى يامرح ارجوك .. كفى .. أين ذهب دهائك فى التصرف ..
قالت مرح:
"هل بقى لديك شئ اخر لتقوله يا استاذ الادب والأخلاق، انا اتصرف كما يحلو لى، وبما أراه مناسباً، وانا لا احب هذا النوع من النساء، لا أحب أهل هذه المدينة، وكلمة " أن لم تمانع" اجدها من الكلمات السخيفة التى لم تذكر ولن تذكر فى قاموسى، فأنا مرح وان اردت شيئا احصل عليه، مانع الأخرون ام لم يمانعوا ... فلم النفاق؟ اميرتك المتواضعة باندارا تعلم جيداً ماذا تريد، وانا أعلم انها تعلم، وهى تعلم اننا نعلم انها تعلم ماذا تريد، أذا لا داعى للنفاق ولعبة التواضع المبالغ فيها ....
قلت لها.
تفضلى يامرح يا ابنة الجن، يافريدة زمانك وقولى ماذا يجب ان نفعل الان ؟؟
قالت:
"سنسير فى خطين ، الخط الأول يتمثل فى البحث عن "قوة الشر" بكل الطرق الممكنة حتى نجدها، والخط الثانى وهو الاهم والذى يجب ان لا يشك به احد، يتمثل فى أيجاد مخرج يعيدنا الى عالم البشر بسرعة، فإن نجحنا نكون قد افلتنا من قبضتهم، وخرجنا من هذه اللعبة القذرة، التى يتحكمون بصغيرتها وكبيرتها، وان وصلنا الى عالم البشر، فأستطيع ان احميك واحمى نفسى، وانا بارعة فى ذلك، وحتى تسنح تلك الفرصة، فسنبقى (فئران تجارب) شئنا ام ابينا."
سرنا من شارع الى اخر، وفى كل شارع أعجوبة وأعجوبة، هذه المدينة فى صغيرتها وكبيرتها، اعجوبة من عجائب الزمان، ان اللغة بكل تعابيرها لم تخلق لتصف اسطورة هذه المدينة....
ارهقنا السير على الاقدام واخذنا الوقت وحل الظلام واصابنا النعاس، اكلنا وشربنا من الاشجار المصطفة على جانبى الطريق، والتى تحمل الاف انواع الثمار، وشربنا من الواحات المنتشرة، ونمنا تحت احدى المظلات حتى أشرقت الشمس من جديد وعدنا للسير بلا هدف نبحث عن لا شئ .. كانت فى طريقنا عشرات العربات الجميلة المزخرفة والتى تجرها خيول بيضاء تقف على جوانب الطرقات حيث اعد لكل منها مكان خاص صمم من اجلها.
لمعت برأسى فكرة: لماذا نرهق أنفسنا بالسير على الأقدام، ونحن بأمكاننا ان نركب احدى هذه العربات . لم تمانع مرح، فاقتربنا من احدى العربات وركبنا فيها، وانطلقت الخيول تسير على الطرقات المرصوفة بقطع الفسيفساء الصغيرة الملونة، والتى تشكل مئات الرسومات المتتابعة، ووقع اقدام الخيول عليها كأيقاع موسيقى، ولكن تلك الرتابة لم تستمر طويلا، فسرعان ما انطلقت الخيول بسرعة تسابق الريح، لا ابالغ ان قلت انها طارت، لم ندرِ كيف نوقفها او لماذا جن جنونها .....

قلت لمرح:
أوقفيها ارجوك ستقتلنا !!!!
قالت مرح:
"فى عالمى لا يوجد مثل هذه العربات، اما فى عالم البشر فتوجد ... اوقفها أنت ...."
وفى اقل من دقائق توقفت العربة فى حديقة برج الاميرة "باندارا" ، لتطل علينا الاميرة وتقول:
"احد تعالم مدينتما التى رفضتم ان تعرفوها: (لا تاخذوا شيئا ليس لكم) اذهبوا رافقتكم السلامة ان اردتم.
خرجنا من العربة وعدنا نسير على اقدامنا من نفس الطريق مرة اخرى، وضاع تعب يوم كامل، سرنا وسرنا ساعات طويلة وتوقفنا امام لوحة حجرية كبيرة جداً، نقشت عليها رموز ورسومات وكلمات بلون الذهب الممزوج باللون الاحمر ....
سألت مرح :
هل هذه مكتوبة بلغة الجن؟؟
"قالت مرح كلا انها ليست من لغات عالمى، ولا تشبه اى لغة من مئات اللغات للبشر القديمة والجديدة، انها لغة غريبة لم اعهدها من قبل"
بجانب اللوحة كانت اشجار فى غاية الجمال ، تحمل ثماراً بأشكال مختلفة تشبه قليلاً ثمر "التين" ....
مددت يدى واكلت واحدة، وكذلك فعلت مرح ، زما هى إلا ثانية حتى صابنى دوار رهيب ، ورأيت مرح تسقط امامى على الأرض، حاولت رفع رأسى، ولكن دون جدوى، فقد سقطت ارضاً، اغمضت عيني، وبدأ الدوار يزول تدريجياً .. فتحت عيونى لأجد نفسى بجانب مرح ، وحولنا مجموعة من الأشخاص فى حديقة الأميرة باندارا.
اطلت الاميرة باندارا مبتسمة كعادتها وقالت:
"حظكم أننا نراقبكم وقمنا بأنقاذكم وإلا لكنتم بقيتم فاقدي الوعى والأدراك ماحييتم ... احد تعاليم مدينتنا والتى رفضتم ان تعرفوها: " تعاليم الشر كثيرة وثمارها لذيذة ابتعدوا عنها ان لم تمانعوا"
والأن رافقتكم السلامة ان اردتم ..."
وعدنا نسير من حيث بدأنا انظر فى وجهه مرح المكابرة واقول لها:
تعالى نعود ونطلب من الأميرة باندارا ان تشرح لنا عن قوانين مدينتها.
لكن مرح رفضت بكبرياءها المعهود ......
سرنا نبحث عن لا شئ ، وأكلنا من الثمار التى نعرفها وأبتعدنا عن تلك الثمار التى لا نعرفها تحسباً لاية مفاجأة.
حل الظلام وغشى النعاس عيوننا، وجلسنا لنأخذ قسطاً من الراحة تحت احدى المظلات المضاءة بفوانيس ينبعث منها لون أحمر خافت، أمتزج لونه مع نور القمر ليشكلا معاً لوناً تثمل له العقول، وأخذنا نضحك على ما حدث معنا، اجواء المكان والاضاءة اثارت بداخلى الشهوة لجسد مرح الذى امتزج لونه بضوء الفوانيس الاحمر مع شعاع القمر، وقبل ان اقترب منها اقتربت هى وقبلتنى قبلة انستنى ماحدث فى الماضى وما سيحدث فى المستقبل، قبلتها وقبلتنى عانقتها وعانقتنى وبنار الشهوة الهبتها والهبتنى ...

ازدادت حدة النور الاحمر المنبعث من الفوانيس اكثر واكثر، ليحول كل شئ الى اللون الاحمر، واقترب القمر اكثر واكثر ليكمل امتزاج الألوان ولتصيبنا حالة من الهستيريا ... ابدأ بخلع ملابسها، وكذلك هى اصابتنى حالة من الهلوسة وكأن مسا قد اصاب عقلى، لا ادرى ماذا فعلت وماذا حدث لم اصحو إلا وقد عبق انفى بروائح شذية لم اعهدها من قبل ووجدت نفسى وقد اشرقت الشمس ومرح تستلقى على الارض الى جانبى، لم تصح بعد والجزء الاكبر من جسدها مازال مكشوفا.
نظرت حولى لأتفاجأ اننا فى حديقة الاميرة باندارا ولكن لا احد حولنا ... ايقظت مرح فقامت مذهولة، جلسنا مذهولين لا نتكلم ، وفى عقولنا مئات الاسئلة .. ماذا حدث!! وبعد مايقارب النصف ساعة حضرت الاميرة باندارا مبتسمة كعادتها ، واثقة فى خطاها فى عينيها بريق جذاب ، ابتسامتها ساحرة ، جسدها يشبه جسد مرح نوعا ما، شعرها قصير وبرغم ان مرح اجمل منها بكثير إلا ان جمال الاميرة يتميز بجاذبية تشد النظر والعقل ..
كان واضحا انها تعمدت الا تحضر حتى نصحو ونلملم انفسنا لكى لا تحرجنا، اما مرح ففور رؤيتها لباندارا اخذت تقوم ببعض الحركات لتظهر مفاتن جسدها متظاهرة بأنها لا ترى الاميرة وبما اننى اصبحت خبيراً بتصرفات مرح فهمت انها تحاول ان تغيظ الاميرة، وتطهر لها انها اجمل منها بكثير ....
ويبدوا ان الاميرة باندارا قد فطنت لما تحاول مرح ان تظهره، فارتسمت على شفاهها ابتسامة ماكرة وقالت


يتبع>>>>>>الحلقه 51



 توقيع : البارونة

البارونة


رد مع اقتباس
قديم اليوم, 03:18 PM   #50


الصورة الرمزية البارونة

 عضويتي » 1746
 جيت فيذا » 13 - 7 - 2024
 آخر حضور » اليوم (03:27 PM)
 فترةالاقامة » 103يوم
مواضيعي » 15
الردود » 950
عدد المشاركات » 965
نقاط التقييم » 250
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 17
الاعجابات المرسلة » 6
 المستوى » $27 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهAlbania
جنسي  »  Male
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل 7up
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةNGA
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور البارونة عرض مجموعات البارونة عرض أوسمة البارونة

عرض الملف الشخصي لـ البارونة إرسال رسالة زائر لـ البارونة جميع مواضيع البارونة

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

البارونة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية رعب في النت زوجتي من الجن




الحلقة 51

( الأعتذار للأميرة)


من حسن حظكم اننا اخرجناكم من دائرة القمر الأحمر في الوقت المناسب وإلا لفقدتم عقلكم الى الأبد .... أحد تعاليم مدينتنا والتي رفضتم ان تعرفوها، أنه حيث يمتزج نور القمر بالنور الأحمر يتحول النور الى ظلام، فأبتعدوا الأن ان لم تمانعوا .... والأن رافقتكم السلامة.
وقفت مرح على قدميها وسارت بسرعة وقالت بنبرةالامر الحاسم:
هيا ياحسن !!
علمت أنها لا تريد أن تمنحني فرصة للبدء بأي حديث مع الأميرة ... سرنا من حيث بدأنا، فأخذت أضحك وشر البلية ما يضحك، وقلت لمرح:
هل يمكن أن أحدثك ( إن لم تمانعي) ؟؟؟
ابتسمت مرح وقالت :
تفضل (أنا لا أمانع) ؟؟
هل يمكن ان تخبريني ماذا ستفعلين الأن "ان لم تمانعي"؟
بصراحة إن لم تمانع فأنا لا أعرف؟؟
لدي أقتراح، لماذا لا نبقي في حديقة الأميرة بدلا من ان نعود اليها مرغمين "ان لم تمانعي"
هل يمكن ان اطلب منك ان تخرس "أن لم تمانع"
لدي خطة "إن لم تمانعي" اعود أنا الى الاميرة، فربما استطيع ان اكشف بعض الاسرار؟؟
قالت مرح ساخرة:
اي نوع من الاسرار تريد ان تكشفه لدى الاميرة، أخبرني "ان لم تمانع"؟
كل انواع الاسرار وخاصة تلك الاسرار البارزة والتي اتوق لكشفها طبعاً ان لم تمانعي؟
أكيد باندارا لن تمانع ان تكشف اسرارها البارزة والغير بارزة .. هيا عد اليها يا "حسن ياابو النسوان" وان لم تمانع سأقصف رقبتك.
والان يامرح ماذا سنفعل؟ هل سنسير في طرقات المدينة (ان لم تمانعي) الى مالا نهاية.
وعلى ماذا تستعجل، فلدينا عام كامل نقضيه في هذه المدينة كما قالوا، فدعنا نرى ماذا سيحدث.
سرنا من طريق الى اخر ، واخذنا نحذر كل شئ ، ونتخيل ان كل شئ في هذه المدينة مسحور، ويعيدنا الي حديقة الاميرة ....
اقتربنا من احدى الطرقات العريضة المرصوفة بالذهب،وعلى جانبي الطريق لوحات رخامية سوداء صغيرة وكبيرة تحوي كتابات بمئات اللغات خطت بلون الذهب إمتدت على مسافة مئات الامتار، والعجيب اننا استطعنا قراءة الكتابات من حيث نقف ....
قلت لمرح:
هيا ندخل هذه الطريق فهي حتماً مسحورة وستعيدنا الى حديقة الاميرة ....
ضحكت مرح وقالت:
لدي نفس الشعور، ان دخلنا هذه الطريق فسنعود الى سمو "ان لم تمانعوا".
واتفقنا ان لا ندخلها وسرنا من طريق اخر ولكن بعد مرورنا بعشرات الطرقات تكررت رؤيتنا لطرق مذهبة مشابهة لتلك الطريق التي رأيناها في السابق.
ضحكت مرح وقالت:
هيا ياحسن لنعود الى بندارا
دخلنا الطريق ونحن نضحك .. ولكن دقائق مرت دون ان يحصل شئ .. وسرنا اكثر واكثر، وادركنا ان الطريق فعلا مسحورة فهي لا تنتهي.

مرت ساعات ونحن نسير، ولكن دون جدوى، يبدو ان الطريق تسير معنا او اننا لا نسير ونظن اننا نسير، وبدأت الشمس تنسحب معلنة موعد الغروب
وما ان مال قرص الشمس الى الاحمرار حتى عكست الطريق صورة قرص الشمس لنصبح نحن داخل قرص الشمس او ان الطريق تحولت الى شمس، ولم نحتمل اقتراب الشمس منا ولم نستطع ان نخرج من الطريق، وبدأنا نشعر ان الشمس تأخذنا معها . . . .


دوار، صداع، هلوسة، لم نقاوم ، خيط رفيع من الامل وهو الذي تبقى لنا . . أن تتدخل الأميرة بندارا لتخرجنا ولكن الاميرة لم تتدخل . . . .
ازداد العذاب ومر الوقت، وانتهى الكابوس ولا ادري ماذا حدث وكيف وصلنا الى حديقة الاميرة، واطلت الاميرة من جديد وقالت:
من حسن حظكم اننا اخرجناكم في الوقت المناسب وإلا لذهبتم مع الشمس
فمن تعاليم مدينتنا والتي رفضتم ان تفهموها " انه حيث يلمع بريق الذهب بغروب الشمس ينعكس الشر، فابتعدوا عنه ان لم تمانعوا" والان قبل ان اقول لكم مثل كل مرة "رافقتكم السلامة ان اردتم"، أذكركم بانكم خرقتم تعاليم مدينتنا أربع مرات، وربما لم يبقى امامكم إلا فرصة او اثنتين، وربما عشرة او الف، وعندها ستجدون انفسكم في مدينة الشمس، وربما لم يعد هناك مجال لخطأ جديد، او ربما كان، فهذا يعود اليكم الان . . . رافقتكم السلامة ان اردتم.
وعادت الأميرة من حيث أتت، والتفتُ الى مرح لأجدها مازالت في دوار، وخاصة انها لا تحتمل الشمس ولم تعتد عليها من قبل، وقلت لمرح:
أعتقد اننا وصلنا الى النهاية، ويجب ان نواجه الحقيقة، فكل الطرق تعيدنا من حيث بدأنا . فلا داعي لمزيد من التيه وتجربة الشمس الأخيرة كافية لي ولكِ واثارها مازالت على محياك، انه من الجنون ان نستمر بهذه الطريقة.
فقالت مرح وقد بدى على صوتها الارهاق والتعب:
حسن لقد دخلنا لعبة خطرة منذ البداية، وانت وافقت على ان تسير خلفي وتترك لي معالجة الامور بالطريقة التي أرتأيها، فدعني أفعل ذلك بطريقتي وثق أني أعلم ماذا أفعل وماذا سأفعل.
فقلت لها:
مرح . . . ولكن . . . .
قاطعتني وقالت:
بدون ولكن !!!

افعلي ماشئتِ، فوالله لن تقودينا إلا الى الجحيم يامرح ....
ان لم تمانع .... سأفعل.
لا امانع يامرح .......
سرنا من جديد، وخضنا تجارب جديدة في هذه المدينة الفريدة، التي أصبحت أشك في كل شئ فيها، فمانكاد نقترب من شئ، حتى نجد أنفسنا قد عدنا دون أن ندري ، وبعد ان تلقنا درساً، الى حديقة الأميرة بندارا، لتطل علينا وتعيد الموشح المعروف، وتختمه بكلمة أخيرة ... رافقتكم السلامة.
عشرات المرات عدنا الى حديقة المدينة، وبدأنا من جديد ... أنعكاس النجوم في الماء وتكرارها "شر"
كثرة الظلال للشئ الواحد "شر"، الصوت المتقطع وصداه شر، وغير ذلك الكثير في عالم الغرائب هذا ......
تعاليم المدينة التي تحرم الاقتراب من هذه الأشياء وتترك لشخص حرية الأقتراب منها إن هو شاء .... برغم المحاولات الفاشلة التي استمرت اكثر من ثلاثة أسابيع إلا ان مرح لم تمل المحاولة من جديد والاميرة بندارا أيضاً لم تمل من أستقيالها لنا يوميا، لتعيد علينا نفس الكلمات، ويبدولي ان مايحدث ماهو إلا نوع من تحدي الكبرياء بين الاميرة بندارا، والجنية مرح ... لم أعد أقوى على احتمال المزيد من هذا الجنون، وهنا قررت ان أتوقف، وان لا استمر في اللعبة ... قلت لمرح :
- لن أتحرك من هنا ، لا تحاولي ان تقنعيني ، لقد تعبت وكفاني ما حدث.
حاولت مرح ان تقنعني بضرورة الأستمرار حتى النهاية مهما كلف الثمن، لكني أغلقت أذناي حتى لا أسمع، وحاولت مرح ان تقنعني اكثر من مرة، ولكني رفضت ورفضت، حتى يئست مرح من محاولة اقناعي، وقالت بلهجة حزينة:
- حسن أرجوك، أسمعني جيدا، انا بحاجة أليك مثلما انت بحاجة الي، ان توقفت الان ستدفع الثمن غاليا، يجب ان نحاول ونحاول حتى نجد شيئا، افهمني ارجوك .....
- لن أتحرك من هنا مادمت سأعود الى هنا، وقد تعبت من مجاراة غرورك وكبريائك ....
- إذا ماذا تقترح ان نفعل ايها المجنون.
- نجلس مع الاميرة بندارا ونعتذر لها لتعرفنا قوانين هذه المدينة، بدا إضاعة الوقت والجهد وماستعنيه من الم .....
- ان كنت تصر، فتعال نقوم بمحاولة أخيرة، وإذا فشلنا فأفعل ما شئت.
- رغم قناعتي بأنها مضيعة للوقت إلا اني موافق.
بدأنا نسير طريقنا من جديد، إلا ان مرح هذه المرة لم تعد تبحث عن طريق جديدة، بل عادت الى المواقع القديمة والتي جربناها من قبل، وكانت تعيدنا الى الحديقة، واخذنا نتجول في نفس المواقع عدة مرات وانا لا أفهم ما الذي يدور في خاطر مرح ولماذا تفعل هذا .....
توقفت مرح وقالت لي :
- حسن لا اعتقد انك ستنسحب لتعطيها فرصة لتشمت بي، سنكرر المحاولة عدة مرات حتى ننجح.
- لقد أتفقنا مرة واحدة ومن ثم تتنازلين عن غرورك .
- لست انت الذي يقرر، ستفعل ما امرك به، "وخليك شاطر علشان ما ازعل منك"
- لن يحدث هذا يامرح ......
- سترى من الذي يقرر في النهاية، انت يا ابن البشر ام مرح.
قلت لها ردا على أستفزازها وغرورها:
- لقد قررت وسأعود الان الى الحديقة وافعلي ما شئتِ أيتها المغرورة ....
ضحكت ساخرة وقالت :
- تفضل عد أيها المهزوم !!!
قلت لها :
- أذهبي الي الجحيم

وعدت ادراجي الى الحديقة. واخذت تصرخ علي :
- حسن لا تفعل، لا تدعها تشمت بنا ايها الغبي الحقير، لا تفعل.
وصلت الى الحديقة وهي مازالت تشتم وتطلب مني التراجع، وان لا اترك فرصة لبندارا لتشمت بنا، توقفت والتفت الى الخلف وقلت لها :
- مرح ... غرورك وكبريائك وعجرفتك ستدمرنا .....
- حسن، أتريد ان نعتذر لها، لا تكن مجنونا، ستشمت بنا ان فعلنا .....
- لا تعتذري حتى لا تشمت بك، سأعتذر انا عني وعنك، فأنا لا يهمني، هيا فلا خيار امامك لقد قررت ولن أعود عن قراري ......
ويبدو ان مرح استسلمت للامر الواقع ودخلت معي البرج، وأستقبلتنا الفتاة وادخلتنا لمكتب الأميرة، وبعد لحظات دخلت الأميرة وجلست وقالت :
- اهلا وسهلا بكم، يشرفني انكم عدتم.
قلت لها :
- أيتها الأميرة .....
قاطعتني وقالت :
- نادني بأسمي ....
قلت لها :
- عني وعن مرح نعتذر لك عما بدر منا من خرق لتعاليم مدينتكم، ونتمنى ان تقبلي اعطاءنا فرصة جديدة لنتعرف على تعاليم مدينتك حتى لا نخالفها.
ابتسمت وقالت:
- قبلت أعتذارك انت، ولكني اود ان اسمع منها ان كانت موافقة علي هذا الأعتذار؟
قلت :
- نعم هي موافقة.
قالت الأميرة لها:
- اصحيح انك موافقة؟
اشغلت مرح نفسها بمداعبة شعرها واللعب بأظافرها دون مبالاه، وهي تتظاهر بانها لم تسمع ...
كررت الاميرة كلامها لمرح عدة مرات، وبقيت مرح تتجاهل ما يحدث بطريقة أستفزازية ...
صرخت بمرح :
- مرح .. مرح .. الا تسمعين !!!
التفتت مرح وهي تبتسم وقالت :
- مالك ياحبيبي على شو زعلان ؟؟
قلت:
- الأميرة تسألك ان كنت توافقين على الأعتذار؟
قالت بأستخفاف :
- أنا أعتذر؟ شو الي بتحكيه ياروحي؟
قلت بلهجة هادئة محاولا ان الطف الجو :
- الأعتذار للأميرة لأننا خالفنا تعاليم مدينتها !
قالت :
- شو صارلك ياحبيبي؟ انت بتعرف ان مرح ما بتعتذر لحدى مين ماكان يكون .
هنا علمت ان مرح خدعتني ... وابتسمت الأميرة وعيونها تشع غيظاً وقالت :
- كونته ياصغيرتي، كانت لديك الفرصة لأن تنتصري علي ولكنك خسرتي، فلا تكابري ..
قالت مرح بأستخفاف أكبر :
- ياحبيبتي ... هيك شاطرة وبتعرفي اسمي، ليش ماناديتيني فيه من الأول، بس ياريت تناديني بأسم مرح علشان بيلبقلي اكثر.
سخرية مرح من الآميرة بهذا الشكل انذرت بحدوث حرب لابد منها، ولا يمكن تفاديها، ولم يكن بأمكاني عمل شئ سوى الأنتظار والترقب ..
ردت الاميرة وكان واضحاً أنها مستفزة :

يتبع>>>>>>>الحلقة 52




 توقيع : البارونة

البارونة


رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد  إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الين, النت, رعب, رواية, سويتي

جديد منتدى همس للقصص وحكايات وروايات

رواية رعب في النت زوجتي من الجن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

الأعضاء الذين قاموا بتقييم هذا الموضوع : 0
لم يقوم أحد بتقييم هذا الموضوع


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


Google Pagerank mérés, keresőoptimalizálás

 

{ إلا صلاتي   )
   
||

الساعة الآن 10:23 PM



جميع الحقوق محفوظه للمنتدى
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

SEO by vBSEO